بوابة الوفد:
2025-03-18@09:22:03 GMT

الشاعر الذى قال لا!

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

الأوساط الأدبية والفنية فى العاصمة البرتغالية لشبونة تحتفل خلال شهر يونيو المقبل بذكرى ميلاد الشاعر البرتغالى فرناندو بيسوا والملقب بالشاعر الأول (13 يونيو ١٨٨٨–30 نوفمبر 1935) نصوص بيسوا تعكس فكرة اللامشروع الذى يمثله بيسوا والذى ربما يكون أعظم إنجازاته؛ كتب بيسوا أولى قصائده عام ١٨٩٥ ونشر أولى مقالاته النقدية للشعر البرتغالى عام ١٩١٢ وفى نفس العام أسس مجلة بعنوان (اورفى).

الأديب المصرى الدكتور وائل العشرى قاص ومترجم مصرى (50 عاما).. حصل على درجة الدكتوراه فى الأدب العربى الحديث من جامعة نيويورك عام 2009.

وائل العشرى كان سباقا فقدم لنا كتابه المهم عن الشاعر انطونيو فرناندو بيسوا. الكتاب صدر عن دار (الكتب خان) المصرية.

من أشهر اعمال بيسوا كتاب (اللاطمانينة).. بيسوا تم تصنيفه كأهم شاعر برتغالى إلى جانب ميجيل توجرا زفيرجيلو فيريراواجوستينا بيسالويس وخوسى ساراماجو الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام ١٩٩٨.٠

إلا أن بيسوا كانت له خاصية وفلسفة جعلته منفردًا وظهر هذا التفرد منذ ظهور مجلة (اورفى) وفى عام ١٩٢٧ أسس مجموعة من الشعراء الشباب مجلة مكملة لاورفى اسمها (الحضور) أو الحركة ومع كل هذا التجمع تمكن بيسوا من التفوق عليهم ربما لأنه أصر على تقدير التراث البرتغالى فى قصائده إلى جانب ما تأثر به من قراءاته فى الأدب الإنجليزى الكلاسيكى لشكسبير وبايرون ووالت ويتمان وادجار الآن بو؛ يضاف إلى ذلك تأثيره بالحياة الافريقية حيث عاش سنوات طفولته وبداية شبابة فى جنوب أفريقيا لأن أمه تزوجت بعد موت أبيه من قنصل البرتغال فى جنوب أفريقيا؛ وهناك اكتسب ثقافة وفنون جديدة تضاف إلى ما اكتسبه من الأدب الإنجليزى ومن تراث بلده الأصلى البرتغالى.

اشتهر أدبه وقصائده بالتمرد ورفض أى قيود يمكنها أن تعرقل وطنه الأم ولهذا عارض فى أشعاره كل الحكام الذين طغوا وكتب بيسوا بأسماء مستعارة هربًا من الرقابة ونشر ديوانه (الرسالة) وهى ملحمة وطنية وفاز من خلالها بجائزة انترودوكينتال عام 1934 ولكنه غاب عن حضور تسليمها احتجاجا على القيود المفروضة من الديكتاتور سالازار الذى ضيق الخناق على الحريات العامة وانهى بيسوا حياته بكتابة قصائد تسخر منه.

المدهش أن بيسوا كتب عددا من القصائد باسمه بلغت 327 قصيدة.. بينما ترك ما يقرب من ثلاثين ألف نص مخطوط ومطبوع يحمل 72 اسما مستعارا!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نادر ناشد كاريزما

إقرأ أيضاً:

الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء

الأم في الأدب العربي تمثل أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء، ونحن على مشارف احتفالات الوطن العربي بيوم الأم الذي يصادف في 21 مارس (آذار) من كل عام، بهذه المناسبة الجميلة يناقش موقع 24 حضور الأم في الأدب الحديث.

