بلينكن يدعو إسرائيل لوضع خطة اليوم التالي لحرب غزة
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
شدّد وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، اليوم الأربعاء، 29 مايو 2024 ، على أن إسرائيل بحاجة لوضع خطة لـ"ما بعد الحرب" في غزة "في أسرع وقت ممكن" بعدما قال رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي إن القتال ضد حماس قد يستمر حتى نهاية العام.
وصرّح بلينكن لصحافيين خلال زيارة إلى مولدافيا بالقول إنه "في غياب خطة لليوم التالي، لن يكون هناك يوم تال.
وقال بلينكن إنه ليس بوسعه التحقق مما إذا كانت إسرائيل قد استخدمت أسلحة مقدمة من واشنطن في أحدث هجماتها المميتة في رفح. وأضاف أن نوع الأسلحة المستخدمة وكيفية استخدامها سيتعين أن يكونا الغرض من تحقيق في الهجوم.
وعن المجزرة التي ارتكبها الاحتلال، مساء الأحد، في رفح عبر استهداف مخيم نازحين ما أسفر عن استشهاد 45 شخصا معظمهم من النساء والأطفال، قال إنه "حادث رفح مريع وصادم وكنا واضحين مع إسرائيل بشأن إجراء تحقيق ومساءلة".
وأضاف أن "العمليات التي تستهدف الإرهابيين في غزة قد تسبب خسائر في صفوف المدنيين"، معتبرا أن "إسرائيل حققت نجاحات ضد حماس، لكنها لن تكون مثمرة في حالة غياب خطة لليوم التالي للحرب".
وشدد على أن "الأمر العاجل هو وضع خطة واضحة وناجحة يمكن أن تلحق هزيمة بحماس. نحن وأطراف أخرى نؤكد ضرورة إلحاق الهزيمة بحماس".
بدوره، قال نائب السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة، روبرت وود، إنه يتعين على إسرائيل أن تبذل المزيد لحماية المدنيين في غزة وإنه "يتعين فعل المزيد لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع والتمكن من توزيعه بصورة آمنة".
وأضاف وود أمام مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة إن "استمرار نسق الإضرار الكبير بالمدنيين الناتج عن وقائع مثل الغارات الجوية يوم الأحد يقوّض أهداف إسرائيل الاستراتيجية في غزة".
المصدر : وكالة سواالمصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
لبنان... واليوم التالي
كتب غسان شربل في" الشرق الاوسط: يتعرّض لبنان حالياً لعدوان إسرائيلي مدمّر ينذر استمرارُه بتحوّله نكبةً للبلد الصغير. شطبت آلة القتلِ الإسرائيلية قرى كاملةً من الخريطة، وأنزلت ببيئة «حزب الله» خسائرَ هائلة. وحظيَ انطلاق هذا العدوان بتعاطف أو تفهّم غربي بذريعة أن «حزب الله» اختار أصلاً الذهاب إلى الحرب عبر إعلان «جبهة الإسناد» غداة انطلاق «طوفان الأقصى». واضح أنَّ الحزب كان يأمل بتبادلٍ محدود للضربات تحت ما سُمي «قواعد الاشتباك». لم تكنِ الحسابات دقيقةً، خصوصاً حين تم الإصرار على «وحدة الساحات» رغم تمكّن بنيامين نتنياهو من تحويل الحرب «حرباً وجودية» تستحق، في نظره، تحمّل خسائرَ بشرية واقتصادية كانت إسرائيل سابقاً تحرص على تفاديها. لم يستجب لبنانُ باكراً لنصائح المبعوث الأميركي آموس هوكستين. استجاب بعد وقوع الفأس في الرأس. خسائر هائلة في بلد يقف على شفير هاوية أعمق. لا دواء
لدى هوكستين غير القرار الأممي 1701 الذي وُلد من حرب 2006. قرار انتهكته إسرائيلُ باستمرار، وتولّى «حزب الله» تجويفه، خصوصاً بعدما تحوّل «قوة إقليمية» ترسل مقاتلين ومستشارين إلى خرائطَ قريبة وبعيدة. هل كان لبنان ليواجه المأساة الحالية لو تمَّ تطبيق القرار منذ صدوره؟ هذا السؤال تخطاه الوقت ولا بدَّ من تطبيق القرار الآن في البلاد التي تتقلَّب على الجمر وسط بحر من الركام. أحياناً لا بدَّ للمريض من تناول الدواء المرّ لتفادي ما هو أدهَى، أي تفكّك لبنان وضياعه.
التطبيق الجدي للقرار 1701 يُدخل تعديلاً كبيراً على دور «حزب الله» الإقليمي. وعلى حضور إيران على خط التماس مع إسرائيل في جنوب لبنان. هذا يعني عملياً خروج لبنان من «وحدة الساحات» التي يحاول العراق حالياً تفادي الانخراط في الشق العسكري منها. هذا التغيير ليس بسيطاً، لكن لا بدَّ منه كي يستطيعَ اللبنانيون اللقاء مجدداً تحت سقف الدولة والقانون.
استحقاقات «اليوم التالي» لوقف النار في لبنان ليست بسيطة، لكن القوى السياسية على اختلافها مدعوة للارتفاع إلى مستوى التحدي. لا بدَّ من إعادة ترميم الجسورِ بين اللبنانيين رغم مراراتِ السنوات السابقة. لا بدَّ من الاعتراف المتبادل وتفهّم الهواجس والعودة إلى سياسات تناسب طبيعة لبنان. لا قهر ولا ثأر ولا تحجيم مكونات ولا تهميش مكونات. لا يحق للبنانيين إضاعة اليوم التالي لوقف النار، كما أضاعوا اليوم التالي في مناسبات كثيرة.