تاريخ سعر الخبز المدعم في مصر: من الاستقرار إلى الزيادة
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
يُعتبر "رغيف العيش" (الخبز) جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية والثقافية في مصر، حيث يظل حاضرًا على مائدة كل أسرة، سواء كانت غنية أو فقيرة أو من الطبقة المتوسطة.
وهو أيضًا جزء من التراث الشعبي، كما يظهر في الأمثال المصرية الشهيرة مثل: "الجعان يحلم بسوق العيش".
القرار الجديد: رفع سعر رغيف الخبز المدعمأعلنت الحكومة المصرية اليوم رفع سعر رغيف الخبز المدعم إلى 20 قرشًا اعتبارًا من بداية الشهر المقبل.
وبحسب تصريحات الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، فإن الدولة ما زالت تدعم رغيف الخبز بـ105 قروش، مع بقاء حجم الدعم الإجمالي في حدود 105 مليارات جنيه سنويًا.
يُعد هذا القرار الأول من نوعه منذ أكثر من 30 عامًا.
تاريخ سعر الخبز المدعم في مصرفترة الاستقرار في عهد جمال عبدالناصرخلال فترة حكم الرئيس الأسبق جمال عبدالناصر، شهدت مصر استقرارًا تامًا في سعر رغيف الخبز المدعم، حيث حافظ الرئيس على جودة الخبز وثبات سعره دون أي تغيير.
محاولة رفع الأسعار في عهد أنور الساداتلم يستمر هذا الاستقرار طويلًا بعد تولي الرئيس السابق محمد أنور السادات رئاسة الجمهورية. في عام 1977، حاول السادات رفع أسعار العديد من المواد الأساسية، بما فيها سعر الخبز.
إلا أن الضغط الشعبي أجبره على التراجع عن القرار، الذي أعلنه الدكتور عبدالمنعم القيسوني، نائب رئيس الوزراء للشؤون المالية والاقتصادية آنذاك.
تحريك سعر الخبز في عهد محمد حسني مباركفي عام 1984، شهد رغيف الخبز في مصر أول زيادة فعلية في سعره بعد إعلان الرئيس السابق محمد حسني مبارك زيادة السعر إلى قرش واحد للعاملين (الجنيه يشتري 100 رغيف) وقرشين للأغنياء، وذلك لمواجهة أزمة الخبز التي بدأت تتفاقم.
وفي عام 1988، رفعت حكومة الدكتور عاطف صدقي السعر مرة أخرى إلى 5 قروش.
الزيادة الأخيرة في سعر الخبزمنذ عام 1988 وحتى اليوم، حافظت الحكومة على استقرار سعر رغيف الخبز المدعم، حتى القرار الأخير برفعه إلى 20 قرشًا، مما يُعد ثالث زيادة في سعره خلال نحو 8 عقود.
يبقى رغيف الخبز قضية حساسة ومعقدة تتجنب الحكومات الاقتراب منها، نظرًا لأهميته الكبيرة في حياة المصريين وتأثيره المباشر على حياتهم اليومية.
ومع استمرار التحديات الاقتصادية، تظل الحكومة المصرية أمام مهمة صعبة في تحقيق التوازن بين دعم الخبز وتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الخبز الخبز المدعم اسعار الخبز دعم الخبز رفع دعم الخبز زيادة اسعار الخبز سعر الخبز الجديد سعر رغیف الخبز المدعم سعر الخبز فی مصر فی سعر
إقرأ أيضاً:
حلبجة تاريخ من الأسى
بقلم : هادي جلو مرعي ..
البعض يكابر ليرفض الحقيقة متجاهلا فكرة الضمير من أجل كسب بعض الوقت في دنيا فانية نهايتها الموت، لكن ذلك لن يمنع الحقيقة من أن تعتلي الأمكنة جميعها، وتحلق في فضاءات البشرية، وتعانق التاريخ بأسره، فيكون رهينة لها.. الظلم قبيح، وأيا كان الظالم فلافرق، فهو قبيح في النهاية كظلمه، وقبح الظلم يلحق بالظالم.. حلبجة في ذكراها السابعة والثلاثين أسطورة الموت والدمار، وغياب الضمير في مواجهة الأطفال والنساء الذين لايملكون غير أن يستسلموا لقدرهم لأنهم لايملكون القدرة على المقاومة، وليس لهم سوى أن يرحلوا بصمت، وبلا ضجيج. البعض يجاهر بإلقاء المسؤولية في تلك الجريمة البشعة على هذا الطرف، أو ذاك لأسباب سياسية متجاهلا ضميره فالمهم لديه هو ترشيح شخص أو جهة لتحمل مسؤولية الفعل القبيح وليس مهما عدد الضحايا الذي تجاوز الآلاف ولا الدمار الذي أصاب القرى وشوه وجوه الأطفال والنساء، وإذا كان هناك من ينفي ومن يؤكد فإن جزاء الظلم حاضر في الدنيا، والجزاء الأشد هناك عند الله.
في يوم السادس عشر من آذار حصلت المجزرة الرهيبة بحق سكان مدينة حلبجة، وكانت الأسلحة المحرمة وسيلة الإبادة التي أنهت حياة الأبرياء من الأطفال والنساء، وهي جريمة مروعة يعاقب عليها القانون الدولي، وطالما أن ماحصل كان جريمة كبرى ضد الإنسانية فمهمة تحديد الجناة ملقاة على عاتق الجهات المسؤولة عن ذلك محليا ودوليا، ومحاسبتهم كذلك وبرغم مرور فاصل زمني طويل، لكن وقع الجريمة مختلف لأنه إرتبط بتحولات كبرى وجسيمة، والمهم هو تحديد نوع الجريمة، وبشاعتها، ثم تحديد هوية الجناة ومعاقبتهم بالرغم من محاولة البعض تبرئة النظام السابق، لكن تلك التبرئة لاتصمد أمام الواقع، وتتابع الأحداث، وحتى تصريحات بعض المسؤولين ومن ضمنهم علي حسن المجيد الذي شتم المجتمع الدولي علانية، وإعترف بمسؤوليته الشخصية عن جريمة الإبادة الجماعية في تلك المدينة المنكوبة.
إنصاف الضحايا عبر تاريخ البشرية قد لايكون ممكنا حين يذهبون الى المقابر، ولكن هناك مسؤولية تاريخية وعدالة يجب أن يعترف بها الجميع، وجناة يجب أن يعاقبوا، وينالوا جزاءهم دون رحمة لكي يكونوا عبرة للناس وللتاريخ، وأما ذكرى تلك المأساة فيجب أن تبقى ماثلة، وتكون عبرة للتاريخ لكي لاتتكرر في المستقبل، ولكي يتم ردع الأشرار عن الرغبة في ممارسة شرورهم، وعدوانيتهم البغيضة.