بوابة الوفد:
2025-03-13@21:25:50 GMT

الشاعر الذى قال لا!

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

الأوساط الأدبية والفنية فى العاصمة البرتغالية لشبونة تحتفل خلال شهر يونيو المقبل بذكرى ميلاد الشاعر البرتغالى فرناندو بيسوا والملقب بالشاعر الأول (13 يونيو ١٨٨٨–30 نوفمبر 1935) نصوص بيسوا تعكس فكرة اللامشروع الذى يمثله بيسوا والذى ربما يكون أعظم إنجازاته؛ كتب بيسوا أولى قصائده عام ١٨٩٥ ونشر أولى مقالاته النقدية للشعر البرتغالى عام ١٩١٢ وفى نفس العام أسس مجلة بعنوان (اورفى).

الأديب المصرى الدكتور وائل العشرى قاص ومترجم مصرى (50 عاما).. حصل على درجة الدكتوراه فى الأدب العربى الحديث من جامعة نيويورك عام 2009.

وائل العشرى كان سباقا فقدم لنا كتابه المهم عن الشاعر انطونيو فرناندو بيسوا. الكتاب صدر عن دار (الكتب خان) المصرية.

من أشهر اعمال بيسوا كتاب (اللاطمانينة).. بيسوا تم تصنيفه كأهم شاعر برتغالى إلى جانب ميجيل توجرا زفيرجيلو فيريراواجوستينا بيسالويس وخوسى ساراماجو الحاصل على جائزة نوبل فى الآداب عام ١٩٩٨.٠

إلا أن بيسوا كانت له خاصية وفلسفة جعلته منفردًا وظهر هذا التفرد منذ ظهور مجلة (اورفى) وفى عام ١٩٢٧ أسس مجموعة من الشعراء الشباب مجلة مكملة لاورفى اسمها (الحضور) أو الحركة ومع كل هذا التجمع تمكن بيسوا من التفوق عليهم ربما لأنه أصر على تقدير التراث البرتغالى فى قصائده إلى جانب ما تأثر به من قراءاته فى الأدب الإنجليزى الكلاسيكى لشكسبير وبايرون ووالت ويتمان وادجار الآن بو؛ يضاف إلى ذلك تأثيره بالحياة الافريقية حيث عاش سنوات طفولته وبداية شبابة فى جنوب أفريقيا لأن أمه تزوجت بعد موت أبيه من قنصل البرتغال فى جنوب أفريقيا؛ وهناك اكتسب ثقافة وفنون جديدة تضاف إلى ما اكتسبه من الأدب الإنجليزى ومن تراث بلده الأصلى البرتغالى.

اشتهر أدبه وقصائده بالتمرد ورفض أى قيود يمكنها أن تعرقل وطنه الأم ولهذا عارض فى أشعاره كل الحكام الذين طغوا وكتب بيسوا بأسماء مستعارة هربًا من الرقابة ونشر ديوانه (الرسالة) وهى ملحمة وطنية وفاز من خلالها بجائزة انترودوكينتال عام 1934 ولكنه غاب عن حضور تسليمها احتجاجا على القيود المفروضة من الديكتاتور سالازار الذى ضيق الخناق على الحريات العامة وانهى بيسوا حياته بكتابة قصائد تسخر منه.

المدهش أن بيسوا كتب عددا من القصائد باسمه بلغت 327 قصيدة.. بينما ترك ما يقرب من ثلاثين ألف نص مخطوط ومطبوع يحمل 72 اسما مستعارا!

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: نادر ناشد كاريزما

إقرأ أيضاً:

حفريات في الأدب والنفس

حين يتساءل امرؤ عن الخلود، فإنني أفهمه باعتباره المثول الدائم في الألسن والذاكرة والحياة؛ وكما خص الله أنبياءه باصطفائه لهم، فقد انبرى للتاريخ رجال لا قبيل لهم بالنبوة الإلهية ولا نسب، بل كان خلودهم خلود من اقتبس من الشعلة الإلهية قبسا ظل ينير الدجى رغم تعاقب الأحقاب وتصرّف الدهور. ومتى ذكرنا الخلود -في غير الأنبياء- نجد الشعراء ينبرون حاملين شعلة خلافة الأنبياء، كيف لا! وهم الذين إذا ما أراد امرؤ أن يستشهد بقول بعد قول الأنبياء والكتب السماوية، نجد أقوالهم وأشعارهم تتصدر الذاكرة والمشهد. في الفرح والبهجة والسرور، وفي المصائب والفواجع والنوازل.

