لواء أعقاب الفولاذ 401 الإسرائيلي.. من حرب الأيام الستة إلى طوفان الأقصى
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
لواء مدرعات إسرائيلي تأسس عام 1967، بهدف تقوية خطوط الدفاع الإسرائيلية عند قناة السويس خلال حرب الأيام الستة. وقد لعب منذ تأسيسه، دورا مركزيا وحاسما في كل حروب إسرائيل، على كافة الجبهات: سيناء ولبنان وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة.
شارك اللواء في العدوان الذي شنته إسرائيل على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وقام بعمليات قتل جماعية وتدمير للمباني والبنى التحتية، وهاجم المستشفيات والمعابر ومكاتب إغاثة دولية ومخيمات للنازحين.
تأسس لواء 401 أو "أعقاب الفولاذ" عام 1967، خلال حرب الأيام الستة، وكان الهدف من تأسيسه تقوية الخطوط الدفاعية الإسرائيلية عند قناة السويس. وفي بداياته كان بمثابة لواء احتياطي متخصص في تشغيل دبابات "باتون ـ إم 60" الأميركية.
ويعتبر "أعقاب الفولاذ" أحد ثلاثة ألوية يتكون منها سلاح المدرعات الإسرائيلي، ويتبع فرقة المدرعات 162، ويمثل أقوى أولويتها، وينضوي تحت إدارة القيادة الجنوبية، وهو من أبرز الفرق العسكرية التي يعتمد عليها جيش الاحتلال في المعارك الميدانية، نظرا لامتلاكه الدروع وامتيازه بالقوة والقدرة على الحركة.
يقع مقره الرئيسي في قاعدة "يشاي" بالقرب من مدينة القدس، بينما تتمركز الوحدات التي يتألف منها اللواء في جميع أنحاء البلاد، وتقوم بمهام حيوية في قطاعات مختلفة.
كان للواء منذ تأسيسه، دور مركزي وبارز في كافة الحروب التي خاضتها إسرائيل، وقد شارك على كل الجبهات، في سيناء ولبنان وهضبة الجولان والضفة الغربية وقطاع غزة، وكانت أولى نشاطاته العسكرية في حرب يونيو/حزيران 1967، وقد قاتل تحت جناح الكتيبة 162، التي ألحقت خسائر كبيرة بالجيش المصري، وكانت أحد أسباب هزيمته.
وشارك اللواء في المعارك التي دارت في سيناء خلال حرب الاستنزاف، وكان مسؤولا عن الحفاظ على الخط الدفاعي لقناة السويس، الذي يبلغ طوله 160 كيلومترا، وبقي في سيناء حتى حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، حيث تعرض ضمن الفرق العسكرية الاسرائيلية في سيناء إلى هجوم غير متوقع من قبل الجيش المصري، ما أدى إلى انهزامها أمامه.
وحاربت الفرقة، كذلك على الجبهة الشمالية، وشاركت في الغزو الإسرائيلي للبنان في عام 1982، والذي أطلقت عليه إسرائيل عملية "سلام الجليل"، حيث اجتاحت قوات الاحتلال الجنوب اللبناني، حتى وصلت إلى بيروت وحاصرتها لشهرين، ما أجبر الآلاف من عناصر منظمة التحرير الفلسطينية على مغادرة لبنان، والتي أعقبتها مجازر دامية ارتكبها الاحتلال في المخيمات الفلسطينية.
وتمركزت فرق اللواء بعد ذلك، فيما كانت تطلق عليه إسرائيل "الحزام الأمني" في لبنان. وبقيت في المنطقة الحدودية إلى حين الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000. وفي تلك الآونة، تنقلت كتائب اللواء كذلك، بين هضبة الجولان ومواضع عديدة من الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقامت بعمليات أمنية روتينية في غور الأردن وبالقرب من قطاع غزة والخليل ومناطق داخل الضفة الغربية.
وكان اللواء ناشطا في القمع الإسرائيلي للفلسطينيين خلال الانتفاضة الثانية، بين العامين 2000 و2005، وداهم المدن والبلدات بدبابات ميركافا مارك 4. وبعد توقف الانتفاضة انتقل مرة أخرى إلى الجبهة الشمالية، حيث شارك في الحرب الاسرائيلية الثانية على لبنان عام 2006، وخاض معركة عنيفة مع حزب الله في منطقة بنت جبيل، وفي تلك المعركة، تلقى ضربة موجعة من قبل المقاومة.
تحول اللواء لاحقا إلى قطاع غزة، حيث تمركز في المنطقة تحت قيادة العقيد ييغال سلوفيك، وتم تزويده بعدد إضافي من الدبابات، خلال العدوان الإسرائيلي على غزة في نهاية عام 2008، والذي أطلق عليه الاحتلال عملية "الرصاص المصبوب".
