نساء غزّة يبتكرن سبلًا للعيش مع استمرار الحرب
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
ثلاث نساء غزيات نازحات تجمعن معاً في مخيم لإيواء النازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، ضاقت بهن السبل بسبب الحرب وما خلفته من ويلات وقتل ودمار، فقررن إطلاق مشروع صغير لصنع البيتزا والمعجنات وخبزها على فرن الطابون التقليدي البدائي الذي يعمل من خلال استخدام الحطب وبيعها بسعر قليل مراعاة لأوضاع الناس وأيضًا لسد حاجتهن وحاجة عوائلهن في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، ومساعدة أبناء المخيم النازحين الذين يعانون الفقر المدقع ولا يستطيعون شراء كل ما يلزمهم في ظل غلاء الأسعار الفاحش.
أم محمد احدى القائمات على المشروع قالت "يفتقد النازحين المتكدسين في مخيم دير البلح للكثير من الحاجيات التي تحول دون إمكانية صنع بعض الأطعمة منها البيتزا والمعجنات والحلويات بسبب ضيق الأماكن وعدم توفر غاز الطهي، من هنا جاءتنا الفكرة لصنع البيتزا وبيعها وقد لاقى تنفيذ المشروع إقبال من قبل الكبار والصغار بالإضافة إلى أنه اصبح الطريقة الوحيدة التي نستطيع من خلالها توفير الاحتياجات الخاصة بنا في ظل استمرار الحرب".
تتنقل ام العبد بين بسطات البيع الخاصة بالبقوليات في سوق العودة وسط مدينة رفح، تبحث عن حبوب القهوة بأنواعها والتي رددت أنواعها "برازيلي ، كولمبي وروبستا".
ليس سهلًا ان تجد ما تريد بسبب سعر حبيبات القهوة المرتفع، تشتري الكمية المطلوبة ثم تعود للبيت منهكة ومتعبة فالقصف الإسرائيلي على بعد أمتار بينها وبين السوق المركزي بمدينة رفح تقول "بسبب ارتفاع درجة الحرارة أقوم مبكرًا لاشعل نار الحطب بجوار خيمة النزوح وأجلس لتحميص حبيبات القهوة، يستغرق الأمر وقتًا طويلًا ومعاناة كبيرة ما بين اشعال النار وتحميص القهوة والمحافظة على ان تكون النار هادئة بمقدار معين، بعد الإنتهاء من تحميص الكمية الموجودة ، تبدأ معاناة اخري في الحصول على مطحنة تعمل ليتم طحن القهوة ومن تم توزينها وتوزيعها في اكياس للبيع "يذكر ان سعر أوقية القهوة في غزة قد تجاوز 19 دولار للوقية وهو سعر مرتفع جدًا مقارنة بفترة ما قبل الحرب لكن اغلاق المعابر وقصف الاحتلال للكثير من مطاحن ومصانع القهوة أدى الى ارتفاع سعرها كما ارتفعت اسعار العديد من السلع الأساسية بسبب إغلاق المعابر.
أما سلمى التى ما زالت متواجدة بمنزلها بمدينة رفح فقد استعانت بمجموعة من فتيات مخيم النزوح لمساعدتها بمشروع غسل الملابس، بعد ان قامت بشراء غسالتين نصف اوتوماتيك يتم تشغيلهما من خلال الطاقة الشمسية التى تعمل منذ الساعه التاسعة صباحا حتي الخامسة مساءًا يوميًا .
استطردت قائلة "يأتي النازحين لغسل ملابسهم بشكل يومي، يتم تشغيل الغسالة لمدة نصف ساعه ثم يتم تستلم الملابس لنشرها بجوار خيم النزوح، ما دفع النازحات الاستعانة بها هو قلة المياه المتوفرة بأماكن النزوح" وعن وسيلة توفير المياه لديها قالت إنها تمتلك بئر ماء داخل منزلها يتم اخراج المياه منه عن طريق مضخات تعمل بالطاقة الشمسية لهذا كان سهلًا عليها العمل في ذات المجال.
