قال محمد أنيس، الخبير الاقتصادى، إنه على مدار العامين الماضيين كان الاقتصاد الوطنى يعانى من عدة مشكلات، أبرزها نقص العملة الأجنبية فى القطاع المصرفى المصرى، وبعد توقيع الاتفاق الاستثمارى الأضخم فى العصر الحديث المتمثل فى مشروع رأس الحكمة، ثم ما لحق به من ثلاث اتفاقيات دولية أخرى مع صندوق النقد الدولى، والبنك الدولى والشراكة مع الاتحاد الأوروبى، غيّرت جميع المؤسسات الدولية نظرتها إلى الاقتصاد الوطنى.

وأكد «أنيس» لـ«الوطن» أن ما حدث بعد توقيع اتفاقية رأس الحكمة حدث مغاير تماماً لقواعد اللعبة الاقتصادية فى مصر، مضيفاً أن الاستثمار الخاص برأس الحكمة وما لحق به من اتفاقيات أدى إلى تغيير النظرة المستقبلية من قِبل وكالات التصنيف الائتمانى الثلاث «موديز وفيتش وستاندرد آند بورز»، مما أسهم فى إزالة حالة عدم اليقين، التى كان تسيطر على نظرتها إلى الاقتصاد المصرى، التى كانت مذكورة فى كل تقاريرها على مدار السنتين الأخيرتين فى ما يخص المؤشرات المالية للاقتصاد الكلى المصرى. وأشار «أنيس» إلى أنه لأول مرة منذ عامين تقوم أكبر وكالتين للتصنيف الائتمانى «فيتش وموديز» بتغيير نظرتهما للاقتصاد المصرى فى أقل من شهرين من سلبية إلى إيجابية، مؤكداً أنه من المنتظر خلال الأيام القليلة المقبلة أن تُصدر «ستاندرد آند بورز» تقريراً تعدّل فيه نظرتها إلى الاقتصاد المصرى إلى إيجابية. وأوضح أنه من المتوقع أن تقوم الوكالات الثلاث بترقية النظرة المستقبلية للاقتصاد المصرى خلال الفترة المقبلة، وهذا ما يخص وكالات التصنيف الائتمانى.

وقال إن مصر قامت بتوقيع الاتفاق مع صندوق النقد الدولى فى أواخر عام 2022، وكان المبلغ المتفق عليه زهيداً، حيث بلغ نحو 3 مليارات دولار، وكانت هناك مجموعة من الإصلاحات تتطلب سيولة دولارية كبيرة لتنفيذها بكفاءة عالية، وفى هذا الوقت كانت مصر تعانى من نقص كبير فى السيولة الدولارية، لكن حدث تعثّر للاتفاق فى هذا الوقت، مضيفاً أن مشروع رأس الحكمة كان عاملاً رئيسياً فى إتمام الاتفاق مع صندوق النقد الدولى.

وتابع أنه حين تم توقيع اتفاقية رأس الحكمة، أدرك صندوق النقد الدولى أن مصر قادرة على تنفيذ برنامج الإصلاح الاقتصادى، لما ترتب عليه من توفير سيولة دولارية تخطت حاجز الـ35 مليار دولار، مما دفع صندوق النقد الدولى إلى زيادة قيمة الدعم المقدّم إلى مصر من 3 مليارات دولار إلى 8 مليارات دولار. وأكد «أنيس» أن كل ما تم ليس منحاً وإنما شراكات استراتيجية لتمويل مشروعات تنموية، وهذا أمر مغاير نتيجة إعادة الانضباط للمؤشرات المالية، وهذا يُعطى الثقة للمؤسسات الدولية فى مصر.

وقال السيد خضر، الخبير الاقتصادى، إن الإشادات الدولية بالاقتصاد المصرى، نتيجة الجهود التى بذلتها الحكومة فى السنوات الأخيرة لتعزيز الإصلاحات الاقتصادية وتحسين البيئة والمناخ التشريعى الاستثمارى، وبالتالى اتخذت الدولة المصرية الكثير من الإجراءات التى تسهم فى تعزيز الإشادات من كبرى المؤسسات المالية والاقتصادية. وأكد «خضر» أن ما قامت به الحكومة من تنفيذ برنامج واسع النطاق للإصلاح الاقتصادى، بما فى ذلك إصلاحات فى السياسات المالية والنقدية والاستثمارية، التى شملت تحرير سعر الصرف وتقليل الدعم الحكومى وتحسين مناخ الاستثمار، وتحسين الميزانية والدين العام من خلال تحقيق تحسّن كبير فى موازنة الدولة المصرية وتقليل العجز المالى عبر الاتجاه إلى تنفيذ سياسات التقشّف وزيادة الإيرادات خلال المرحلة المقبلة، كل هذا دفع إلى تغيير نظرة المؤسسات الدولية إلى الاقتصاد المصرى. وأضاف أن ما تم اتخاذه من إجراءات لإعادة هيكلة الدين العام لتحقيق استدامة مالية أفضل، وتحسين بيئة الاستثمار فى مصر، من خلال تبسيط الإجراءات البيروقراطية وتوفير الحوافز للمستثمرين والعمل على تقليل الروتين الإدارى المعقّد وإنشاء مراكز خدمة المستثمرين لتوفير خدمات متكاملة وسريعة، مما أدى إلى تغيير النظرة المستقبلية للاقتصاد المصرى من قِبل المؤسسات الدولية.

