بوابة الوفد:
2024-12-23@23:54:56 GMT

الكارثة التى تهددنا!

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

لقد ناديت لو أسمعت حيًا ولكن لا حياة لمن تنادى!

كم هو بليغ ومعبر هذا البيت من الشعر، الذى نلوذ إليه حينما يتكالب علينا الهم أو الكارثة وننبه إليها ونحذر منها ولكن «لا حياة لمن تنادي»? هل أقفلت وزارة التعليم أبوابها لانشغالها باجراء الامتحانات؟ هل هناك وقت معين تكون الوزارة فيه «رايقة» ومستعدة للتواصل مع الرأى العام العام ونبضه فى الصحف؟ ماهو هذا الوقت مثلا لكى تعيرنا انتباهها؟ التعليم هو كل المستقبل وللاسف نحن لسنا مسلحين لهذا المستقبل، لا بالتعليم ولا بالتربية!

كما رأيتم فى المقالات السابقة نحن نعيش أسوأ لحظات الأداء بالمدارس.

.المشكلة ليست «فلوس» فقط، فكم من مليارات أهدرتها الوزارة فى سنوات تجريبها الفاشلة (تطوير مناهج، تابلت، ومنصات تعليم ونحو ذلك! كم كان قاسيا ومؤلما أن يتحدث السيد الرئيس عن عدم وجود طلاب نابغين مؤهلين ليكونوا مبرمجين ومتقدمين فى التعامل مع البرمجيات التى ترى الدولة انها المستقبل. وزير التعليم العالى أكد أن الوزارة لم تجد من هذه النوعية القادرة على العمل فى هذا المضمار سوى ٩ طلاب فقط! يا للهول على طريقة يوسف بيه وهبى..كل هذه الملايين التى تدخل قائمة تعداد السكان سنويا بأرقام مهولة، وما يصحبها من تدفق مليونى سنويًا إلى المدارس، ومع هذا يبدو «العدد فى اللمون» كما يقولون! مصر الولادة التى نافست ست دول فى مهرجان كان للسينما، فى مسابقة الافلام التسجيلية ونجحت مجموعة من فتياتها البكر سينمائيا وفنيا فى الفوز لمصر بأول جائزة فى المهرجان الدولى العريق، بشكل يرفع الرؤوس، عن الفيلم الرائع «رفعت عينى للسما»، الذى أصبح حديث الصباح والمساء، تعجز عن استيلاد الموهوبين فى هذه العلوم المستقبلية التى تقوم الدول والجيوش وخطط التنمية على أساسها؟ كيف سنخلق هؤلاء ما لم يكن الأساس مساعدا لهم، ما لم تكن المدرسة التى ينتمى اليها طلابنا مجهزة بالاساس لمثل هذا النوع من التعليم المستقبلى، وهذه العلوم المستقبلية التى تكفل اليوم للصين وتايوان والهند مليارات الدولارات من صناعة البرمجيات، التى نعتبر من مستهلكيها فقط؟

أما من وزراء يدخلون التاريخ ينقلوننا نقلة تعليمية صناعية واقتصادية كبرى؟ لودفيج إيرهارد المعروف عندنا بـ«ايرهارد» مستشار ألمانيا الغربية الذى أنقذها بسياساته الإصلاحية مرتين، مرة وهو وزير ومرة وهو مستشار بعد أن خرجت مدمرة من الحرب العالمية الثانية..روتشيلد، روكفلر، ومكنمارا وغيرهم قدموا لبلدانهم أفكارًا وسياسات مصرفية ومالية ودفاعية كانت فى توقيتها- وبعضها قائم كالبنك الدولى (ماكنمارا)- مذهلة وحققت أهدافها المجتمعية ونقلت بلدانهم نقلات رهيبة. نفس ما حدث عندنا  أولى الرئيس عبدالناصر مهمة إنشاء السد العالي- أعظم مشروع هندسى فى القرن العشرين- للوزير محمد صدقى سليمان، وحظينا أيضا بالوزير عزيز صدقى الملقب بأبو الصناعة المصرية..هل كنا محظوظين بأمثال هؤلاء الوزراء؟ وكيف لا نكون محظوظين اليوم بأمثالهم، ونحن الذين استطعنا ان نصنع معدات عسكرية خضنا بها حرب أكتوبر، وكان لدينا قادة ووزراء دفاع وتصنيع حربى حققوا النصر العظيم؟

ألا يوجد لدينا اليوم وزراء اقتصاد وتعليم وتربية يريدون أن يدخلوا التاريخ، ليحققوا بأفكارهم المبتكرة وسياساتهم الجديدة والرشيدة ما تصبو اليه الأمة المصرية، التى هى فى أمس الحاجة إليهم؟

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: البيت من الشعر لا حياة لمن تنادي