مها ذات - 15 عامًا - وهي نازحة من حي الشجاعية في غزة إلى مدينة دير البلح وسط القطاع، تسكن مع اسرتها داخل أروقة مستشفى شهداء الأقصى، تعمل مها في غسل الملابس والدروع التى يرتديها الصحفيين الذين لا يبرحون المستشفى منذ بداية الحرب تحدث قائلة "أنا اسعى من خلال عملي هذا الى مساعده عائلتي المكونة من 9 أشخاص بعد أن طالنا الفقر والجوع والعوز في ظل استمرار الحرب وبسبب النزوح المتكرر من مكان الي آخر".
وأشارت "أن يومية عملها لا تزيد عن 2 دولار وأحيانا لا تحصل علي أي مردود مادي" وأكدت الطفلة مها أنها ستكمل عملها إذا انتهت الحرب من أجل أختها مريضة القلب وأختها الاخرى مريضة العيون إلى أن تعود المدارس للعمل لتتمكن من استكمال دراستها.
في بيتها المدمر في بيت لاهيا شمال قطاع غزة وبين الركام تجلس الحاجة مريم التى كانت تمتلك مشغل للخياطه تحاول تعديل ملابس إحدى النازحات تقول "بصعوبة استطعت استخراج احدى الماكينات، استعنت بأحد الأقارب لتشغيلها وإصلاح الضرر الذي اصابها بسبب الردم، ثم قمت بشراء لوح طاقة شمسية وبدأت العمل من أجل توفير لقمة العيش لي ولابناء أخي المعتقل لدى جيش الإحتلال الإسرائيلي منذ شهر ديسمبر الماضي".
اكملت حديثها قائلة "إن مهنة الخياطة تعتبر من بين المهن الأكثر عملًا في غزة الان فالناس يضيّقون ملابسهم بسبب نحول أجسادهم من شدة الجوع الذي اصاب سكان شمال غزة، كلهم في غزة يضيّقون ملابسهم ،كلهم نحلوا وفقدوا وزنهم ".
سقطت دموعها ربما استذكرت مكان عملها السابق وكيف كانت حياتها وأهلها سعيدة في نفس المنزل الذي تجلس على بقايا ركامه ثم انهت حديثها قائلة "نحن نعيش أيام صعبة جدًا ، الماء نحصل عليه بصعوبة ، الطعام غالٍ جدّا وغير متوفر ، لم نشاهد الكثير من أصناف الطعام منذ بداية الحرب حتي الان ، البيوت هُدمت، ونعيش بالعرائش او مراكز الإيواء داخل المدارس ، حتى الخيم أصبحت غالية جدًا وغير قادرين على توفيرها ،أجواء حارة جدًا ،المواصلات متعبة والتنقل صعب من مكان الي آخر، سيولة الأموال معدومة ، الكهرباء منقطعة منذ بداية الحرب ، أساسيات الحياة معدومة ، المستشفيات تم تدميرها ولكن والله عزيمتنا قوية ولن نستسلم".
إن ما يحدث في غزة يعبر عن مستوى جديد من اليأس، يتكشف تحت مراقبة وصمت العالم أجمع، جعل الحياة تنقلب رأسًا علي عقب حتى باتت النساء تشتهي العودة للحياة الطبيعة التى كانت قبل السابع من أكتوبر الماضي.
مع إستمرار الحرب لشهرها الثامن وسكان غزة يعيشون اهوال حرب الإبادة الجماعية التي تسببت في تدمير 80% من منازل ومنشأت القطاع ، واستشهاد قرابة 50 الف شهيد ومفقود وجرح اكثر من 80 الف مواطن 70% من الضحايا اطفال ونساء، وتهجير كل سكان القطاع بشكل قسري ، معظمهم معرض لخطر الموت و الهلاك جراء استمرار المجازر والمجاعة الحادة وانعدام المواد الغذائية وحالة الفقر المدقع التي يعيشها السكان ، وانتشار الأمراض والأوبئة ، وشح المساعدات الإنسانية التي يعتمد عليها سكان غزة، فيما تواصل قوات الاحتلال اغلاق معظم المعابر الحدودية في شمال جنوب القطاع ، وخاصة معبر رفح البري اثر احتلاله بتاريخ 5 مايو 2024، ما يؤكد تحكم وتعمد استخدام التجويع كسلاح حربي بهدف اهلاك سكان غزة ودفع من تبقي منهم للهجرة القسرية خارج الأراضي الفلسطينية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
فوضي الميكروباص بالمحافظات
تقسيم خطوط السير.. وعدم الالتزام بالتعريفة المقررةغياب الرقابة يجعل الشوارع فى قبضة السائقين
تعيش مواقف سيارات الأجرة فى العديد من المحافظات حالة من الفوضى والزحام فى الأيام الحالية نتيجة غياب الرقابة، ما أوقع المواطنين فريسة سهلة الاستغلال من قبل السائقين من خلال زيادة التعريفة وعدم الالتزام بالسعر المحدد من قبل الأجهزة المعنية، ما تسبب فى حالة من الفوضى وامتناع سائقى السيارات عن التحميل، لتصبح طوابير المواطنين أبرز مشاهد فى المواقف والشوارع.
