دبي- وام

أطلق نادي دبي للصحافة الأربعاء، تقرير «حال البودكاست في العالم العربي»، وهو أول تقرير من نوعه عربياً لرصد مختلف الأبعاد المتعلقة بنشأة وتطور هذا الشكل الإعلامي الجديد في المنطقة العربية، ومدى نموه مقارنة بما يشهده عالمياً من قفزات في أعداد منصات التدوين الصوتي وأعداد المتابعين.

ويؤكد هذا التقرير دور دبي في دفع مسيرة تطوير الإعلام العربي عبر مبادرات ومشاريع نوعية حرصت على تبنيها منذُ سنوات، وفي ظل غياب التقارير والدراسات التي ترصد تطور صناعة المحتوى الصوتي في العالم العربي.

وجاء الإعلان عن إطلاق التقرير خلال مؤتمر صحفي نظّمه «نادي دبي للصحافة»، ضمن فعاليات «قمة الإعلام العربي»، وخلال ثالث أيام القمة واليوم الثاني والختامي لمنتدى الإعلام العربي ال22، بحضور جمع من الإعلاميين وأبرز صُنّاع المحتوى الصوتي الرقمي في العالم العربي، بالإضافة إلى ممثلي وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية.

وتحدثت خلال المؤتمر الصحفي الدكتورة ميثاء بنت عيسى بوحميد، مديرة نادي دبي للصحافة، حيث استعرضت جوانب مهمة من التقرير وما توصل إليه من نتائج وإحصائيات؛ سيكون لها أثرها كمرجعية موثوقة هي الأولى من نوعها ضمن هذا القطاع الإعلامي الجديد نسبياً على مستوى العالم العربي.

وأكدت حرص النادي على تحقيق رؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وتوجيهات سموه بأن تكون دبي دائماً في المقدمة فيما يتعلق بطرح الأفكار والمبادرات وتبني الخطوات التي من شأنها تعزيز قدرة الإعلام العربي وتحفيز مستويات الإبداع في شتى قطاعاته، وتأكيد إسهام دبي الإيجابي على مستقبل الإعلام العربي بصورة علامة.

وقالت مديرة نادي دبي للصحافة: إن التقرير الجديد يأتي امتداداً لما قدمه النادي من جهود مهمة منذ تأسيسه في العام 1999، لتطوير قطاع الإعلام العربي بمختلف اشكاله، حيث يحرص النادي باستمرار على إطلاق التقارير والدراسات السنوية التي من شأنها توضيح متغيرات المشهد الإعلامي ومواكبة اتجاهاته المستقبلية، مشيرة إلى أن التقرير الجديد يأتي لاستكمال الجهود الرامية إلى رسم صورة واضحة لمستقبل الإعلام العربي وتحديد متطلبات تطوير قطاعاته المختلفة.

واستعرضت خلال المؤتمر الصحفي، جوانب من تقرير «حال البودكاست العربي»، والذي تم إعداده بالتعاون مع نخبة من أبرز صناع المحتوى الصوتي الرقمي في 11 دولة عربية، في حين بدأت الفكرة من خلال جلسة عصف ذهني نظمها النادي على هامش أعمال الدورة الثالثة ل «دبي بودفست»، التجمع الأكبر من نوعه عربياً لصناع البودكاست.

ويأتي التقرير ليلقي الضوء على قطاع يعاني من شح المعلومات الموثوقة حول مختلف جوانبه، وليضع بين يدي القائمين عليه مرجعا يشمل معلومات تعين على تطوير صناعة المحتوى الصوتي من خلال ما يضمه من معلومات تم جمعها من المختصين بالقطاع ومن خلال عمليات بحث مكثفة تضمنت إجراء استطلاع رأي شمل عدداً كبيراً من المتخصصين والمتابعين للبودكاست في العالم العربي.

ولفتت د. ميثاء بوحميد، إلى ما أورده التقرير من أن نمو «البودكاست» في إطاره العربي لم يكن بذات السرعة التي شهدها القطاع عالمياً في السنوات العشر الماضية، حيث يظل نمو القطاع في العالم العربي، ورغم تسارع وتيرته بصورة تدريجية، نمواً خجولاً، نظراً لجملة من التحديات التي تواجه القطاع والتي فصلها التقرير بهدف وضعها تحت المجهر لمحاولة التوصل لحلول ناجحة تعين القطاع على تجاوزها والمرور إلى مرحلة جديدة من النمو والازدهار، كشكل مهم من أشكال الإعلام الرقمي.

وأكدت أن دبي مؤهلة أن تكون المركز الرئيسي لصناعة البودكاست العربية نظراً لما تملكه من بنية تحتية تقنية عالمية المستوى، إذ تشكل البيئة الرقمية الأساس لهذا الشكل الإعلامي الجديد، لافتة إلى مساعي دبي للتوسع في استقطاب شركات التقنية المتقدمة، وهو ما يشكل محوراً رئيسياً من محاور مسيرتها التنمية المستدامة وأهداف أجندة دبي الاقتصادية D33 للسنوات العشر المقبلة.

