البصل موسم رزق سيدات الفيوم: «هنجيب لبس العيد ونفرح ولادنا»
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
يستيقظن في الخامسة فجرا، ويتّجهن إلى الحقول لينتشرن فيها، فتبدأ أياديهن الناعمة في حصاد محصول البصل من باطن الأرض الزراعية، ثم تقطع أعناقها بقوة، وتعبئها في الأجولة، تستمر في فعل ذلك طوال 5 ساعات حتى العاشرة صباحا، ثم تحصل على أجرها وترحل، بينما تشكر ربها على ذلك الرزق الذي يدبّر احتياجاتها خصوصا بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك.
ويحرص أصحاب الأراضي الزراعية على إسناد مهمة حصاد البصل وتعبئته، للسيدات أكثر من الرجال، إذ إنّهن أكثر مهارة وأسرع أداء، فضلاً عن حرصهن على استخراج البصلة سليمة من أرضها دون إصابة تقلل سعرها، وأخيرا فإنّ يومية المرأة أقل من يومية الرجل، وبذلك يكُنّ أكثر توفيرا.
وتروي «أم محمد»، صاحبة الـ50 عاما، أنّها تحرص على العمل في حصاد الخضراوات مثل البصل والخيار والطماطم في نطاق مدينة الفيوم، وتصف هذه الحرفة بـ«السهلة»، وأنّها توفر لها يومية نحو 100 جنيه، خلال 5 ساعات عمل فقط، فبالتالي لا تؤثر على قضاء مصالح أسرتها.
اصطحاب الأطفال في حصاد البصلوقالت راوية محمود، إنّها اعتادت العمل في حصاد البصل قبل سنوات، حتى أصبحت معروفة لدى أصحاب الحقول، يتصلن بها مع كل موسم حصاد، وتصطحب أبناءها معها، فيلهون ويلعبون بجوارها، حتى تنجز عملها، ثم تحصل على يوميتها، وتذهب بها إلى السوق لشراء احتياجات المنزل.
وبرفقة جارتها، خرجت وهيبة أحمد للعمل في حصاد البصل حتى تتمكن من تجميع مبلغ مالي يساعدها في شراء ملابس العيد لأبنائها، وإدخال البهجة على قلوبهم، بالتزامن مع عيد الأضحى، مشيرة إلى أنّ عملها يتمثل في استخراج ثمرة البصل من باطن الأرض، ثم إزالة العنق الأخضر، ثم تضعها في وعاء بلاستيكي، وحينما يمتلئ تحمله وتفرغه في الأجولة.
واعتاد الحاج يونس جمعة عبدالرحيم، صاحب الحقل، زراعة البصل منذ 15 عاما، وطوال هذه الأعوام يعتمد على النساء في أعمال الحصاد الذي يبدأ نهاية أبريل، ويستمر حتى نهاية مايو، بينما يعتمد على الرجال في أعمال الزراعة، بدءا من شهر نوفمبر.
وأكّد أنّ السيدات أفضل من الرجال في أعمال الحصاد، إذ أنّ خبرتهن في التعامل مع البصل والإمساك به يضمن استخراج بصلة سليمة دون أن تُصاب بواسطة المنجل الذي يستخدمونه في استخراجها من باطن الأرض، كما أنّهن أكثر خبرة في المكان الصحيح لقطع عنق البصل، وبالتالي يكون أكثر جودة ومطلوباً للتخزين لأنّه لا يفسد ويعيش طويلاً إذ قُطع عنقه بطريقة صحيحة.
وبيّن أنّ الفدان الواحد ينتج ما بين 18 وحتى 25 ألف طن من محصول البصل، وفقا لاهتمام المزارع وجودة التربة، كما أنّه موفر في استهلاك الأسمدة، مقارنة بباقي المحاصيل، ويدر أرباحا جيدة للمزارع؛ لذلك تعمد زراعته طوال سنوات، ومعه محصول السمسم أيضا.
وفيما يخص الأسعار، أشار إلى أنّه يبيع محصول البصل للتجار بالجملة، وبالتجزئة للمواطنين الذين يرغبون في تخزينه بالجوال، مشيرا إلى أنّ سعر الطن يتراوح بين 5 وحتى 8 آلاف جنيه، ويختلف يوميا باختلاف بورصة الأسعار.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: حصاد البصل زراعة البصل محصول البصل حصاد البصل فی حصاد
إقرأ أيضاً:
إنتاج 5 أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجية.. خبراء: تطوير أصناف قمح جديدة ضرورة لمواجهة التغيرات المناخية.. الأصناف الحديثة من القمح أكثر تحملًا وإنتاجية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يعد القمح من أهم المحاصيل الاستراتيجية في مصر؛ حيث يمثل عنصرًا أساسيًا في تحقيق الأمن الغذائي ويشكل مصدرًا رئيسيًا للدخل للكثير من المزارعين وفي إطار جهود وزارة الزراعة لتحسين الإنتاجية والجودة، وأعلن معهد بحوث المحاصيل الحقلية عن تسجيل أصناف جديدة من القمح تتميز بإنتاجية عالية وقدرة على مقاومة الآفات؛ ما يعزز فرص تحقيق موسم زراعي ناجح تأتي هذه الجهود في ظل متابعة مستمرة لحالة المحصول، وتوجيهات للمزارعين باتباع أفضل الممارسات الزراعية لضمان إنتاج وفير بجودة عالية.
