نظم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، ورشة عمل لاستشراف الفرص المتاحة في مجال التحولات الديمجرافية والصحية، بحضور عدد من الخبراء وأساتذة الجامعات، في إطار مشروع بحثي جديد للمركز، بعنوان: «عام جديد.. فرص جديدة»، الذي يستهدف استشراف أكثر من 1000 فرصة لزيادة الاستثمارات وتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، داخل 15 مجالاً تنمويًا خلال عام 2024.

عقد 11 ورشة عمل

من المخطط عقد 11 ورشة عمل لرصد تحليلات أكثر من 80 خبيرا ومتخصصا في إطار المشروع البحثي الذي يعتمد على نحو 723 دراسة وتقرير، صادر عن أكاديمية البحث العلمي، والمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، ومعهد التخطيط القومي، بجانب تقارير المؤسسات العالمية، مثل: «فيتش» و«بلومبرج» وصندوق النقد والبنك الدوليين، بالاعتماد على تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي الحديث، لاستخلاص أبرز الفرص المستقبلية في القطاعات الاقتصادية المستهدفة.

استشراف المستقبل في التخطيط الاستراتيجي

وفي مستهل ورشة العمل الأولى، ألقت الدكتورة نهلة السباعي، رئيس محور استشراف المستقبل بمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار، كلمة حول أهمية استشراف المستقبل في التخطيط الاستراتيجي، كما قدمت سالي عاشور، المدير التنفيذي للإدارة العامة للدراسات المستقبلية بالمركز، عرضًا متكاملاً بشأن منهجية عمل التقرير.

كما جرى استعراض أبرز الفرص المستخلصة بواسطة الذكاء الاصطناعي لدعم القطاع الديمجرافي والصحي في مصر، وفي مقدمتها الاستفادة من اتجاهات شيخوخة المجتمعات الأوروبية، واتجاهات الهجرة العالمية، بالإضافة إلى نمو قطاع النانو تكنولوجي والتكنولوجيا الوراثية.

وقدمت الدكتورة أميرة تواضروس، مدير المركز الديموجرافي، عرضًا تقديميًا حول جهود الدولة المصرية لرصد الاتجاهات الديمجرافية بالاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، وخلصت إلى ضرورة الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة والذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الصحة في مصر للمساعدة في رسم سياسات حديثة للرعاية الصحية مع مراعاة البعد الاجتماعي والمكاني لتلك السياسات.

وخلال مناقشات الورشة، أشاد الدكتور أيمن زهري، خبير دراسات السكان والهجرة، بإطلاق المشروع البحثي الجديد وفكرته، حيث قدّم عرضًا متكاملًا حول معدلات المواليد والخصوبة.

وأشار إلى ضرورة العمل على إيجاد سياسات واضحة لتنظيم الأسرة ومنع الزواج المبكر، مع إضافة تخصص لطب المسنين وكبار السن في كليات الطب في مصر لتتناسب مع اتجاهات شيخوخة المجتمعات في الفترات المقبلة.

وطرحت الدكتورة غادة خريبة، أستاذ مساعد الذكاء الاصطناعي في جامعة النيل، أبرز الفرص حول تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال الرعاية الصحية في مصر، للتغلب على مشكلة نقص الأطباء؛ عبر استخدام الروبوتات وتقديم استشارات عن بعد، حيث ساعد الذكاء الاصطناعي في محاربة جائحة «كورونا»، بدءًا من التعرف على الفيروس وحتى تطوير اللقاحات، كما أشارت إلى وجود بعض الصعوبات في التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي والتي تتمثل في توافر البيانات، والعوائق الثقافية.

الفرص المستقبلية لصناعة الدواء

وحول استعراض أبرز الفرص المستقبلية لصناعة الدواء في مصر؛ أشارت الدكتورة ريم عرفة، أستاذ العلوم الطبية الحيوية بجامعة زويل، إلى ارتفاع قيمة الإنفاق الصيدلي للمواطن المصري بقيمة تتجاوز 3 مليارات دولار في العام الواحد بما يعكس الفرص المتاحة أمام الدولة للتوسع في توطين صناعة الدواء خاصة من الأنسولين، والمكملات الغذائية، والفيتامينات، إلى جانب أدوية المناعة، مضيفة أنه يجب العمل بالتوازي على دعم سلوكيات تفضيل المنتج المحلي في مواجهة المستورد.

كما اقترحت إطلاق ما يعرف بـ«مركز فكر الدواء المصري» ليضم كل الخبرات المصرية المتخصصة، بجانب التوسع في إنشاء ما يعرف بـ«مراكز الإتاحة الحيوية»، لإجراء الدراسات الحيوية الضرورية، للحصول على معلومات كاملة عن خواص المستحضر الصيدلي الفيزيائية والكيميائية والحيوية، ومقارنتها بمستحضرات مثيلة معروفة، للوقوف على مدى تطابق خواصهما وتأثيرهما العلاجي، ليتم ترخيص المستحضر الصيدلي بناء على إيجابية النتائج.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: مجلس الوزراء مركز المعلومات زيادة الاستثمارات التنمية الاقتصادية الذکاء الاصطناعی فی أبرز الفرص ورشة عمل

إقرأ أيضاً:

رفقاء افتراضيون: هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر العلاقات الإنسانية؟

وكالات

يشهد العالم تحولاً لافتاً في طريقة تواصل البشر، حتى على الصعيد العاطفي، حيث أصبحت العلاقات المدعومة بالذكاء الاصطناعي واقعًا يكتسب شعبية متزايدة.

