إسرائيل: حرب غزة قد تستمر لنهاية 2024
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
القاهرة - رويترز
- دفعت إسرائيل اليوم الأربعاء بدبابات لتنفيذ هجمات في أنحاء رفح وقالت إن حربها على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في قطاع غزة من المرجح أن تستمر طوال العالم، وذلك بعدما قالت واشنطن إن الهجوم الإسرائيلي هناك لا يصل إلى حد عملية برية كبيرةتستدعي تغييرا في السياسة الأمريكية.
وتقدمت الدبابات الإسرائيلية إلى قلب مدينة رفح للمرة الأولى أمس الثلاثاء على الرغم من أن محكمة العدل الدولية أمرت إسرائيل بوقف الهجوم على المدينة التي لاذ بها كثير من الفلسطينيين للاحتماء من القصف واسع النطاق.
وقالت محكمة العدل الدولية في حكمها الذي أصدرته يوم الجمعة إن إسرائيل لم توضح كيف ستحافظ على سلامة سكان رفح الذين تم إجلاؤهم وتوفر الغذاء والماء والدواء. ودعت المحكمة أيضا في حكمها حماس إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن الرهائن الذين أخذتهم من إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول.
وقال سكان في رفح إن الدبابات الإسرائيلية توغلت في تل السلطان غرب المدينة وفي يبنا وقرب الشابورة في الوسط قبل التقهقر إلى منطقة عازلة قرب الحدود مع مصر بدلا من البقاء في مواقعها مثلما حدث في هجمات أخرى.
وقال هيثم الهمص نائب مدير خدمة الإسعاف والطوارئ في رفح "بتوصلنا نداءات استغاثة من السكان في تل السلطان من استهدافات طيران الكوادكابتر (طائرات مسيرة) أثناء نزوحهم من المناطق اللي بيسكنوا باتجاه المناطق الآمنة".
وقال مسؤولون بقطاع الصحة الفلسطيني إن 19 مدنيا قُتلوا في غارات جوية وقصف من القوات الإسرائيلية في أنحاء غزة. وتتهم إسرائيل مسلحي حماس بالاختباء بين المدنيين، وهو ما تنفيه حماس.
وحث ماجد أبو رمضان وزير الصحة الفلسطيني واشنطن على الضغط على إسرائيل لفتح معبر رفح أمام دخول المساعدات، قائلا إنه لا توجد إشارة إلى أن القوات الإسرائيلية ستفعل ذلك قريبا وإن المرضى في القطاع المحاصر يموتون بسبب غياب الرعاية الصحية.
وقال تساحي هنجبي مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الجيش الإسرائيلي سيطر على ثلاثة أرباع محور فيلادلفيا، وهو المنطقة العازلة بين غزة ومصر، ويهدف إلى السيطرة عليه بالكامل لمنع حماس من تهريب الأسلحة إلى داخل القطاع.
وأضاف أن القتال سيستمر طوال عام 2024 على الأقل، في إشارة إلى أن إسرائيل ليست مستعدة للاستجابة للنداءات الدولية للتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس ومبادلة الرهائن الذين تحتجزهم الحركة بسجناء فلسطينيين.
وتابع "القتال في رفح ليس حربا بلا جدوى"، مكررا أن الهدف يتمثل في إنهاء حكم حماس في غزة ومنعها وحلفائها من مهاجمة إسرائيل.
وأكدت الولايات المتحدة، أقرب حليف لإسرائيل، معارضتها لأي عملية برية كبيرة في رفح، لكنها قالت أمس الثلاثاء إنها لا تعتقد أن مثل تلك العملية جارية.
* محاولات إحياء مفاوضات وقف النار تواجه صعوبات
قال مصدر مطلع إن إسرائيل سلمت أحدث مقترحاتها لوقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن إلى قطر، وإنه من المفترض أن قطر سلمته إلى حماس أمس الثلاثاء.
ولم يصدر تعليق بعد من حماس التي قالت إن المحادثات ستكون بلا جدوى ما لم توقف إسرائيل هجومها على رفح.
وقال الجناحان المسلحان لحركتي حماس والجهاد إن مقاتليهما واجهوا القوات الإسرائيلية بقذائف مضادة للدبابات وقنابل مورتر إضافة لتفجير عبوات ناسفة زرعت من قبل.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ثلاثة جنود قتلوا وثلاثة آخرين أُصيبوا بجروح خطيرة في معارك في جنوب قطاع غزة اليوم الأربعاء دون ذكر مزيد من التفاصيل. وذكرت هيئة البث العامة الإسرائيلية (راديو كان) أن ذلك حدث نتيجة انفجار عبوة ناسفة في مبنى برفح.
