جريدة الرؤية العمانية:
2024-07-04@02:10:58 GMT

رسائل إلى رئيس الوحدة (5)

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

رسائل إلى رئيس الوحدة (5)

 

د. صالح الفهدي 

هَيِّئ من يَخلُفك

تُجمعُ الدراسات الإدارية على أنَّ المسؤول الناجح هو الذي يُهيِّء خليفةً له، أو ما يُطلقُ عليه بالصفِّ الثاني، ذلك لأن النظرة العُليا تُلزمُ المسؤول تهيئة من يحلُّ محلَّه دون أن تتضرَّر الوحدة بعد رحيلهِ عنها.

من المؤسف أن بعض رؤساء الوحدات يُقْصُون نوابهم عن المشهد الإداري العام لكي لا يحيطوا علمًا بما يحدث داخل الوحدة، حتى ييأسوا من التهميش والإقصاء وينسحبوا من تلقاءِ ذاتهم!.

كتب أحد المسؤولين تقريرًا إداريا كيديًّا عن نائبه بأنَّه لا يتابعَ أعمال الوحدة، ولا يكترثُ بما يدور فيها من مواضيع، فردَّ عليه نائبه: كيف لي أن أُتابعَ وأنت تتجاوزني إلى مرؤوسيَّ الذين يفترضُ إداريًا أن يكونوا تحت مسؤولياتي، ثم إنَّك كلَّما خرجت في إجازة اعتيادية تركت لي قائمة طويلة من المواضيع لمتابعتها وهي مواضيع لم تطلعني عليها قبل ذلك!

إن رئيس الوحدة لا يمكنُ أن يهيِّئ من يخلفهُ في المنصبِ إن كانَ يحتكرُ الصلاحيات جميعها، أو يُقصي نائبه، أو لا يثقُ فيه، أو يشعرُ بأن نائبه سيختطف منه المنصب إن ملَّكه مفاتيح السُّلطة، وهذا أمرٌ يعودُ في أساسهِ إلى الطباع والأخلاقيات الخاصة برئيس الوحدة، نعم قد يكون النائب ضعيف الكفاءة، لا يصلح لأن يتبوأ المنصب، بيدَ أن هذا السبب لا يعيق من تنمية مهاراته وقدراته، فإن لم يصلح، يمكن تكليفه بوظيفةٍ أُخرى قد يجدُ فيها نفسه.  

إنَّ تهيئتك لخليفتك باعتبارك رئيسًا للوحدة؛ بل وللصفوف الثانية في مختلف المستويات الإدارية بحدتك له نتائجه الإيجابية، على سبيل المثال:

أولًا: استمرارية أداء الوحدة بكفاءة دون أن تتضرر بإحالة رئيسها إلى التقاعد، أو لشغور منصبه لأي سببٍ من الأسباب. إنَّ وجود نائب مؤهل وكفء سيكون بديلًا مناسبًا في حال فراغ منصب الرئيس الإداري.

ثانيًا: وجود النائب الكفؤ يخفِّفُ العبء على رئيس الوحدة الذي قد يشعر بضغوطات نظرًا لتراكم الأعمال عليه، فيفوِّضُ النائب بعض الصلاحيات، ويتفرَّغ الرئيس لوضع الخطط الاستراتيجية للوحدة. 

ثالثًا: تحقيق المصالحة الوطنية العُليا من خلال التحرر من المصلحة الشخصية التي تدفع باتجاه إقصاء الآخر، وهنا يرتقي الرئيس فوق كل اعتبار ليجعل مصلحة الوحدة خاصةً والوطن عامةً مقتضىً لازمًا له، ووجبًا يتحتِّم عليه تهيئة الصفوف الثانية لتولِّي المناصب القيادية. 

هذه المحصَّلة الإيجابية تتحقَّقُ في الأحوال الآتية:

أولًا: أن يكون الرئيس على درجةٍ عاليةٍ من الرُّشدِ والوعي والتَّحلي بالمسؤولية الوطنية.

ثانيًا: أن يكون مؤمنًا بأنَّ المناصبَ لا تُخلَّد، وإنَّما آثار تلك المنصب هي الخالدة، ووفق ذلك الإيمان يكون الرئيس متبنيًا لسياسة تهيئة الصفوف الثانية، ووضع الشخصية المناسبة التي تحلُّ محلَّه في الاتجاه الصحيح ليُحمَدَ بعد ذلك على ما فعل.

ثالثًا: أن يتمتع الرئيس بثقة عالية في نفسه، وبأنَّ وجود نائبٍ كفوءٍ إلى جانبه هو مكسبٌ له، ومحسوبٌ له لا عليه.

رابعًا: أن يكون الرئيس متحرِّرًا من نظرته الشخصية الدونية، متطلعًا إلى المصلحة الوطنية العليَّة، ليرى تقدُّم الوحدة والوطن لا ليرى تقدُّم نفسه.

خامسًا: أن يكون الرئيس صاحب نظرٍ استراتيجي بعيد المدى، يُدرك أثر تطوير مهارات وقدرات المورد البشري على الوحدة.

هكذا يكون رئيس الوحدة قد حقَّق الهدف الأسمى لوضع خليفة له، فأراح نفسه، وأراح الوحدة من بعده، فلا يُذكرُ إلّا بخيرِ عمله، وحُسنِ أثره.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

فاينانشيال تايمز: ماكرون المنعزل يُكافح لمعرفة ما يخبئه له المستقبل

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكدت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في مقال رأي نشرته اليوم الثلاثاء، أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي بات منعزلًا بشكل كبير من جراء عدة ضربات انتخابية أخيرة، يكافح جاهدًا الآن لمعرفة ما يخبئه له المستقبل خاصة بعدما أصبحت قدرته على إتمام فترة ولايته موضع تساؤل.


