صندوق النقد: اتفاقية «رأس الحكمة» أسهمت في تخفيف الضغوط عن ميزان المدفوعات
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
شهد الاقتصاد المصرى تحديات فى ظل الارتفاع المستمر فى معدلات التضخّم ونقص النقد الأجنبى، وارتفاع مستويات الدين والاحتياجات التمويلية، وحسب بيان لصندوق النقد الدولى، فقد عانت مصر من تبعات أزمات العملية الروسية فى أوكرانيا والحرب على غزة والاضطرابات فى البحر الأحمر، حيث زادت هذه التطورات من تعقيد التحديات الاقتصادية الكلية، واقتضت تنفيذ سياسات محلية حاسمة بدعم من حزمة تمويل خارجى أكثر صلابة، بما فى ذلك من صندوق النقد.
وتوقع صندوق النقد الدولى تحسّن معدل النمو الاقتصادى المصرى، ليصل إلى 4.4% العام المالى المقبل 2024 - 2025، بعد تراجعه إلى 3% خلال العام المالى الحالى 2023 - 2024، مقارنة بـ3.8% فى العام المالى الماضى، كما توقع الصندوق أن ينخفض معدل التضخّم لحضر الجمهورية ليبلغ 25.7% خلال العالم المالى المقبل، بعد ارتفاعه إلى 32.5% خلال العام المالى الحالى، مقارنة مع 24.4% خلال العام المالى الماضى.
وأوضح الصندوق أن الإعلان مؤخراً عن إبرام صفقة استثمارية فى منطقة رأس الحكمة بقيمة 35 مليار دولار أمريكى مع شركة إماراتية، أسهم فى تخفيف الضغوط عن ميزان المدفوعات على المدى القريب، كما ساعد الاستخدام الأمثل لهذه الموارد، فى إعادة بناء احتياطياتها الوقائية للتعامل مع الصدمات المستقبلية، غير أنه يظل من الضرورى مواصلة تنفيذ السياسات الاقتصادية فى إطار البرنامج لإيجاد حل دائم للتحديات الاقتصادية الكلية التى تواجه مصر، إلى جانب العمل بقوة على تنفيذ الإصلاحات الهيكلية للسماح للقطاع الخاص بقيادة قاطرة النمو.
من جانبه، قالت كريستالينا جورجيفا، المدير العام للصندوق، رئيس المجلس التنفيذى، إن مصر تواجه تحديات اقتصادية كلية هائلة أصبحت إدارتها أكثر تعقيداً فى ظل تداعيات الصراع الأخير فى غزة، وكذلك تؤدى الاضطرابات فى البحر الأحمر إلى تراجع إيرادات قناة السويس، التى تُعد مصدراً مهماً لتدفّقات النقد الأجنبى الوافدة إلى إيرادات المالية العامة. وأضافت «جورجيفا» فى تقرير للصندوق أن مصر عكفت بقوة على تعزيز حزمة الإصلاحات التى يرتكز عليها اتفاق «تسهيل الصندوق الممدد»، بدعم من زيادة الموارد المتاحة بموجب الاتفاق، وفى الآونة الأخيرة اتُّخذت تدابير لتصحيح الاختلالات الاقتصادية الكلية، بما فى ذلك توحيد سعر الصرف وحل أزمة الطلب المتراكم على النقد الأجنبى وإحكام تشديد السياسة النقدية وسياسة المالية العامة، وهى خطوات صعبة، لكنها بالغة الأهمية لإحراز التقدّم المرجو، وينبغى مواصلة الجهود خلال المرحلة المقبلة.
