رأي اليوم:
2025-04-07@00:08:33 GMT

نكسة جديدة لماكرون في إفريقيا بعد أزمة النيجر

تاريخ النشر: 3rd, August 2023 GMT

نكسة جديدة لماكرون في إفريقيا بعد أزمة النيجر

باريس-(أ ف ب) – بعدما كان يطمح إلى “تجديد” العلاقات مع مالي وبوركينا فاسو والنيجر، يُمنى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنكسات في المنطقة بما تُطرح تساؤلات حول مصير الوجود العسكري الفرنسي فيها. وكان رئيس الدولة قد أكّد في كانون الأول/ديسمبر 2018 أن باريس مستمرة بالانخراط في مكافحة الجهاديين في منطقة الساحل “حتى تحقيق الانتصار الكامل”.

لكن بعد مرور خمس سنوات خرجت القوات الفرنسية من مالي وبوركينا فاسو بعد انقلابين فيهما. وجنوبا، أجبر الجنود الفرنسيون على الانسحاب من إفريقيا الوسطى. ويهدد الانقلاب العسكري الذي شهدته الأسبوع الماضي النيجر، آخر نقطة ارتكاز للقوات الفرنسية التي تحارب الجهاديين في المنطقة، بإضعاف سياسة ماكرون بشكل أكبر. ويقول مدير معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية باسكال بونيفاس في تصريح لوكالة فرانس برس إن “التاريخ يعيد نفسه، المآسي تتراكم”. ويضيف “إذا أحكم الانقلابيون قبضتهم على السلطة في نيامي سيكون بغاية الصعوبة إبقاء جنودنا” البالغ عددهم 1500 عنصر، هناك. السؤال نفسه يمكن أن يطرح في تشاد حيث تنشر فرنسا نحو ألف من جنودها. الثلاثاء أكّدت هيئة الأركان الفرنسية أن الانسحاب من النيجر “ليس على جدول الأعمال”. وإلى الآن لم تجر المجموعة العسكرية النيجرية إعادة نظر في الاتفاقات الدفاعية المبرمة مع فرنسا، على عكس ما فعله الجنرالات الماليون والبوركينيون. واعتبر الباحث في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية فرنسوا غولم أنه “كان من الخطأ المراهنة على النيجر وتشاد، وهما بلدان ضعيفان سياسيا”، لدى إعادة انتشار القوات الفرنسية. كذلك اعتبر أن “لا مفر من” خروج العسكريين الفرنسيين من النيجر في حال بقي قائد الانقلاب الجنرال عبد الرحمن تياني في موقعه. – ولى زمن إفريقيا الفرنسية – ماكرون هو أول رئيس للدولة الفرنسية مولود بعد نيل المستعمرات الإفريقية السابقة استقلالها. في خطاب ألقاه في واغادوغو بعيد انتخابه في العام 2017، أكد ماكرون أنه يريد تجاوز فترة إفريقيا الفرنسية، علما بأنه لم يستخدم على الإطلاق التعبير الذي يشمل الشبكات السياسية والتجارية في مرحلة ما بعد الاستعمار. مذّاك الحين يواصل ماكرون الدعوة إلى تغيير النهج، وإلى إقامة شراكة من الند للند. في العام 2020 أكد لصحيفة “جون أفريك” أن العلاقة بين فرنسا وإفريقيا “قصة حب”. لكن مشاعر العداء لفرنسا لا تنفك تتزايد في منطقة الساحل. وروسيا حتى وإن لم تكن وراء الانقلاب في النيجر، يمكن أن تستفيد منه لتعزيز مكانتها في القارة، خصوصا عبر مجموعة فاغنر. الأحد تظاهر آلاف من المؤيدين للانقلاب أمام سفارة فرنسا في نيامي في تحرّك شهد أعمال عنف، وقد أطلقوا هتافات مناهضة لفرنسا رافعين أعلاما روسية. على الأثر باشرت فرنسا عملية إجلاء لرعاياها. إلى ذلك توعّد ماكرون برد “فوري وشديد” في حال استُهدفت مصالح فرنسا بهجمات، في تصريحات وصفتها المجموعة العسكرية بأنها تنطوي على تدخّل في شؤون البلاد. ويشير غولم إلى أن ماكرون يتعرض لانتقادات منذ ولايته الرئاسية الأولى ويتّهم بأنه “متعجرف، خصوصا في علاقاته مع قادة دول إفريقية”. ويشدد الباحث على أن المشكلة تكمن خصوصا في “الفارق بين الأقوال الأفعال”. ويقول إن فرنسا “على صعيد الأفعال لم يتغيّر نظامها حقا، وهو لا يزال قائما على قواعد عسكرية وعلى المساعدات التنموية وعلى نظام الفرنك الإفريقي”، وهو اتفاق نقدي لا زال يعتبر وسيلة للتحكّم على الرغم من الإصلاحات التي أدخلت عليه. – تغيير النهج – يقول دبلوماسي فرنسي إن خطوات كثيرة اتّخذت “من أجل الخروج من المنظور العسكري على غرار مكافحة الفقر والتغيّر المناخي (…) وإعادة هيكلة الديون وريادة الأعمال والتعاون الثقافي”. ويضيف “أراد ماكرون إحداث تغيير طموح في النهج المتبع في علاقتنا مع البلدان الإفريقية”، مشددا على أن ذلك يتطلب وقتا طويلا. والعلاقات متوترة منذ عقود بين باريس ومستعمراتها الإفريقية السابقة. وشدّد آكيل مبيمبي أستاذ التاريخ والعلوم السياسية في جامعة ويتووترسراند في جوهانسبرغ على “وجوب الذهاب أبعد من الهوس المناهض لماكرون إذا ما أردنا إجراء تحليل هيكلي صحيح للأوضاع”. وأكد أن كل الرؤساء الفرنسيين المتعاقبين يتحمّلون المسؤولية، مشيرا إلى “فشل الاستعمار”. من جهته شدّد ميشال دوكلو المستشار الخاص في معهد مونتانيي على وجوب عدم اختصار الأزمة في النيجر بـ”مسألة فرنسية-نيجرية”، مؤكدا “ضلوع بلدان أخرى عدة”.