ففي عام 2024، بلغت قيمة هذا السوق نحو 2.8 مليار دولار، ومن المتوقع أن تقفز إلى 9.5 مليار دولار بحلول عام 2028، وفقًا لتقارير عالمية، وتدل الزيادة الهائلة بنسبة 2400% في عمليات البحث عن مصطلحات مثل “صديقة الذكاء الاصطناعي” على موقع “غوغل” بين عامي 2022 و2024، على تنامي الاهتمام بهذه الظاهرة.

فمنصات مثل “Character AI” تستقطب ملايين المستخدمين شهريًا، معظمهم من الرجال، وفقاً لما أورده موقع “سايكولوجي توداي”، ومع تدفق الاستثمارات والإعلانات على هذا القطاع، يبدو أن العلاقات الافتراضية لم تعد مجرّد تجربة هامشية، بل خيارًا حقيقيًا للبعض، يقدم رفقة خالية من الخلافات وتفاعلًا عاطفيًا مُخصصًا حسب الطلب.

ولكن، ومع كل ما يبدو من جاذبية في هذه العلاقات، تبرز تساؤلات جوهرية: ما الذي تعنيه هذه التحولات لمستقبل العلاقات الإنسانية؟ وهل نحن مستعدون للتنازلات التي قد تفرضها هذه التكنولوجيا الجديدة؟

وعبر التاريخ، دفعتنا الرغبة في إيجاد شريك عاطفي إلى تحسين ذواتنا، سواء عبر تعزيز الثقة بالنفس أو تطوير مهارات التواصل والتعاطف. هذا الدافع الطبيعي لم يُشكّل الأفراد فحسب، بل ساهم في تشكيل البُنى الاجتماعية.

وغير أن “عشاق الذكاء الاصطناعي” قد يغيّرون هذه المعادلة، إذ يقدمون رفقة مصممة خصيصًا لتلبية رغبات المستخدم دون الحاجة لبذل أي جهد.

والشركاء الرقميون مثاليون على نحو غير واقعي: لا يخطئون، لا يطلبون شيئًا، ويستجيبون دومًا بما يُرضي، وهذا النموذج، وإن بدا مريحًا، قد يرسخ تصورات خاطئة عن العلاقات الواقعية، حيث الاختلافات والمشاعر والاحتياجات المتبادلة هي القاعدة.

كما أن محاكاة الذكاء الاصطناعي للمشاعر، كأن “يخبرك” رفيقك الرقمي عن يومه السيئ، قد يخلق وهمًا بالتواصل الإنساني، لكنه في الحقيقة يفتقر إلى عمق التجربة البشرية.

وهنا تكمن الخطورة: إذا وُجه تعاطفنا نحو كيانات لا تشعر حقًا، فهل سنفقد تدريجيًا قدرتنا على التعاطف مع من حولنا؟ وأي نوع من المجتمعات قد ينشأ إذا غابت هذه القيمة؟

وتتطلب العلاقات الحقيقية مهارات معقدة كالصبر والتنازل والقدرة على رؤية الأمور من وجهات نظر مختلفة، وهي مهارات لا تقتصر فائدتها على الحب فقط، بل تمس كل جوانب الحياة الاجتماعي، لكن العلاقات الافتراضية لا تستدعي هذا المجهود، ما قد يؤدي إلى تراجع قدرة الأفراد على التفاعل الإنساني السليم.

وفوق هذا كله، تبقى هناك عناصر لا يمكن استبدالها رقمياً، مثل التلامس الجسدي، الذي أثبتت الدراسات أنه يعزز من إفراز هرمونات الترابط، ويقلل التوتر، ويمنح شعورًا بالراحة لا يمكن تعويضه برسائل نصية أو محادثات افتراضية.

وحتى الآن، لا تزال الآثار النفسية لعلاقات الذكاء الاصطناعي قيد الدراسة، لكن مؤشرات مقلقة بدأت بالظهور، فزيادة الاعتماد على الرفقاء الرقميين قد تؤدي إلى عزلة اجتماعية، وتعزيز توقعات غير واقعية من العلاقات البشرية، بل وربما تفاقم مشكلات مثل القلق والاكتئاب، وهي نتائج تتماشى مع دراسات سابقة ربطت الاستخدام المفرط للتكنولوجيا بتراجع الصحة النفسية.

إقرأ أيضًا:

ديب سيك تضرب بقوة تحديث جديد يهدد عرش أوبن إيه آي

مقالات مشابهة

  • رئيسة الوزراء الأيسلندية ليورونيوز: التحولات الجيوسياسية ستؤثر على استفتاء الانضمام للاتحاد الأوروبي
  • مليون صاروخ.. القبض على عامل يدير ورشة لتصنيع الألعاب النارية بالفيوم
  • بحوزته مليون قطعة.. ضبط عامل لإدارته ورشة لتصنيع الألعاب النارية بالفيوم
  • «معلومات الوزراء» يوضح تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
  • معلومات الوزراء يوضح تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل
  • أي دولة ستحسم سباق ريادة الذكاء الاصطناعي عالميًا؟
  • التنمية الإدارية تنظم ورشة تدريبية لمديرين في جهات حكومية حول ‏استخدامات الذكاء الاصطناعي
  • تحذير أممي: الذكاء الاصطناعي قد يؤثر على 40% من الوظائف خلال العقد المقبل
  • رفقاء افتراضيون: هل يهدد الذكاء الاصطناعي جوهر العلاقات الإنسانية؟
  • الذكاء الاصطناعي يرصد مخالفات استخدام الهاتف في الأردن