إقرأ أيضاً:

دوبلير «الجولانى»

المتابع للفيديوهات الأخيرة لقائد هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولانى أو أحمد الشرع، يجد شبيها يتحرك معه، ويؤدى دورا بالتنسيق مع الحراسة الخاصة به.
نعم.. ثمة «دوبلير» لحماية القائد الجديد من الاغتيال المستقبلى، رغم أنه لا خصومة مع اللاعبين الكبار وهم الأمريكان والروس والإسرائيليين والأتراك.. فقد طمأنهم القائد جميعا.
فقط الخصومة مع إيران، وانصار النظام السابق، وهم من الضعف اللوجيستى والتقنى الذى يستحيل معه الإقدام على تنفيذ اغتيالات فى سوريا.
ليس المثير هنا «الدوبلير» الذى تم ايجاده سريعا وتهذيب لحيته وهندمته بحرفية ومهارة عالية لحماية الجولانى، وإنما المثير هو كيفية الوصول لهذه الخطط التأمينية رفيعة المستوى، بينما الدولة السورية مدمرة تماما حسب الوصف الروسى والواقعى.
فلا جيش ولا شرطة ولا قضاء ولا مؤسسات، بينما تأمين «القائد» يتم على أعلى مستوى استخباراتى.
«الدوبلير» يكشف عمق التنسيق مع أجهزة دولية أعمق من المؤسسات السورية المدمرة، حتى يستقر «الجولانى» على رأس السلطة الجديدة فى سوريا.
قديما كنا نقرأ عن دوبليرات الرؤساء خصوصا الرئيس الراحل صدام حسين، وابنه عدى.
ومعروفة قصة لطيف الصالحى الضابط العراقى السابق الذى استعان به عدى نجل صدام، ليكون شبيهه ويفديه حال الاغتيال.
والمصادفة أن «الصالحى» كان كرديا، وأجرى الأطباء عمليه جراحية لفكه العلوى حتى يتطابق مع الفك المشوه لعدى، وحتى لا يستطيع أن ينطق حرف الراء.
ويقال إنه فر إلى كردستان عام 1991 وساعدته المخابرات الأمريكية فى الانتقال إلى النمسا.. لكن محاولات تجنيده باءت بالفشل، فحاربته المخابرات الأمريكية بعدها واختطفته وسجنته وعذبته عشرة أشهر.
وقد صدر فيلم بلجيكى هولندى يحكى قصته بعنوان «الشيطان المزدوج».
أما صدام الأب فقد أحاطته عشرات الروايات عن الدوبليرات، لدرجة أن اعتقاله فى الحفرة كان «مفبركا» وأن ساجدة زوجته ذهبت ألى زيارته بعد اعتقاله، ولم تمكث معه سوى دقائق لأنها اكتشفت أنه ليس زوجها، وإنما دوبلير.
حتى مشهد الإعدام، قالوا إن شبيه صدام هو الذى خضع لحبل المشنقة ومات معتقدًا أنها تمثيلية.
ومؤخرًا قرأنا عن قصة لا نعرف مدى مصداقيتها ذكرها الجنرال كيريلو أو بودانوف، رئيس المخابرات الأوكرانية، تحكى أن الرئيس الروسى بوتين خلال زيارته لإيران عام 2022 بدا أكثر نشاطا من المعتاد وهو ما يعنى أن دوبليره كان هو الضيف.. وتكرر الأمر نفسه فى زيارة بوتين للجبهة الأوكرانية.
يبقى السؤال: «من يؤمن ويهندم ويدير رأس السلطة الحالية فى سوريا؟».
سؤال ستبرهن عنه الأيام المقبلة.
ونتمنى أن يأتى الوقت الذى نرى فيه الشقيقة سوريا، تقف على أقدام وطنية ثابتة.
حفظ الله مصر وسوريا.

مقالات مشابهة

  • «التعليم العالي» يكلف علي جعفر بإدارة الاتصال السياسي بالوزارة
  • دوبلير «الجولانى»
  • بعد شهرين من خطاب الديوان.. وزارة التعليم تعلن إحالة “الأرصدة الدفترية” إلى حساب الإيراد العام
  • إنجازات وزارة التعليم في عهد الرئيس السيسي.. رؤية تنموية للمستقبل
  • بوب ديلان: الصوت الذى شكّل ثقافة الستينيات
  • للفائزين بحج القرعة.. اليوم آخر موعد لسداد التكاليف
  • د.حماد عبدالله يكتب: " بلطجة " التعليم الخاص !!
  • المفوض العام للأونروا: وقف عمل الوكالة في فلسطين يعني الكارثة
  • ٦ شهور .. حكومة مدبولى مالها وما عليها
  • إلغاء الصف السادس الابتدائي بداية من العام الجديد.. «التعليم» تحسم الجدل