وقد ترأس اللواء حركة توغل قوات الاحتلال عبر وسط قطاع غزة، وصولا إلى ساحل البحر الأبيض المتوسط، ما أدى إلى عزل القسم الشمالي من القطاع عن جنوبه، وقام الاحتلال بعمليات تخريب وتدمير بذريعة القضاء على البنى التحتية للمقاومة، وأصيب في ذلك العدوان 33 من جنود اللواء بجروح، بينما لم يُعلن وقوع قتلى.
وأثناء عملية "الجرف الصامد"، التي شنها الاحتلال على غزة عام 2014، عمل اللواء في منطقة واسعة من القطاع، وتمركز بين مدينة غزة ومخيم النصيرات، وشاركت كتيبة مهندسي المدرعات ضمن الوحدات العسكرية، واستخدمت آلياتها القتالية الثقيلة من طراز "بوما"، والتي تعرضت لقصف صاروخي مضاد للدبابات.
الحرب على غزة 2023شارك اللواء في العدوان الإسرائيلي على غزة عقب معركة طوفان الأقصى التي شنتها المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات غلاف غزة، وكان اللواء بقيادة العقيد بنيامين أهارون، حاضرا بقوة في العمليات البرية للجيش الإسرائيلي في أنحاء القطاع، بداية في بيت لاهيا، ثم في حي الدرج والتفاح بمدينة غزة.
وفي يوم 10 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، هاجم موقع بدر غربي غزة، وراح ضحية الهجوم حوالي 150 فلسطينيا، ادّعت سلطات الاحتلال أنهم "إرهابيون"، ودمر اللواء البنى التحتية والمباني، بحجة أنها مراكز قيادة تابعة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، ومواقع لإنتاج الأسلحة، ومنصات لإطلاق الصواريخ، وشبكات أنفاق تحت الأرض.
وشارك اللواء في الشهر نفسه، في الهجوم الذي شنه الجيش الإسرائيلي على مستشفى الرنتيسي، بناء على مزاعم للاحتلال، تدّعى وجود أنفاق أسفل مبانيه، كما شارك لاحقا في الهجوم على مجمع الشفاء الطبي.
وفي فبراير/شباط، من العام التالي كان اللواء 401 جزءا من غارة استهدفت مقرات وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، وهي أكبر جهة تقدم المساعدات الإنسانية في غزة.
وأعلن الجيش الإسرائيلي في مطلع مارس/آذار 2024، أنه أنهى غارة استمرت أسبوعين في حي الزيتون بمدينة غزة، دمرت خلالها قوات من اللواء 401 وقوات إضافية من الفرقة 162 ما مجموعه 35 موقعا وقتلت أكثر من 113 فلسطينيا، بدعوى أنهم ناشطون في المقاومة.
وفي 18 أبريل/نيسان من العام نفسه، دمر جنود اللواء 401، وفقا لتصريحات جيش الاحتلال، بالتعاون مع قوات وحدة "ياهالوم"، أكثر من 100 موقع، وقتلوا أكثر من 40 فلسطينيا بحجة كونهم "إرهابيين".
وشارك اللواء في الاجتياحات التي طالت مخيم جباليا، واقتحمت عناصره المنازل، مدعية أنها عثرت على صواريخ بعيدة المدى، وأعمدة إطلاق وذخيرة وممرات لأنفاق تابعة لحماس.
وفي 7 مايو/أيار 2024، سيطر اللواء على معبر رفح، بعدما أمرت سلطات الاحتلال بإخلاء 100 ألف فلسطيني من أجزاء واسعة من مدينة رفح، بما في ذلك مناطق معبري كرم أبو سالم ورفح، وأدى الهجوم إلى إغلاق المعبرين، اللذين يمثلان شريان الحياة للقطاع.
وزعم الجيش الإسرائيلي أنه سيطر على معبر رفح بعد تلقيه معلومات استخباراتية بأنه "يُستخدم لأغراض إرهابية".
خسائر بشريةكشفت وسائل إعلام إسرائيلية في مطلع مارس/آذار 2024، عن إصابة 650 جنديا من منتسبي اللواء 401، منذ اندلاع الحرب في غزة، بعضهم إصاباته خطيرة، كما أعلنت القوات الإسرائيلية عن قائمة جنودها القتلى في الحرب، كان من بينهم نحو 25 قتيلا من الجنود التابعين للواء.