وأعلن الدكتور علاء خليل؛ مدير معهد بحوث المحاصيل الحقلية بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، عن تسجيل خمسة أصناف جديدة من القمح ذات إنتاجية وجودة عالية، وهي: "مصر 7"، "مصر 6"، "مصر 5"، "سوهاج 7" (المخصص لصناعة المكرونة)، و"سخا 97"وأوضح أنه تم تسجيل هذه الأصناف رسميًا الشهر الماضي، وبدأ العمل على إكثارها تمهيدًا لزراعتها في الموسم المقبل.
وأشار “خليل” إلى أن بعض الأصناف الجديدة زُرعت بالفعل هذا العام، مثل "سخا 96"، و"مصر 4"، و"سخا 6"، مؤكدًا أن محصول القمح يبشر بإنتاج وفير في ظل الظروف المناخية الملائمة.
وأضاف خليل، أن القمح حاليًا في مرحلة "طرد السنابل"، ولا يحتاج إلى أي أسمدة إضافية، بل يتطلب الري المنتظم والمتابعة المستمرة لحمايته من الإصابة بمرض الصدأ الأصفر.
وأوضح أن فرق المتابعة التابعة لمديريات الزراعة تراقب حالة المحصول دوريًا في 27 محافظة، حيث تشير التقارير إلى أن الحقول في حالة جيدة، ما يعزز توقعات موسم ناجح وإنتاج مرتفع كما شدد على ضرورة التزام المزارعين بالمتابعة المستمرة لمحصولهم، ورش المبيدات الموصى بها عند ظهور أي إصابات بالآفات أو الصدأ الأصفر.
وأكد خليل، أن الإصابات هذا العام محدودة للغاية، حيث لم تتجاوز المساحات المصابة في كفر الشيخ والإسماعيلية فدانًا واحدًا، ويرجع ذلك إلى زراعة صنف "جميزة 11" في مناطق غير ملائمة، مثل الوجه البحري، رغم كونه من الأصناف عالية الإنتاجية ولفت إلى أن هناك مناطق محددة لزراعة "جميزة 11"، ولا يفضل زراعته في محافظات كفر الشيخ، الإسماعيلية، وبعض مناطق الدلتا، نظرًا لعدم ملاءمة الظروف البيئية هناك.
كما شدد على أهمية استعادة مقاومة بعض الأصناف للآفات، مثل "جيزة 7" و"سدس 12"، مؤكدًا أن الوزارة تتابع المحاصيل ميدانيًا وتعمل على الحد من انتشار الآفات عبر حملات مرورية مكثفة في مختلف المحافظات وأشار إلى أن الوضع العام لمحصول القمح في مصر مستقر حتى الآن، مع غياب إصابات كبيرة بالآفات الزراعية، مما يعزز فرص تحقيق إنتاجية مرتفعة خلال الموسم الحالي.
إنتاج أصناف جديدة من محصول القمح عالية الإنتاجيةوفي هذا السياق، يقول الدكتور جمال صيام؛ الخبير الزراعي، يعد القمح من أهم المحاصيل الغذائية في العالم حيث يعتمد عليه الملايين في غذائهم اليومي ومع تزايد عدد السكان وارتفاع الطلب على الغذاء، أصبح من الضروري تطوير أصناف جديدة من القمح تتميز بإنتاجية عالية وقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية.
وأضاف “صيام”، تعتمد عملية استنباط الأصناف الجديدة على عدة تقنيات، من بينها التهجين الانتقائي، حيث يتم اختيار أفضل السلالات ودمجها للحصول على نباتات ذات صفات محسنة كما تستخدم الهندسة الوراثية لتعزيز مقاومة المحصول للأمراض والآفات، مما يسهم في تقليل الحاجة إلى المبيدات وتحسين جودة الإنتاج.
ارتفاع معدلات الإنتاج
وفي نفس السياق يقول الدكتور طارق محمود؛ أستاذ بمركز البحوث الزراعية، من أهم مميزات الأصناف الحديثة من القمح قدرتها على تحمل الظروف البيئية القاسية، مثل الجفاف والملوحة، إضافة إلى ارتفاع معدلات الإنتاج لكل وحدة مساحة كما أنها تتميز بسرعة نموها وكفاءتها في امتصاص العناصر الغذائية، مما يجعلها أكثر إنتاجية وأقل استهلاكًا للموارد.
وأضاف “محمود”، يلعب البحث العلمي دورًا محوريًا في تطوير أصناف القمح الجديدة، حيث تُجرى دراسات وتجارب حقلية لاختبار مدى كفاءة هذه الأصناف قبل تعميمها على المزارعين كما أن التعاون بين المراكز البحثية والجهات الزراعية يسهم في تسريع عملية نشر هذه الأصناف وتحقيق فوائد اقتصادية كبيرة حيث يعد إنتاج أصناف جديدة من القمح عالية الإنتاجية خطوة أساسية نحو تحقيق الأمن الغذائي ومن خلال الاستثمار في البحث الزراعي والتقنيات الحديثة، يمكن تحسين إنتاجية القمح وضمان توافره بشكل مستدام للأجيال القادمة.