قال الدكتور صلاح عاشور عميد كلية اللغة العربية وأستاذ التاريخ بجامعة الأزهر، إن الحركات المعادية للإسلام تتفنن في الهجوم على السيرة النبوية المطهرة من خلال تبنيهم الفكر الاستشراقي، ولذلك يجب أن نفرق بين السيرة النبوية كسيرة، والجانب التاريخي من حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين السنة النبوية.

وكيل الأزهر: سيرة رسول الإسلام هي الوحيدة المكتملة لنبي من الأنبياء أحمد معبد: يخطئ المشككون في زعمهم أن الله تكفل بحفظ القرآن دون السنة

اوضح عاشور، أن السيرة العطرة بجوانبها التاريخية كانت لها صحة سند ورواية كما يسند الحديث، وكثير ممن قرأ السنة من المستشرقين لم ينتفعوا بما جاء بها، فأخذوا يشككون في السنة وفي سيرة النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من مناسبة، مؤكدًا أن الهجوم على السيرة النبوية والقرآن الكريم كان منذ اليوم الأول من الدعوة الإسلامية، وهو ما دفع الإمام الشافعي، وغيره من العلماء الأجلاء في مختلف العصور إلى أن يدافعوا عن السنة وعن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم الشريفة، مما يثبت أن التشكيك آفة موجودة منذ القدم.

السنة النبوية المشرفة يكفيها شرفًا أنها كانت لا تكتب ولا تقرأ إلا بسند موثق

وأكد "عاشور"، خلال كلمته بالملتقى الفقهي الخامس، الذي يعقده مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في محوره الثاني «مناهج التشكيك في السيرة النبوية بين المستشرقين والمستغربين»، أن السنة النبوية المشرفة يكفيها شرفًا أنها كانت لا تكتب ولا تقرأ إلا بسند موثق، وكثير من العلماء صححوا كثيرًا من المعلومات التي جاءت في غزوات النبي وأمثلتهم كثيرة، مما يثبت أن السيرة منذ القدم هي سيرة موثقة ومكتوبة، وكان العرب يفتخرون بها، وهناك الصحف الصادقة التي جمعت ألف حديث من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم. 

وأوضح الدكتور صلاح عاشور أن من ينكر السنة النبوية ودورها، يغفل حقيقية أنها نزلت على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، لتكون بمثابة النبراس، شارحة ومبينة للقرآن الكريم ومفسرة لآياته العطرة، وأكبر دليل أن كثيرا من عبادات الإسلام وفرائضه في الصلاة والزكاة والصيام والحج والطهارة والمعاملات كافة والعبادات، أخذناها عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وفكرة فصل القرآن عن السنة كما ينادي المشككون هو عبث ومناقضة للقرآن الذي أمر باتباع النبي صلى  الله عليه وسلم وسنته.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: السنة السنة النبوية صلاح عاشور السيرة النبوية حياة الرسول صلى الله علیه وسلم السیرة النبویة السنة النبویة النبی صلى

إقرأ أيضاً:

سيرة الفلسفة الوضعية (4)