واستهلت الصحيفة المقال، الذي كتبته رئيسة تحريرها رولا خلف، بقول إن صوتًا واحدًا في فرنسا هو الصامت حتى الآن بنحو غير معهود، وذلك وسط ردود الفعل الصادمة أو الحائرة أو المبتهجة التي أثارها صعود اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية الفرنسية الأخيرة، وهو صوت الرئيس ماكرون، الذي أدت حساباته الخاطئة إلى اضطرابات كان ملتزمًا بتجنبها لفترة طويلة.


وأضافت الصحيفة أن ماكرون، عندما فاز بالرئاسة في عام 2017 على حساب ماري لوبان، وعد ناخبوه بأنهم "لن يكون لديهم سبب واحد للتصويت للتطرف مرة أخرى"، ولكن بعد سبع سنوات، جمع حزب التجمع الوطني بزعامة لوبان 11 مليون صوتًا، مما رفع نسبة تأييده إلى 33.2% من 17.3% في الجولة الأولى من الانتخابات التشريعية المبكرة وجاءت جبهة يسارية واسعة في المركز الثاني بنسبة 28%، في حين جاء تحالف ماكرون الوسطي في المركز الثالث بفارق كبير بنسبة 20.8% من الأصوات. وبعد دقائق قليلة من إغلاق صناديق الاقتراع، نشر قصر الإليزيه الرئاسي بيانًا قصيرًا دعا فيه القوى "الديمقراطية والجمهورية" إلى التجمع ضد حزب التجمع الوطني في الجولة الثانية. لكن هذا النداء سرعان ما تلاشى بسبب التفسيرات المتضاربة من زعماء آخرين معارضين لليمين المتطرف.


وتابعت الصحيفة أن لوبان المنتصره سرعان ما أعلنت أن الانتخابات "محوت كتلة ماكرون"، وأُعلن للتو عن زوال الماكرونية، وهو المفهوم الذي ناضل مؤسسها نفسه من أجل نشره على شاشات التلفزيون الفرنسي، في تطورات سياسية جعلت الشارع السياسي في فرنسا يتساءل عما إذا كان ماكرون نفسه لم يُمحى! فلم يهتم أحد بذكره ولا حتى وزير داخليته المخلص، جيرالد دارمانين الذي كان من بين القلائل الذين وافقوا على قرار الرئيس المتهور بحل الجمعية الوطنية "البرلمان" في 9 يونيو الماضي وبات الآن في موقف دفاعي من أجل الحفاظ على منصبه.


وأشارت الصحيفة إلى أن دارمانين لم يكن وحده الذي تخلى عن رئيسه؛ حيث ابتعد عنه حلفاء آخرون بشكل أو بآخر خلال الأسبوعين الماضيين، بدءًا برئيس وزرائه السابق إدوارد فيليب، الذي اتهمه بـ "قتل أغلبيته". ومع اقتراب موعد السباق الرئاسي لعام 2027، أضاف فيليب: "الآن حان الوقت للمضي قدمًا" في حين رفض مرشحو ماكرون وضع صورته على ملصقاتهم الانتخابية، وهي أفضل طريقة للخسارة، كما رأوا. وبوصفه زعيمًا منعزلًا إلى حد كبير، سيجد ماكرون نفسه الآن معزولا على نحو متزايد وهذه المرة، ليس بمحض إرادته.. حسب قول الصحيفة.


ومضت "فاينانشيال تايمز" تتصور سيناريوهات ما بعد إتمام الجولة الثانية من الانتخابات البرلمانية المقررة يوم الأحد المقبل، من بين ذلك برلمان معلق يخلو من أغلبية لأي حزب ولكنه قد يحتوي على مجموعة يمينية متطرفة قوية. وقد لا يؤدي هذا إلى تبسيط الأمور، بل يؤدي بدلًا من ذلك إلى الشلل السياسي، وفي هذه الحالة سيطالب حزب التجمع الوطني باستقالة الرئيس باعتبارها السبيل الوحيد لحل الأزمة، مع الإشارة إلى رسالة وجهها ماكرون إلى مواطنيه المحبطين في 23 يونيو الماضي ألزم فيها نفسه بالبقاء "لحماية جمهوريتنا وقيمنا"!.

مقالات مشابهة

  • عادل حمودة يكتب: في صحة أحمد زكي
  • عاجل - وزير الزراعة يكشف عن أولى رسائل الرئيس السيسي له بعد أدائه اليمين
  • خلف للنواب: لنحضر الى المجلس ولا نخرج منه الا بإعلان اسم الرئيس العتيد
  • هل تحتاج الولايات المتحدة إلى رئيس عاقل
  • قيس سعيد يعلن موعد الانتخابات الرئاسية التونسية ويوجه رسائل لمنافسيه
  • الرقابة المالية تصدر ضوابط جديدة لانتخاب مجلس الإدارة واختيار الرئيس والعضو المنتدب لشركة الإيداع والقيد المركزي
  • "تشرفت بالعمل معكم".. آخر رسائل محافظ الغربية للصحفيين قبل حركة المحافظين الجديدة
  • فاينانشيال تايمز: ماكرون المنعزل يُكافح لمعرفة ما يخبئه له المستقبل
  • صحيفة: الرئيس الصيني سيتحدث في قمة شنغهاي للتعاون عن الوحدة والسلام
  • نجل بايدن يريد من والده مواصلة السباق الانتخابي