الجزيرة:
2025-03-16@17:30:57 GMT

رسالة من إمام فرنسي إلى حاخام فرنسا الأكبر

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

رسالة من إمام فرنسي إلى حاخام فرنسا الأكبر

في مواجهة المذبحة المروعة التي تحدث حاليا في غزة، والهمجية التي لم يسبق لها مثيل منذ قرون، كان صمت حاخامات فرنسا، وعلى رأسهم الحاخام الأكبر، منذ الأسابيع الأولى، إشكاليا، ومع مرور الوقت بعد ما يقرب من 8 أشهر من حرب قصدها الإبادة الجماعية، يصبح هذا الصمت أمرا غير محتمل.

بهذه المقدمة، افتتح الإمام والخطيب الفرنسي نور الدين أوسات رسالة -على مدونته بموقع ميديا بارت- وجهها إلى حاخام فرنسا الأكبر، يذكّره في البداية بما لتاريخ 14 مايو/أيار 1948 من رمزية لدى عدد كبير من اليهود والمسلمين ومحبي الإنسانية.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2هآرتس: بالنسبة لنتنياهو رعب رفح ليس "حادثا مؤسفا" ولا استثنائياهآرتس: بالنسبة لنتنياهو رعب رفح ليس ...list 2 of 2مجلة أميركية: لماذا يتجاهل العالم الإبادة الجماعية الوشيكة في السودان؟مجلة أميركية: لماذا يتجاهل العالم ...end of list

وأوضح الإمام أن مستقبل البشرية جمعاء رهن بما يحدث الآن في غزة من همجية لم يسبق لها مثيل، في نظر عديد من المراقبين ممن ليست لديهم أي صلة خاصة بالإسرائيليين أو الفلسطينيين، مؤكدا أن ما بعد غزة لن يكون أبدا كما قبلها، وأن ما يجعل مأساة غزة فريدة من نوعها في التاريخ المعاصر هو أن هذه الحرب الانتقامية الإجرامية تجري مباشرة أمام أعين سكان المعمورة.

ما بعد غزة لن يكون أبدا كما قبلها، وما يجعل مأساة غزة فريدة من نوعها في التاريخ المعاصر هو أن هذه الحرب الانتقامية الإجرامية تجري مباشرة أمام أعين سكان المعمورة.

وذكّر أوسات بأن يوم 14 مايو/أيار 1948 هو يوم النكبة بالنسبة للفلسطينيين ويوم "حسموت" -أي يوم الحسم- بالنسبة للإسرائيليين، وها نحن بعد 76 عاما، وكأننا عدنا إلى اليوم نفسه، إذ يتعرض المدنيون في غزة منذ 230 يوما تقريبا، لطوفان من النيران الجهنمية، قتل فيه أكثر من 35 ألف شخص، أكثر من نصفهم من النساء والأطفال، ودمّر تحت القصف العشوائي المتواصل في الأشهر الثلاثة الأولى وحدها أكثر من 90 مدرسة وجامعة و102 سيارة إسعاف و114 مسجدا، بالإضافة إلى 3 كنائس تضررت جدا إلى جانب خسائر أخرى.

وفي مواجهة هذه المذبحة المروعة وأرقامها المخيفة، لم يُسمع أي صوت لحاخام في فرنسا يدعو السلطات الإسرائيلية -التي أعماها التعطش للانتقام- لتحكيم العقل، ومن ثم "كيف لا ينظر البعض إلى ذلك بصدمة وذهول والبعض الآخر بيأس وقلق؟"، حسبما يتساءل الإمام.

صحيح أن إسرائيل -كما يقول أوسات- شنت 13 هجوما مميتا على المدنيين في غزة بين عامي 2008 و2020، ولكنها كانت كل مرة هجمات سريعة نسبيا، مما لم يترك الوقت نظريا للحاخامات للتعليق، ولكن عندما تستمر المأساة عدة أشهر ويصل عدد الضحايا هذا المستوى، يصبح هذا الصمت صاخبا للغاية، بل ويصم الآذان، لأن "صمتنا يكشف عن آرائنا في كثير من الأحيان أكثر من كلامنا"، كما كتب الشاعر كونستانس دي ثيس.

ويبدو أن العمود الذي نشرته صحيفة ليبراسيون يوم 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بتوقيع 85 شخصية يهودية فرنسية، تحت عنوان "لن تنالوا صمت يهود فرنسا"، لم يحل عقدة ألسنة رجال الدين.

يقول جيرار حداد، وهو أحد الموقعين على هذا النداء الجدير بالثناء، "أصف هذا الصمت بالمأساوي. فنحن نتحدث عن علاقة المثقفين اليهود الفرنسيين بالمشكلة الفلسطينية (…) ما يفعله اليهود بالفلسطينيين، بغض النظر عن أخطاء الطرفين، لا يليق بتراثنا النبوي".