د. أبوبكر الصديق على أحمد مهدي

المرحلة الأولي - علم اللاهوت ((Theology
معنى الروح
يدندن جبران خليل جبران ويناجي نفسه وذاتها...
والحب في الروح لا في الجسم نعرفهُ
كالخمر للوحي لا للسكر ينعصرُ..
قال المتحدث:
"بينما كنت متحدثاً جديداً، ومستجداً جداً، في زاوية الشارع أو في ركن الشارع لنقابة الأدلة الكاثوليكية، سألني أحد السائلين الحاضرين؛
o ماذا قصدت بالروح؟
o أجبته، "الروح ليس لها شكل، وليس لها لون، وليس لها وزن، ولا تشغل حيزاً، ولا تملأ فضاءً أبداً."
o فقال، "هذا أفضل تعريف للا-شيء، سمعته على الإطلاق"، وما قاله بلا شك، كان منطقياً جداً، ومقنعاً جداً.
o فعلاً، لقد قدمت له، وعرضت عليه قائمة طويلة بأشياء كثيرة ومتعددة، ولكن الروح لم تكن واحدة منهن، وبدون أن أشير إلى ماهيتها، لا من قريب ولا من بعيد".
o انها فعلاً، أقصد اجابتي، كانت تعريف شامل وكامل "للا-شيء"!!! انه كان مقنعاً غاية الاقناع، ومفحماً جداً لي ولمن كان حضوراً.
في اللاهوت، الروح ليست مجرد كلمة مفتاحية، إنها الكلمة الأساسية الرئيسية. لقد قال ربنا للمرأة السامرية: "الاله روح". ولكننا بدون معرفة معنى مصطلح "روح"، نفشل في فهم ما قاله. وكأنه قال "الاله هو ____" ولا يظهر لنا شيئاً على الإطلاق.
وينطبق الشيء نفسه على كل مفهوم؛ كلها تحتوي على الروح، ففي اللاهوت، ندرس ونتعلم الروح طوال الوقت. ولكننا أيضاً، نجد إن العقل الذي نتعلمها به، ومن خلاله هو أيضاً روح. اذن كيف نعرفها، ونعرفها الروح؟
الاعتراف بالطبيعة
تجعلنا الطبيعة نعترف ونقر بوجود إله سام، وكلي القدرة، وكامل الارادة، ومطلق العلم والمعرفة. وتثبت وتبرهن لنا النجوم العظيمة السابحة فوقنا، والمتلألئة في مساءاتنا، حجم العالم وضخامته، ومدى صغر حجمنا كبشر وكمخلوقات حية وغير حية.
وتظهر لنا تعقيدات الحياة، أن هناك مؤلفاً ذكياً عظيماً، فاطراً بديعاً، خالقاً لحياتنا الدنيا، ولما وراءها. وتظهر الخطيئة وتتشكل كل يوم في اشكال العصيان والتمرد والمرض والعلل، وفي النهاية في الموت الجسدي. وتخبرنا بيئتنا وحدسنا وعواطفنا بأننا جزء من صورة أكثر استثنائية، وأنه يجب أن يكون هناك إله خالق فاطر مبدع. أليس كذلك؟!
ومع ذلك، لا تطلعنا الطبيعة، ولا تعلمنا أبداً عن كيفية الوصول إلى الاله القدوس أو كيفية التفاعل معه أو التواصل معه. ونتعلم عن الخطيئة من خلال مراقبتنا وملاحظتنا ومشاهدتنا لبيئتنا ولمحيطنا ولأنفسنا، ولكننا لن نتعلم ولا نتعلم عن صليب يسوع واستراتيجيته للفداء والخلاص لنا، لولا كلمة الله المكتوبة والمقروءة.
وبلا شك، لا تستطيع الطبيعة ولا الغريزة أن تخبرانا أو تعلمانا عن كيفية الارتباط بالإله، وكيفية التواصل معه. هذا الرابط أو هذا التواصل هو الدور الذي يلعبه الكتاب المقدس، وهنا يأتي ويظهر دور اللاهوت الفعال. فمعرفة الله أو الاله هي دراسة كتبه المقدسة، ومعرفة ما ومن أعلن عن نفسه من أجله.
دفوعات وحجج وجود الله
يعترف المسيحي واليهودي والمؤمن، والمسلم بصورة عامة، بحقيقة حضور الله ووجوده بالإيمان. ومع ذلك، فإن هذا الإيمان ليس إيماناً أعمى ولا ايماناً كسيحاً يمشي بلا قدمين، ولكنه اعتقاد يعتمد على البرهان وعلى الاختبار، مكتوباً أساساً في الكتب المقدسة، على أنه كلمة الله الموحى بها، وثانياً في ظهور الله في الطبيعة، وانبلاجه فيها، وتجليه فيها. ولا تأتينا الأدلة الكتابية حول هذه النقطة أبداً في نوع الإعلان الصريح، وأقل من ذلك بكثير في الحجة المنطقية.
ويعترف التلاميذ من الأديان المقارنة، والمبشرون عادةً بحقيقة أن مفهوم الاله أمر شائع وموجود ومتداول أخلاقياً في الجنس البشري. إنه يُرى وله أثره حتى بين أكثر الناس المتخلفة جداً، والقبائل غير المتحضرة في العالم، انه موجود، أدركناه أم لم ندركه.
ولا تعني هذه الفكرة المشتركة العامة أبداً أنه لا يوجد أشخاص ينكرون وجود الله أو وجود الاله، ولا حتى أنه لا يوجد عدد كبير في الأراضي المسيحية أو اليهودية أو اراضي المؤمنين بالنبي محمد "ص"، من ينكرون وجود الله كما يظهر في الكتاب المقدس وكل الكتب المقدسة انجيل وتوراة ومصحف شريف.
فهو كائن موجود بذاته، وواعي بذاته، ويتمتع بالكمال المطلق، والعلم المطلق، الذي به تعمل كل الأشياء بخطة أو على ضوء قانون أو ناموس دقيق ومحدد مسبقاً.
وبمرور الوقت، ظهرت الحجج المعقولة لوجود الاله، ووجدت لها موطئ قدم في اللاهوت، وتحديداً من خلال تأثير وولف (Wolf). وقد تم اقتراح بعضها، في الجوهر، من قبل أفلاطون وأرسطو، وأضيف البعض الآخر في الأزمنة المعاصرة من قبل تلاميذ فلسفة الدين او فلسفة اللاهوت. ويمكننا هنا تقديم أكثر هذه الحجج شيوعاً وذيوعاً وانتشاراً.
1. تم تقديم الحجة الأنطولوجية في اشكال متعددة وأنواع مختلفة من قبل أنسيلم وديكارت وصموئيل كلارك وآخرين. وقد تم عرضها في أفضل اشكالها وأنواعها بواسطة أنسيلم.
وهو يجادل بأن الإنسان لديه فكرة وجود كائن مثالي غير مشروط؛ وهذا الوجود هو سمة من سمات الكمال والتمام؛ وبالتالي، يجب أن يتواجد كائناً كاملاً تاماً. لكنه دليل قوي على أننا غير قادرين على الانتقال من التفكير الموجز إلى الوجود الفعلي. وحقيقة أننا نمتلك فكرة عن الاله لم تثبت أبداً وجوده الموضوعي.
2. وقد عرضت الحجة الكونية أيضاً في أنواع عديدة وأشكال متنوعة. وبشكل عام، تتحرك على النحو التالي: يجب أن يكون لكل شيء مشترك في الكون سبب مقبول.
وإذا كان الأمر كذلك، يجب على العالم أيضاً أن يكون لديه سبب مناسب وكافي، وهو أمر عظيم إلى أجل غير مسمى.
3. الحجة اللاهوتية هي، أيضاً، حجة سببية، وهي حقاً تطور للحجة السابقة. وقد يكون موجوداً بالشكل التالي: يعرض الكون في كل مكان، ذكاء ونظام وانسجام وهدف الوجود، وبالتالي ينفذ وينجز وجوداً ذكياً وهادفاً، كافٍ لإنتاج مثل هذا الكون أو مثل هذا الوجود.
ويعتبر كانط أن الحجة اللاهوتية هي الأفضل من بين الثلاثة التي تم تسميتها، ولكنها تطالب بعدم إثبات وجود إله، ولا وجود خالق، ولكن مجرد وجود مهندس معماري عظيم، صمم وشكل وفصل وأنتج هذا الكون البديع.
4. الحجة الأخلاقية: تماماً مثل الحجج الأخرى، افترضت هذه أيضاً أنواعاً مختلفة وأشكالاً متعددة كذلك. وبدأ كانط بالأمر القاطع، ومنه أكمل وجود كائن ما، بصفته مشرع قانون وقاضٍ، له الحق الكامل في أن يأمر الإنسان.
وفي تقييمه، هذه الحجة متفوقة للغاية على أي من الحجج الأخرى. وهو الذي يعتمد عليها أساساً في سعيه وفي محاولاته لتأكيد وجود الله/الاله.
5. الحجة التاريخية أو الإثنولوجية: بشكل أساسي هذه الحجة لها الشكل التالي، بين جميع عامة الناس، وكل القبائل التي تعيش على هذه البسيطة، هناك إيمان بوجود الاله، بوجود إله، بوجود الله الواحد الأحد، والذي يكشف عن نفسه ويظهرها، ويتجلى في الإيمان الخارجي.
وبما أن هذه الظاهرة شائعة، فيجب أن تكمن في طبيعة الإنسان ذاتها. وإذا كانت طبيعة الإنسان تؤدي بشكل نموذجي إلى العبادة الدينية، فيمكن لهذا مجرد الحصول على تفسيرها في كائن أعلى، هو الذي خلق الإنسان كائناً روحياً.
ورداً على هذه الحجة، يمكن أن يُقال، "ربما تكون هذه الظاهرة الشائعة قد خلقت خطأً من قبل أحد الأسلاف القدامى للديانة التي استشهد بها، ويبدو أنها أقوى بين الأعراق البدائية، ولا تظهر في المقياس الذي كانوا فيه متحضرين."
ولكن...
...أنا الذي كتبتُ ونحتُ
الكتابات الأولي وكل القوانين
على ألواح من حجر وطين
القلم المقوس لم يفارق أناملي
ولهيب قلب يستعر
مثل شعلة لينير الدروب المظلمة
أمام الإنسانية التي كانت غارقة في الظلام...
... للسيرة سلسلة متتابعة من الحلقات...

bakoor501@yahoo.com  

مقالات مشابهة

  • دعاء الصباح للبركة والرزق.. من السنة النبوية المشرفة
  • هل أخر سيدنا النبي صلاة العشاء؟.. أمين الفتوى يجيب
  • أنوار الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم
  • الأحاديث النبوية الواردة عن ليلة الإسراء والمعراج
  • أذكار قبل النوم من السنة النبوية
  • انتبه.. 5 أفعال في الليل حذر منها النبي ويقع فيها كثيرون قبل النوم
  • موعد الإسراء والمعراج 2025.. ولماذا لم تحمل الملائكة النبي بأجنحتها دون البراق؟
  • رحلة النبي (3): الإسراء والمعراج.. الصلاة هدية السماء ومعراج المؤمن
  • سيرة الفلسفة الوضعية (4)
  • ثواب الصلاة على النبي .. تصنع المعجزات وتدخل الجنة