فى جولة لمراسلي «الوفد» نرصد لكم حالة الفوضى التى تشهدها مواقف سيارات الأجرة فى المحافظات، فضلًا عن حالة الاستغلال التى يتعرض لها المواطنون والطلاب للوصول إلى أماكن عملهم والجامعات والمدارس.
دمياط
وبالرغم من مرور ما يقرب من شهر على إعلان تعريفة الأجرة الجديدة بعد زيادة أسعار الوقود، ومحاولات محافظة دمياط تطبيق تعريفة الأجرة المحددة ومنع استغلال المواطنين من قبل السائقين، إلا أن الشكاوى لا تنقطع فى كثير من القرى والمدن بمحافظة دمياط.
وسيطرت حالة من الغضب على المواطنين نتيجة زيادة تعريفة الأجرة التى يحددها السائقون، وتقسيم خطوط السير فى مدن ومراكز محافظة دمياط، ما تسبب فى حالة من الغليان بين المواطنين بسبب الاستغلال الذى يواجهه الأهالى والطلاب فى مواقف سيارات الأجرة.
فى البداية محمد الشربينى، أحد أهالى مدينة دمياط، قال إن هناك حالة من الغضب والاستياء الشديدين بالشارع بسبب قيام السائقين بتقطيع المسافات واستغلال الركاب للحصول منهم على ضعف الأجرة، فضلًا عن المواقف العشوائية التى انتشرت بالمحافظة.
ويقوم عدد كبير من سائقى سيارات الأجرة الميكروباص بتقسيم الخط لعدة خطوط سير قصيرة من أجل زيادة الأجرة، وفرض تسعيرة عشوائية جديدة على الخطوط فى وقت الذروة والزحام الشديد، وسط غياب تام للرقابة من إدارة المرور أو أجهزة المحافظة.
ومافيا الميكروباصات وتقطيع المسافات هكذا وصف محمد كامل بائع اسماك، أحد أهالى مدينة دمياط، جشع بعض السائقين واستغلالهم للركاب من أجل زيادة الأجرة من خلال تجزئة المسافات، حيث أوضح أن الأجرة من منطقة الأعصر وحتى ميدان الساعة 3 جنيهات والنصف، ثم من ذات المنطقة لموقف فارسكور والزرقا نفس الاجرة، فيدفع الراكب مرتين أو ثلاثا حتى يصل للموقف المشار اليه وده ظلم لينا خاصة الأسر.
ويقول المهندس أحمد لبن، أحد المواطنين، إن المسئول عن وضع التسعيرة لا يستقل سيارات الأجرة ولا يعلم شيئًا عما يتعرض له الركاب من استغلال، حيث التسعيرة تكون مسافة كاملة من بداية الموقف وركوب من الطريق لأى مسافة، وبذلك لا يستطيع السائق تقطيع المسافات.
وتابعت زينة ابراهيم، ربة منزل، قائلة: «ركبت ميكروباص من مدينة فارسكور وقت الظهر، وعلشان مفيش مواصلات سواق الميكروباص قطع السكة، ورفض يكمل، وقام بإنزالنا فى قرية البستان، وبعد ذلك كمل ورجع السايق يحمل من موقف فارسكور وقمت بعمل عده شكاوى لمكتب محافظ دمياط وللاسف لم يستجب احد»، نتمى أن يصل هذا الحل إلى وزارة الداخلية وللإدارة العامة للمرور للمساهمة فى حل مشكلة زيادة الأجرة والمواصلات على الطبقة الكادحة وللحد من جشع سائقى الميكروباص.