وفي فقرة من الرسالة، يقول الإمام أوسات "اسمح لي سيدي حاخام فرنسا الأكبر، أن أقول لك لماذا أتصل بك. أنا واحد من أكثر من 1500 إمام يعملون في فرنسا. عمري 63 عاما ولدي خلفية دينية وعلمانية مزدوجة. قمت بإمامة صلاة الجمعة في عديد من المساجد، وشاركت في الحوار بين الأديان لمدة 30 عاما. إن تعليمي وتدريبي الديني وخلفيتي الأكاديمية وفكري المدني يقودني إلى التمييز بشكل واضح جدا بين الإسرائيلي واليهودي والصهيوني".

تعليمي وتدريبي الديني وخلفيتي الأكاديمية وفكري المدني يقودني إلى التمييز بشكل واضح جدا بين الإسرائيلي واليهودي والصهيوني

ويتابع نور الدين أوسات "ما زلت اليوم -كما كنت دائما- أعارض بشدة أي شكل من أشكال معاداة السامية. في خطبي، لا أتردد في تذكير أبناء ديني رغم انزعاج بعضهم، بأن اليهود إخوتنا وليسوا فقط أبناء العم".

في إحدى مداخلاتي خلال الأشهر الأخيرة، وجدت نفسي أعترف قائلا "لو كانت دولة أو أي كيان يدعي أنه إسلامي ارتكب عُشر ما ارتكبته دولة إسرائيل، لعبّر مئات الأئمة في فرنسا عن الغضب والتنصل منها بشكل لا لبس فيه. وأعربوا عن تعاطفهم مع أسر المحتجزين".

وذكّر الإمام بأن المقصود من هذه الرسالة ليس التشكيك ولا الإشارة إلى تمسك حاخامات فرنسا أو عدمه بأفكار المستوطنين المسيحانية أو بسياسات اليمين المتطرف الاستعمارية، "ولكن سؤالي أكثر جوهرية وعمقا، فما أتساءل عنه هو عدم القدرة على التعبير عن أدنى قدر من التعاطف مع المأساة التي لا توصف لعشرات الآلاف من المدنيين الأبرياء، خاصة عندما نقدم أنفسنا بوصفنا رجال الله. إنه بالتأكيد أمر مخيف".

وانتقد الإمام ما أظهره الحاخام من عدم موضوعية في حديثه عن الصراع الإسرائيلي الفلسطيني على قناة "بي إف إم"، مشيرا إلى أنه استخدم جدلية مذهلة لتجنب التعبير عن التعاطف الذي كان سيشرّفه، ولم يخرج من عدم مبالاته بمعاناة المدنيين الفلسطينيين حتى عندما سأله مدير البرنامج مباشرة.

العالم كله يشاهد حرب الإبادة الجماعية هذه ساعة بساعة، ويعرف في أي جانب يقف داود وفي أي جانب يقف جالوت

وخلص الإمام إلى أن الجميع أدرك أن الحاخام الأكبر الفرنسي -من خلال أحاديثه للصحافة- يتفق تماما مع الجيش الإسرائيلي، وأن التعاطف تجاه السكان المدنيين الفلسطينيين لا يزال غائبا تماما في إجاباته المختلفة، خاصة عندما يصف هذا الغزو القاتل والمدمر الذي قاده جيش الاحتلال الإسرائيلي على غزة بأنه "حرب عادلة".

وأوضح الإمام للحاخام الأكبر في فرنسا أنه عندما يُسقط جيش على سكان مدنيين متجمعين بكثافة في منطقة صغيرة، في غضون أسابيع قليلة، ما يعادل ضعف قنبلة هيروشيما، لا يمكننا أن نتحدث عن "حرب عادلة"، مشيرا إلى أن العالم كله يشاهد حرب الإبادة الجماعية هذه ساعة بساعة، ويعرف في أي جانب يقف داود وفي أي جانب يقف جالوت.

وختم نور الدين أوسات بأنه مع الآلاف من إخوانه في الدين من مسلمي فرنسا، يدعون الحاخام الأكبر إلى موجة من الإنسانية والعدالة في مواجهة مثل هذا الوضع المأساوي الذي تشهده فلسطين، من دون أن يتجاهلوا آلام ومعاناة يهود إسرائيل الذين يتطلعون إلى السلام، على حد تعبيره.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الإبادة الجماعیة فی فرنسا أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

منتدى الاستثمار الرياضي 2025: الحدث الأكبر لتعزيز نمو القطاع الرياضي في المملكة

المناطق_الرياض

برعاية وزارة الرياضة ووزارة الاستثمار، ينطلق منتدى الاستثمار الرياضي 2025 يوم 7 أبريل في فندق ريتز كارلتون الرياض، ليشكل المحفل الأبرز لصناعة الرياضة والاستثمار في المنطقة. يجمع المنتدى نخبة من القادة الرياضيين، المستثمرين، المسؤولين الحكوميين، رؤساء الأندية، والخبراء الدوليين، لمناقشة أبرز التحديات والفرص التي تعيد رسم ملامح الاقتصاد الرياضي على المستويين المحلي والدولي.

