الحقيقة دائما في مصلحة الشعب وكتمها يؤذيه
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
التكميم الذاتي من أشد وسائل السنسرة فعالية. ومن ذلك قبل كتابة حرف فرط التفكير في متغيرات صعبة القياس مثل من يستفيد أو يخسر مما أقول.
أولا، حساب صافي الخسارة والربح صعب القياس لدرجة الاستحالة.
ثانيا، ان الخسارة والمكسب قضية لا تنتهي غدا بل تمتد إلي المدي الطويل، فما قد يبدو في فائدة شيطان اليوم قد يتضح في المدي الطويل إنه من صميم مصلحة الوطن والعكس صحيح.
ثالثا، وهو الأهم هو أن كتم الحقيقة والشهادة في كل الظروف ضد مصلحة الشعب، بما في ذلك السنسرة الذاتية بدعوي ألا تستفيد قوي مكروهة من إذ أن كتم الحقيقة مهمة كان السبب في مصلحة أجندة تفتقد المشروعية. والحقيقة دائما في مصلحة الشعب في المدي القصير والطويل والمتوسط. لذلك قالوا بدون مشروطية من يستفيد ومن يخسر أن “الساكت عن الحق شيطان أخرس، والناطق بالباطل شيطان ناطق”.
رابعا، أن أكبر إنتصارات الكيزان هي استبطان وجودهم داخل ذواتنا فلا نري الحقيقة والصحيح والخطأ وما يجوز ولا يجوز إلا عبر منظور وجودهم داخلنا وتصوراتنا عنهم. لذلك نقول الحق ولا يهمنا لو رقص الكيزان أو طمبروا أو شربوا مياه بحر القلزم.
لذلك لا أشتري فكرة التكميم الذاتي بدعوي ألا يستفيد الكيزان. ولو قررت ثلة من كيزان محاربة غزاة فان ذلك لن يدفعني لمناصرة الغزاة أو السكوت عن جرمهم.
والإنسان محاسب علي مواقفه لا علي من يتفق أو يختلف معها لاسبابه الخاصة.
معتصم اقرع
إنضم لقناة النيلين على واتسابالمصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
معركة البحث عن الحقيقة !
سند الصيادي
هناك فرق بين ان تصل الحقيقة اليك قبل ان تنشدها او تبحث عنها ، وبين ان تكون الحقيقة قد وصلت اليك بعد صراع مضني و شاق، هناك فرق بين الحالتين في حجم الحاجة و القناعة و الشعور و اللهفة وفي مقدار الرضاء والانسجام.
لا احد يمكن ان يعي عظمة المنهجية القرآنية ، ويستشعر فضائلها على نفسه ، الا شخصاً كان ضالاً قبل ان ينتهجها ، و قبلها كان يعرف انه ضال، وعلى هذه القناعة ظل يطرق ابواب الهداية ، لم يبقي فكر ولا منهج الا و قرأه و لم يشفى غليله.
امضى مشوار طويلا من التيه بين كتب الفلسفات النظرية الدينية والانسانية ، ومسار مضني في بهرج وزقازيق التسويق للحداثة ، وبحث بين سطورها عن بصيص من نور ، غير انه لم يكن يرى في زوايا كل ما سبق سوى الضياع و العتمة، وانعدام الفضيلة والواقعية، والنهايات غير الحميدة.
من عتمة الطريق و كثافة الدروب والمسارات التي تعترض الاختيار بقي الهدف البحث عن ذاته ، عن الفطرة ، عن حكمة الله من الخلق ، وعلى طريق ابراهيم النبي في تسلسل القناعات كانت المناهج تأفل ، ومع كل أفول تبدا محطة جديدة مفعمة بالعزيمة للبحث عن محطات اخرى.
في كل منعطف كان السؤال متوسلاً للخالق ان يتكرم بالهداية ، ان يهبها اليوم قبل الغد ، ان يختزل بقية المحطات التي قد لا تكتمل مع اكتمال العمر القصير ، ان لا يجعل المشوار في الحياة عبثيا ، انها فلسفة الفطرة ، التي لم يتقمصها او يستمدها من كل التجارب الانسانية ، كما لم تفلح هذه التجارب من افسادها.
ليس اجمل من شعور من كان يبحث عن ضالته فوجدها.. صحيح ان ثمة جدلا قد يثار ، ما بين تشكيك او انتقاص او انتقاد او سخرية، غير ان كل هذا الجدل بات يدور اليوم خارجه ، اما في داخله فقد سكنته السكينة والسلام مع نفسه ، بعد عقودا من الصراع في معركة البحث عن الذات، البحث عن القدوة ، البحث عن القائد ، وفي الاول والأخير البحث عن الله، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه ان يكون.