مشروع المليار دولار في السعودية.. هل يحرك الإبرة؟
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
في وقت تواجه السعودية ضغوطا لخفض الانبعاثات الكربونية، تحاول المملكة الخليجية التوفيق بين صناعتها النفطية التي لا تزال حيوية ومصادر الطاقة البديلة مثل الرياح والطاقة الشمسية، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز".
وعلى الرغم من امتلاكها احتياطيات غير محدودة تقريبا من النفط، فإن السعودية تتبنى الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، في محاولة للاحتفاظ بمكانة رائدة في صناعة الطاقة، بحسب تقرير الصحيفة الأميركية ذاتها.
وانتهت المملكة من مشروع للطاقة الشمسية على بعد ساعتين من الرياض يسمى "سدير"، بحسب "نيويورك تايمز"، التي تشير إلى أنه يعد المشروع العملاق الأول الهادف لزيادة إنتاج مصادر الطاقة المتجددة إلى 50 بالمئة بحلول عام 2030.
ويقول محللون إن تحقيق هذا الهدف الطموح للغاية في أكبر مصدر للنفط الخام بالعالم "أمر غير مرجح".
وقال كريم الجندي، محلل المناخ بمعهد الشرق الأوسط، وهي منظمة بحثية في واشنطن، "إذا حصلوا على 30 بالمئة، سأكون سعيدا لأن ذلك سيكون إشارة جيدة".
وفي الوقت الحالي، تمثل الطاقة المتجددة كمية ضئيلة من توليد الكهرباء في السعودية، حيث يمكن لـ "سدير" الآن تزويد 185 ألف منزل بالطاقة.
وقال الرئيس التنفيذي لمحطة "سدير" للطاقة الشمسية، فيصل العمري، إنه سيخبر أبناءه وأحفاده عن المساهمة في عملية تحول الطاقة بالسعودية.
وأضاف العمري: "أنا فخور حقا بأن أكون جزءا" من "سدير" الذي تبلغ تكلفته ما يقرب من مليار دولار، بحسب شركة "أكوا باور" المطورة للمشروع.
وقال الرئيس التنفيذي لشركة "أكوا باور"، ماركو أرتشيلي، إن "الأحجام التي تراها هنا، لا تراها في أي مكان آخر باستثناء الصين".
للحصول على موطئ قدم في مجال الطاقة الشمسية، استحوذت أرامكو على حصة 30 بالمئة في مشروع "سدير"، وهي الخطوة الأولى في محفظة الطاقة الشمسية المخطط لها بقدرة 40 غيغاوات – أي أكثر من متوسط الطلب على الطاقة في بريطانيا - بهدف تلبية الجزء الأكبر من طموحات الحكومة في مجال الطاقة المتجددة.
"تكلفة منخفضة"ورغم إصرارها على أن النفط له مستقبل طويل، فإن أرامكو السعودية، وهي أكبر شركة نفط في العالم، تحاول أيضا الإشارة إلى أنها ليست حبيسة ماض مليء بالتلوث، ولكنها أشبه بشركة في وادي السليكون تركز على الابتكار.
ومؤخرا، دعت الشركة مجموعة من الصحفيين لحضور عرض تقديمي وصف خلاله الشباب السعودي الممارسات الخضراء مثل استخدام الطائرات بدون طيار بدلا من أساطيل الشاحنات الثقيلة عند التنقيب عن النفط أو إنشاء مستنقعات المانجروف على طول السواحل الاستوائية لامتصاص ثاني أكسيد الكربون.
وتقول أرامكو إنها ستخصص حوالي 10 بالمئة من استثماراتها في مبادرات خفض الكربون، لكن هذه التحركات لم تظهر الكثير في النتائج المالية.
وقال المحلل في شركة "بيرنشتاين" للأبحاث، نيل بيفريدغ، "لا أعتقد أن هذا يحرك الإبرة"، مضيفا أن "إنتاج النفط يمثل في الواقع الجزء الأكبر من الأرباح".
ومن المرجح أن تستغرق بعض مبادرات أرامكو سنوات لتؤتي ثمارها، لكن الظروف تبدو بالفعل مهيأة للطاقة الشمسية، كما تقول صحيفة "نيويورك تايمز".
وتتمتع السعودية بشمس حارقة ومساحات شاسعة من الأراضي يمكن ملؤها بالألواح الشمسية. كما ترتبط المملكة بعلاقة وثيقة مع الصين، التي تزود الكثير من معدات الطاقة المتجددة بما في ذلك الألواح في "سدير"، و"إنهم يبنون بسعر منخفض للغاية"، حسبما قال نيشانت كومار، محلل الطاقة المتجددة في "ريستاد" للطاقة، وهي شركة أبحاث.
على سبيل المثال، ستبيع "سدير" طاقتها بحوالي 1.2 سنت لكل كيلووات/ساعة، وهو أدنى مستوى قياسي في وقت الاتفاق عليه.
وقال الرئيس التنفيذي السابق لشركة "أكوا باور"، بادي بادماناثان، "إنهم يعرفون جيدا أن الاقتصاد لا يمكن أن يكون فعالا إلا إذا تمكنوا من الاستمرار في الاستفادة من تكلفة الطاقة الشمسية المنخفضة باستمرار".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الطاقة المتجددة الطاقة الشمسیة
إقرأ أيضاً:
في خطوة مهمة نحو تعزيز استخدام الطاقة المتجددة في العراق .. رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار يؤكد ..
شبكة انباء العراق ..
منحت الهيئة الوطنية للاستثمار الأجازة الاستثمارية الخاصة بأول مشروع محطة كهرباء تعمل بالطاقة الشمسية سعة 1000 ميجا واط لصالح شركة توتال إنرجي الفرنسية وقد بدئت الاعمال التنفيذية المدنية للمشروع بعد استكمال الغلق المالي وتنفذ المحطة في منطقة حقل ارطاوي بمحافظة البصرة.
وقال رئيس الهيئة الوطنية لاستثمار الاستاذ الدكتور حيدر محمد مكية إن هذا المشروع يُعد الأول من نوعه في العراق ويأتي ضمن خطة الحكومة للتنوع في مصادر الطاقة المتجددة وتقليل الاعتماد على الوقود الاحفوري حيث يغطي مساحة 9000 دون ويضم نحو مليوني لوح شمسي موزعة إلى أربعة وحدات توليدية.
وأضاف أن الهيئة تعمل على استكمال متطلبات منح الأجازة الاستثمارية لمشروع محطة طاقة شمسية ثانية لصالح شركة أماراتية بسعة 1000 ميجاواط ايضاً في مناطق جنوب وغرب العراق لرفد الشبكة الوطنية بالطاقة الكهربائية.
تأتي هذه الخطوات لتؤكد التزام العراق بتطوير قطاع الطاقة المتجددة وتوفير بيئة استثمارية جاذبة للشركات العالمية وبما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتلبيه احتياجات المواطنين من الطاقة النظيفة.