ويشير السيد زيدان موظف: نعانى نحن ركاب خط الروضة وفارسكور والزرقا، حيث إن معظم سائقي السيارات الأجرة والميكروباص قاموا بعمل موقف خاص بهم بعيد عن أعين المرور وتقسيم خط السير وإجبار الركاب على النزول فى مناطق بعيدا عن الموقف العمومى، ويضطر المواطن أن يركب سرفيس آخر لاستكمال طريقة فى ظل زيادة الأسعار للوصول للموقف مما يسبب عبئا إضافيا على الركاب.
وتضيف علياء عيسى، من سكان دمياط الجديدة، مطلوب تكثيف الحملات المرورية على سرفيس دمياط الجديدة لأن معظم السائقين غير ملتزمين بخط السير أو تعريفة الأجرة.
المنوفية
اشتكى عدد من المواطنين بمحافظة المنوفية من استغلال سائقى الميكروباصات والمواصلات الداخلية لهم وزيادة الأجرة بدون مبرر، وفى شهر أكتوبر من العام الجارى، أصدر مجلس الوزراء قرارا برفع أسعار السولار والبنزين، ووضع تعريفة جديدة لوسائل النقل الجماعى والميكروباصات التى قدرت بزيادة 15% فى أغلب محافظات الجمهورية.
وعلى الرغم من أن محافظة المنوفية بالتعاون مع الإدارة العامة للمرور ألزمت السائقين بوضع استيكرات على الميكروباصات، بالتعريفة الجديدة وبخط السير، إلا أنه لوحظ نشوب العديد من المشاجرات بين سائقى الميكروباصات والمواطنين فى عدة مناطق، لعدم التزامهم بالزيادة المحددة.
سادت حالة من الغضب الشديد والاستياء بين العديد من أبناء محافظة المنوفية بجميع الفئات العمرية من الموظفين وطلاب الجامعات المغتربين والعمال بحثًا عن الرزق، والمقيمين فى المحافظات الأخرى، والذين يأتون إلى قراهم بمراكز المحافظة المختلفة فى المناسبات والأعياد بسبب رفع أسعار الوقود واستغلال السائقين الأزمة وقيامهم برفع الأجرة دون النظر إلى الحالة الاقتصادية والمعيشية للركاب.
قال محمد الصعيدى، موظف، بحكم عملى فأنا دائم الركوب من موقف منوف خط «منوف -كفر داوود– السادات»، ومن المفترض أن الأجرة قبل التسعيرة الجديدة كانت 18 جنيها، لتكون بعد التسعيرة الجديدة بمقدار الزيادة 10% 19.5 جنيه، ولكن الحقيقة الفعلية نقوم بدفع 21 جنيها يوميا.
ويشير أحمد رضوان طالب بجامعة السادات، إلى معاناته اليومية بسبب قرار رفع أسعار السولار والبنزين، قائلا «أنا كل يوم بركب من «موقف شبين إلى السادات».. فى الأول الأجرة كانت 20 ثم زادت لـ 22 جنيها وخناقات كل شوية وننزل من ميكروباص ونطلع التانى لما قرفنا، وبعد رفع أسعار الوقود الحمد لله الأجرة وصلت لـ 25، فمن المفترض إننا لو بنتعامل على أساس 22 جنيها تبقى الزيادة 23 جنيها».
وتابعت رنا نادر طالبة بجامعة شبين الكوم من موقف «تلا–شبين» قائلة بسخرية «أنا كل يوم بتخانق فى الموقف لدرجة إنى بقيت معروفة فى الموقف، والمشكلة كانت من قبل التسعيرة الجديدة السواقين رفعوا الأجرة بمزاجهم من قبل القرار وزودوها نص جنيه، وبعد القرار وصلت الزيادة الى 2.50 جنيه وده طبعا مخالف للزيادة المحددة بنسبة الـ10%.