المصدر: رأي اليوم

إقرأ أيضاً:

ماكرون يزور مصر للمرة الرابعة.. رفح والعريش ضمن جولة الرئيس الفرنسي

قال الدكتور أسامة السعيد، رئيس تحرير صحيفة الأخبار، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لمصر في هذا التوقيت، تعكس حرصه على استمرار التشاور مع القاهرة، لافتًا إلى أن هذه الزيارة الرابعة له.

قمة ثلاثية تجمع الرئيس السيسي وملك الأردن وماكرون.. غداشبكة ألمانية: ماكرون يأمل في إحراز تقدم في عملية السلام خلال زيارته إلى مصر

وأضاف، خلال مداخلة لقناة القاهرة الإخبارية، أن هذا التوقيت يضيف أهمية مضاعفة، بسبب الملفات الإقليمية التي تحظى بأهمية كبيرة في علاقات القاهرة وباريس، كما أن الملف الفلسطيني حاضر بقوة على طاولة النقاش، خاصة أن الوضع في غزة يمثل قلقًا لكل الأطراف.

ولفت إلى أن فرنسا لها اهتمامات بما يجري في المنطقة، ولديها تحفظات على السلوك الإسرائيلي، كما أن فرنسا أعلنت دعمها الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، ولها مواقف مهمة فيما يتعلق بأهمية إنفاذ المساعدات الإنسانية.

وأوضح أن مصر وفرنسا بينهما علاقات متميزة وتعاون في مجالات التعليم والصحة والطاقة، لافتًا إلى أن الزيارة ستشمل توقيع عدد كبير من الاتفاقيات في مجالات التعاون المختلفة.

وأردف أن فرنسا دولة مؤثرة في الاتحاد الأوروبي، ويمكن أن يكون لها دور في حشد الدعم الدولي والأوروبي على وجه التحديد لإعادة إعمار القطاع دون تهجير الفلسطينيين من أراضيهم، متابعًا: فرنسا تقوم بدور حيوي في المجتمع الأوروبي يمكن يوفر دعمًا ماليًا لخطة إعادة الإعمار.

وأشار إلى أن زيارة ماكرون لمصر، ستتضمن زيارة لمعبر رفح والعريش، وسيلتقي عددًا من العاملين في المجال الإنساني ومجال الإغاثة.

مقالات مشابهة

  • ماكرون في مصر| ما الذي تقدمه هذه الزيارة؟.. محمد أبو شامة يوضح
  • بعد أشهر من أزمة دبلوماسية بين البلدين.. فرنسا والجزائر هل تتفقان؟
  • ماكرون في القاهرة لعقد قمة ثلاثية وشراكة استراتيجية .. ماذا قالت الصحف الفرنسية ؟
  • اليمين المتطرف ينظم احتجاجا في باريس ضد حظر ترشح لوبان في الانتخابات الفرنسية
  • يورانيوم النيجر في قلب صراع روسي صيني مع فرنسا
  • ماكرون يزور مصر للمرة الرابعة.. رفح والعريش ضمن جولة الرئيس الفرنسي
  • أستاذ علوم سياسية: المشاورات الفرنسية الأمريكية غير فعّالة والضغط على إسرائيل ما زال محدودًا
  • أبو دياب: المشاورات الفرنسية الأميركية غير فعّالة والضغط على إسرائيل محدود
  • توجه السلطات الفرنسية لمنع الحجاب يقض مضجع الرياضيات المسلمات
  • ماكرون يدعو لتعليق نشاط الاستثمارات الفرنسية في أمريكا