بوابة الوفد:
2025-01-24@21:19:37 GMT

عملية رفح الدموية غير النظيفة!

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

رغم أن رفح جزء من قطاع غزة والذى يشهد حرب إبادة، إلا أن لها خصوصية فى سياق ما يجرى جعل الكل يضع يده على قلبه من فكرة اجتياحها بما فى ذلك الولايات المتحدة فى الظاهر على الأقل. فلماذا خصوصية الخوف على رفح بالذات؟ وإلى أى حال صار الوضع بها بفعل هذه الخصوصية وتلك التحفظات، وذلك الرفض لعملية اجتياحها؟

الخوف على رفح جاء لاعتبارات إنسانية بحتة تتعلق باعتبارها الملاذ الأخير لسكان القطاع بعد أن أجبرتهم العمليات الإسرائيلية على الفرار من كافة مدن وبلدات القطاع إلى أن تركزوا أخيرًا أو العدد الأكبر منهم- أكثر من مليون و300 ألف فلسطينى هناك.

كان معنى ذلك أن أى عمليات هناك ستكون بالغة الدموية والبشاعة فى ضوء محدودية المساحة التى تمثلها المدينة قياسًا على سكانها ومن فروا إليها. 

المهم على خلفية هذه التصورات تأخر اجتياح رفح من قبل القوات الإسرائيلية وحظيت العملية فى مطبخ الدولة العبرية بكثير من التردد حتى ساد التصور بأن رفح استثناء من ساحة الحرب الأمر الذى عززه ما بدا من توتر بين الإدارة الأمريكية وحكومة نتنياهو فى ضوء اتجاه الأولى إلى تخفيف حدة التبعات الدولية بل وحتى الداخلية – ممثلة فى مظاهرات طلبة الجامعات– للحرب الإسرائيلية على غزة.

غير أنه كان من الواضح أن الأمر تم حسمه فى النهاية لصالح اتمام عملية اجتياح رفح والضرب بكل التحفظات الدولية وغير الدولية عرض الحائظ بما فى ذلك المخاطرة بحال العلاقات مع مصر فى ضوء تماس المدينة مع حدودها. وكان من الواضح أن ذلك الأمر جاء بعد موافقة أمريكية علنية وصريحة على قاعدة أن عملية رفح ستكون نظيفة! بمعنى أنها لن تنال من المدنيين على نحو يتجاوز الحدود الطبيعية وإن انتهى إلى أنها ربما تعتبر الأكثر دموية!.

لقد كشف الواقع على الأرض زيف التطمينات الأمريكية والمزاعم الإسرائيلية حتى على قاعدة الافتراض الخيالى وغير المقبول بأحقية إسرائيل فى ملاحقة حماس! فقد كانت النتيجة أن المذابح صارت إلى الأسوأ والأهوال التى لحقت بالمدنيين هناك صارت أكثر خزيًا ما اضطر الأمم المتحدة إلى البحث فى إعداد قرار يدين إسرائيل ويعتبر جيشها منظمة تقتل الأطفال! هذا فضلًا عما أشارت اليه الأونروا من فرار حوالى مليون شخص فروا من رفح على مدار الأسابيع الثلاثة الماضية فى ضوء عدم وجود مكان آمن للذهاب إليه وسط القصف، ونقص الغذاء، والماء، وأكوام النفايات، والظروف المعيشية غير المناسبة.

ورغم كل ذلك فإن واشنطن التى تحاول أن تنأى بنفسها عن تلك الجريمة بإشارتها إلى أن ما يجرى يزيد عزلة إسرائيل الدولية ترى أن تل أبيب لم تتجاوز الخطوط الحمراء التى حددتها لها لمسار العمليات فى رفح! وليتيقن لنا أن الولايات المتحدة شريك كامل ورئيسى فى حرب الإبادة التى تتم بحق الفلسطينيين فى القطاع وليس فى جزء منه دون آخر!

فى ذات الوقت الذى فشل فيه المجتمع الدولى فى اتخاذ أى إجراء يفرض وقف العمليات الإسرائيلية فى رفح وسط توقعات بإخفاق الجزائر فى تحقيق هذا الهدف من خلال المشروع الذى تقدمت به إلى مجلس الأمن للتصويت عليه، فى ضوء المخاوف المتعلقة بالفيتو الأمريكى المتوقع على مثل هذه الخطوة.

يؤكد ذلك ما أشار إليه الرئيس السيسى فى كلمته أمام القمة العربية فى البحرين من غياب الإرادة الدولية لوقف تلك الحرب، وهو أمر لا يعفى العرب– كل العرب– بالطبع من مسئولية المشاركة فى هذه المهمة لوقفها.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: د مصطفى عبدالرازق تأملات رفح جزء من قطاع غزة حرب إبادة الولايات المتحدة العمليات الإسرائيلية فى ضوء

إقرأ أيضاً:

قرارات ووعود أثارت الجدل!!