ويوضح ماهر فودة من موقف «تلا السادات» ان خلال سنة والنصف تقريبا الأجرة زادت بمعدل 3 أو 4 مرات»، كانت 20 جنيها، وبعدها بفترة قليلة جدا وصلت لـ 21 جنيها، ثم تم تقسيم المسافة إلى جزءين وكل جزء بتسعيرة على مزاج السواقين بحسب قوله، قائلا «بعد التسعيرة الجديدة وصلت الأجرة إلى 26 جنيها».
ويقول أيمن ربيع، سائق سيارة ميكروباص أجرة رفع سائقو السفر أو الخطوط البعيدة أجرة الراكب وعدم الالتزام بالتعريفة المقررة من المحافظات بسبب ارتفاع أسعار كل شىء تستهلكه السيارة من قطع غيار وكاوتش وبطاريات وغير ذلك من الأشياء الأخرى لارتباط كل هذه المستلزمات بأسعار الوقود حتى أجرة الميكانيكى، مضيفًا أن صفيحة السولار تم رفع سعرها لحوالى النصف.
«السائق أو صاحب السيارة هيعمل إيه، رفع الأجرة غصب عنه» بهذه الكلمات برر فايز موريس، سائق، استغلال السائقين الأزمة وعدم التزامهم بالتعريفة المقررة، قائلًا إن ارتفاع أسعار المواد البترولية لازم الكل يشيل فيها الراكب والسائق وصاحب السيارة.
كان اللواء إبراهيم أبوليمون، محافظ المنوفية، اعتمد التعريفة الجديدة لوسائل النقل الداخلية والخارجية بالمحافظة، بعد الزيادة الجديدة فى أسعار الوقود، على أن يتم تطبيق القرار بالتنسيق بين المرور، وإدارة المواقف، موضحًا أن نسبة الزيادة لتعريفة الركوب لسيارات الأجرة السرفيس بين نسبة من 15% إلى 20%.
البحيرة
تشهد الشوارع الرئيسية بمدن محافظة البحيرة حالة من الفوضى والعشوائية، وأعلنت الوحدات المحلية رفع الراية البيضاء، حيث تعانى الشوارع والمواقف من اختفاء إدارات المرور، ما أدى إلى ظهور مواقف عشوائية للسيارات بعد أن تركت سيارات الأجرة الموقف المخصص لهم، واحتلت الشوارع.
يقول أحد سكان شارع السوق بالدلنجات، انتشر الباعة الجائلون بطريقة مرعبة وبالذات بالشوارع الرئيسية، وبائعو الخضار الذين حولوا الشوارع إلى اسواق خضار بل قاموا بنشر البائعين بالخضار والفاكهة بالشوارع لبيعها تحت سمع وبصر مسئولى المجلس.
وعن انتشار المواقف العشوائية بالشوارع، وترك سيارات الأجرة مجمع المواقف واحتلال الشوارع يقول عادل عبدالسميع يحدث تحت سمع وموافقة إدارة مشروع المواقف بالبحيرة التى باركت هذا الاحتلال حيث لا يعنيها شىء سوى جمع الأموال والحوافز والمكافآت أما ما يعنيه المواطن فلا وجود له المهم إرسال كشوف البركة إلى ديوان المحافظة، يقول جمال بلال البحيرة تطبق قانون «سكسونيا» فى التعامل مع المشكلات التى تعانيها مدن المحافظة ومنها مدينة الدلنجات، حيث يعانى المسئولون من مرض الأيادى المرتعشة فى اتخاذ القرارات.
ويقول محمد سعيد من الدلنجات بالنسبة للمواقف العشوائية التى أصبحت أزمة جديدة تعانى منها المدينة فقد ساعد فى انتشارها العقول التى تديرها التى وافقت على خروج السيارات إلى الشوارع ومنها موقف الطود والمسين وزمران النخل وكوم زمران ودرشاى والتى مازالت تستعمل سيارات المواشى فى نقل المواطن، وكان من الأجدر قيام الإدارة مع المرور بتكثيف الحملات مع توفير وسيلة نقل داخلى للمواطن للوصول لمجمع السيارات.
