أستاذ بالأزهر: يجب وضع قواعد علمية للرد على شبهات المستشرقين
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
قال الدكتور السيد بلاط، أستاذ ورئيس قسم التاريخ والحضارة السابق بكلية اللغة العربية جامعة الأزهر، إن التاريخ لم يعرف بشرًا وضع تحت المجهر كرسول الله صلى الله عليه وسلم، والمستشرقون أخرجوا سيلًا من الشبهات للتشكيك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم وسيرته، وهو ما يحتم علينا كمتخصصين أن ندافع عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وسنته المباركة، ووضع قواعد علمية منهجية إذا التزمنا بها نتمكن من رد هذه الشبهات، منها على سبيل المثال أن نرد عليهم بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية، لأن القرآن الكريم كلام صدق وحق، وعلى سبيل المثال في شبهة حد السيف حينما نرد عليهم بقول الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [البقرة: 256] نثبت أن النص في الكتاب المنزل عكس ما يهاجمون به الرسول صلى الله عليه وسلم، وفي السنة نلاحظ أن بعض المستشرقين حينما يتركون التعصب ويستمعون للنصوص الصحيحة يتوقفون عن النقد ويتحولون إلى منصفين لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته.
وأكد «بلاط»، خلال كلمته بالملتقى الفقهي الخامس، الذي يعقده مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، في محوره الثالث «المنهجية الصحيحة في دفع الشبهات المثارة حول السيرة النبوية، أن هناك من لا يؤمنون لا بالقرآن ولا بالسنة، ويحتاجون إلى الدليل العقلي، مما يدفعنا إلى البحث في سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أدلة عقلية، موضحًا أنه حينما نبحث في سيرة النبي نجد أن هناك إحصاءات كثيرة وأرقام تثبت عكس كلام المستشرقين وتبطل حجتهم، وعلى سبيل المثال هناك الكثير من المستشرقين وغيرهم اتفقوا أن غزوات النبي وصلت إلى 27 أو 28 غزوة، ويأتي مستشرق يقول إن حياة الرسول كانت سلسلة من سفك الدماء؛ وحينما نحلل الأرقام نجد أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقاتل إلا في 9 غزوات فقط من 28 غزوة، والبقية كانت إما حصارًا، أو بالتسليم كيهود بني النضير وبني قينقاع، وإما صلح مثل صلح الحديبية، وإما غزوات صغيرة، وباستخدام الأرقام في رد الشبهات، نجد أنه بمقارنة الشهداء من المسلمين في غزوات النبي، وقتلى المشركين نجد الفارق بين الفريقين لا يزيد عن ثلاثين شخصًا فقط، إضافة إلى أن غزوات النبي ﷺ كانت رفع الظلم ورد العدوان، وهو ما يثبت أنه لا يوجد سفك دماء كما يدعي المستشرقون.
أقوال المستشرقينواختتم «بلاط» حديثه بتساؤل للمستشرقين الذين يتهمون السنة النبوية بسفك الدماء، كم قتل الصهاينة من الأطفال والنساء والكبار؟ أين أنتم من هذه الدماء؟ محذرًا من الانخداع بأقوال المستشرقين لأنهم يدسون السم في العسل، بأقاويل مغلوطة وادعاءات لا أساس لها من الصحة.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الأزهر الشريف السنة النبوية المستشرقين ال الحديث الشريف صلى الله علیه وسلم
إقرأ أيضاً:
ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة.. أسرار الرحمة وكرامة النبي
ليلة النصف من شعبان من الليالي المباركة التي عظَّم النبي ﷺ شأنها، حيث قال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" (رواه ابن ماجه وابن حبان).
وقد وردت العديد من الأحاديث في فضل هذه الليلة، بعضها صحيح وبعضها ضعيف، إلا أن العلماء أقروا بجواز العمل بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال، ولهذا يحرص الصالحون على قيام ليلها وصيام نهارها.
تحويل القبلة.. حدث تاريخي ودلالات إيمانيةيتميز شهر شعبان أيضًا بحدث عظيم في تاريخ الأمة الإسلامية، وهو تحويل القبلة. فقد كانت القبلة في بداية الإسلام موجهة إلى المسجد الأقصى، ثم جاء الأمر الإلهي بالتوجه إلى الكعبة المشرفة، لحكمة إلهية عظيمة، كما قال تعالى:
{وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ} (البقرة: 143).
كان لهذا التحول دلالة تربوية عميقة، حيث اختار الله المسجد الأقصى كقبلة أولى للمسلمين ليطهر قلوبهم من شوائب الجاهلية ويختبر مدى تسليمهم لأوامره، ثم بعد أن استقر الإسلام في المدينة، أمرهم الله بالتوجه إلى المسجد الحرام، مما يؤكد ارتباط هذا التحويل بتحقيق العبودية الخالصة لله وحده.
مكانة المسجد الحرام والمسجد الأقصى في الإسلاملم يكن تحويل القبلة تقليلًا من شأن المسجد الأقصى، بل تأكيدًا على وحدة رسالة الأنبياء جميعًا، كما قال تعالى:{مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ المُسْلِمِينَ} (الحج: 78).
كما أن العلاقة بين المسجدين راسخة، فكما كانت رحلة الإسراء انتقالًا مكانيًا بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى، كان تحويل القبلة انتقالًا تعبديًا يعكس جوهر الإسلام في التوجه إلى الله.
استجابة لدعاء النبي ﷺكان النبي ﷺ يتمنى العودة إلى قبلة أبيه إبراهيم، فاستجاب الله لدعائه، كما جاء في قوله تعالى:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} (البقرة: 144).
وقد جاء هذا التحويل أيضًا تطييبًا لخاطر النبي ﷺ، حيث كان قلبه معلقًا بمكة، وطنه الحبيب الذي أُخرج منه رغمًا عنه، حيث قال ﷺ عند مغادرته مكة:
"والله إنك لخير أرض الله وأحب الأرض إلى الله، ولولا أني أُخرجت منك ما خرجت" (رواه الترمذي).
تحمل ليلة النصف من شعبان وتحويل القبلة دروسًا إيمانية عظيمة؛ فهي تذكير بمغفرة الله ورحمته، وأهمية تصفية القلوب من الشحناء، كما تعكس معاني التسليم التام لأوامر الله، وربط الإيمان بحب الأوطان.