وقال مسؤولون في قطاع الصحة الفلسطيني إن عدة أشخاص أصيبوا صباح اليوم الأربعاء بنيران إسرائيلية في المنطقة الشرقية من رفح حيث قالوا إن بعض مخازن المساعدات اشتعلت فيها النيران.
وقال سكان إن القصف الإسرائيلي المتواصل في أثناء الليل دمر العديد من المنازل في المنطقة التي فر منها معظم الناس بعد أوامر إسرائيلية بالإخلاء.
وذكرت وكالة شهاب للأنباء التابعة لحماس وبعض السكان وصحفيون أن خدمات الإنترنت واتصالات المحمول انقطعت في بعض المناطق في الشرق والغرب وسط قصف إسرائيلي عنيف جوا وبرا. وقال الجيش الإسرائيلي إنه ليس بوسعه تأكيد تلك التقارير.
* الحاجة لممرات آمنة
طالب أشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة بتوفير ممرات آمنة لإدخال الوقود والمساعدات الطبية وفرق طبية لرفح وشمال غزة على الفور حيث قال إنه لا توجد وسائل لمساعدة الجرحى.
ولجأ نحو مليون فلسطيني إلى رفح في الطرف الجنوبي من القطاع في أعقاب الهجمات الإسرائيلية على معظم أنحاء غزة خلال الحرب المستمرة منذ ما يربو على سبعة أشهر.
وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إنه أجلى فرقه الطبية من المستشفى الميداني التابع له في المواصي بسبب استمرار القصف، وهي منطقة مخصصة للمدنيين النازحين.
وذكر الهلال الأحمر أن أحد موظفيه، وهو عصام عقل، سقط قتيلا في ضربة جوية إسرائيلية على منزله في مخيم البريج للاجئين وسط قطاع غزة.
وقال مسعفون ووسائل إعلام تابعة لحماس اليوم الأربعاء إن قصفا جويا إسرائيليا على مدينة خان يونس القريبة أودى بحياة ثلاثة خلال الليل من بينهم سلامة بركة وهو ضابط كبير سابق في شرطة القطاع. وذكر مسعفون أن أربعة آخرين قُتلوا بينهم طفلان.
وتقول وزارة الصحة في القطاع إن الهجوم الإسرائيلي حصد أرواح ما يزيد على 36 ألف فلسطيني.
وشنت إسرائيل حملتها جوا وبرا بعد هجوم لمسلحين بقيادة حماس على بلدات في جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر تشرين الأول وهو ما أدى لمقتل حوالي 1200 شخص واحتجاز أكثر من 250 رهينة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
وينتشر سوء التغذية على نطاق واسع في غزة مع تباطؤ تسليم المساعدات إلى حد كبير، وتتهم وكالات الإغاثة الدولية إسرائيل بعرقلة محاولات توزيع المساعدات بينما تلوم إسرائيل في ذلك الوكالات.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
كلمات دلالية: الیوم الأربعاء فی رفح
إقرأ أيضاً:
الأونروا: تطبيق التشريع الإسرائيلي بشأن حظر نشاط الوكالة الأممية سيكون كارثيًا
أكد المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئى فلسطين (الأونروا) "فيليب لازارينى" أن التطبيق الكامل لتشريع الكنيست (البرلمان) الإسرائيلى بشأن الوكالة سيكون "كارثيا"، محذرا من أن تقليص عمليات الأونروا من شأنه أن يقوض وقف إطلاق النار فى غزة.
الاحتلال يطالب الأونروا بإخلاء منشآتها في القدس خلال 48 ساعة
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، قال "لازاريني" فى إحاطته أمام اجتماع لمجلس الأمن بشأن الوضع فى الشرق الأوسط، إن الوكالة ضرورية لدعم السكان المحطمين ووقف إطلاق النار.. ومع ذلك، فى غضون يومين، ستتعطل عملياتنا فى الأرض الفلسطينية المحتلة، مع دخول التشريع الذى أقره الكنيست الإسرائيلى حيز التنفيذ.
