بوابة الوفد:
2025-01-03@16:47:29 GMT

الدعم النقدى.. من «عينى»

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

أعلن رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى عن اتجاه إلى تحويل الدعم المقدم للمواطنين من دعم عينى إلى نقدى، وطبيعة الحال أن القرار هو الأخطر فى تاريخ الحكومة المصرية ولكن تتضح الأمور بشكل جيد لا بد من توضيح المميزات والعيوب والتأثيرات التى تترتب عليه سواءً على الدولة بشكل عام أو على المواطن الذى يحصل على هذا الدعم.

القضية تحمل شقين مهمين أولهما أن الدعم يقدم فى صورتين الأولى السلع ورغيف الخبز فى البطاقات التموينية.. وهؤلاء موجود بهم حصر كامل لدى وزارة التموين.. أما الشق الثانى من الدعم فيقدم لجميع المواطنين فى المحروقات من بنزين وسولار وكهرباء تحويل الدعم العينى فى مصر إلى دعم نقدى قد يكون له بعض المزايا والعيوب. هناك جدل حول ما إذا كان الدعم النقدى أم العينى أكثر فائدة للمستفيدين.

بعض المزايا للدعم النقدى انه يمنح المستفيدين المزيد من الحرية والاختيار فى كيفية انفاق هذه المبالغ وقد يكون أكثر كفاءة فى الوصول إلى المستفيدين الحقيقيين- ويمكن أن يحفز النشاط الاقتصادى.

أما العيوب فتتمثل فى أنه قد يتم إنفاق الأموال على بنود أخرى بدلًا من السلع الأساسية ومن الصعب بل والمستحيل ضمان أن المبالغ النقدية سوف تصل إلى المجموعات المستهدفة بالكامل.. بالإضافة إلى عدم قدرة الحكومة على توصيل دعم نقدى لأصحاب الشق الثانى الخاص بالمحروقات والكهرباء وهؤلاء سوف يكون التأثير الاقتصادى عليهم كبير ومعظمهم لا يحملون بطاقات تموين وبالتأكيد سوف يتحملون فاتورة ارتفاع البنزين والكهرباء دون الحصول على مقابل نقدى بجانب ذلك قد يؤدى الغاء الدعم النقدى إلى زيادة التضخم إذا لم يكن هناك عرض كافٍ للسلع.

كان يجب على الحكومة قبل الشروع فى التخطيط لإلغاء الدعم العينى دراسة التجارب الدولية والتأثير المحتمل على الاقتصاد المصرى قبل اتخاذ قرار بشأن أى نوع من الدعم. ويمكن أن يكون هناك طرق للدمج بين الدعم العينى والنقدى لتحقيق أفضل النتائج، على العموم لم يصلنا حتى اللحظة تفاصيل ورؤية الحكومة التى تقف خلق هذا القرار كعادة الحكومة فى مفاجأة المواطنين بقرارات مصيرية دون خضوعها لحوار مجتمعى قبل التنفيذ

الموضوع أخطر من مجرد رمى تصريح من رئيس الوزراء لقياس مدى تقبل الشعب للقرار ام لا.. الدعم هو العقبة الكبرى أمام الحكومات المصرية منذ تصريح الرئيس الراحل أنور السادات بأن مصر لن تتقدم إلا إذا اشترى المواطن السلعة بثمنها وخرجت الدولة من الدعم بالكامل، لم يستطع السادات تحقيق مقولته، رغم مقولته الأخرى بعدم شراء اللحوم ومقاطعتها بعد ارتفاع ثمنها فى عهده.

واتخذ الرئيس الراحل مبارك منهجًا متشددًا فى الابقاء على الدعم بشكل كامل، وعدم المساس به، وتأثرت قطاعات أخرى مثل التعليم والصحة وشهدت انهيارًا كبيرًا فى عهده بعد قلة الإنفاق على هذه القطاعات لصالح الحفاظ على الدعم.

القضية شائكة وتحتاج إلى مناقشات مستفيضة وحوار موسع مع اقتصاديين وقيادات نقابية وشعبية للوصول إلى حل مناسب يخفف الضغط الكبير على الدولة، وبنفس الوقت ضمان عدم تأثر قطاعات كبيرة بهذا القرار.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي الحكومة المصرية

إقرأ أيضاً:

ميناسيان في رسالة رأس السنة: لبنان بحاجة إلى رئيس يكون للجميع

وجّه كاثوليكوس بطريرك بيت كيليكيا للأرمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان، مع بداية السنة الجديدة التي تتزامن مع يوم السلام العالمي، "رسالة إلى رعاة ومطارنة وأساقفة وأبناء وبنات الكنيسة أينما حلّوا في بلاد الوطن والإنتشار"، قال فيها: "نبدأ هذه الأيام المباركة بالتوجه إلى الله، ربّ السماوات والأرض، طالبين منه أن تكون هذه السنة مليئة بالخير والبركات. نرفع أيدينا متضرعين أن يمنحنا الصحة والعافية، ويغمرنا بفيض نعمه، ويرشد خطانا إلى العيش المطمئن في ظل رحمته وسلامه. فلنبدأ هذا العام بإيمان قوي وقلوب مفعمة بالرجاء، مستعدين لتجديد حياتنا وجعلها انعكاسًا لإرادته الصالحة ومحبته غير المحدودة".
أضاف: "إنّ الأيام التي تمضي ليست مجرّد صفحات من الزمن تُطوى، بل هي دعوة إلهية لنا للتأمل، والمراجعة، والتجدد. فهل نستطيع أن نترك الحقد والكراهية جانبًا؟ هل نحن قادرون على أن نجعل المحبة أساسًا لعلاقاتنا في عائلاتنا ومجتمعاتنا؟ مع بداية هذا العام، نتأمل في دعوة يوم السلام العالمي التي تُذكّرنا برسالتنا الإنسانية والروحية، وضرورة كسر قيود الأنانية والمخاوف التي تقيّدنا. لبنان والشرق الأوسط، هذا العالم المليء بالآلام والدمار، يحتاج إلينا نحن المؤمنين لنحمل رسالة الرجاء، ونعمل بلا كلل لإحياء النفوس وبناء ما تهدم".
وتابع: "إنّ السلام يبدأ من أعماقنا، من قلوبنا. فلنجعل المغفرة والمصالحة عنوانًا لحياتنا. لنرفع أنظارنا نحو السماء، طالبين القوة لنحيا على مثال العائلة المقدسة، فنحفظ عائلاتنا متماسكة، ونبني أوطاننا على أساسات المحبة والإيمان والعمل المشترك".
وقال: "إلى المسؤولين في لبنان والعالم، أنتم مدعوون لتحمّل مسؤولياتكم أمام الله والشعب. عودوا إلى ضمائركم، اجعلوا مصلحة الأوطان والشعوب فوق كل اعتبار. في هذه اللحظة المصيرية، لبنان بحاجة إلى رئيس يكون للجميع، لا لفئة دون أخرى. رئيس مؤمن يحمل في قلبه روح الخدمة، يعمل بجديّة ووحدة ليجمع اللبنانيين كلهم دون استثناء. نحن بحاجة إلى قادة ينظرون إلى الأمام، يضعون خريطة مستقبلية تمتد لخمسين عامًا، لا مجرد سنوات معدودة. علينا جميعًا أن نكون معه، داعمين وملتزمين، ليكون هذا القائد رمزًا للوحدة والانفتاح والنهضة".
وختم: "لا ننسى أن نتضرع إلى الله من أجل السلام في الشرق الأوسط. لنرفع الصلوات من أعماق قلوبنا كي ينهي الرب الحروب التي أنهكت منطقتنا، ويزيل الكراهية التي مزّقت الشعوب. لنطلب منه أن يُعيد السلام إلى أرضه المباركة، وينشر نعمة المحبة بين الجميع، ويمنحنا القوة لبناء مستقبل مليء بالفرح والطمأنينة. فلنتحد بالإيمان، ونجعل من هذا العام بداية جديدة حقيقية، عامًا نعيش فيه تحت بركة الله، نعمل معًا بيد واحدة وقلب واحد لصنع الخير والسلام، ونخط طريقًا نحو وطن مزدهر وشرق متجدد ومبارك".

مقالات مشابهة

  • منّاوي هو الأميز، والأقرب لأن يكون نجم المرحلة القادمة
  • تقصف أظافر القدم قد يكون سببه سوء التغذية
  • تصوّر حتى دي باختار يكون شكلها إزاي | مروة تطلب الخلع: معندوش شخصية
  • الجديد: لن يكون هناك استقرار لسعر الصرف حتى شهر رمضان
  • عبد الواحد النور يكشف لـ”التغيير” موقفه من الحكومة المدنية في مناطق سيطرة الدعم السريع
  • مستقبل جهود الحكومة المصرية في مواجهة الوساطة التركية بين السودان والإمارات
  • استشاري جهاز هضمي: فيتامين" د" هرمون قبل أن يكون فيتامين
  • مقاومة الفن والكاريكاتير.. كيف يكون الإبداع سلاحا ضد الاحتلال؟
  • ميناسيان في رسالة رأس السنة: لبنان بحاجة إلى رئيس يكون للجميع
  • هل صيام أول رجب يكون يومًا أم ثلاثة أم 7 أيام؟.. كثيرون لا يعرفون