موسكو تعزز حمايتها مع زيادة القدرات الأوكرانية على ضرب العمق الروسي
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
موسكو"وكالات:
أعلنت أوكرانيا اليوم أن سبعة أشخاص قتلوا في أربع من مناطقها، فيما تواصل روسيا مكاسبها على خط المواجهة حيث تكافح القوات الأوكرانية لصدها.وأدى هجوم صاروخي اليوم على منطقة سومي الشرقية المتاخمة لروسيا إلى مقتل شخصين وإصابة ثلاثة، وفق ما أعلنت سلطات الإقليم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقال حاكم منطقة دونيتسك الواقعة على خط المواجهة، والتي يقول الكرملين إنها جزء من روسيا، إن ثلاثة أشخاص قتلوا أمس الثلاثاء في هجمات منفصلة.
وقال الحاكم فاديم فيلاشكين إن شخصين قتلا في بلدة توريتسك، كما قتل شخص آخر في هجوم على بلدة سيليدوف الواقعة على خط المواجهة الثلاثاء، والتي تقصفها القوات الروسية بشكل روتيني.
وفي منطقة خيرسون الجنوبية، والتي يقول الكرملين أيضًا أنه ضمها عام 2022 رغم انه لا يزال يقاتل من أجل السيطرة على منطقة البحر الأسود، قال الحاكم إن روسيا قصفت مرافق الإسكان والبنية التحتية.
وقال حاكم خيرسون الكسندر بروكودين إن "شخصا واحدا لقي قتل نتيجة الهجوم الروسي".
ونفذت القوات الروسية نهاية الأسبوع الماضي واحدة من أكثر الهجمات شراسة منذ أسابيع على منطقة خاركيف الشمالية الشرقية المتاخمة لروسيا، وأصابت متجرًا مزدحمًا.
وقال ممثلو الادعاء اليوم إن حصيلة الهجوم ارتفعت إلى 19 قتيلا.
ومن الجانب الجانب حذر مسؤول كبير بالقوات الجوية الروسية اليوم من قدرة الطائرات المسيرة الأوكرانية على ضرب العمق الروسي حتى مسافة تصل إلى 2500 كيلومتر، لكنه أشار إلى توفير الحماية من تلك الضربات للعاصمة موسكو.
وتعليقات دميتري بوجدانوف رئيس قسم الحرب اللاسلكية الإلكترونية بالقوات الجوية الروسية التي نشرتها وكالة تاس للأنباء تشير إلى أن مساحة واسعة من الأراضي الروسية المتاخمة لأوكرانيا معرضة لهجوم محتمل.
ونقلت الوكالة عن بوجدانوف قوله "العدو لا يقف ساكنا".
وجاء في تعليقات بوجدانوف التي نقلتها تاس قوله في مؤتمر أمني "يمكن للطائرات المسيرة حاليا قطع مسافة تصل إلى 2500 كيلومتر والعديد من المناطق (الروسية) تدرك ذلك".
وأشار إلى اتخاذ إجراءات لحماية العاصمة الروسية موسكو من هجمات الطائرات المسيرة الأوكرانية، فيما تعمل مناطق أخرى على تطوير قدراتها الدفاعية.
وتعرضت روسيا منذ بداية العام لسلسلة هجمات بطائرات مسيرة من أوكرانيا أصابت بنية تحتية حيوية لتكرير النفط في ثاني أكبر مُصدّر للخام في العالم وهزت الأسواق العالمية.
ولم تؤكد أوكرانيا أو تنفي رسميا استهداف مصافي التكرير داخل روسيا، لكنها وصفتها بأهداف مشروعة لدورها في دعم المجهود الحربي لموسكو في وقت تستهدف فيه هجمات روسية البنية التحتية الأوكرانية، بما في ذلك منشآت الطاقة.
من جهة أخرى قالت القوات الجوية في أوكرانيا اليوم على تيليجرام إنها أسقطت 13 طائرة مسيرة من أصل 14 أطلقتها روسيا في هجوم شنته خلال الليل على ثلاث مناطق بالبلاد.