وقال أحمد عبدالمنعم نحن نعيش مأساة بكل المقايس بمدينة الدلنجات وسط سكوت تام للمسئولين التنفيذيين فنهاك منطقة جراج المجلس والادارة التعليمية والتأمين الصحى العادى والمدرسى والشهر العقارى والضرائب العامة كثر فيها الباعة الجائلون والذين حولوا المنطقة إلى سوق لا تستطيع السير فيها من كثرة المخالفات والطين والبرك المنتشرة من المياه المتعفنة من جراء رمى الخضار المتعفن ناهيك عن عدم استطاعة المرضى المترددين على التأمين الصحى الوصول إليه بسبب افتراش البائعين الطرقات المؤدية له ومثله باقى المصالح الأخرى الخدمية الموجودة بالمنطقة.
الإسكندرية
تحولت مواقف الميكروباصات بمحافظة الاسكندرية إلى قنبلة موقوتة، حيث يعيش الاهالى معاناة كبيرة لكى تستطيع ان تحصل على مقعد بسيارات الاجرة، وهو أحد ابرز التحديات التى يواجهها المواطنون كل صباح.
وتشهد مواقف السيارات فى الساعات الأولى من صباح كل يوم زحاما من الطلاب والموظفين بسبب وقف قطار ابى قير، وزيادة اعداد المواطنين اكثر من السيارات مما يؤثر عليهم بشكل سلبى وتأخرهم عن عملهم ودراستهم بالاضافة إلى صعوبة العودة عقب انتهاء المواعيد الرسمية للعمل، وهى مشكلة لم تحل منذ سنوات طويلة.
ويقول أحمد سامح، طالب، للاسف نحن نعيش كل يوم رحلة عذاب مع الميكروباصات بسبب الزحام الشديد بالموقف العشوائى بمنطقة ابيس، لافتًا إلى أن الموقف لا يوجد عليه أى رقابة.
وأضاف أن الموقف العشوائى بمنطقة ابيس يقومون بتحميل المواطنين بالميكروباص والتوك توك والتروسيكل الذى يحمل المواطنين والأطفال خاصة فى ايام الشتاء القارس، نظرًا لأن المنطقة ابيس العاشرة تغرق بمياه الأمطار ويرفض سائق الميكروباص للدخول هناك فلم يجد المواطنون امامهم غير التوك توك والتروسيكل.
وأكد نجلاء مجدى، موظفة، يعانى موقف الساعة بمنطقة فيكتوريا من زحام شديد خاصة ان هذا الموقف يعتبر شريانا يربط جميع انحاء الاسكندرية شرقا وغربا وكل يوم يقف عليه المئات من المواطنين لاستقلال الميكروباص للتوجه إلى عملهم ومدارسهم، وخاصة عقب توقف قطار أبى قير الذى تسبب فى زحام شديد وعرقلة حركة المرور بالمنطقة نظرًا لزيادة اعداد المواطنين وقلة اعداد السيارات. كما ان المواطنين يعانون من مشكلة بسبب قيام السائقين بتقطيع المسافات وزيادة الأجرة، مما يتسبب فى مشاجرات بين المواطنين وتسبب أيضًا فى حوادث كثيرة حيث سقط أحد المواطنين اثناء الصراع مع اخر لاستقلال الميكروباص.
ويضيف عبدالله سيد، موظف، أن أزمة الزحام فى موقف محطة مصر مشكلة يعانى منها المواطنون يوميا بشكل متكرر فى الذهاب والعودة من المحطة إلى العجمى بسبب قلة سيارات الأجرة ولا أجد كغيرى من المئات من الطلاب والموظفين سيارات أجرة تكفى لنقل الركاب، وهو ما يدفع بعض السائقين إلى استغلال الراكب إما برفع الأجرة عن التعريفة المقررة أو يجبر السائق الركاب على تقطيع المسافات ولأن المواطنين كانوا يحتاجون إلى وسيلة نقل سريعة لكى يذهبوا إلى أعمالهم يضطرون إلى ان يوافقوا على تقطيع المسافة.
حالة من الفوضى يعيشها مجمع مواقف قنا، خلال هذه الأيام، نتيجة عدم وجود سيارات أجرة خاصة فى النصف الاخير من كل يوم، ما أدى لوقوع الركاب فريسة لاستغلال سائقى السرفيس والاتوبيسات، بشكل أصبح يشكل عبئا ثقيلا على الأسر القنائية، فضلًا عن عدم الالتزام بتعريفة الأجرة المقررة تارة، واختلاف الأجرة من سائق لآخر تارة أخرى.
