لا بد من الاعتراف بما لا نريد الاعتراف به.. فهو من الأشياء المسكوت عنها، ومن الأسباب التى وراء تأخرنا.. ليس بسنة أو عشرة، ربما بمائة سنة، هى الفارق بين الذين تقدموا إلى الأمام والذين لازالوا فى الخلف!
ومؤخرًا قرأت سطورًا من مذكرات الفنانة « فريدة فهمي»، ولمن لا يعرفها هى راقصة فرقة رضا الأولى لأكثر من 25 عامًا.
فقد صدرت منذ أيام النسخة الإلكترونية من مذكرات فريدة فهمى باللغة الإنجليزية وقدم الدكتور محمد أبو الغار لـ«المصرى اليوم» قراءة سريعة لمذكرات «الفريدة» التى ظلت فى قلوب وعقول الملايين سنوات كما بقيت المصريات فى الجداريات الفرعونية بالمعابد المصرية القديمة!
وتسرب من خلال المذكرات صوت المرارة الخفى من بيروقراطية وروتين الموظفين واللوائح بوزارة الثقافة.. إلى درجة أن الفرقة التى كونها الأخوين «على ومحمود رضا» كادت أن تموت لولا مساعدة والد فريدة الدكتور حسن فهمى الأستاذ بهندسة القاهرة وأيضا، والدتها «ماى» الإنجليزية (خديجة بعد الزواج) والتى تولت تصميم وتنفيذ ملابس الفرقة، والذين تركا للفرقة منزلهما الصغير للتدريبات بعد أن وعدهم وزير الثقافة فى ذلك الوقت بمسرح لهم وتخلى عنهم!
وكان الرئيس عبدالناصر هو المنقذ بالصدفة للفرقة من الضياع ليكون لها هذا الشأن العظيم فى حياتنا الفنية والثقافية.. فقد ورد بمذكرات فريدة فهمى فى أحد الاحتفالات الكبرى التى حضرها الرئيس عبدالناصر كانت آخر فقرة هى فرقة رضا، وقال المشرف على الحفل خلاص الساعة ١١ والرئيس سوف يغادر وحاول أن يقفل الستارة ولكن على رضا طلب من على إسماعيل البدء فى الموسيقى وبدأ الرقص وأعجب عبدالناصر بالفرقة وطلب من عبدالقادر حاتم وزير الإرشاد أن ترقص فرقة رضا فى حفلات الضيوف الأجانب، واتفق معه الوزير أن تمول الدولة الفرقة بدون تدخل من الناحية الفنية، وكان لهذا الرئاسى مزايا منها ارتفاع مكانة الراقصين وأصبحت كلمة راقصة أو راقص كلمة محترمة، وزاد عدد الحفلات التى قدمتها الفرقة ولم تصبح المادة مشكلة مستمرة لعلى رضا وهو ما استمر طوال فترة الوزير حاتم.. ومن بعده تغير كل ذلك!
الروتين فى مصر آفة قاتلة، ووراء كل مشاكلنا.. وقد استشعر الرئيس السادات بعد إزالة آثار العدوان بحرب أكتوبر، حاجتنا الضرورية، لإزالة آثار الروتين.. وأعلن عن قيام « لثورة الإدارية»، ولكن للأسف كان هو بمفرده الذى يؤمن بهذه الثورة وكفرت بها الحكومة وكل مسئول بالدولة.. وبعد هذه السنوات ما زلنا نحتاج هذه الثورة على المحرمات الإدارية ونعترف أن لدينا مشكلة حتى نستطيع حلها!
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الناصية فريدة فهمي النسخة الإلكترونية فرقة رضا
إقرأ أيضاً:
التهامي و"أريج" و"المرعشلي" ضمن "أمسيات الإنشاد والمديح" بدار الأوبرا السلطانية
مسقط- الرؤية
ضمن السلسلة الرمضانية السنوية التي أعدّتها دار الأوبرا السلطانية مسقط في الشهر الكريم، لموسمها الحالي(2024-2025)، سيمضي الجمهور وقتا طيبا مفعما بالروحانيات ولحظات التأمّل الخاصّة، في حفلات تحمل عنوان( أمسيات الإنشاد والمديح)، تبدأ باستضافة المنشد المصري المعروف محمود التهامي، مرورا بإبداعات فرقة (أريج) العمانية المتميّزة، ويُختتم البرنامج بفرقة المرعشلي السورية وقد راعت دار الأوبرا السلطانية مسقط في اختيار هذه المجموعة من الفرق التنوّع في الأداء والتميّز، والبراعة في صنع أجواء روحانيّة تتناسب مع قدسيّة الشهر الفضيل.
ويُعدّ المنشد المصري الشهير محمود التهامي، أحد أبرز رموز الموسيقى الروحانية الإسلامية، ومؤسس مدرسة الإنشاد الديني ورئيس نقابة الإنشاد، ويتميز بقدرته على المزج بين الإنشاد باللغة العربية الفصحى، والإرث المحلي، وفي هذا الحفل الذي سيقام مساء الخميس الموافق13 مارس المقبل، سيقدّم لجمهوره حفلاً مفعماً بروحانيات الإنشاد الصوفي.
تعقبها أمسيةٌ إنشاديةٌ مميزة تصدح فيها حناجر المنشدين العُمانيين بالابتهالات والمديح. ستحيي الأمسية فرقة أريج المعروفة التي ينحدر أغلب أعضائها من أسر ورثت الفن أبا عن جد، وقد شاركت في مهرجانات دولية قدّمن خلالها الفن العماني الأصيل للعالم، ويشارك في الأمسية المنشد مجدي البلوشي، صاحب الصوت الإنشادي المتميز والفريد إلى جانب فرقة المعالي المعروفة بإبداعاتها وأعمالها الإنشادية.
وفي المجمل، ستبرز هذه الأمسية الأصوات الإنشادية العمانية الأصيلة وذلك مساء الخميس الموافق 20 مارس المقبل.
وتُختتم سلسلة أمسيات الإنشاد والمديح بفرقة المرعشلي السورية المعروفة، التي قدّمت الفن الصوفي في جميع أنحاء العالم العربي وخارجه، وستطرب أسماع الجمهور بإنشادها الرائع، وذلك مساء الإثنين الموافق 24 مارس المقبل.
وتعد الأمسيات الثلاثة، التي تُقام في الساعة التاسعة والنصف مساء، في الأوبرا السلطانيّة: دار الفنون الموسيقيّة، الجمهور برحلةٍ خالدة في قلب التصوّف والمديح، مفعمة بالصفاء الروحي في شهر رمضان المبارك.