ويشير التقرير إلى حداثة عهد صناعة المحتوى الصوتي كونها ظهرت للمرة الأولى عالمياً مطلع القرن الحادي والعشرين، فيما أخذت في النمو بصورة بطيئة نسبياً حتى بدأت في الانتشار الواسع عالمياً في العام 2014، في حين تشير التقديرات العالمية إلى ارتفاع عدد متابعي البودكاست إلى أكثر من 500 مليون متابع حول العالم في العام 2024.

وأظهر تقرير «حال البودكاست في العالم العربي» وجود نقص واضح في الجهود البحثية التي ترصد من خلال التقارير والإحصاءات الموثقة سرعة وأصداء ومستقبل هذا النمو عربياً، وأثره على مستقبل صناعة الإعلام بصورة عامة في المنطقة، ومن ثم، يأتي التقارير ليتجاوز هذه الفجوة، بتقديم نظرةٍ شاملةٍ حول القطاع، ورؤية متكاملة حول اتجاهاته، والتحديات التي يواجهها، والفرص التي يمكن من خلالها تعزيز التعاون فيما بين صُنّاع المحتوى الصوتي الرقمي (البودكاسترز العرب).

من جهتها، قالت محفوظة بن سلم، مسؤولة تطوير المواهب الإعلامية في نادي دبي للصحافة إن إصدار هذا التقرير هو بمثابة الخطوة الأولى لمرحلة جديدة لصناعة المحتوى الصوتي الرقمي (البودكاست) العربي، حيث يضع التقرير خطوطاً عريضة لأبرز التحديات التي تواجه القطاع والفرص التي تنتظره، ما يعين على تحديد الخطوات العملية اللازمة للبدء في إعطاء صناعة المحتوى الصوتي دفعة حقيقية إلى الأمام ويسعدنا أن نبدأها انطلاقاً من دبي، وبأسلوب عملي.

وأضافت:»التطور المتسارع وغير المسبوق في مختلف المجالات يحتم استمرار العمل على استشراف المستقبل، ووضع الخطط اللازمة لمواكبة تلك التطورات. كما أن الدول التي تسعى إلى تعزيز مكانتها الإعلامية، يجب أن تنظر بعين الحاضر إلى المستقبل«، مؤكدة أن أهمية مثل هذه التقارير تكمن في الحاجة إلى استباق التحولات والإعداد لمستقبل أفضل ومواكبة التحولات السريعة، بالإضافة إلى تمكين صناع المحتوى العربي من اتخاذ قرارات سريعة وسليمة قائمة على ارقام واحصائيات دقيقة.

وأشارت خلال المؤتمر الصحفي، إلى أن دبي للصحافة سيتعاون مع القائمين على صناعة البودكاست لتمكينها من تسريع معدلات نموها وازدهارها في المستقبل القريب.. مؤكدة أن دبي دائماً كانت وستظل البيئة الحاضنة للإبداع والمبدعين في مختلف المجالات لاسيما المجال الإعلامي.

وأبرز التقرير أنه على الرغم من انتشار استخدام البودكاست في العالم العربي، إلا أن هناك نقصاً لافتاً في عدد الدراسات والتقارير والمقالات والأبحاث المتخصصة في هذا الموضوع. وفي هذا الصدد يأتي تقرير «حال البودكاست العربي» ليقدم للمنطقة العربية معلومات وأرقاما حديثة حول قطاع البودكاست.

وقد تبع التقرير في بنائه منهجيةً خاصة شملت معلوماتٍ وافيةً جُمعت عبر استبيان تم إجراؤه عبر شبكة الإنترنت، إضافة إلى آراء نُخبةٍ من أبرز صُنّاع المحتوى الصوتي في عدة بُلدان عربية، حيث أظهرت مخرجات التقرير أن»البودكاست" صناعة آخذة في النمو والتطور في العالم العربي، فيما يسعى صنّاع المحتوى الصوتي الرقمي العرب للظهور كمجتمع إعلامي له خصوصيته وطابعه الفريد.

وكشف التقرير عن ارتفاع نسبة الاستماع إلى البودكاست في المنطقة العربية بنسبة 65%، وفيما يتعلق بالتصورات الخاصة بالبودكاست العربي مقابل الإنجليزية في المنطقة العربية، فإن 80% من المتلقين يفضلون البودكاست باللغة العربية، فيما أكد التقرير أن 78% من المستمعين يميلون للاستماع إلى البودكاست باللهجات العربية المحلية أكثر من تلك المقدمة باللغة العربية الفصحى.

كما كشف التقرير أن عدد مستمعي البودكاست حول العالم بلغ في العام 2023 نحو 464.7 مليون وتم نشر أكثر 70 مليون حلقة بودكاست، حيث ستشهد السنوات القليلة القادمة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد مستمعي البودكاست في العالم العربي، وتحديداً في دول الخليج العربي، حيث تأتي الإمارات في مقدمة دول الخليج استهلاكاً لعدد ساعات الاستماع إلى البودكاست.

