توافُق مصري صيني على حق الحفاظ على السيادة الوطنية ورفض التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تدشين «عام الشراكة» ويشمل إطلاق الكثير من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية بين البلدين
أجرى الرئيس عبدالفتاح السيسى زيارة دولة إلى جمهورية الصين الشعبية تستمر خلال الفترة من 28 إلى 31 مايو، لتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، تلبية لدعوة الرئيس الصينى شى جين بينج، وأجرى الرئيسان محادثات رسمية حول مجمل العلاقات الثنائية وسُبل تطويرها فى مختلف المجالات، إلى جانب تعزيز التنسيق بين البلدين فى الأطر متعدّدة الأطراف، وتبادلا الآراء حول الكثير من القضايا الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.
وأشاد الرئيسان، أمس، وفقاً لبيان مشترك، بالتطور الملحوظ فى علاقات البلدين فى كل المجالات، التى شهدت طفرة كبيرة فى السنوات الأخيرة فى أعقاب تدشين علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بينهما فى عام 2014، مؤكدين أهمية استثمار الذكرى العاشرة لتدشين الشراكة الاستراتيجية الشاملة لترفيع والارتقاء بمستوى العلاقات الثنائية لآفاق أرحب، من خلال العمل على زيادة وتكثيف الزيارات المتبادلة رفيعة المستوى بين الحكومتين والأجهزة التشريعية والحكومات المحلية للبلدين.
وأعرب «السيسى» و«جين بينج» عن ارتياحهما للنتائج المثمرة للشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، التى أسهمت فى تعزيز التنمية والازدهار فى البلدين، حيث شاركت الصين فى الكثير من المشروعات الاقتصادية الكبرى بمصر، لا سيما فى مجالات البنية التحتية والنقل والسكك الحديدية وبناء السفن والإنشاءات والاستثمارات وعلوم الفضاء، بما فى ذلك المشاركة فى بناء حى المال والأعمال بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتدشين القطار الكهربائى للعاشر من رمضان، والاستثمارات الصينية بالمنطقة الصناعية تيدا المصرية - الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وإطلاق القمر الصناعى المصرى «مصر سات-2»، فضلاً عن تعزيز التعاون المالى وتمديد الاتفاقية بشأن مبادلة العملات المحلية، ونجاح مصر فى إصدار سندات الباندا فى الصين، وزيادة التنسيق فى المحافل الاقتصادية الدولية، بما فى ذلك انضمام مصر إلى البنك الآسيوى للاستثمار فى البنية التحتية واستضافتها الاجتماع السنوى للبنك فى عام 2023، وكذلك الانضمام إلى بنك التنمية الجديد رسمياً فى عام 2023، والانضمام إلى عضوية تجمع البريكس فى عام 2024.
وأعلن الرئيسان عن تدشين «عام الشراكة المصرية - الصينية»، الذى سيشهد الكثير من الفعاليات الدبلوماسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية والثقافية والسياحية، بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين.
وثمّن الجانبان توقيع البلدين على البرنامج التنفيذى للشراكة الاستراتيجية الشاملة للأعوام الخمسة المقبلة (2024 - 2028) فى يناير الماضى، واتفاق البلدين على دفع جهود توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا، باعتبارها أولوية للتعاون المصرى - الصينى خلال الأعوام المقبلة، ومن ثم أهمية العمل على توسيع الاستثمارات الصينية الصناعية فى مصر، بما فى ذلك مجال تصنيع السيارات الكهربائية والأجهزة الإلكترونية وإنتاج الألواح الشمسية والصناعات الكيماوية ومواد البناء، بالإضافة إلى التكنولوجيا الزراعية الحديثة وغيرها.
كما سيجرى العمل على تحقيق مزيد من التوازن فى حجم التبادل التجارى، بما فى ذلك السماح بدخول المزيد من المنتجات المصرية عالية الجودة إلى السوق الصينية، وتسهيل دخول مدخلات الإنتاج من الصين لتصنيع المنتج النهائى فى مصر، وبحث سُبل تسوية المعاملات التجارية بالعملات المحلية للبلدين، فضلاً عن تعزيز التدفّقات السياحية الصينية إلى مصر وتشجيع الاستثمارات الصينية المباشرة فى مجال إنشاء وإدارة الفنادق، وكذلك تعزيز التعاون فى المجال الإعلامى والثقافى والعلمى والذكاء الاصطناعى والأكاديمى.
ووجّه الرئيسان باضطلاع الجهات المعنية فى البلدين، بعقد مباحثات فنية لتنفيذ تفاهمات قادة البلدين حول سُبل دفع وتعزيز العلاقات الثنائية بينهما، بما فى ذلك العمل على عقد اللجنة الحكومية المشتركة فى أقرب فرصة ممكنة، وثمّنا الدعم المتبادل لكل طرف للقضايا الأساسية للطرف الآخر.
وشدّد الزعيمان على ضرورة التزام البلدين بدعم المصالح الحيوية بثبات ومراعاة الشواغل الخاصة لكل منهما وتبادل دعم الجهود لمكافحة الإرهاب، حيث أكد الجانب الصينى مواصلة دعمه لحق مصر المشروع فى الحفاظ على سيادتها الوطنية ووحدتها الإقليمية ورفض التدخّل الخارجى فى شئونها الداخلية تحت أى مسميات، ودعم حقوقها المشروعة فى الحفاظ على أمنها واستقرارها فى مواجهة التحديات، فضلاً عن حقها المشروع فى حماية أمنها المائى والغذائى ومصالحها التنموية، وأكد الجانب المصرى مواصلة الالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة، وأن تايوان جزء لا يتجزّأ من الصين، ودعم موقف الجانب الصينى من القضايا التى تتعلق بسيادة الصين ووحدة أراضيها.