وحذر من أن مصير ملايين الفلسطينيين ووقف إطلاق النار وآفاق الحل السياسى الذى يجلب السلام والأمن الدائمين على المحك.كما حذر من أن "تقويض عمليات الأونروا فى غزة من شأنه أن يعرض الاستجابة الإنسانية الدولية للخطر، وأن يؤدى إلى تدهور قدرة الأمم المتحدة فى الوقت الذى يتعين فيه زيادة المساعدات الإنسانية بشكل كبير،وهذا من شأنه أن يؤدى إلى تفاقم الظروف المعيشية الكارثية بالفعل لملايين الفلسطينيين.
وأشار المفوض العام للأونروا إلى أن حكومة إسرائيل تزعم أن خدمات الأونروا يمكن نقلها إلى كيانات أخرى، مشددا على أن تفويض الوكالة بتقديم خدمات عامة لسكان بأكملهم هو تفويض فريد من نوعه.
وقال "لازاريني" إن الفلسطينيين يعرفون الأونروا ويثقون بها، فبالنسبة لهم، الأونروا هى الأطباء والممرضون الذين يقدمون الرعاية الصحية؛ والعمال الذين يوزعون الغذاء؛ والميكانيكيون والمهندسون الذين يبنون ويصلحون الآبار لتوفير مياه الشرب النظيفة.
وأكد أن إنهاء عمليات الوكالة فى الضفة الغربية المحتلة من شأنه أن يحرم اللاجئين الفلسطينيين من التعليم والرعاية الصحية، وحذر من أن الهجوم المستمر على الأونروا يضر بحياة ومستقبل الفلسطينيين فى جميع أنحاء الأرض الفلسطينية المحتلة، ويعمل على تآكل ثقتهم فى المجتمع الدولي، مما يعرض أى احتمال للسلام والأمن للخطر.
وأشار "لازاريني" إلى أن التشريع الذى أقره الكنيست يتحدى قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، ويتجاهل أحكام مـحكمة العدل الدولية، ويتجاهل أن الأونروا هى الآلية التى أنشأتها الجمعية العامة لتقديم المساعدة للاجئين الفلسطينيين.
وقال:"إن تنفيذ هذا التشريع يسخر من القانون الدولى ويفرض قيودا هائلة على عمليات الأونروا". مؤكدا أنهم عازمون على البقاء وتقديم الخدمات حتى يصبح من المستحيل القيام بذلك، وهذا دون تعريض الزملاء الفلسطينيين للخطر، والذين يواجهون بيئة عمل معادية بشكل استثنائى تعززها جزئيا حملة تضليل شرسة.
وأشار المسؤول الأممى إلى أن حكومة إسرائيل تستثمر موارد كبيرة لتصوير الوكالة كمنظمة إرهابية، وموظفيها كإرهابيين أو متعاطفين مع الإرهابيين. وقال: "إن عبثية الدعاية المناهضة للأونروا لا تقلل من التهديد الذى تشكله لموظفينا، وخاصة أولئك فى الضفة الغربية المحتلة وغزة، حيث قُتل 273 من زملائنا".
وحذر من أن الهجمات السياسية على الوكالة مدفوعة بالرغبة فى تجريد الفلسطينيين من وضعهم كلاجئين، وبالتالى تغيير المعايير الراسخة منذ فترة طويلة للحل السياسي.. والهدف هو حرمان اللاجئين الفلسطينيين من حق تقرير المصير ومحو تاريخهم وهويتهم.
وقال المفوض العام للأونروا إنهم أمام خيار واضح وهو إما السماح للأونروا بالانهيار بسبب تشريعات الكنيست وتعليق التمويل من قِبَل الجهات المانحة الرئيسية، "أو يمكننا بدلا من ذلك أن نسمح للوكالة بإنهاء ولايتها تدريجياً فى إطار عملية سياسية".
وأكد التزام الوكالة طويل الأمد بالحياد، مضيفا: "سوف نواصل أيضا اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للتحقيق فى الادعاءات ذات المصداقية الموجهة ضد الوكالة وموظفيها".
ودعا المفوض العام للأونروا مجلس الأمن إلى مقاومة تنفيذ تشريع الكنيست الإسرائيلي، والإصرار على مسار سياسى حقيقى للمضى قدما يحدد دور الأونروا كمقدم للتعليم والرعاية الصحية، وضمان عدم إنهاء الأزمة المالية فجأة لعمل الأونروا المنقذ للحياة.