بوابة الوفد:
2024-07-02@09:26:41 GMT

محرقة رفح.. وغضب المصريين

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

تظل القضية الفلسطينية، والمأساة المستمرة لأبناء غزة هى الشغل الشاغل لعامة المصريين على مدار الساعة، فى ظل الانتهاك السافر لجيش الاحتلال الإسرائيلى لكل المواثيق والأعراف الدولية، وارتكاب مجازر مروعة فى حق مدنيين عزل لا يملكون أبسط مقومات الحياة والمعيشة اليومية.. وتظل الأعمال الوحشية والبربرية التى مارسها الكيان الصهيونى وصمة عار على جبين المجتمع الدولى والولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسات الدولية، ولم تكن محرقة مخيم رفح يمكن أن تحدث فى أى بقعة فى العالم، إلا فى غيبة وصمت هذه الأطراف.

. وربما تكون محرقة ومجزرة مخيمات رفح باتت كاشفة وبجلاء عن الرضوخ والعجز الدولى فى مواجهة الصهيونية العالمية، وقيام إسرائيل بشكل واضح وممنهج بعمليات التطهير العرقى والإبادة الجماعية على أوسع نطاق، خاصة أن العالم يقف شاهدًا على أن هذه المحرقة تمت فى حق مواطنين نازحين بعد أن فقدوا مساكنهم وهربوا من القصف الإسرائيلى ويقيمون فى خيم فى صحراء رفح أقامتها المنظمات الإنسانية ولا يوجد مبرر واحد لقصف وإحراق هذه المخيمات وارتكاب مجزرة فى حق النساء والأطفال، إلا أنها عملية تطهير عرقى.

الحقيقة أن التطرف الإسرائيلى وصل مداه فى محرقة مخيمات رفح، والصمت الدولى يمنح إسرائيل الفرصة لمزيد من البلطجة.. والمشاعر المصرية تزداد تأجيجًا وربما يصعب السيطرة عليها خاصة بعد حادثة استشهاد أحد عناصر التأمين على الشريط الحدودى من الجانب المصرى، وهى حادثة تداولها المصريين بشكل كبير وشغلت الرأى العام المصرى، وزادت من حالة الجدل حول دخول القوات الإسرائيلية إلى محور فلادلفيا الواقع داخل حدود قطاع غزة، ومدى توافق الإجراء الإسرائيلى مع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية من عدمه، خاصة وأن مصر قد سبق وحذرت من تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية بمحور فلادلفيا، وهو ما أدى بالفعل إلى تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، وأكد المتحدث العسكرى المصرى إجراء تحقيقًا موسعًا يجرى بين الجهات المختصة حيال هذا الحادث، وفى اعتقادى أن الغضب المصرى قد وصل مداه تجاه الكيان الصهيونى، وكلنا يعلم المكانة الخاصة للقوات المسلحة المصرية فى قلوب عامة المصريين، وهناك حساسية شديدة لدى الشعب المصرى تجاه أى مساس بقواتهم المسلحة، وعقيدتهم الراسخة فى قدرات الجيش المصرى الهائلة على شتى المستويات، ومؤكدًا أن المصريين لن يقبلوا بأى خطأ إسرائيلى آخر.

مؤكد أن إسرائيل قد خسرت المعركة منذ السابع من أكتوبر الماضى، بعد أن وقفت عاجزة أمام عدد من فصائل المقاومة بأسلحتها الخفيفة، وكل جرائمها العنصرية هى مجرد محاولات بائسة لن تجدى فى استعادة هيبتها كدولة مهيمنة فى المنطقة، وليس كما تدعى بأنها تعمل للقضاء على المقاومة أو استعادة جنودها.. ومؤكد أيضًا أن إسرائيل قد خسرت على المستوى السياسى والدولى كل ما حققته طوال تاريخها وحتى الآن، بعد أن كشفت عن تطرفها وعنصريتها الفجة وجرائمه العرقية. وأضرت بالولايات المتحدة الأمريكية ولوثت سمعتها الدولية، وضربت قيمها الديمقراطية والإنسانية فى مقتل أمام المجتمع الدولى، وأمام الشعب الأمريكى ذاته الذى خرج فى مظاهرات حاشدة رفضًا لسياسات ادارته البغيضة.. والأهم من كل هذا أن القضية الفلسطينية التى اعتقد كثيرون أنها غابت وانتهت، قد عادت وبقوة لتفرض نفسها على المجتمع الدولى فى سابقة تاريخية، بعد أن تعاطفت شعوب العالم مع الحق الفلسطينى، وأكدت غالبية دول العالم فى أكثر من تصويت بالأمم المتحدة أحقية الفلسطينيين فى إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية، كما بدأت بعض الدول الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، وتأتى خطوة إسبانيا والنرويج وأيرلندا الإعلان بالاعراف بالدولة الفلسطينية نتاج لكفاح وصمود الشعب الفلسطينى البطل.

حفظ الله مصر.

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صواريخ القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي المجتمع الدولي الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن

إقرأ أيضاً:

وقفة.. الحرب العالمية الثالثة

وقفتنا هذا الأسبوع حضراتكم سوف نتحدث فيها عما وصل إليه العالم جميعه الآن لمنحدر في غاية الأهمية والخطورة، للدرجة التي يمكن معها القول إننا بدأنا فعلا الحرب العالمية الثالثة.

