الكلاب الشاردة تقسم الساحة السياسية في تركيا
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تستعد الحكومة التركية لتقديم مشروع قانون إلى البرلمان لحل مشكلة الكلاب الشاردة التي باتت تهدد حياة المواطنين، على رأسهم الأطفال، في ظل انقسام حاد حول كيفية التعامل مع الأزمة. ويرى كثير من المواطنين ضرورة الحد من انتشار الكلاب الشاردة في الشوارع، ومحطات القطارات والباصات، وحتى الأسواق والمستشفيات، وحول المدارس والمساجد، ويقول آخرون إن تلك الكلاب "أصدقاء الناس"، ومن حقها أن تعيش في الشوارع بكل حرية، وأن تتلقى رعاية صحية من السلطات المحلية.
مشكلة الكلاب الشاردة بدأت بعد صدور قانون حماية الحيوانات في صيف 2004، وتفاقمت مع مرور السنين. ويقول القانون في مادته الأولى إنه يهدف إلى ضمان حياة مريحة للحيوانات والتعامل معها بشكل جيد ومناسب، وحمايتها بأفضل طرق من معاناة الآلام والأذى، بالإضافة إلى منع انتهاك حقوقها كافة.
وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يومقلي، في تصريحاته حول هذه المشكلة، أشار إلى أن عدد الكلاب الشاردة في البلاد يقدر بحوالي 4 ملايين، إلا أن هناك تقديرات أخرى تقول إنه أكثر من هذا الرقم بكثير، بل يقول بعض المتابعين للموضوع إنه يتجاوز 20 مليونا. وذكر الوزير أن 3535 حادث مرور وقع خلال السنوات الخمس الأخيرة بسبب اصطدام المركبات بالكلاب الشاردة، وتوفي في تلك الحوادث 55 شخصا، كما أصيب فيها 5147 آخرين.
وزير الزراعة والغابات التركي إبراهيم يومقلي، في تصريحاته حول هذه المشكلة، أشار إلى أن عدد الكلاب الشاردة في البلاد يقدر بحوالي 4 ملايين، إلا أن هناك تقديرات أخرى تقول إنه أكثر من هذا الرقم بكثير، بل يقول بعض المتابعين للموضوع إنه يتجاوز 20 مليونا
ضحايا الكلاب الشاردة لا تقتصر على هؤلاء فحسب، بل هناك أطفال ومسنون قتلوا أو جرحوا بسبب تلك الكلاب، مثل الطفلة التي ماتت في 2022 بمحافظة أنطاليا بعد أن صدمتها شاحنة أثناء هروبها من الكلاب الشاردة التي هاجمتها، ومثل السيدة العجوز التي قتلتها الكلاب الشاردة قبل حوالي شهر في محافظة أضنة. كما أن هناك مواشي تعرضت في القرى لهجوم تلك الكلاب التي قتلت عددا منها.
المدافعون عن الكلاب الشاردة ينطلقون من أسباب مختلفة. ويأتي على رأس هؤلاء، أصحاب المصانع التي تنتج أطعمة للكلاب. وأعلنت وزارة الزراعة والغابات أن 46 شركة طلبت رخصة لإنتاج أطعمة للكلاب والقطط في 2020، وارتفع هذا الرقم إلى 75 شركة في 2021، و90 شركة في 2022، و107 شركات في 2023، ليصل هذا العام إلى 114 شركة، ما يعني أن هناك سوقا تكبر يوما بعد يوم. وبالإضافة إلى تلك الشركات المنتجة، هناك شركات أخرى تستورد أطعمة الكلاب من الخارج، ومن المؤكد أنه كلما كثر عدد الكلاب كلما زادت أرباح تلك الشركات التي تموِّل حملات التضامن مع الكلاب الشاردة.
هناك أطباء بيطريون فتحوا عيادات في المدن لفحص الكلاب وتطعيمها وعلاجها، وهم أيضا يستفيدون من ارتفاع عدد الكلاب الشاردة التي يقوم متطوعون بجمع التبرعات لرعايتها، كما أن هؤلاء المتطوعين يستفيدون من تلك الأموال التي يجمعونها بدعوى رعاية الكلاب الشاردة. إلا أن الفئة الأكثر تطرفا في الدفاع عن الكلاب الشاردة هم الذين يرون البشر والكلاب سواسية، بل ويذهب بعضهم إلى أبعد من ذلك، ليفضل الكلب على الإنسان. وقالت إحدى هؤلاء، على سبيل المثال، إنهم لن يسمحوا بجمع الكلاب الشاردة في مآوٍ خاصة بها بعيدة عن الشوارع، وهددت الحكومة بتفجير "حرب أهلية" إن أقدمت على قتل تلك الكلاب.