وأشارت «جورجيفا» إلى أن مصر تبنّت منهجاً حصيفاً بالتزامها باستخدام جزء كبير من التمويل الجديد الذى حصلت عليه ضمن اتفاق مشروع رأس الحكمة فى تحسين مستوى الاحتياطيات، والتعجيل بحل أزمة الطلب المتراكم على العملة الأجنبية والمتأخرات، وتحقيق خفض ملموس فى الدين الحكومى. وترى «جورجيفا» أن مصر نجحت فى معايرة سياساتها بدقة، من أجل ترسيخ الاستقرار الاقتصادى الكلى مع حماية الفئات الضعيفة، ويُعد عزم البنك المركزى المصرى على التركيز بشكل مباشر على الحد من التضخّم وإحكام التشديد، إذا اقتضت الضرورة، عنصراً أساسياً للحيلولة دون استمرار تآكل القدرة الشرائية للأسر.
وتابعت: «سيُساعد تطبيق الإطار المصمّم حديثاً لرصد الاستثمارات العامة والرقابة عليها فى إدارة الطلب الزائد، ومن شأن السعى لضبط أوضاع المالية العامة على أساس الإيرادات أن يضع الدين على مسار تنازلى ملموس، وأن يوفّر الموارد اللازمة لتوسيع نطاق شبكة الأمان الاجتماعى»، وفى ما يخص الدين العام كنسبة من الناتج المحلى الإجمالى، توقع الصندوق تراجع الدين إلى 82.6%، ووصول إيرادات قناة السويس إلى 10 مليارات دولار فى عام 2024 - 2025.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: صندوق النقد البنك الدولي اقتصاد مصر العام المالى
إقرأ أيضاً:
صندوق النقد يحذر مصر
مصر – حذر صندوق النقد الدولي من أن على مصر أن تتوخى الحذر في مسار خفض أسعار الفائدة، في ظل الضبابية العالمية الناتجة عن قرارات ترامب الأخيرة بشأن الرسوم الجمركية.
وكانت مصر قد خفضت أسعار الفائدة الشهر الماضي لأول مرة منذ نحو خمس سنوات، وذلك بعد تراجع معدل التضخم السنوي إلى 13.6%، أي أقل من نصف الذروة التي بلغها في سبتمبر 2023. ورغم تعديل بعض التوقعات عقب قرارات ترمب، يرى العديد من الاقتصاديين أن البنك المركزي المصري قد يُقدم على خفض مجمع يتراوح بين 600 و800 نقطة أساس خلال عام 2025.لكن بحسب جهاد أزعور، مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في الصندوق، يجب التعامل بحذر مع أي تخفيضات إضافية.
وقال أزعور في مقابلة بواشنطن: من المهم للغاية التحلي باليقظة في إدارة السياسة النقدية. في ظل الصدمات الحالية، نرى مخاطر بعودة التضخم، ولذلك من الضروري الحفاظ على سياسة صحيحة تؤدي إلى خفض التضخم إلى مستويات مستقرة من خانة واحدة.
ومكافحة التضخم هدفا محوريا لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي وصناع القرار النقدي، الذين سمحوا للجنيه المصري بالتراجع بأكثر من 40% قبل أكثر من عام، ورفعوا أسعار الوقود والكهرباء وسلع أخرى لتأمين تمويل خارجي وإنهاء أزمة اقتصادية خانقة. وصفقة إنقاذ قادتها الإمارات بالتعاون مع صندوق النقد جلبت دعماً مالياً لمصر بنحو 57 مليار دولار.
وفي مارس 2024، رفع البنك المركزي أسعار الفائدة إلى مستوى قياسي بالتزامن مع تخفيض قيمة العملة. وبقيت الفائدة دون تغيير حتى خفضها الشهر الماضي بواقع 225 نقطة أساس إلى 25%.
وأعلنت لجنة السياسة النقدية حينها أن التضخم من المتوقع أن يواصل التراجع خلال العام الجاري والمقبل، وإن بوتيرة أبطأ مقارنة بالربع الأول من 2025. لكنها أشارت إلى مخاطر صعودية تشمل الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة، وتصاعد النزاعات الجيوسياسية الإقليمية.
المصدر: بلومبرغ