وتابع أن مصر شهدت نمواً اقتصادياً قوياً فى السنوات الأخيرة، مما يعكس الجهود المبذولة فى تعزيز القطاعات الاقتصادية المختلفة، مثل السياحة والتصنيع والبناء والتشييد، وبالتالى هذه العوامل وغيرها أدّت إلى تحسين الصورة الاقتصادية لمصر وزيادة الثقة الدولية فى اقتصادها.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: صندوق النقد البنك الدولي اقتصاد مصر صندوق النقد الدولى الاقتصاد المصرى إلى الاقتصاد رأس الحکمة

إقرأ أيضاً:

بالفيديو.. الحمصاني: مصر وفرت كل الإمكانيات اللازمة لجذب المستثمرين في مجال الطاقة المتجددة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المستشار محمد الحمصاني، المتحدث باسم مجلس الوزراء، إن لقاء الدكتور مصطفى مدبولي رئيس الوزراء مع مفوضة الاتحاد الأوروبي لشئون المتوسط دوبرافكا سويتشا، يأتي في إطار متابعة المسؤولة الأوروبية لجهود تنفيذ الشراكة التنفيذية والشاملة مع مصر والتي تم توقيعها في مارس 2024.

وأضاف "الحمصاني" في مداخلة هاتفية لبرنامج "هذا الصباح" على فضائية "إكسترا نيوز" اليوم الاثنين، أن مصر وقعت مع الاتحاد الأوروبي العديد من الاتفاقيات في مجال الطاقة المتجددة وخاصة الهيدروجين الأخضر، مضيفا أن الشراكة مبنية على احتياجات السوق الأوروبي للهيدروجين الأخضر وبالتالي يمنح مصر فرصة كبيرة لإنتاج الطاقة المتجددة وتصديرها لدول الاتحاد الأوروبي.

وتابع، أن هناك توافقًا كبيرًا بين مصر والاتحاد الأوروبي على أهمية تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ودعم حل الدولتين، موضحًا أن تحقيق الاستقرار في المنطقة سينعكس إيجابيًا على جهود التنمية وعلى أمن دول الاتحاد الأوروبي.

وأردف، المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن هناك نوعًا من التلاقي في الأهداف والمصالح المشتركة بين الجانبين في مختلف القضايا الإقليمية وعلى رأسها الوضع في الأراضي الفلسطيني المحتلة، مضيفًا أن حالة عدم الاستقرار تنعكس في وجود حالات هجرة غير شرعية وأي اضطرابات في الشرق الأوسط بحكم العوامل الجغرافية تؤثر سلبًا على دول الاتحاد الأوروبي.

وأشار إلى أن مصر تربطها علاقات استراتيجية مع الاتحاد الأوروبي وتتعاون في العديد من القطاعات مثل الطاقة المتجددة وتكنولوجيا المعلومات والتعليم والمعرفة، موضحًا أن مصر توفر كل الإمكانيات اللازمة لجذب المستثمرين في مجال الطاقة المتجددة، كما أن مصر تعمل في الوقت نفسه على تنويع مصادر الطاقة لديها بحيث يتم تدريجيًا زيادة الطاقة المتجددة من إجمالي الطاقة التي تنتجها مصر.

مقالات مشابهة

  • ختام فعاليات التدريب المصرى الهندي المشترك إعصار- 3
  • بالفيديو.. الحمصاني: مصر وفرت كل الإمكانيات اللازمة لجذب المستثمرين في مجال الطاقة المتجددة
  • صندوق الإسكان ينفي تخويله أي جهة تدعي ترويج معاملات الاقتراض
  • صندوق النقد الدولي يؤكد دعمه للعراق في تطوير السياسات المالية
  • بأمر الطباطبائي القضاء الولائي يعيد القيادي في تيار الحكمة لمنصبه محافظا لذي قار
  • إجراءات مالية واقتصادية.. المالية العراقية تعلن نتائج اجتماعها مع صندوق النقد الدولي
  • صندوق النقد يضع مصر على جدول اجتماعاته في 10 مارس لصرف 1.2 مليار دولار
  • النقد الدولي يسجل نمواً ملحوظاً في الناتج المحلي العراقي غير النفطي بنسبة 5% خلال 2024
  • وزيرة المالية تكشف تاريخاً جديداً لنفاذ احتياطات صندوق التقاعد
  • النقد الدولي يناقش إمكانية صرف الشريحة الرابعة من قرض مصر