مقال في إندبندنت: الخطأ المأساوي لنتنياهو في رفح هو فظائع تجاوزت الحد
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
وصف المحرر بصحيفة إندبندنت شين أوغرادي "الخطأ المأساوي" الذي ارتكبه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في رفح بأنه عمل فظيع للغاية، وأنه باستخدام أسلحة ساحة القتال للقضاء على تهديد "إرهابي"، كشف نتنياهو عن الخلل القاتل في حربه على حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ويرى الكاتب أن وصف نتنياهو ما وقع للنازحين الفلسطينيين الخمسين -الذين معظمهم من النساء والأطفال- والذين أحرقوا حتى تفحموا في غارة جوية إسرائيلية بأنه "حادث مأساوي" لا يقل إهانة لشرف الموتى الأبرياء.
ولا ينبغي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، حتى لو كان يرغب في أن تنظر إليه بلاده وأعداؤها والعالم بوصفه واحدا من الجيل الجديد من الرجال الأقوياء العالميين، أن يتحدث بهذه الطريقة.
وتساءل الكاتب مستنكرا عن عدد الذين سيموتون أو يصبحون مقعدين أو يتامى أو جوعى أو مصدومين بحلول الوقت الذي ينهي فيه نتنياهو مهمته، وأردف أنه لا يبدو أن الأمر يشكل مصدر قلق كبير بالنسبة له حتى لو كان بعض هؤلاء "رهائن".
ويبدو جليا، من الأقوال والأفعال، أن حياة الفلسطينيين لا قيمة لها عنده، على حد تعبير الكاتب. ورؤية صور احتراق تلك الخيام لا تعدو أن تكون بمثابة جريمة حرب.
أضرار جانبية
وأضاف أوغرادي أن الجملة المعتادة، التي تتردد باستمرار، هي أن إسرائيل تتخذ "كل الاحتياطات الممكنة" لحماية المدنيين المحاصرين في القتال في غزة، وأن الجيش الإسرائيلي يبذل "قصارى جهده لئلا يلحق الأذى بأولئك غير المشاركين" في الصراع. واعتبر ذلك نسخة أخرى من "الأضرار الجانبية" لـ"الأشياء السيئة التي تقع في الحرب".
وتابع الكاتب أن تدمير رفح وسيلة فجة وغير فعالة لاغتيال أفراد حماس، أو حتى تقديمهم للعدالة على جرائم الحرب التي ارتكبوها، وهو أمر أقل احتمالا. وكل ما يمكن قوله عن المستقبل القريب هو أن الحرب لن تنتهي قريبا، وربما حتى عندما تُسوى رفح بالأرض. وعندما لا يبقى شيء يُقصف، ولا مكان يلوذ به سكان غزة، فإن هذه الحرب لن تنتهي.
وواقعيا، لا يوجد شيء يمكن للأمم المتحدة أو المحاكم الدولية أو أوروبا أو حتى الولايات المتحدة أن تفعله للجم نتنياهو. وتبقى الأساسيات كما هي، إذ لن تعاني إسرائيل من حظر الأسلحة، لأن الولايات المتحدة وألمانيا، الموردين الرئيسيين، لن تفرضا هذا الحظر أبدا، ونتنياهو يعرف ذلك، ويعلم أيضا أنه يستطيع الاعتماد على دونالد ترامب، إذا حالفه الحظ.
ولديه مخزون كاف من الأسلحة وطرق غير مباشرة للحصول على معدات جديدة لمواصلة الحرب. ولا يتطلب الأمر كثيرا من الذخائر لتحويل قرية أو مستشفى إلى رماد. وفي هذه الأثناء، "نحن ننتظر، والفلسطينيون يعانون"، حسب تعبير أوغرادي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
كواليس الـ48 ساعة التي انقلب فيها ترامب على زيلينسكي
(CNN)-- مع تمزق العلاقة المشحونة منذ فترة طويلة بين الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، كان السؤال الذي ظل عالقًا بين حلفاء الرجلين هو ما إذا كانت المعركة ستبدد الآمال في التوصل إلى سلام بوساطة أمريكية؟
وفي رسالة غاضبة على منصته للتواصل الاجتماعي، وصف ترامب زيلينسكي بأنه "ديكتاتور بلا انتخابات"، وألقى باللوم عليه في تسليح الولايات المتحدة بقوة لإنفاق مئات المليارات من الدولارات "لخوض حرب لا يمكن الفوز بها".
