القضية الفلسطينية تعتبر القضية المركزية فى الصراع العربى الإسرائيلى وسبب أزمة هذه المنطقة وتوترها. بالرغم من أن هذا النزاع يحدث ضمن منطقة جغرافية صغيرة نسبيا، إلا أنه يحظى باهتمام سياسى وإعلامى كبير نظرا لتورط العديد من الأطراف الدولية فيه وغالبا ما تكون الدول العظمى فى العالم وارتباطه بقضايا إشكالية تشكل ذروة أزمات العالم المعاصر، مثل الصراع، بين الشرق والغرب، علاقة الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام فيما بينها، علاقات العرب مع الغرب وأهمية النفط العربى للدول الغربية، أهمية حساسية القضية اليهودية فى الحضارة الغربية، خصوصا بعد الحرب العالمية الثانية والهولوكوست اليهودى وقضايا معاداة السامية وقوى ضغط اللوبيات اليهودية فى العالم الغربى.
يرتبط هذا النزاع بشكل جذرى بنشوء الصهيونية والهجرة اليهودية إلى فلسطين، والاستيطان فيها، ودور الدول العظمى فى أحداث المنطقة. كما تتمحور القضية الفلسطينية حول قضية اللاجئين الفلسطينيين، وشرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضى الفلسطينية وشرعية دولة إسرائيل واحتلالها للأراضى الفلسطينية بعد مراحل. وما نتج عن ذلك من ارتكابها للمجازر بحق الفلسطينيين وعمليات المقاومة ضد الدولة العبرية، وصدور قرارات كثيرة للأمم المتحدة، كان بعضها تاريخيا كالقرار رقم 194 والقرار 242.
بعض المحللين يرون أن أطماع اليهود الغربيين فى العصر الحديث فى الأراضى الفلسطينية بدأت منذ عام 1530 عندما حاول اليهودى البرتغالى يوسف ناسى الذى كان يعد أغنى رجل فى العالم حينها بناء مستعمرة لليهود الغربيين يفرون إليها من الاضطهاد الذى يتعرضون له فى الغرب.
بدأ اليهود الغربيون فى ثمانينيات القرن التاسع عشر، بتبنى نظرية جديدة فى استعمار الأراضى الفلسطينية تقوم على فكرة استبدال محاولات السيطرة المدنية أو السلمية بالسيطرة المسلحة. وقد كان أكبر المتبنين لهذه النظرية الحركة الصهيونية العالمية التى قالت: «إن اليوم الذى نبنى فيه كتيبة يهودية واحدة هو اليوم الذى ستقوم فيه دولتنا».
فى أواسط 1880، قامت الحركة الصهيونية فى أوروبا بتكوين مجموعة «عشاق صهيونية»، المؤتمر الصهيونى الأول كان فى بازل عام 1896. طالبت هذه الحركة بإقامة دولة خاصة باليهود، ورأى العديد من الصهاينة أن موقع هذه الدولة يجب أن يكون فى مكان الدولة التاريخية اليهودية المنطقة التى تعرف باسم فلسطين، كانت فلسطين حينئذ جزءا من الدولة العثمانية وتحظى بحكم محلى «ولاية»، وكانت المنطقة مأهولة بالفلسطينيين العرب بشكل رئيسى. ظل اليهود يشكلون نسبة أقل من 8٪ حتى عام 1920.
لاقى هذا المشروع الصهيونى غضبا شعبيا عم كل فلسطين ورفضا قاطعا من كل الشخصيات السياسية آنذاك، كان من بينهم مفتى القدس أمين الحسينى وعز الدين القسام ولاحقا عبدالقادر الحسينى، وزعماء سياسيون ومدنيون وعسكريون آخرون، وكانت هى بدايات نشوء المقاومة الشعبية فى فلسطين.
منذ بداية القرن العشرين، تبنت إنجلترا سياسة إيجاد كيان يهودى سياسى فى فلسطين قدروا أنه سيظل خاضعا لنفوذهم ودائرا فى فلكهم وبحاجة لحمايتهم ورعايتهم وسيكون فى المستقبل مشعلة العرب ينهك قواهم ويورثهم الهم الدائم ويعرقل كل محاولة للوحدة فيما بينهم، وتوجت بريطانيا سياستها هذه بوعد بلفور الذى أطلقه وزير خارجيتها آنذاك.
وتضمن هذا الوعد دعم تأسيس وطن قومى للشعب اليهودى فى فلسطين، واحترام الحقوق المدنية والدينية للمجتمعات غير اليهودية الموجودة فى فلسطين، والحقوق والوضع السياسى الذى يتمتع به اليهود فى أى بلد آخر. وعد بلفور معروف أيضا بوعد من لا يملك لمن لا يستحق، وذلك ردا على المقولة المزيفة: أرض بلا شعب لشعب بلا أرض، وهى تطلق على الرسالة التى أرسلها جيمس بلفور إلى اللورد ليونيل وولتر روتشيلد بتأييد الحكومة البريطانية لإنشاء وطن قومى لليهود فى فلسطين!.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: محمود غلاب حكاية وطن القضية الفلسطينية القضية المركزية الصراع العربى الإسرائيلى الأطراف الدولية الدول العظمى فى فلسطین
إقرأ أيضاً:
المؤتمر: المساعدات الإنسانية لغزة تعكس التزام مصر التاريخي لدعم القضية الفلسطينية
ثمن الربان وليد جودة، أمين مساعد حزب المؤتمر، الدور الرائد الذي تقوم به الدولة المصرية في دعم الأشقاء في غزة، مؤكدًا على التزام القيادة السياسية بتقديم الدعم الإنساني المستمر للشعب الفلسطيني في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها، خصوصًا مع دخول فصل الشتاء.
وقال جودة، في بيان له، إن حزم المساعدات المتتالية التي تم إرسالها إلى قطاع غزة تأتي كجزء من الجهود المصرية المستمرة لتخفيف معاناة المدنيين وتعزيز صمودهم في مواجهة التحديات الإنسانية.
وأضاف أمين مساعد حزب المؤتمر، أن المساعدات المصرية تشمل إمدادات غذائية وطبية ومواد إغاثية أساسية، لضمان حصول الشعب الفلسطيني على الدعم اللازم لمواجهة صعوبة الأوضاع المعيشية خلال فصل الشتاء.
وأكد الربان وليد جودة، أن هذه الجهود تعكس التزام مصر التاريخي بدعم القضية الفلسطينية، ودورها الفاعل في تحقيق الاستقرار الإقليمي وحماية حقوق الإنسان.
وحذر أمين مساعد حزب المؤتمر، من خطورة الشائعات التي تهدف إلى زعزعة أمن واستقرار الدول، مشيرًا إلى أن الشائعات تُعد من أخطر الأسلحة المستخدمة في التأثير على الروح المعنوية للمواطنين، وزرع الفتنة والتوتر بين الشعوب والحكومات.
وطالب أمين مساعد حزب المؤتمر، المواطنين بتوخي الحذر وعدم الانسياق وراء الأخبار المضللة التي تنتشر عبر وسائل الإعلام غير الموثوقة، مؤكدًا أهمية التحلي بالوعي الوطني والحصول على المعلومات من المصادر الرسمية.