وأبرزت حركة حماس في فيديو نشرته في أواخر مايو/أيار 2024، أسماء وصور جنود وضباط من منتسبي لواء 401 قتلوا في غزة، وهم:
الضابط سيباستيان هيون (51 عاما): قائد في فريق القيادة الأمامية للواء 401، كان جنديا احتياطيا، من مدينة روش هعاين بوسط دولة الاحتلال، قتل يوم 19 مارس/آذار 2024، خلال غارة إسرائيلية على مستشفى الشفاء في مدينة غزة. النقيب كفير يتسحاق برنكو (22 عاما): قائد فصيل بكتيبة هبكوعيم 52، وهو من مدينة القدس، قتل يوم 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2023. النقيب نيريا زيسك (24 عاما): قائد سرية مدرعات بالكتيبة 52، وهو من موشاف مسعود يتسحاق، قتل يوم 27 ديسمبر/كانون الأول 2023، في معركة وقعت وسط قطاع غزة. الرائد يائير زلوف (32 عاما): قائد السرية الطبية في اللواء 401، وهو من تلموند. قتل يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول 2023. الرائد ديفيد شكوري (30 عاما): نائب قائد كتيبة الهندسة 601 في سلاح الهندسة القتالية، من رحوفوت، قتل يوم 6 فبراير/شباط 2024، في شمال قطاع غزة.المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أکتوبر تشرین الأول شارک اللواء فی مدینة غزة اللواء 401 قطاع غزة من مدینة فی سیناء الأول 2023 على غزة قتل یوم لواء 401 فی غزة وهو من
إقرأ أيضاً:
الاحتلال يشدد القيود في القدس والمسجد الأقصى خلال رمضان
سرايا - يواصل الاحتلال الإسرائيلي استهداف المسجد الأقصى المبارك بسلسلة من الإجراءات التعسفية التي تعكس نواياه المبيتة لتغيير الوضع القائم فيه، وفقا للمستشار الإعلامي لمحافظ القدس معروف الرفاعي.
وقال الرفاعي، إن التوصيات الإسرائيلية الأخيرة بفرض تشديدات على مدينة القدس تأتي في إطار مخطط ممنهج لفرض قيود مشددة على حق الفلسطينيين في العبادة وانتهاك حرية الوصول إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، مما يعد تصعيدًا خطيرًا يستهدف طمس الهوية الإسلامية والعربية للمدينة المقدسة.
وأضاف أن شرطة الاحتلال الإسرائيلي تستعد لنشر آلاف الجنود على الحواجز المؤدية إلى مدينة القدس والمسجد الأقصى، مما يفاقم معاناة المقدسيين والمصلين الوافدين من الضفة الغربية.
وأشار الرفاعي إلى أن سلطات الاحتلال ستفرض قيودًا صارمة على دخول الفلسطينيين إلى القدس، وأوصت بمنح تصاريح لعدد محدود من أبناء الضفة الغربية وفق شروط تعسفية، تشمل السماح فقط للرجال فوق الـ 55 عامًا والنساء فوق الـ 50 عامًا، مع اشتراط مرافقة الأطفال دون 12 عامًا لذويهم، في محاولة بائسة لإفراغ المسجد الأقصى من رواده والحد من أعداد المصلين فيه خلال الشهر الفضيل.
وأكد الرفاعي أن السياسات الإسرائيلية العنصرية تأتي في سياق تصعيد الاحتلال المتواصل ضد الشعب الفلسطيني، وتتزامن مع جرائمه المستمرة في الضفة الغربية والعدوان الغاشم على قطاع غزة، مما يؤكد أن الاحتلال يسير وفق مخطط يستهدف الوجود والهوية الفلسطينية وحقوقه الوطنية والدينية.
وأضاف الرفاعي: "تصاعدت التهديدات من تيار "الصهيونية الدينية "وجماعات "الهيكل" المتطرفة، التي تسعى إلى اقتطاع أجزاء من الأقصى وإقامة كنيس داخله، في محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض، وتقسيم المسجد زمانيًا ومكانيًا، وهو ما يتطلب تحركًا فلسطينيًا وعربيًا وإسلاميًا ودوليًا عاجلًا؛ لوقف هذه المخططات الخطيرة.
وتابع: "في الوقت الذي يشدد فيه الاحتلال من إجراءاته القمعية داخل البلدة القديمة وينشر مراكز الشرطة على أبواب المسجد الأقصى لمراقبة المقدسيين والتضييق عليهم، فإنه يواصل عزل القدس عن محيطها الفلسطيني عبر الحواجز العسكرية ونقاط التفتيش التي تخنق المدينة وتقطع أوصالها".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
وسوم: #فلسطين#رمضان#الوضع#المدينة#مدينة#القدس#غزة#الاحتلال#الشعب#شهر
طباعة المشاهدات: 541
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 01-03-2025 04:33 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...