وتحول الأمر إلى سلسلة من الاستهزاءات استمرت طوال اليوم، والتي ضخَّمها ترامب خلال خطاب ألقاه ليلة الأربعاء في ميامي، حيث أعلن: "من الأفضل لزيلينسكي أن يتحرك بشكل أسرع، وإلا لن يبقى له وطن".
وكان كلا الاتهامين بمثابة تكرار لنقاط حديث موسكو المليئة بالسخرية حول الحرب والرئيس الأوكراني، الذي أعلن الأحكام العرفية في بداية الغزو الروسي، الأمر الذي حال دون إجراء انتخابات مقررة.
لم يكن منشور ترامب هجومًا معزولًا، فلسنوات، كان ترامب ينظر إلى زيلينسكي بتشكك، وشكك في قراراته، وفي لحظة خلال أول إجراءات عزل ترامب، ضغط عليه لفتح تحقيق مع منافسه آنذاك جو بايدن، وقال ترامب ليلة الأربعاء: "لو كانت إدارة (بايدن) قد استمرت لعام آخر، لكنتم في حرب عالمية ثالثة ولن يحدث ذلك الآن".
ومع ذلك، في الآونة الأخيرة، كان مساعدو ترامب يراقبون عن كثب تصريحات زيلينسكي العامة، وخاصة انتقاداته للولايات المتحدة لاستبعاد أوكرانيا من المحادثات مع المسؤولين الروس في المملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، مع تصاعد الانفعالات.
وقالت المصادر إن إحباطهم كان يتزايد قبل يوم الأربعاء، لكن الأمر تفاقم بعد أن قال زيلينسكي للصحفيين في مكتبه في كييف إن ترامب يعيش في "شبكة من المعلومات المضللة".
وقال مسؤول يسافر مع ترامب إن الرئيس أخبر مساعديه الذين كانوا معه في فلوريدا بشكل خاص أنه يريد الرد مباشرة، وألقى هذا الصاروخ الدبلوماسي في طريقه إلى نادي الغولف الخاص به في ميامي، مع استمرار توسع تصريحاته العامة في مؤتمر الاستثمار الذي رعاه صندوق الثروة السيادية للمملكة العربية السعودية التي استضافت محادثات في وقت سابق من الأسبوع بين مسؤولين أمريكيين وروس.
وقال مسؤال آخر في البيت الأبيض لشبكة CNN "إنه إحباط.. هناك شعور قوي ومشروع بأن هذه الحرب الوحشية يجب أن تتوقف وأن هذا المسار يتضاءل بسبب خلال تصريحات زيلينسكي العامة".
ومع ذلك، فمن وجهة نظر زيلينسكي، فإن نهاية الحرب التي يتصورها ترامب تبدو مشابهة إلى حد كبير لما كانت تطالب به روسيا، وبالفعل، استبعد أعضاء في إدارة ترامب عضوية كييف في حلف شمال الأطلسي وقالوا إن القوات الأمريكية لن تساعد في ضمان أمن أوكرانيا عندما تنتهي الحرب، ولهذه الأسباب، يقول زيلينسكي إنه لا يستطيع إلا أن يتكلم.
ولعدة أشهر، سعى زيلينسكي بعناية إلى تجنب حدوث قطيعة كاملة مع نظيره الجديد في واشنطن، وقام بترتيب اجتماع في الأسابيع التي سبقت انتخابات العام الماضي بهدف تهدئة بعض شكوك مرشح الحزب الجمهوري آنذاك حول تورط الولايات المتحدة في الحرب.
وظهر الرجال في بداية المناقشة في برج ترامب في مانهاتن لإظهار رغبتهم في الانسجام. وقال ترامب إن لديه "علاقة جيدة للغاية" مع الرئيس الأوكراني، لكنه يتمتع أيضًا "بعلاقة جيدة جدًا" مع خصمه في موسكو، فلاديمير بوتين، فقاطعه زيلينسكي قائلاً: "آمل أن تكون لدينا المزيد من العلاقات الجيدة"، ليجيب ترامب: "لكن، كما تعلمون، يتطلب الأمر شخصين لرقصة التانغو".