وأكد الرئيسان أهمية تحقيق التكامل بين رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة مع مبادرة الحزام والطريق والعمل المشترك على ضمان تقدّم مشروعات التعاون المعنية بين البلدين بشكل آمن وسلس، وثمّن الجانب المصرى فى هذا الإطار «مبادرة التنمية العالمية» التى أطلقها الرئيس شى جين بينج، باعتبارها إحدى المبادرات العالمية، التى تُسهم فى الإسراع بتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفقاً لأجندة 2030 للأمم المتحدة، التى ستواصل مصر المشاركة بنشاط فى التعاون بكل المجالات فى إطارها، كما تُقدّر مصر «مبادرة الحضارة العالمية»، لاسيما أنها تشارك الصين ذات المبادئ القائمة على احترام الثقافات والحضارات الإنسانية، على أساس من المساواة، وتدعم مصر فى هذا الصدد الاقتراح الصينى بإقامة يوم عالمى للحوار بين الحضارات فى يونيو من كل عام.
وثمّن الرئيسان التعاون المثمر بين مصر والصين، فى إطار منتدى التعاون العربى - الصينى، ورحّبا بمُخرجات القمة العربية - الصينية الأولى فى الرياض، وأهمية العمل المشترك من أجل تنفيذ مخرجاتها، بما فى ذلك الأعمال الثمانية المشتركة للتعاون العملى بين الصين والدول العربية، التى طرحها الرئيس «شى جين بينج»، كما أعرب الجانب الصينى عن الترحيب بطلب مصر استضافة قمة عربية - صينية. وأعرب الجانب المصرى فى هذا الإطار عن التطلُّع لنجاح انعقاد الاجتماع الوزارى العاشر لمنتدى التعاون العربى - الصينى.
وثمّن الجانبان كذلك التعاون والتنسيق المشترك بينهما فى إطار منتدى التعاون الصينى - الأفريقى، معرباً عن ضرورة الاستمرار فى تنفيذ مخرجات الدورة الثامنة للاجتماع الوزارى لمنتدى التعاون الصينى - الأفريقى، خاصة البرامج التسعة التى أعلن عنها «شى جين بينج»، والتطلع لنجاح قمة منتدى التعاون الصينى - الأفريقى المقبلة فى سبتمبر 2024.
واتفق الرئيسان على أهمية التمسّك بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة، ورفض المعايير المزدوجة والممارسات الأحادية، وأهمية العمل على إصلاح المؤسسات الدولية لتكون أكثر عدالة وتمثيلاً للدول النامية وأكثر فاعلية فى الاستجابة للتحديات التى تواجه العالم. كما أكدا على ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى من أجل العمل على معالجة القضايا الساخنة والجوهرية التى تُهدّد أمن واستقرار العالم، وتحقيق التعافى الاقتصادى ومعالجة قضايا الأمن الغذائى ونُدرة المياه وتغيّر المناخ ومكافحة التصحّر. كما أكدا أن مصر والصين ستواصلان العمل معاً لمواجهة تلك التحديات الدولية وتعزيز التعاون والتنسيق المشترك بينهما فى المحافل الإقليمية والدولية، بما فى ذلك تجمع البريكس ومنظمة شنغهاى للتعاون، والعمل على تعزيز دور الأسواق البازغة والدول النامية فى النظام الدولى.
ووجه «السيسى» الدعوة إلى «شى جين بينج» لزيارة مصر، حيث قبل الرئيس الصينى الدعوة، وأعرب عن حرصه على زيارة مصر فى أقرب فرصة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: بكين الصين مصر العلاقات المصرية الصينية الشراکة الاستراتیجیة الشاملة الاستراتیجیة الشاملة بین بین البلدین بما فى ذلک العمل على الکثیر من فى عام
إقرأ أيضاً:
رئيس الأعلى للإعلام يستقبل وفد السفارة الصينية لبحث سبل التعاون الإعلامي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
استقبل المهندس خالد عبدالعزيز، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، نائب سفير الصين لدى القاهرة، تشانج تاو، والوفد المرافق له، بحضور المستشارة ريم هاني محمد هندي، عضو الأمانة الفنية بالمجلس.
تم خلال اللقاء بحث سبل التعاون الإعلامي بين البلدين، وكذلك التعاون بين مجالات تدريب وتأهيل الصحفيين والإعلاميين خاصة حول التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي، وتطرقت المناقشات إلى التعاون في تطوير معهد تدريب الإعلاميين والصحفيين الأفارقة ومركز المعلومات، وإنشاء مرصد بالمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام.
واستهل المهندس خالد عبدالعزيز، اللقاء بالترحيب بالحضور، مؤكدًا عمق العلاقات المصرية الصينية والتي تضرب بجذورها في عمق التاريخ، مضيفًا أن العلاقات بين البلدين شهدت طفرة كبيرة وهائلة في كل المجالات خلال العشر سنوات الماضية، وأصبح هناك أوجه كثيرة للتعاون المشترك.
وأكد نائب سفير الصين لدى القاهرة، تشانج تاو، أنه بفضل القيادة الاستراتيجية للرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس شي جين بينج، حققت العلاقات المصرية- الصينية قفزة كبيرة من التطور، موضحًا تطلع الصين للعمل مع مصر في المجالات كافة وخاصة في المجال الإعلامي.