وأظهر التقرير أن هناك العديد من الفرص التي لم يتم الاستفادة منها بعد على الوجه الأكمل في تطوير البودكاست العربي بأسلوب مبدع وخلّاق.

كذلك، يرصد التقرير بعض التحديات التي تواجه البودكاست العربب، وأهمها الحاجة إلى: إيجاد مجموعة من المعايير الواضحة لهذه الصناعة، التي يمكن وصفها بالناشئة، في المنطقة، واستحداث حلول ناجعة للتغلب على تحدي الاستدامة المالية لمشاريع البودكاست العربي، ومعالجة الافتقار إلى مجالات التدريب السليم والفعّال، فضلاً عن استعراض التقرير لمجموعة من التوصيات لتحويل التحديات إلى فرص لمزيد من التعاون والتطوير المهني والنمو المستدام للبودكاست العربي.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات نادي دبي للصحافة البودکاست العربی نادی دبی للصحافة الإعلام العربی التحدیات التی فی المنطقة التقریر أن فی العام من خلال

إقرأ أيضاً:

الشبكة السورية لحقوق الإنسان: مقتل 429 في النصف الأول من 2024

قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان في تقريرها الصادر اليوم الاثنين إن 429 مدنيا قد قتلوا في سوريا في النصف الأول من عام 2024، نتيجة النزاع في سوريا.

وأضافت الشبكة أن من بين القتلى 65 طفلا و38 سيدة، و53 شخصا بسبب التعذيب، كما وثقت الشبكة مقتل 62 مدنيا في يونيو/حزيران 2024، بينهم 8 أطفال و4 سيدات و10 ضحايا بسبب التعذيب.

وأظهر التقرير أن 27% من حصيلة الضحايا الإجمالية كانت في محافظة درعا، و18% في دير الزور، و14%  في كل من محافظتي الرقة وحلب.

وبحسب التقرير فقد وثقت الشَّبكة السورية لحقوق الإنسان في النصف الأول من عام 2024، ما لا يقل عن 57 حادثة اعتداء على مراكز حيوية مدنية على يد أطراف النزاع والقوى المسيطرة في سوريا، بينها 17 حادثة اعتداء على منشآت تعليمية (مدارس)، و2 على منشأة طبية، و7 على أماكن عبادة.

وذكر التقرير أن الأدلة التي جمعها تشير إلى أنّ بعض الهجمات وُجّهت ضد المدنيين وأعيان مدنية، كما تسبتت عمليات القصف العشوائي في تدمير المنشآت والأبنية، مشيرا إلى أن هناك أسبابا معقولة تحمل على الاعتقاد بأنه تم ارتكاب جريمة الحرب المتمثلة في الهجوم على المدنيين في كثير من الحالات.

وأكد التقرير أن استخدام التفجيرات عن بعد لاستهداف مناطق سكانية مكتظة يعبر عن عقلية إجرامية ونية مبيتة بهدف إيقاع أكبر قدر ممكن من القتلى، وهذا يخالف بشكل واضح القانون الدولي لحقوق الإنسان.

وطالب التقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية، وشدّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين في الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب.

كما طالب كل وكالات الأمم المتحدة المختصة ببذل مزيد من الجهود على صعيد المساعدات الإنسانية الغذائية والطبية في المناطق التي توقفت فيها المعارك، وفي مخيمات النازحين داخليا، ومتابعة الدول التي تعهدت بالتّبرعات اللازمة.

مقالات مشابهة

  • الشبكة السورية لحقوق الإنسان: مقتل 429 في النصف الأول من 2024
  • تيك توك تتعاون مع كأس العالم للرياضات الإلكترونية
  • «السياحة»: تقرير دولي يؤكد تحسين جودة الخدمات المقدمة للسائحين في مصر
  • سلطان القاسمي يصدر مرسوماً أميرياً بإنشاء وتنظيم منطقة الشارقة الحرة لتقنيات الاتصال «هيئة منطقة حرة»
  • في ذكرى 30 يونيو |تقرير يرصد جرائم الجماعة في مصر
  • اليمن تُسحر العالم بثقافتها وتُحرز المركز الأول في المهرجان العربي للإذاعة والتلفزيون!
  • تقرير أممي يحذر... أهداف التنمية لم تتحقق في العالم وتسير القهقرى لأنها غير كافية إلى حد مثير للقلق
  • «الانهيار الديموغرافي شبح يهدد إيطاليا».. تقرير جديد لمؤسسة المستقلين الدولية
  • المحروسة يحتل المركز الخامس والعشرين في قائمة الأكثر رواجا على مستوى العالم والخامس ضمن أفضل بودكاست ثقافي اجتماعي
  • بعد أنباء إقامتها في مدريد.. الاتحاد المغربي يصدر بيانا بشأن مونديال 2030