تصاعد ملحوظ في ضربات سلاح الطيران على المليشيا. هل هي موجة أخرى جديدة من الاستنزاف قبل الانقضاض والإجهاز النهائي على المليشيا؟ نتمنى ذلك.

ولكن عموما، حينما كنا نقول بأن المليشيا قد خسرت الحرب منذ فشلها في تدمير الجيش، ذلك لم يكن مجرد تطمين أو تخدير. الحرب كانت في البداية تستهدف الجيش نفسه، ولم تكن حول الأرض، حول السيطرة على المدن والولايات.

كانت حربا للاستيلاء بشكل خاطف على الدولة بعد تدمير الجيش. لم تفكر المليشيا في الخروج من الخرطوم وتوسيع الحرب نحو الولايات إلا بعد فشلها في هذا الهدف.

الذي حدث بعد ذلك هو أن الجيش أصبح مستنزفا في الدفاع على رقعة جغرافية أوسع وأكبر بعد أن أصبح مضطرا لتأمين ولايات ومدن كانت تعتبر خارج نطاق الحرب التي كانت دائرة في العاصمة والتي كانت في بدايتها حول السلطة لا حول الأرض والمدن.

ففي بداية الحرب ساد اتفاق ضمني بأن من يسيطر ويحسم المعركة في الخرطوم يستلم السلطة وتدين له الولايات. حتى أن في بعض الولايات في دارفور كان هناك اتفاق صريح بين قادة الجيش وقادة الدعم السريع على عدم القتال وأن من يستلم السلطة في الخرطوم يسلم له الطرف الآخر.

وفي الوقت نفسه، مع فشل خطة تدمير الجيش ويأس المليشيا من تحقيق نصر حاسم وتحولها إلى محاولة السيطرة على الأرض لكسب موقف تفاوضي أوقوى، وكدليل على فشل هذه الخطة تحول الجيش لأول مرة منذ اندلاع الحرب من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم.
صحيح هناك بطء في تقدم الجيش، ولكنه في النهاية خرج من وضعية الدفاع وبدأ يتقدم. والظهور الجديد لسلاح الطيران قد يكون أحد تفسيرات هذا البطء؛ بمعنى أن توقف الجيش مرتبط بالإعداد لمرحلة مقبلة من الهجوم. فإذا كنت أتوقع دخول سلاح نوعي للمعركة بعد عدة أشهر، سأبطئ من العمليات حتى وصول هذا السلاح الذي سيضمن لي تفوقا ونصرا أسهل بخسائر أقل.

ننتظر لنرى الفارق الذي قد يحدثه الطيران. ولكن المؤكد أن الانتصار على المليشيا حدث منذ فشل الانقلاب في تدمير الجيش والسيطرة على السلطة. بوجود الجيش أصبحت هزيمة المليشيا متوقفة على التسليح والإعداد، ودخول سلاح نوعي في للجيش أي لحظة سيحسم المعركة وهو أمر ممكن وربما يكون قيد الحدوث أو حدث بالفعل.

إذا حصل استنزاف للمليشيا هذه المرة بالطيران مثلما حدث في بداية الحرب فلن تجد الوقت الكافي لحشد قوات جديدة والهجوم مرة أخرى، لأنها هذه المرة قد فقدت زمام المبادرة وما عادت هي من يهاجم، هي في وضعية دفاع، ومتى انكسرت في هذه الوضعية تكون قد هزمت ولن تقوم لها قائمة بعد ذلك لأن الجيش مستعد للهجوم هذه المرة وسيجهز عليها.

حليم عباس

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: على الملیشیا تدمیر الجیش

إقرأ أيضاً:

دعوة لوقفة احتجاجية بحيس للمطالبة بوقف استهداف المدنيين ومحاسبة المليشيا

وجه ناشطون من أبناء محافظة الحديدة، ومنظمات مدنية ومؤسسات حقوقية، الجمعة 27 ديسمبر/كانون الأول 2024، دعوة لجميع أفراد المجتمع للمشاركة في وقفة احتجاجية ستقام صباح يوم غدٍ السبت في مدينة حيس، للتنديد بالانتهاكات الجسيمة ومحاسبة مرتكبيها مليشيا الحوثي المصنفة كجماعة إرهابية، ضد المدنيين في المناطق المحررة.

وتهدف الوقفة الاحتجاجية إلى دعوة المجتمع الدولي، وفي مقدمتهم بعثة الأمم المتحدة (أونمها)، لتحمل مسؤولياتهم الإنسانية والأخلاقية، والضغط على المليشيات لإيقاف استهداف المدنيين بالمقذوفات والطيران المسيّر، وارتكاب الجرائم التي تهدد السلم والأمن المحليين والإقليميين.

وأكد المنظمون أن الوقفة تأتي ضمن جهود مستمرة لإيصال صوت المعاناة التي يتكبدها الشعب اليمني نتيجة الانتهاكات الإرهابية الحوثية، مشددين على أهمية تواجد جميع الأطياف المجتمعية للتعبير عن رفضهم لهذه الجرائم ودعمهم لقضية السلام والعدالة.

مقالات مشابهة

  • قائد قوات العمل الخاص بولاية سنار فتح العليم الشوبلي: تسليم 180 مرتزقاً من منسوبي المليشيا
  • الرغبة في السلطة أعمت قوى الحرية والتغيير (قحت) عن حقائق كثيرة
  • دعوة لوقفة احتجاجية بحيس للمطالبة بوقف استهداف المدنيين ومحاسبة المليشيا
  • هآرتس: الجيش الإسرائيلي يدير عملية تدمير ممنهجة بغزة
  • عاجل. جهاز الأمن الروسي: قضينا على خلية إرهابية لتنظيم "داعش" كانت تعد لمهاجمة مركز شرطة في موسكو
  • هذا ما نعرفه عن الجيش السوري منذ تأسيسه.. بارع في الانقلابات العسكرية
  • عبدالملك الحوثي: لن نتوقف عن مهاجمة إسرائيل مهما كانت الضغوط والإغراءات
  • وحدة السودان بين تعددية الجيوش والمليشيات وتعددية المراكز الجغرافية السياسية
  • تقدم الجيش السوداني في دارفور هل يغير معادلات الحرب في السودان؟ ؟
  • أي تحدٍّ خلقه الطوفان لإسرائيل؟.. تقييمات جنرالات الجيش