اقتصاديون وسياسيون: القمة المصرية الصينية تفتح آفاقاً جديدة للتعاون الثنائي بين «القاهرة وبكين»
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
«عابد»: تعكس تطور العلاقات العربية مع معسكر الشرق.. و«سليمان»: تستهدف تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين ضمن مبادرة «الحزام والطريق».. و«جاب الله»: 16 مليار دولار حجم التبادل التجارى.. ونمتلك بنية تحتية وتشريعية تُسهم فى جذب الأموال الأجنبية
أكدت قيادات حزبية وأعضاء بمجلس النواب أنّ القمة «المصرية - الصينية» بين الرئيس عبدالفتاح السيسى ونظيره الصينى تعد حدثاً محورياً يعزز العلاقات الثنائية بين البلدين وتفتح آفاقاً جديدة للتعاون فى مختلف المجالات، خاصة أنها تأتى تزامناً مع التحديات الإقليمية والدولية الراهنة التى تشهدها المنطقة العربية، كما أن العلاقات بين البلدين تشهد تطوراً كبيراً مما يُسهم فى تعزيز التعاون وتوطيد الشراكة، وتوقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم، بما يسهم بشكل فعّال فى التنمية المستدامة وخلق فرص عمل جديدة.
وقال النائب علاء عابد، رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب، إن القمة شهدت توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بما يعكس التزام البلدين بتعزيز التنمية المستدامة وخلق فرص العمل فى البلدين، مضيفاً أن الزيارة تأتى فى توقيت مهم، وتمثل رسالة للعالم حول تطورات العلاقات العربية مع القوى الشرقية مثل الصين وروسيا، لمناقشة الأوضاع بالمنطقة ومن بينها قضية الشعب الفلسطينى وحقه فى إقامة دولته، ونبذ أعمال العنف والتطرف وجرائم الإبادة الجماعية الذى تنفذها قوات الاحتلال الإسرائيلى فى ظل ازدواجية السياسة الغربية والمجتمع الدولى، ومن المتوقع أن تتطرق المباحثات إلى محاولات وقف التصعيد الإجرامى والعمليات المتهورة التى يرتكبها جيش الاحتلال فى قطاع غزة.
وأشار «عابد» إلى أن القمة تستهدف تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين مصر والصين على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية، فضلاً عن التنسيق والتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، مؤكداً أن مشاركة الرئيس فى أعمال «المنتدى العربى - الصينى» تعزز التعاون بين الجانبين، مؤكداً أن مصر لم تشهد تطور خلال 100 سنة الماضية مثل ما شهدته خلال السنوات العشر الأخيرة.
من جانبه، قال الدكتور عمرو سليمان، المتحدث باسم حزب «حماة الوطن»، إن زيارة الرئيس السيسى للصين تأتى فى ظل تحديات اقتصادية وسياسية تشهدها الساحة العالمية والإقليمية، مؤكداً أن الزيارة تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية التى شهدت نمواً ملحوظاً خلال العقد الماضى تحت قيادة الرئيسين المصرى والصينى، حيث إن هناك العديد من الموضوعات المهمة على أجندة اللقاء بين الرئيسين، أبرزها تعزيز التعاون الاقتصادى والتجارى، ومناقشة القضية الفلسطينية والأوضاع الإقليمية الملتهبة نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلى على غزة، بالإضافة إلى موقف الصين الداعم فى هذا الشأن.
وأكد لـ«الوطن» أن تعزيز الاستثمارات الصينية فى مصر من أبرز أهداف هذه الزيارة، إذ من المتوقع أن يعقد الرئيس السيسى لقاءات مع عدة شركات صينية لبحث سبل التعاون ضمن مبادرة «الحزام والطريق»، والتى تحتل فيها مصر مكانة استراتيجية مهمة، مشيراً إلى ما تقدمه الصين من تعاون فى مجالات البحث العلمى والتدريب للجامعات المصرية، إذ تحرص «بكين» على تقديم مبادرات تدريبية فى مختلف المجالات، آخرها مبادرات مكافحة الفقر التى جاءت كجزء من التقارب الحزبى بين الحزب الشيوعى الصينى، وحزب حماة الوطن المصرى.