عيون الأمهات حصن الأدباء

ويرى الأدباء أنهم يتامى بالمعنى الاجتماعي والنفسي، ويحتاجون دائماً عيون الأمهات ليحصّنوا ذواتهم، في زمن تتعرّض فيه الذات البشرية للتشويه، وذات المبدع للصراع، أما في الشعر فالأم هي المحرّك الجيني للشعراء.
وعن حضور الأم في الأدب الحديث يقول الناقد والأكاديمي بجامعة الإمارات الدكتور شعبان بدير: "الأم في الأدب العربي تمثل أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء، حيث تجسد الحنان والتضحية والقيم النبيلة، استوحى منها الشعراء والكتاب رمزية عميقة تعبر عن الحب المطلق، والانتماء، والعطاء غير المشروط، ظهرت الأم في الشعر العربي القديم كمصدر للحكمة، بينما في الأدب الحديث أصبحت رمزاً للوطن والانتماء والهوية، ويعد شاعر النيل "حافظ إبراهيم" من أوائل الشعراء الذين ركّزوا على دور الأم في بناء المجتمع، وأبرز من سلطوا الضوء على مكانتها في العصر الحديث، كما في أبياته الخالدة:
الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها
أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ
واحتلت الأم في ديوان أمير الشعراء "أحمد شوقي" مكانة رفيعة، حيث صورها رمزاً للحب والحنان والتضحية، ففي العديد من قصائده، أشار إلى دورها في التربية وبناء الأجيال، متأثراً برؤيته الإصلاحية للمجتمع، ومن أبرز ما قاله عن الأم:
ولم أر للخلائق من مَحَلّ
يهذّبها كحِضن الأمهات
فيعكس تقديراً كبيراً للأم، مؤكداً أنها الأساس في غرس القيم والأخلاق، وأن تأثيرها يمتد ليشمل صلاح المجتمع كله، وها هو الشاعر التُّونسي "أبو القاسم الشّابي" يرسم صورة مشرقة للأم من خلال توظيف الخيال البديع، إذ يجعل من حضنها "حرماً سماويّ الجمال مقدساً"، فيرتقي بعاطفتها إلى مرتبة القداسة والطهر، يقول:
الأمُ تلثم طفلها وتضمه
 حرمٌ سماويّ الجمال مُقدس
 وبلغت الأم كذلك في شعر "نزار قبّاني" درجة "القدّيسين"، يقول:
صباح الخير يا قدّيستي الحلوه
مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر
فيصوغ صورة للأم بقدسية مترفعة، حيث يناديها "قدِّيستي الحلوة"، فيضفي عليها طهر الملائكة وصفاء الروح، جاعلاً من حبها ملاذاً سماويّاً لا تبلغه يد النسيان".

ويضيف الدكتور بدير: "تحتل الأم مكانة محورية في العديد من الأعمال الروائية العالمية والعربية، حيث تجسد رمز الحنان، والتضحية، والقوة، وأحياناً المعاناة، ففي الروايات العالمية، نشير إلى أهم عمل روائي احتفى بالأم في صورتها الاستعارية الراقية، وهي رواية "الأم" لمكسيم غوركي التي تصور الأم كرمز للنضال والوعي الثوري، أما في الأدب العربي، تتنوع صورة الأم بين الحنان والتضحية والصراع، ما يعكس عمق دورها الإنساني والاجتماعي في الأدب، كما تجلى في العديد من روايات نجيب محفوظ، مثل "بداية ونهاية"، الذي جسّد دور الأم كركيزة للأسرة رغم المعاناة، وكذلك دور "أمينة" في ثلاثيته التي خلّد فيها الأم المصرية المثالية المعروفة بالصبر والمحافظة على تماسك أسرتها رغم النزعة الاستبدادية لزوجها.
وصور خيري شلبي الأم في رواية "الوتد" في شخصية الحاجة (فاطمة تعلبة)، التي تمثل دعامة صلبة للعائلة، تماماً كما يرمز إليه عنوان الرواية، يصورها الكاتب كأم قوية، متماسكة، وصاحبة سلطة معنوية، حيث تتحكم -بحكمة ودهاء- في شؤون أسرتها، محافظةً على تماسكها في وجه التغيرات الاجتماعية والاقتصادية.
وفي ثلاثية الكاتب الجزائري "محمد ديب"، تتجلى صورة الأم كرمز للمعاناة والصبر والقوة والنضال في مواجهة قسوة الاستعمار والفقر، كذلك هي مصدر الحنان والأمان في عالم مليء بالحرمان.
وهكذا تبقى صورة الأم في الأدب العربي الحديث رمزاً خالداً للحنان والتضحية والصمود، تتجسد في شخصيات تجمع بين العاطفة والقوة، ومع تطور السرد الروائي، أصبحت الأم أكثر حضوراً كفاعل أساسي يعكس تحولات المجتمع، مما يؤكد مكانتها الملهمة في الإبداع الأدبي".