جاءت القرارات والوعود التى أعلنها «دونالد ترامب» مؤخرا لتثير ردود فعل دولية واسعة. ففور وصوله إلى المكتب البيضاوى وحتى قبل انتهاء مراسم تنصيبه بدأ الرئيس الأمريكى «ترامب» بتوقيع سلسلة من القرارات والأوامر التنفيذية لإلغاء وتجميد قوانين اتخذتها إدارة « جو بايدن». وحرص فى الخطابات الثلاثة التى ألقاها فى يوم تنصيبه على أن يتعهد باتخاذ جملة من القرارات الخارجية والمحلية التى يقول «إنها ستعيد العصر الذهبى لأمريكا»، وهو ما أثار ردود فعل واسعة. ففى معرض التعليق على إعلان الرئيس ترامب بشأن فرض رسوم جمركية محتملة انبرى «دومبروفسكيس» المفوض الأوروبى للشؤون الاقتصادية، فأكد «بأن الاتحاد الأوروبى مستعد للدفاع عن مصالحه إذا أقتضت الضرورة».

الجدير بالذكر أنه سبق وأن تعهد «ترامب» من قبل بفرض رسوم جمركية على منتجات دول منطقة اليورو وخصوصا ألمانيا التى تتمتع بأعلى فائض تجارى مع الولايات المتحدة، وكذلك على السلع المستوردة من كل من كندا والمكسيك والصين. وأشار المفوض الأوروبى فى تصريحات له عقب خطاب «دونالد ترامب» بأن الاتحاد الأوروبى رد بطريقة متناسبة على الرسوم الجمركية التى فرضت على صادرات الصلب والألومنيوم الأوروبية إلى الولايات المتحدة خلال الولاية الأولى لـ«ترامب» ما بين عامى 2017 2021 بفرض رسوم على الواردات الأمريكية. 

هذا وفى مواجهة التهديد الذى يلوح فى الأفق تبنى الاتحاد الأوروبى على مدى الأشهر الماضية الدعوة إلى التعاون بين التكتل والولايات المتحدة بدلا من المواجهة. وأكد المفوض الأوروبى فى معرض الشرح قائلا: (إن الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة حليفان استراتيجيان، ونحتاج للعمل معا خصوصا فى هذا السياق الجيوسياسى المضطرب)، وحذر من أن أى نزاع تجارى ستكون كلفته الاقتصادية كبيرة على الجميع بما فى ذلك الولايات المتحدة. كما أشار إلى وجوب العمل على تعزيز اقتصاد الاتحاد الأوروبى لا سيما من خلال السعى لتنويع الشراكات التجارية للتكتل. وكان الاتحاد الأوروبى قد أعلن عن اتفاق تجارى معزز مع المكسيك قبيل تنصيب « ترامب»، كما أعلن مؤخرا عن أنه سيستأنف المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاقية تجارة حرة مع ماليزيا.

أما رئيس وزراء فرنسا فحذر من أن فرنسا والاتحاد الأوروبى قد تسحقان بسبب السياسة المعلنة للرئيس الأمريكى «ترامب» وذلك فيما إذا لم يتحركوا لمواجهتها. وأردف قائلا: (إن الولايات المتحدة قررت اتباع سياسة مهيمنة على نحو لا يصدق من خلال الدولار، ومن خلال السياسة الصناعية، ومن خلال الاستيلاء على كل الأبحاث والاستثمارات)، وأضاف: (إذا لم نفعل شيئا فسوف نخضع للهيمنة ونتعرض لسحق وتهميش. والأمر مناط بنا نحن الفرنسيين والأوروبيين لاستعادة زمام الأمور. لا سيما وأن تنصيب «دونالد ترامب» يضعنا أمام مسؤولياتنا).

ولقد أنبرت المسئولة الكبيرة فى البنك المركزى فحذرت من مخاوف تثار حول اندلاع حرب تجارية مع الولايات المتحدة فى ظل رئاسة «ترامب» وهو ما ستكون له عواقب سلبية على الحركة التجارية والأسعار. وأضافت قائلة: (إن الرسوم الجمركية كانت محورية فى تصريحات «ترامب»، وبالتالى من المرجح جدا أن تندلع حرب تجارية).

 

مقالات مشابهة

  • الأمم المتحدة: جيل كامل في غزة تعرض للترويع بسبب الحرب الإسرائيلية
  • عاجل - الجنائية الدولية تعلن تدابير لحماية موظفيها من عقوبات أمريكية محتملة
  • قرارات ووعود أثارت الجدل…؟
  • سلطنة عُمان تدين العدوان على جنين.. وتحذير أممي من أساليب الحرب الإسرائيلية
  • متحدثة يونيسف فى غزة: 95% من مدارس القطاع دمرت بسبب الحرب الإسرائيلية
  • الأمم المتحدة تندّد بـ"أساليب الحرب" الإسرائيلية في الضفة الغربية
  • قرارات ووعود أثارت الجدل!!
  • الأمم المتحدة تؤكد الأضرار الجسيمة بموانئ اليمن جراء الضربات الإسرائيلية
  • حقيقة قاتمة ومؤلمة.. 10 آلاف جثة على الأقل مدفونة تحت الأنقاض فى قطاع غزة.. انتشال الموتى عملية بطيئة ومؤلمة وتذكير مرعب بالتكلفة البشرية للحرب
  • ترامب لا يكترث.. هكذا يضر الانسحاب من الاتفاقيات والمنظمات الدولية بأميركا