وقال الدكتور أيمن محسب، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن مشاركة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قمة «بكين» تأتى فى توقيت شديد الحساسية، متوقعاً أن يضع الرئيس تطورات القضايا الإقليمية والدولية، وعلى رأسها الحرب على غزة، وسبل استعادة الاستقرار فى المنطقة على مائدة القمة، لافتاً إلى أن الزيارة تتزامن مع الذكرى العاشرة لترفيع العلاقات بين البلدين إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية الشاملة، مشيراً إلى أن المؤتمر الوزارى العاشر، الذى تستضيفه بكين، يعدّ إحدى آليات التعاون الجماعى بين الصين والدول العربيّة، منذ أن تأسس قبل نحو 20 عاماً.
من ناحية أخرى أكد خبراء اقتصاديون أنّ الصين من أكبر الشركاء التجاريين لمصر، إذ بلغ حجم التبادل التجارى بين البلدين نحو 15.7 مليار دولار عام 2023، فيما سجلت الصادرات المصرية إلى الصين فى العام نفسه 881 مليون دولار، ووصل حجم الاستثمارات الصينية بمصر إلى 8 مليارات دولار من خلال أكثر من 2600 شركة صينية.
وأوضح أيمن رضا، الأمين العام لجمعية مستثمرى العاشر من رمضان، أن هناك نقلة كبيرة فى العلاقات الاقتصادية بين البلدين، حيث تشهد الفترة المقبلة افتتاح مصانع جديدة فى مصر باستثمارات صينية، على غرار مصنع «هاير»، الذى افتتحه الرئيس خلال الفترة الماضية، لافتاً إلى أن زيارة «السيسى» الحالية إلى الصين، سيترتب عليها جذب المزيد من الاستثمارات الصينية إلى مصر، بما يفتح المجال أمام الصناعة المصرية وخفض الأسعار، فضلاً عن زيادة الصادرات المصرية.
من جانبه، كشف الدكتور وليد جاب الله، عمق العلاقات المصرية - الصينية، والتى شهدت مزيداً من التطور منذ تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى مهمة الحكم، حيث حرص على الانفتاح على الشرق والغرب، مبيناً أن التعاون المصرى مع دول الشرق، وعلى رأسها الصين الشعبية، ظهرت ثماره خلال الفترة الماضية، بانضمام مصر إلى تكتل «بريكس»، بعد انضمامها إلى مبادرة الحزام والطريق الصينية، الأمر الذى يمهد إلى مزيد من التعاون الاقتصادى والسياسى بين البلدين. وأوضح الخبير الاقتصادى أن التبادل التجارى بين البلدين يتجاوز 16 مليار دولار، فيما يتجاوز حجم الاستثمارات الصينية فى مصر 8 مليارات دولار، ومن الممكن مضاعفة هذا التعاون فى ظل جاهزية الاقتصاد المصرى للانطلاق، وامتلاك بنية تحتية وتشريعية تُسهم فى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية إلى مصر.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بكين الصين مصر العلاقات المصرية الصينية الاستثمارات الصینیة بین البلدین إلى أن
إقرأ أيضاً:
جامعتا الأقصر وبكين تبحثان التعاون المشترك في الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
في ختام زيارتها لجمهورية الصين الشعبية؛ أجرت الدكتورة صابرين جاير عبد الجليل، رئيس جامعة الأقصر يرافقها كل من: الدكتورة إسراء علي السيد المستشار الثقافى لجمهورية مصر العربية بدولة الصين، والدكتور حسن رفعت مدير مكتب التعاون الدولي بجامعة الأقصر، زيارة رسمية لجامعة بكين للبريد والاتصالات؛ لبحث أوجه التعاون بين الجامعتين.
واستقبل الوفد المصري في الجامعة الصينية؛ نائب رئيس الجامعةProfessor Su Sen، ومدير مكتب العلاقات الدولية Dr. Wang Yao.
ناقش الجانبان سبل التعاون بين جامعة الأقصر وجامعة بكين للاتصالات، لاسيما في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني فى مجالات الفنون الجميلة، والآثار، والسياحة.
واتفقت جامعة الأقصر وجامعة بكين للبريد والاتصالات على عمل مذكرة تفاهم؛ للبدء فى تنفيذ أنشطة مشتركة فى المجالات محل الاهتمام المشترك.
وأوضحت الدكتورة صابرين عبدالجليل رئيس الجامعة، أن جامعة بكين للبريد والاتصالات من المؤسسات الرائدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والذكاء الاصطناعي، وهي تحتل المركز الرابع في تصنيف الجامعات الصينية، مؤكدة أن هذا التعاون يعكس الدور المهم الذي بدأت جامعة الأقصر في الاضطلاع به نحو بناء جسور التواصل العلمي من خلال تعزيز الشراكات الأكاديمية الدولية.