 وفي ذات السياق، يقول الأديب أنور الخطيب: "الأم هي نبض الحياة ولازمة الإبداع، وتكاد لا تخلو رواية أو قصيدة في الأدب الحديث من الأم، لأسباب كثيرة أولها أن أي عمل أدبي – روائي على وجه الدقة- لا يستقيم إلا بوجود شخصية الأم، مباشرة أو رمزاً أو تأويلاً، وثانيها، وهذا جانب سيكولوجي، أن الأدباء يتامى بالمعنى الاجتماعي والنفسي، ويحتاجون دائماً عيون الأمهات ليحصّنوا ذواتهم، في زمن تتعرّض في الذات البشرية للتشويه، وذات المبدع للصراع، أما في الشعر فالأم هي المحرّك الجيني للشعراء، وغالبا ما ينتقل الشعر من الخال وليس العم، وهذا ينطبق عليّ، إضافة إلى ذلك، وفي السياق ذاته، فإن الشاعر يبحث عن أمه في حبيبته، فأي مناجاة أو وصف أو مخاطبة تكون الأم هي المنطلق، وأنا هنا لا أتحدث عن عقدة أوديب".
وعن حضور الأم في أعماله الأدبية، يضيف الخطيب: "لا أختلف كثيراً عن توصيفي السابق وقد أزيد، أجمل قصائدي كانت عن الأم، ولا أحتاج إلى مناسبة لأكتب لها، وكما قلت، المبدعون يتامى وإن كانت الأمهات على قيد الحياة، وأنا كنت يتيما وتضاعف يتمي كأديب وإنسان بعد رحيل أمي، ولا أحد يملأ مكانها:
أمي.. كانت تعدّنا كل يوم مرتين/ مرةً في الصباح وأخرى في المساء/ بعد سبعين عاماً من الهباء/ لم يعد في البيت إلاّ حفنة من هواء/ وصوتها يمشي على عكازتين. أمي أنقذتني أكثر من مرة حين كنت (أعلَقُ) في أثناء كتابتي لرواياتي، أنقذتني في رواية "فتنة كارنيليان" حين كنا نتواصل يومياً لأطمئن عليها خلال حرب 2006 في لبنان، فأصبحتْ عصب الرواية، واستشرتها في النهاية واعتمدت رأيها التي تركتها مفتوحة لحساسية القرار، وأنقذتني مرة ثانية في روايتي الأخيرة "ناي على جسد"، حين استحضرت الأم ووجدت حضورها أكثر من ضروري في الرواية، بمعناها البيولوجي والأسطوري، فهي التي كان الروائي يلجأ إليها كلّما تأزّمت الأحداث وتمرّدت الشخوص، وهي التي كانت تنصت للجميع، بحضورها وغيابها وهذه هي الأم، في الرواية أو الحياة".

مقالات مشابهة

  • صنع الله إبراهيم.. صوت الأدب المتمرد والمقاوم
  • الأم أيقونة الإبداع ومصدر الإلهام للأدباء
  • الدورى الإنجليزى.. تشكيل هجومى لتوتنهام فى مواجهة فولهام
  • الدورى الإنجليزى.. خيمينيز يقود فولهام لمواجهة توتنهام
  • بول فون هايس .. لماذا فاز بجائزة نوبل في الأدب؟
  • مد أجل الحكم على متهمة بالانضمام لجماعة إرهابية لجلسة 14 يونيو
  • مد أجل الحكم على متهمي داعش سوهاج لجلسة 14 يونيو
  • تأجيل الحكم على 5 متهمين في قضية خلية داعش سوهاج لـ14 يونيو
  • مد أجل الحكم على المتهمين بقضية داعش سوهاج لـ14 يونيو
  • مد أجل الحكم على المتهمة بالانضمام لجماعة إرهابية لـ14 يونيو