نعم أظن أننا نحن الآن في بدايتها، فما يحدث من مواجهات داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة من مواجهة مباشرة بين المقاومة الفلسطينية وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومواجهة مباشرة مخففة بعض الشيء بين حزب الله اللبناني وحزب الله العراقي وجماعة أنصار الله (الحوثيين) باليمن، من ناحية ومن خلفهم إيران وروسيا ضد قوات الاحتلال الإسرائيلي من ناحية أخرى.

ووقوف أمريكا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا وإيطاليا، وبعض دول حلف الناتو خلف قوات الاحتلال الصهيوني وما يحدث بسببها من مواجهات في البحر الأحمر والبحر المتوسط ليست بالسهلة والمواجهة الحربية القاسية أيضا بين روسيا تدعمها دول أهمها الصين وكوريا الشمالية من ناحية وأوكرانيا من ناحية أخرى تدعمها أمريكا ودول حلف الناتو، واهتمام أغلب شعوب العالم بما يدور من رحى في فلسطين وأوكرانيا بل انقسامه في تأييد ذلك أو ذاك.

وإن كانت أغلب شعوب العالم الآن تقف بجانب أشقائنا الفلسطينيين واضح جدا من المظاهرات اليومية التي تحدث في كثير من دول العالم، وخاصة اعتصامات ومظاهرات طلبة الجامعات في جميع انحاء العالم، وكم القتل والتدمير الناتج عن الطائرات الحربية والمسيرة خاصة بالأراضي الفلسطينية المحتلة وأوكرانيا، ووقوف وصمود أسطوري للمقاومة الفلسطينية في مواجهة آلة القتل الصهيونية.

رغم كمية الصواريخ والقنابل التي تطلق يوميا من طائرات المعتدى الصهيوني، بشكل أبهر العالم أجمع تأكيدا للآية القرآنية الكريمة، بسم الله الرحمن الرحيم "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم" صدق الله العظيم آية رقم 60 من سورة الأنفال، لهو تأكيد على عظمة القرآن الكريم وما تحقق من صمود المقاومة الفلسطينية لمدة تسعة أشهر تقريبا برغم بدائية السلاح المستخدم.

أمام أقوى الأسلحة الأمريكية والأوروبية، مع خطط تحرك ومواجهة رائعة للغاية جعلت المعتدي الصهيوني يغرق في مستنقع غزة، وبشكل يؤكد انتصار المقاومة الفلسطينية الباسلة حتى ولو لم تتوقف الحرب الآن ولكنها في جميع الحالات أصبحت محققة لانتصار رائع بصمودها الأسطوري، شعر به الكثير من الإسرائيليين الآن الذين شعروا بحجم الخسارة اليومية في البشر والآلات الحربية، وأدركوا ما فعله نتنياهو بهم الذى أغرق الإسرائيليين ماديا وعسكريا واقتصاديا وبشريا، بالشكل الذى أصبح معه يمثل عبئا على الإسرائيليين وحلفائه من الأمريكان ودول حلف الناتو التي أصبحت شريكة له في الهزيمة بكل تأكيد.

ويستمر نتنياهو في الغرق وإغراقهم معه للدرجة التي أصبح بالفعل لا يعلم إلى أين يسيرون ومتى تنتهى هذه الحرب؟ لكن المؤكد أنهم جميعا خاسرون ويخسرون هم ومن يواليهم، والمشكلة هنا أن العالم كله الآن يتأثر بتلك الحروب الفاشلة، التي لم تفد أحدا بل يغرق معها قادتها كل يوم أكثر وأكثر، ونحن ننتظر متى ستنتهى تلك المهازل التي نتائجها أصبحت بالفعل نتائج حرب عالمية ثالثة بالفعل.

إلى هنا انتهت وقفتنا لهذا الأسبوع ندعو الله أن أكون بها من المقبولين، وإلى وقفة أخرى الأسبوع القادم إذا أحيانا الله وأحياكم إن شاء الله.

اقرأ أيضاًروسيا تحذر فرنسا من الحرب العالمية الثالثة إذا تدخلت في أوكرانيا

عرض فيلم الحرب العالمية الثالثة بالمركز الثقافي الروسي.. السبت المقبل

مقالات مشابهة

  • كيف نظر العالم لثورة 30 يونيو فى مصر؟.. الدول العربية أيدت الأمر لمعرفتها بخطر الجماعات الظلامية
  • نجوم الفن يتصدرون المظاهرات للدفاع عن حضارة وتاريخ وثقافة مصر.. حسين فهمى: الفن قبل الثورة كان رايح فى داهية.. كريم عبدالعزيز: قامت لتوحيد المصريين.. يسرا: أجمل مشهد فى حياتى
  • حزب المصريين: تبرع «المتحدة» بـ60% من أرباح مهرجان العلمين يعكس دورها الوطني
  • محرقة المزروعات.. جريمة حرب مُتعمّدة للقضاء على سبل الحياة في غزة
  • وزير المالية: التعاون المصرى مع البنك الدولى نموذج للشراكة التنموية فى مواجهة التحديات الاقتصادية العالمية
  • وقفة.. الحرب العالمية الثالثة
  • أشرف سنجر: ثورة 30 يونيو عبرت عن إرادة المصريين أمام العالم
  • فتح: انضمام إسبانيا إلى دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل انتصار لقيم الإنسانية
  • باحث: نتنياهو يحرص على استمرار الحرب لتحسين صورته أمام المجتمع الإسرائيلى
  • توتر وغضب في طرابلس.. هذا ما حصل خلال إزالة التعديات