وإذا ما ذكر الشعر كموضوع يومي، وحاجة يومية نعيش بها، لن نستطيع أن نذكره دون ذكر المتنبي، سيِّد الشعر والشعراء. وأقول هذا لأنني لم أجد شاعرا يستشهد به الإنسان البسيط والمثقف على السواء في أفراحهم، وفي أتراحهم، وفي تفاؤلهم وتشاؤمهم، وفي سخريتهم حتى!؛ أكثر كما يفعلون مع أبيات المتنبي وقصائده. فقوله:

ما مقامي بأرضِ نخلةَ إلا

كمقامِ المسيحِ بين اليهودِ

يثير الفكاهة والضحك، مع الاعتراف ببراعة التوصيف. ولكنني وفي مشروع بدافع البحث الذاتي والاستكشاف، مستعينا بالأدوات التقنية الحديثة؛ تساءلت عما قد أجده عند المتنبي حين يتعلق الأمر بالعلوم الحديثة كعلم النفس -وهو الذي كتبت حوله مقالة سابقة في جريدة عمان بعنوان بين المتنبي وكارل روجرز!، في العام المنصرم- وقد حاولت حصر الأبيات الشعرية التي تتعلق بعلم النفس بشقيه في الأفعال، الإرادي، واللاإرادي. بعبارة أخرى، تلك الأفعال الظاهرة البيّنة التي نفعله بقصد وعن وعي حر كامل، والأخرى التي نفعلها بغير قصد وإرادة منا، وإنما دوافعها داخلية قد نستطيع رصدها، وقد تتمنع عن الرصد. ومن فائق براعته، أنه جمع الأفعال الإرادية واللإرادية في بيت واحد حيث يقول:

إذا اشتبكت دموعٌ في خدودٍ

تبين من بكى ممن تباكى

فقد جمع بين الفعل اللإرادي السمح وهو البكاء ابتداء ودون تكلّف، ثم يذكر الفعل الإرادي وهو التكلف بالبكاء. وفي ذات الموضوع يقول:

فَإِنَّ دُموعَ العَينِ غُدرٌ بِرَبِّها

إِذا كُنَّ إِثرَ الظاعِنينَ جَوارِيا

فإن المرء يغالب نفسه ويحاول إلجامها عن أن تغدر به وتخون إرادته ومشيئته، ولكنه لا يمسكها وتنفلت منه انفلاتا غير مقصود. وقد قارنت بين نسختين لديوان المتنبي، إحداهما نسخة عبدالرحمن البرقوقي، والأخرى لرهين المحبسين، أبي العلاء المعري وهو شرحه الكبير «مُعجِز أحمد»؛ وقد وجدت له أكثر من ستة آلاف بيت نرصد فيها التشابهات والتقاطعات مع علم النفس الحديث، وربط تلك الأبيات بالمدارس النفسية الحديثة والمشهورة، بل إن عدة الأبيات التي وجدتها تقارب السبعة آلاف بيت في رصد أوليٍّ. فمن علم النفس التحفيزي، إلى علم النفس القيادي، إلى علم النفس الوجودي والسلوكي والاجتماعي، فضلا عن علم النفس الإيجابي الذي تحدثت عنه في مقالتي السابقة في المقارنة بينه وبين كارل روجرز.

إن هذا البحث البسيط، وبأدوات أولية؛ يجعلنا نقارب العلوم العربية وأعلامها ونعيد اكتشافهم واكتشاف آثارهم بعدسة جديدة وغير معتادة. وقد تحدثت غير ما مرة عن كتاب مسكويه «تهذيب الأخلاق» وتلك العبقرية النفسية التي فيه وتلك التوصيفات والعلاجات التي يذهل المرء من عبقرية راصدها في وقت مبكر جدا. ومما يذكرني بكتاب مسكويه -يسميه البعض ابن مسكويه- هو كتاب الشيخ الرئيس ابن سينا. فقد وجدت في كتاب ابن سينا «القانون» في الطب توصيفه لأمراض نفسية حديثة كالاكتئاب الذي يفرد له فصلا في موسوعته البديعة «فصل في المالنخوليا»، ونجد اتفاقه مع مسكويه في بعض الآراء والتوصيفات والعلاجات. وفي العموم، فإن زهد الناس في تراثهم العريق، زهد نابع من إحساس بالنقص ومن جهل متجذر، ولا نجد أمة ارتفعت وعلا شأنها وشأوها إلا برفعها لعلمائها وكبارها والاعتراف بفضلهم ومكانتهم والاهتمام بآثارهم ودراستها مرة تلو مرة؛ فقد تتغير الأسماء وتتبدل التوصيفات، لكن حقيقة الأشياء وجوهرها هي هي، وكأنما هي نظرية العود الأبدي تشير إلى جهلنا بسخرية العارف البصير، وحكمة القديم القدير.

مقالات مشابهة

  • مجلة أمريكية ترجح فرض عقوبات على بغداد: إيران ستخسر بقرتها الحلوب العراق قريباً جداً
  • مجلة أمريكية ترجح فرض عقوبات على بغداد: إيران ستخسر بقرتها الحلوب العراق قريباً جداً - عاجل
  • حفريات في الأدب والنفس
  • بين ضفتين فندق الصمت
  • هل يوجد تلازم بين الأدب والفقر؟
  • وزارة الدفاع تصدر العدد 208 من مجلة “الدفاع” تحت عنوان “التحالفات العسكرية”
  • بين البازعي والمسلم
  • يبدأ 15 يونيو.. جدول امتحانات الثانوية العامة 2025
  • الأدب المسرحي ضد العنصرية.. وفاة كاسر محرمات جنوب أفريقيا أتول فيوغارد
  • واشنطن وبكين تبحثان عقد قمة بين ترامب وشي جين بينغ في يونيو