 

أجندة ثرية ومحاور استراتيجية
يتناول المنتدى مجموعة من القضايا الأساسية التي تساهم في تعزيز جاذبية القطاع الرياضي للاستثمارات، عبر جلسات حوارية متخصصة، وورش عمل، ومعرض مصاحب، وقاعة الفرص الاستثمارية، حيث تشمل أبرز المحاور:

البنية التحتية الرياضية: تطوير المنشآت والمرافق الرياضية وفق أحدث المعايير العالمية، بما يسهم في تحسين تجربة الجماهير وزيادة العوائد الاقتصادية.
القدرات البشرية وتمكين الكفاءات: استعراض استراتيجيات تطوير الكوادر الوطنية وتأهيلها لقيادة مستقبل الرياضة.
تمكين المرأة في الرياضة: تسليط الضوء على الجهود المبذولة لزيادة مشاركة المرأة في مختلف المجالات الرياضية، سواء على مستوى المنافسات أو المناصب القيادية.
البطولات والاستضافات العالمية: استعراض التأثير الاقتصادي والاجتماعي لاستضافة الفعاليات الرياضية الكبرى، وأثرها على السياحة الرياضية.
تنوع الاستثمارات الرياضية: مناقشة الفرص الجديدة في قطاع الرياضة، من الأندية والشراكات التجارية إلى الملكية الخاصة والصناديق الاستثمارية.
صناعة الأصول الرياضية: بحث سبل تطوير العلامات التجارية الرياضية والأصول القابلة للاستثمار، مثل الفرق والملاعب والبنية التحتية الرقمية.
التقنية والذكاء الاصطناعي في الرياضة: استعراض أحدث الابتكارات التكنولوجية التي تعيد تشكيل قطاع الرياضة، من التحليلات المتقدمة إلى تجارب المشجعين الذكية.
التشريعات والسياسات التمكينية: مناقشة دور القوانين واللوائح في تحفيز الاستثمارات الرياضية وتسهيل دخول المستثمرين إلى القطاع.
التحكيم الرياضي وحوكمة القطاع: تعزيز الشفافية والحوكمة الفعالة في إدارة الشؤون الرياضية والتعامل مع النزاعات القانونية.

ملتقى استثماري عالمي لبحث الفرص وعقد الشراكات
يتميز المنتدى بمشاركة نخبة من المتحدثين من الجهات الحكومية، الأندية، الاتحادات الرياضية، الشركات الاستثمارية، والمجموعات المالية العالمية، حيث ستتم مناقشة أحدث المستجدات في القطاع الرياضي. كما يشارك معهد إعداد القادة في تقديم رؤى متخصصة حول تطوير الكفاءات وتمكين القادة الرياضيين.

كما يتضمن المنتدى معرضًا رياضيًا مصاحبًا يضم شركات رائدة في صناعة الرياضة، تعرض أحدث الابتكارات والحلول التي تدعم نمو القطاع، إضافة إلى قاعة الفرص الاستثمارية التي توفر بيئة مثالية للمستثمرين لاستكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في مختلف مجالات الرياضة.

إعلان اتفاقيات استراتيجية ومشاريع جديدة
في إطار دعم تطوير الرياضة في المملكة، سيشهد المنتدى الإعلان عن عدد من الاتفاقيات الاستراتيجية وإطلاق مشاريع رياضية واستثمارية تهدف إلى تحفيز نمو الاقتصاد الرياضي، وتعزيز مساهمة القطاع في الناتج المحلي الإجمالي، وجذب المزيد من الاستثمارات إلى السوق الرياضية السعودية.

يمثل منتدى الاستثمار الرياضي 2025 فرصة استثنائية للمستثمرين، قادة الأعمال، وصناع القرار في القطاع الرياضي، حيث يجمع بين كافة الأطراف الفاعلة تحت سقف واحد لرسم خارطة طريق جديدة لمستقبل الرياضة في المملكة.

الموقع الإلكتروني للمنتدى: https://saudisf.com
حساب المنتدى على منصة “إكس”:  https://x.com/saudispf

 

مقالات مشابهة

  • منتدى الاستثمار الرياضي 2025 .. الحدث الأكبر لتعزيز نمو القطاع في المملكة
  • الأزهر يصحح خطأ شائعا يفعله المسلم عند دخوله بصلاة الجماعة..تعرف عليه
  • وزير الموارد المائية يبحث مع وفد فرنسي دعم الاستقرار المائي في سوريا ‏
  • منتدى الاستثمار الرياضي 2025: الحدث الأكبر لتعزيز نمو القطاع الرياضي في المملكة
  • إمام يغضب الجزائريين.. “لا تزوجوا بناتكم لمن لا سكن ولا عمل له”
  • عملاق فرنسي يدخل سباق التعاقد مع مدافع النصر
  • ربط فرنسي بين الإعمار والإصلاحات.. ومساندة لضمان الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الجنوب
  • أرتيتا: ريال مدريد النادي الأكبر في دوري الأبطال
  • توقيف مسؤول فرنسي بتهمة التجسس لصالح الجزائر
  • خلاف بين إمام ومؤذن ينتهي في المستعجلات بخنيفرة