الساحة السياسية هي الأخرى منقسمة بين مؤيدين لإنهاء مشكلة الكلاب الشاردة عن طريق القتل الرحيم ومعارضين له، بل وتوجد آراء مختلفة داخل صفوف الأحزاب بما فيها حزب العدالة والتنمية. ويدعو رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزل، إلى جمع الكلاب من الشوارع ورعايتها في مآوٍ خاصة بها تابعة للبلديات، فيما يقول رئيس بلدية أنقرة منصور ياواش، تمرير القانون من البرلمان لا يعني بالضرورة أن المشكلة سيتم حلها تلقائيا دون الحزم في تطبيق القانون، علما بأن الحكومة التركية سبق أن قامت بتمرير قانون من البرلمان لمكافحة حملات بث الإشاعات والأنباء الكاذبة، ولكن لم يتغير شيء في الواقع، لتستمر الحملات المضللة كما كانت قبل صدور ذاك القانونالمنتمي إلى ذات الحزب، إن الحل الأخير هو القتل الرحيم للكلاب الشاردة. كما أن هناك سياسيين يتمنون أن لا تحل الحكومة هذه المشكلة من جذورها، كي تبقى ورقة يستغلونها ضد حزب العدالة والتنمية حتى الانتخابات القادمة.
إنشاء مآوٍ لرعاية الكلاب الشاردة فيها يكلف السلطات المحلية ملايين الليرات، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى تطبيق برامج التقشف لمكافحة التضخم. ووفقا لنتائج استطلاع الرأي الذي أجرته دائرة الاتصال التابعة لرئاسة الجمهورية، يرى أكثر من 80 في المائة من المواطنين أن الحل هو جمع الكلاب الشاردة في مآوٍ أولا، ثم قتلها بالحقنة بعد مدة، إن لم يتم تبنيها من قبل المواطنين لتربيتها في بيوتهم أو حدائقهم.
الرافضون لحل مشكلة الكلاب الشاردة سيبذلون هذه الأيام كل ما بوسعهم لمنع موافقة البرلمان على مشروع القانون، أو لتغيير صيغته لتتناسب على الأقل مع بعض مطالبهم. كما أن تمرير القانون من البرلمان لا يعني بالضرورة أن المشكلة سيتم حلها تلقائيا دون الحزم في تطبيق القانون، علما بأن الحكومة التركية سبق أن قامت بتمرير قانون من البرلمان لمكافحة حملات بث الإشاعات والأنباء الكاذبة، ولكن لم يتغير شيء في الواقع، لتستمر الحملات المضللة كما كانت قبل صدور ذاك القانون.
x.com/ismail_yasa
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الكلاب الحيوانات كلاب تركيا حيوانات السياسة قوانين مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة رياضة سياسة مقالات سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الکلاب الشاردة فی قانون من البرلمان تلک الکلاب عدد الکلاب مع الکلاب أن هناک کما أن
إقرأ أيضاً:
بوركينا فاسو تؤكد التزامها تجاه تحالف دول الساحل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أكد وزير خارجية بوركينا فاسو كاراموكو جان ماري تراوري، اليوم الثلاثاء، التزام بلاده الدبلوماسي تجاه تحالف دول الساحل.
وأضاف - في تصريحات صحفية من العاصمة واجادوجو، عقب اجتماع مجلس إدارة القطاع الوزاري- تعمل بوركينا فاسو على تعزيز التزامها الدبلوماسي تجاه تحالف دول الساحل، مما يمثل رغبة في تأكيد سيادة دول الساحل على الساحة الدولية.
وأكد وزير الخارجية البوركينابي، أن التحدي المتمثل في تعزيز مكانة هذه المؤسسة الجديدة على الساحة الدولية أمر ضروري، داعيا إلى دبلوماسية نشطة ملتزمة بحزم في الدفاع عن رؤية وأهداف التحالف من أجل السيادة الكاملة للدول الأعضاء فيها.
وتقوم وزارة الخارجية البوركينابية بإعداد خطة عمل للفترة 2025-2027 من شأنها تعزيز هذا الاتجاه الدبلوماسي المستقل.
وأوضح تراوري: "سنتمكن من تعزيز دور دبلوماسيتنا في جهود التنمية لبلادنا وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية".
وكانت الدول الثلاث: مالي وبوركينا فاسو والنيجر التي تشكل معا تحالف دول الساحل، قد أعلنت عزمها على مغادرة "إيكواس" التي تضم حاليا 15 دولة.
ويفترض أن يدخل انسحاب مالي وبوركينا فاسو والنيجر من إكواس حيز التنفيذ الشهر المقبل، بعد عام واحد على إعلانها قرارها هذا في يناير 2024، وفقا لقواعد التكتل.