وقال أولكسندر كوفال حاكم ريفنه بشمال غرب أوكرانيا على تطبيق تيليجرام إن حطام طائرة مسيرة سقط على بنية تحتية للطاقة في المنطقة. وأدى الهجوم إلى تفعيل آلية دفاعية قطعت الكهرباء عن بعض المناطق، لكن جرى إعادة التيار بعد ذلك.
وذكر حاكم كيروفوهراد أن حطام طائرة مسيرة ألحق أضرارا بخطوط الكهرباء في المنطقة الواقعة في وسط البلاد، مشيرا إلى أن أعمال الإصلاح جارية.
وأسقطت القوات الجوية 11 طائرة مسيرة فوق منطقة ميكولايف دون أن يبلغ الحاكم هناك عن وقوع أضرار.
ووعدت السويد اليوم بتقديم مساعدات عسكرية بقيمة 13,3 مليار كرونة أي 1,16 مليار يورو لأوكرانيا في وقت تعاني فيه كييف من تأخير في تسليمها المعدات الغربية للتصدي للقوات الروسية.
وقالت نائبة رئيس الوزراء إيبا بوش في مؤتمر صحافي إن "السويد تدعم أوكرانيا بحزمة المساعدات السادسة عشرة، وهي الأكبر لها".ورحب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على منصة اكس بهذه المساعدة العسكرية الجديدة قائلا إنها "ستنقذ الارواح".
وقال زيلينسكي إن "هذه المساهمات ضرورية للدفاع عن أوكرانيا وقدرتها على الصمود" مشيرا الى انها تتيح أيضا "ضمان السلام والأمن على المدى الطويل في أوروبا".
وستقدم ستوكهولم خصوصا طائرات رادار الاستطلاع ASC890. هكذا ستكون اوكرانيا تملك "قدرة جديدة للاستطلاع عبر الرادار المحمول جوا وإدارة القتال ضد أهداف في الجو والبحر"، بحسب ما جاء في بيان حكومي.
وأوضح وزير الدفاع السويدي بال يونسون أن طائرات الرادار هذه ستسمح لكييف "بالتعرف على صواريخ كروز والمسيرات وكذلك الأهداف على الأرض والبحر".
وستقدم السويد أيضا كل مخزونها البالغ 302 ناقلة جند مدرعة لدعم إنشاء ألوية جديدة للجيش الأوكراني. وتشمل حزمة المساعدات أيضا صواريخ آر بي 99 القتالية.
وكانت السويد تخطط أيضا لإرسال طائرات مقاتلة من طراز غريبن إلى أوكرانيا لكنها أعلنت الثلاثاء تعليق هذا المشروع تلبية لطلب من الدول الشريكة لإعطاء الأولوية لتسليم طائرات اف-16 إلى أوكرانيا.
أعلنت ستوكهولم أيضا الثلاثاء عن خطة مساعدة لضمان إمدادات الطاقة لأوكرانيا بقيمة 650 مليون كرونة (57 مليون يورو).
وتفكر السويد أيضا بخطة مساعدات مدنية وعسكرية متعددة السنوات بقيمة 75 مليار كرونة (6,5 مليار يورو) بين عامي 2024 و2026، من أجل دعم كييف "طالما لزم الأمر". أوكرانيا هي المستفيد الأكبر من المساعدات السويدية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: القوات الجویة طائرة مسیرة
إقرأ أيضاً:
روسيا في سوريا... انتكاسة ومرونة استراتيجية أيضاً
اعتبر البعض في الغرب انهيار نظام بشار الأسد في سوريا، وقرار روسيا بالوقوف جانباً والسماح بحدوث ذلك، مؤشراً على التمدد الإمبراطوري المفرط لموسكو وتراجع نفوذها الإقليمي.
سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، ولكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين
وحسب هذا التفكير من الواضح أن "العملية العسكرية الخاصة" الجارية التي يشنها الكرملين في أوكرانيا تضغط على الجيش الروسي إلى درجة جعلته عاجزاً عن وقف المد المتدحرج للمتمردين، فكان عاجزاً وغير راغب بدعم النظام أكثر من ذلك.
ورغم جاذبية هذه الرواية، دعا الباحث البارز في معهد الأمن القومي بجامعة ميسون جوشوا هيومينسكي المحللين الغربيين إلى الحذر من التركيز الكبير على فكرة أن روسيا كانت عاجزة عن المساعدة ومن عدم التركيز بشكل كاف على واقع بسيط مفاده أنها كانت غير راغبة بذلك.