يقول بركات الضمرانى موظف بالمعاش من فرشوط، هناك حالة من عدم الالتزام بأسعار الأجرة التى تم اقرارها مؤخرًا، مضيفًا ان كل سائق يحاسب على مزاجه، على حد تعبيره، ذاكرا تجربته فى الذهاب لقنا المحافظة، قائلا: «ذهبت فى سيارة بتعريفة أجرة ورجعت فى سيارة بتعريفة أجرة أخرى مختلفة عما قبلها»، مضيفًا ان الأمر وصل إلى أن هناك سيارة أجرة كانت تحمل ركابا بسعر، وأخرى كانت تحمل أيضا ركابا بسعر آخر، وهم فى موقف واحد وبجوار بعضهم البعض وعلى نفس خط السير.
وأوضح بركات، ان هناك حالة من الفوضى يشعر بها الجميع خاصة فى مجمع مواقف قنا، يصاحبها حالة من عدم الخوف واللامبالاة من قبل فئة كبيرة من السائقين، وبالطبع هناك اناس يلتزمون بتعريفة الأجرة ولكن أصبحوا بكل أسف قلة.
وطالب بركات الضمرانى، الجهات المعنية بفرض النظام وعودة الانضباط من جديد لمجمع المواقف بقنا، وذلك حفاظا على راحة وسلامة المواطنين، ممن يستقلون تلك المواصلات باستمرار من أجل الوصول إلى مصالحهم واشغالهم اليومية.
وتحدث صديق عبدالستار محامٍ، عن ضرورة الإسراع فى إنهاء أعمال التشطيبات التى تجرى منذ عدة سنوات بموقع مجمع المواقف بمدينة قنا، فضلًا عن ضرورة تدخل الدولة وبشكل عاجل لتنفيذ مشروع النقل الجماعى بكافة الخطوط، والذى من شأنه القضاء على حالة الاستغلال التى فرضها سائقو الأجرة عنوة على الركاب بشكل يومى.
واستكمل عبدالستار، أن هناك حالة من الاستغلال يتعرض لها الراكب فى كل يوم، بسبب تعنت بعض السائقين تارة، وبسبب عدم وجود سيارات أجرة لنقل الركاب إلى مراكزهم تارة أخرى، مضيفًا ان مجمع مواقف قنا أصبح سوقا وتسيطر عليها الفوضى، موضحًا أن ما يحدث فى مجمع مواقف قنا خلال تلك الأيام يستوجب محاسبة المقصرين عنه، لانه أدى إلى تعرض الركاب لضرر مستمر، مضيفًا ان مجمع مواقف قنا، أصبح أكبر أزمة تواجه المحافظة فى الوقت الحالى.
وذكرت زينب محمد موظفة، أن هناك حالة من الفوضى بسبب قلة اعداد السيارات وعدم وجودها فى اوقات معينة، خاصة فى اخر اليوم وعقب انتهاء الدوام الرسمى، وفى ساعات المساء، مضيفة ان النساء والطالبات يقفن لأوقات طويلة إلى أن يجدن سيارة أو سيرفيس لكى ينقلهن إلى وجهتهن، موضحة ان الناس يضطرون إلى التزاحم من الرجال والشباب من أجل الوصول إلى مقعد فى سيارة أو أتوبيس، وهو مشهد مؤسف ولكن بكل اسف أصبح معتادا ونتعرض له كل يوم.
وأوضح عمرو محمد طالب جامعى، أن هناك عدم التزام بأسعار الأجرة فى مجمع مواقف قنا والرابط بين مدينة قنا وباقى مراكز المحافظة، ساعات المساء، وذلك بسبب قلة اعداد سيارات الأجرة فى ذلك التوقيت ما يجعل الركاب وخاصة الطلاب عرضة للاستغلال من قبل أصحاب الاتوبيسات الخاصة وسائقى التاكسى، مستغلين حاجة الناس للعودة لمنازلهم فى اسرع وقت، مضيفًا ان أجرة قنا نجع حمادى وصلت إلى ٣٠ و٣٥ جنيهًا.