تظل القضية الفلسطينية، والمأساة المستمرة لأبناء غزة هى الشغل الشاغل لعامة المصريين على مدار الساعة، فى ظل الانتهاك السافر لجيش الاحتلال الإسرائيلى لكل المواثيق والأعراف الدولية، وارتكاب مجازر مروعة فى حق مدنيين عزل لا يملكون أبسط مقومات الحياة والمعيشة اليومية.. وتظل الأعمال الوحشية والبربرية التى مارسها الكيان الصهيونى وصمة عار على جبين المجتمع الدولى والولايات المتحدة الأمريكية والمؤسسات الدولية، ولم تكن محرقة مخيم رفح يمكن أن تحدث فى أى بقعة فى العالم، إلا فى غيبة وصمت هذه الأطراف.
الحقيقة أن التطرف الإسرائيلى وصل مداه فى محرقة مخيمات رفح، والصمت الدولى يمنح إسرائيل الفرصة لمزيد من البلطجة.. والمشاعر المصرية تزداد تأجيجًا وربما يصعب السيطرة عليها خاصة بعد حادثة استشهاد أحد عناصر التأمين على الشريط الحدودى من الجانب المصرى، وهى حادثة تداولها المصريين بشكل كبير وشغلت الرأى العام المصرى، وزادت من حالة الجدل حول دخول القوات الإسرائيلية إلى محور فلادلفيا الواقع داخل حدود قطاع غزة، ومدى توافق الإجراء الإسرائيلى مع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية من عدمه، خاصة وأن مصر قد سبق وحذرت من تداعيات العمليات العسكرية الإسرائيلية بمحور فلادلفيا، وهو ما أدى بالفعل إلى تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، وأكد المتحدث العسكرى المصرى إجراء تحقيقًا موسعًا يجرى بين الجهات المختصة حيال هذا الحادث، وفى اعتقادى أن الغضب المصرى قد وصل مداه تجاه الكيان الصهيونى، وكلنا يعلم المكانة الخاصة للقوات المسلحة المصرية فى قلوب عامة المصريين، وهناك حساسية شديدة لدى الشعب المصرى تجاه أى مساس بقواتهم المسلحة، وعقيدتهم الراسخة فى قدرات الجيش المصرى الهائلة على شتى المستويات، ومؤكدًا أن المصريين لن يقبلوا بأى خطأ إسرائيلى آخر.
مؤكد أن إسرائيل قد خسرت المعركة منذ السابع من أكتوبر الماضى، بعد أن وقفت عاجزة أمام عدد من فصائل المقاومة بأسلحتها الخفيفة، وكل جرائمها العنصرية هى مجرد محاولات بائسة لن تجدى فى استعادة هيبتها كدولة مهيمنة فى المنطقة، وليس كما تدعى بأنها تعمل للقضاء على المقاومة أو استعادة جنودها.. ومؤكد أيضًا أن إسرائيل قد خسرت على المستوى السياسى والدولى كل ما حققته طوال تاريخها وحتى الآن، بعد أن كشفت عن تطرفها وعنصريتها الفجة وجرائمه العرقية. وأضرت بالولايات المتحدة الأمريكية ولوثت سمعتها الدولية، وضربت قيمها الديمقراطية والإنسانية فى مقتل أمام المجتمع الدولى، وأمام الشعب الأمريكى ذاته الذى خرج فى مظاهرات حاشدة رفضًا لسياسات ادارته البغيضة.. والأهم من كل هذا أن القضية الفلسطينية التى اعتقد كثيرون أنها غابت وانتهت، قد عادت وبقوة لتفرض نفسها على المجتمع الدولى فى سابقة تاريخية، بعد أن تعاطفت شعوب العالم مع الحق الفلسطينى، وأكدت غالبية دول العالم فى أكثر من تصويت بالأمم المتحدة أحقية الفلسطينيين فى إقامة دولتهم وعاصمتها القدس الشرقية، كما بدأت بعض الدول الاعتراف رسميًا بالدولة الفلسطينية، وتأتى خطوة إسبانيا والنرويج وأيرلندا الإعلان بالاعراف بالدولة الفلسطينية نتاج لكفاح وصمود الشعب الفلسطينى البطل.
حفظ الله مصر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صواريخ القضية الفلسطينية الاحتلال الإسرائيلي المجتمع الدولي الولايات المتحدة الأمريكية بعد أن
إقرأ أيضاً:
حزن وغضب وتبادل للاتهامات..كيف تفاعل الداخل الإسرائيلي مع تسلم الجثث
عمت الداخل الإسرائيلي حالة من الحزن الغضب وتبادل الاتهامات عقب مشاهد تسليم المقاومة الفلسطينية،اليوم الخميس، جثامين 4 أسرى إسرائيليين قتلو بنيران المقاتلات الإسرائيلية خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
اقرأ ايضاًوقال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هرتسوغ: "نأسف لأننا لم نقم بواجبنا، ولم نصل إلى الأسرى في ذلك اليوم المؤلم، ولم نعدهم إلى منازلهم بأمان".
بدوره وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم بأنه "صعب وحزين وصادم لإسرائيل"، كما تراجع عن المشاركة في مراسم استقبال الجثث.
أما وزير الخارجية الإسرائيلي، غدعون ساعر فقد وصف اليوم بالـ"صعب في إسرائيل".
وإعلامياً، قالت القناة الـ12 الإسرائيلية إن "نتنياهو تراجع عن نية مسبقة للمشاركة في مراسم تسلم جثامين الأسرى، وسط اتهامات له بالفشل والتضحية بهم من أجل البقاء في منصبه"، وفقاً لما نقلته فضائية"الجزيرة".
بدورها هاجمت النائبة في الكنيست، ميراف كوهين رئيس الوزراء،نتنياهو قائلة: "كم من الأسرى الإسرائيليين سيقتلون بسبب اعتبارات نتنياهو السياسية".
ودعت هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين إلى الاحتشاد مساء اليوم في تل أبيب للمطالبة بإعادة جميع المحتجزين الأحياء والأموات". قائلة:"إنه لا مزيد من الوقت للمتبقين في غزة".
المصدر:الجزيرة
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن