أوبن إيه آي تعلن بدء تدريب نموذج رائد جديد للذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
أعلنت "أوبن إيه آي" -أمس الثلاثاء- أنها بدأت تدريب نموذج ذكاء اصطناعي رائد جديد سيخلف نموذجها التأسيسي الحالي "جي بي تي-4" الذي يدعم روبوت المحادثة الأشهر "شات جي بي تي" وفق ما ذكرت صحيفة نيويورك تايمز.
وذكرت الشركة، في منشور على مدونتها، أنها تتوقع أن "يوفر النموذج الجديد مستوى أعلى من القدرات" في إطار سعيها نحو تطوير الذكاء الاصطناعي العام، وهو عندما يمتلك النموذج قدرات تمكنه من تنفيذ نفس المهام التي ينفذها الدماغ البشري.
وسيعمل النموذج الجديد في إدارة منتجات الذكاء الاصطناعي التي تشمل روبوتات المحادثة والمساعدات الرقمية ومحركات البحث ونماذج توليد الصور.
يمكن أن يستغرق تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي شهورًا أو حتى سنوات. وبعد الانتهاء من التدريب، عادةً ما تستغرق الشركات عدة أشهر أخرى لاختبار التقنية وصقلها لكي تصلح للاستخدام العام، وهو ما يعني أن النموذج القادم من أوبن إيه آي قد يصدر بعد نحو تسعة أشهر إلى سنة أو أكثر.
كما أعلنت الشركة أنها تعمل على تشكيل لجنة جديدة للأمان والسلامة لتبحث سبل مواجهة المخاطر التي يشكلها النموذج الجديد والتقنيات المستقبلية. وأضافت "بينما نفتخر بتطوير وإصدار نماذج رائدة بالصناعة من ناحية الإمكانيات والسلامة معًا، فإننا نرحب بالنقاش الجاد الدائر في ظل هذه اللحظة الحاسمة".
وتهدف "أوبن إيه آي" لتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بوتيرة أسرع من منافسيها، وفي نفس الوقت تسعى إلى تهدئة المنتقدين ممن يعتبرون أن هذه التقنيات أصبحت أكثر خطورة، وهي مخاوف تتمثل في مساهمة تلك النماذج في نشر المعلومات المضللة والخوف من استبدال الوظائف بل وتهديد وجود البشرية، كما أشار تقرير نيويورك تايمز.
"أوبن إيه آي" تحاول الفوز بالسباقتتباين آراء الخبراء حول التوقيت الذي ستصل فيه شركات التقنية إلى تطوير الذكاء الاصطناعي العام، ولكن الشركات مثل أوبن إيه آي وغوغل وميتا ومايكروسوفت تعمل على تعزيز قوة هذه التقنيات الجديدة بصورة متواصلة ومتسارعة منذ أكثر من عقد من الزمن، مما يتسبب في حدوث طفرة ملحوظة كل عامين إلى 3 أعوام تقريبا.
وقالت الشركة إنه بينما تدرب نموذجها الجديد، ستعمل لجنة الأمان والسلامة الجديدة على تحسين سياسات وعمليات حماية تلك التقنية. وتضم اللجنة سام ألتمان (الرئيس التنفيذي) إضافة إلى أعضاء من مجلس الإدارة وهم بريت تايلور وآدم دانجيلو ونيكول سيليغمان. وذكرت الشركة أن السياسات الجديدة قد تدخل حيز التنفيذ أواخر الصيف أو الخريف المقبل.
ومؤخرًا، قررت الشركة حل الفريق الذي يركز على المخاطر طويلة الأمد للذكاء الاصطناعي بعد عام واحد فقط من إعلانها تشكيله، وكانت مهمته الأساسية هي التركيز على الإنجازات العلمية والتقنية لتوجيه أنظمة الذكاء الاصطناعي الأكثر ذكاء منا والتحكم فيها.
وجاء هذا الخبر بعد أيام من إعلان كل من قادة الفريق وهما إيليا سوتسكيفر (المؤسس المشارك للشركة) وجان ليكه، رحيلهما عن الشركة الناشئة. ولم يكشف سوتسكيفر أسباب رحيله، لكن الأخير أوضح بعض التفاصيل حول سبب مغادرته الشركة، وذكر عبر حسابه على منصة إكس "إن صنع آلات أكثر ذكاء من البشر مسعى محفوف بالمخاطر بطبيعته. وتتحمل أوبن إيه آي مسؤولية هائلة نيابة عن البشرية بأسرها. ولكن على مدى السنوات الماضية "تراجعت ثقافة السلامة وعملياتها على حساب المنتجات البرّاقة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الذکاء الاصطناعی أوبن إیه آی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي تكلفة عالية على البيئة
يتحول العالم بشكل سريع ومكثف إلى عصر الذكاء الاصطناعي، لكن الدراسات والأبحاث تكشف بصمته الكربونية العالية وتأثيراته البيئية الناتجة بشكل رئيسي عن استهلاك الطاقة الكبير، واستخراج الموارد، وإنتاج النفايات الإلكترونية.
ففي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي كشفت دراسة رائدة عن التأثير البيئي الهائل لأنظمة الذكاء الاصطناعي، حيث قدر الباحثون فيها أنها تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2إدارة ترامب توقف برنامجا يراقب جودة الهواء عالمياlist 2 of 2كيف نعلم أننا مسؤولون عن تغير المناخ؟end of listوتضمنت الدراسة التي أجرتها جامعتا "تشجيانغ" و"نانكاي" تحليل التأثير البيئي لـ79 نظاما رئيسيا للذكاء الاصطناعي تم تطويرها بين عامي 2020 و2024، وكشفت عن اتجاهات مثيرة للقلق في استهلاك الطاقة وانبعاثات الكربون.
وأظهر التحليل أن المتطلبات التشغيلية تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب، حيث تمثل بعض الأنظمة مثل "جيميني ألترا" (Gemini Ultra) من غوغل أكثر من ثلث الانبعاثات بين أفضل نماذج الذكاء الاصطناعي.
وأشارت الدراسة إلى أن البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي نمت بشكل كبير لدرجة أنها تنافس الانبعاثات السنوية لدول بأكملها، كما أن المطالب التشغيلية في الاستخدام اليومي للذكاء الاصطناعي تتجاوز بكثير انبعاثات التدريب.
يتطلب تدريب النماذج الكبيرة، مثل "جي بي تي" (GPT) أو نماذج التعلم العميق، كميات هائلة من الطاقة الكهربائية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن ينتج تدريب نموذج كبير انبعاثات كربونية تعادل انبعاثات عشرات السيارات طوال عمرها الافتراضي.
إعلانكما تعتمد أنظمة الذكاء الاصطناعي على مراكز بيانات ضخمة تستهلك كميات كبيرة من الكهرباء للتبريد وتشغيل الخوادم، وإذا لم تكن هذه المراكز تعتمد على مصادر طاقة متجددة، فإنها تسهم بشكل كبير في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري.
وتشير تقديرات إلى أن مراكز البيانات على مستوى العالم تستهلك ما بين 1% و2% من إجمالي الكهرباء العالمية، ومن المتوقع أن تزيد تلك النسبة مع نمو صناعة الذكاء الاصطناعي.
فعلى سبيل المثال، يتطلب تدريب نموذج "جي بي تي-3" طاقة تقدر بحوالي 1287 ميغاواتا في الساعة، وهو ما يعادل استهلاك الطاقة لـ120 منزلا في الولايات المتحدة لمدة عام.
كما تشير التقديرات إلى أن قطاع تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي، قد يستهلك ما يتراوح بين 7% إلى 10% من الكهرباء العالمية بحلول عام 2030 إذا استمر النمو الحالي. وإذا كان مصدر تلك الطاقة من الفحم الحجري فإن التاثيرات البيئية ستكون هائلة.
التصنيع والاستهلاك
يعتمد تصنيع الأجهزة التي تدعم الذكاء الاصطناعي، مثل وحدات معالجة الرسومات "جي بي يو" وشرائح الذكاء الاصطناعي، على معادن نادرة مثل الليثيوم والكوبالت.
ويؤدي استخراج تلك المعادن المهمة في صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تدمير البيئة، بما في ذلك إزالة الغابات لاستخراجها وتلويث التربة والمياه، كما أن عمليات التعدين واستخراج تلك الموارد تتطلب بدورها طاقة كبيرة، مما يزيد من البصمة الكربونية.
وتستخدم مراكز البيانات أيضا كميات كبيرة من الماء لأغراض التبريد، حيث يتم تبريد الخوادم لمنع ارتفاع درجة حرارتها، وتشير الدراسات إلى أن بعض مراكز البيانات الكبيرة يمكن أن تستهلك ملايين اللترات من الماء سنويا.
ومع التطور السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي تتقادم الأجهزة بسرعة أو يتم التخلي عنها، مما يزيد من كمية النفايات الإلكترونية التي يتم التخلص منها، وتحتوي تلك الأجهزة الإلكترونية على مواد سامة يصعب إعادة تدويرها، مما يؤدي إلى تلوث البيئة عند التخلص منها، وتزيد من نسبة الانبعاثات التي يؤدي تراكمها إلى التغير المناخي.
إعلانومع التوسع في استخدام الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات مثل النقل والصناعة والترفيه، يزداد الطلب على الطاقة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاعتماد على الوقود الأحفوري إذا لم يتم التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.
تأثيرات غير مباشرةتؤدي صناعة الذكاء الاصطناعي إلى تأثيرات غير مباشرة على البيئة، إذ من الممكن أن يجعل الإنتاج في جميع القطاعات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة الطلب على الموارد الطبيعية واستنزافها.
كما أن زيادة الاعتماد على التوصيل السريع والتجارة الإلكترونية التي ينظمها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون من وسائل النقل بجميع أنواعها.
من جهة أخرى، يؤثر بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي التي قد تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، على النظم البيئية الطبيعية والتنوع البيولوجي، كما يؤدي استخراج الموارد لتصنيع الأجهزة إلى إزالة الغابات وتدمير الموائل الطبيعية.
وبشكل عام، قد تؤدي زيادة الاعتماد على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي إلى نمط حياة أكثر استهلاكا للطاقة، ما يزيد من الضغط على الموارد الطبيعية.
لذلك يجب أن يكون التطوير المستقبلي للذكاء الاصطناعي مصحوبا بسياسات بيئية صارمة لضمان ألا تأتي فوائده على حساب البيئة