وبحسب الكاتب فإن من المرجح أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رأى في دعم روسيا للأسد ترتيباً منخفض الكلفة نسبياً وعالي التأثير، لكن مع تقدم المتمردين، خسر فائدته.
استخفاف بالدب الروسيوكتب هيومينسكي في موقع "بريكينغ ديفنس" أن الاستراتيجية تتلخص أساساً في المقايضات، وهنا يبدو أن موسكو اتخذت قراراً واضحاً بأن الفائدة المترتبة على مواصلة دعم نظام الأسد لم تكن تستحق الكلفة.
وشكل سقوط بشار الأسد انتكاسة لموسكو، فمنذ التدخل في سوريا سنة 2015، قدم الكرملين دعماً مالياً وسياسياً كبيراً للأسد، وهذا الاستثمار يعد صغيراً نسبياً عند تقييمه بالمقارنة مع الموارد التي ضختها أمريكا في المنطقة مثلاً، وبالمقابل اكتسب الكرملين موطئ قدم في الشرق الأوسط وشرق البحر الأبيض المتوسط. وكانت قواعده البحرية في البلاد بمثابة محطة لإعادة التزود بالوقود في البحر المتوسط ونقطة انطلاق للعمليات في أفريقيا.
احتمالان متساويانوسارع البعض للإشارة إلى تأثير أوكرانيا على العمليات الروسية في سوريا، لكن بحسب الكاتب، يشكل هذا سوء فهم لدور موسكو في البلاد، الذي اقتصر إلى حد ما على توفير القوة الجوية والمستشارين، مع بعض المقاولين العسكريين من القطاع الخاص.
والسؤال هو هل كانت روسيا لتكون أكثر استعداداً لمواجهة تقدم المتمردين دون الحرب الأوكرانية؟ هذا محتمل بحسب الكاتب، لكن من المحتمل أيضاً أن النظام قد أصبح قضية خاسرة، فالسرعة التي انهار بها، تعكس ضعفاً عسكرياً وتنظيمياً وتكتيكياً كبيراً، وأي هجوم مضاد بالنيابة عن النظام سيكون باهظ الثمن مادياً وعسكرياً.
كما أثبت نظام الأسد لموسكو أنه شريك متقلب وصعب، إذ رفض التعامل مع المعارضة، جعل البلاد جزءاً من نفوذ إيران.
مصير القوات الروسيةويضيف الكاتب أنت الموقف الروسي الجديد في سوريا ما زال غير معروف، وتشير التقارير الأولية إلى أن القوات الروسية تعيد تموضعها داخل قاعدة حميميم الجوية وميناء طرطوس، وربما تخلي البلاد بالكامل.
ومن المرجح وفق الكاتب أن تلعب الكراهية المؤكدة تجاه روسيا بسبب قسوتها بالنيابة عن نظام الأسد، وتمكينه من البقاء في السلطة، دوراً في التطورات.
ومع ذلك، لا يوجد ما يضمن أن تسعى هيئة تحرير الشام إلى طرد القوات الروسية بشكل دائم من البلاد، بل قد تسعى إلى تحويل موسكو من خصم إلى مجرد طرف محايد.
انتكاسة ومرونة وبحسب الكاتب فإن تقاعس الكرملين عن دعم الأسد، يرسل رسالة إلى الأنظمة الأوتوقراطية في أفريقيا، بأن موسكو مستعدة لمواصلة دعم النظام طالما كان فائزاً وقادراً على الاحتفاظ بالسلطة ــ وراغباً بالاستماع إلى نصيحة الكرملين. وعندما يصبح النظام غير قادر على القيام بذلك، يتخذ الكرملين قراراً استراتيجياً ويغير مساره.ويختم الكاتب أن سقوط الأسد يمثل انتكاسة لروسيا، لكنه أيضاً انعكاس لمرونة الكرملين الاستراتيجية. والتركيز فقط على الانتكاسة وتفويت المرونة يخاطر بمفاجأة استراتيجية سواء في سوريا أو في أماكن أبعد.