اقتراح بتحديد يوم سنوي مخصص للمغترب المصري في الخارج
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
أمام لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ..
مساعد وزيرة الهجرة يستعرض جهود الوزارة في ملف دعم ورعاية المصريين بالخارج
لجنة العلاقات الخارجية بـ "الشيوخ" تثمن جهود وزارة الهجرة والسفيرة سها جندي في رعاية الجاليات المصرية حول العالم
شارك السفير عمرو عباس، مساعد وزيرة الهجرة لشئون الجاليات، في اجتماع لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، حيث ترأس الاجتماع النائب عفت السادات، وكيل اللجنة، وذلك لمناقشة طلب إحاطة مقدم من النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، بمقترح لتخصيص يوم للمغترب المصري في الخارج، ذلك بحضور الأستاذة سلمى صقر، معاون وزيرة الهجرة لشئون الجاليات والهيئات الدولية، والأستاذ محمد حبرك، مدير إدارة الشئون القانونية بوزارة الهجرة.
من جانبه، قال السفير عمرو عباس إن السفيرة سها جندي، وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، تولي أولوية كبرى وغير مسبوقة لملف التواصل مع المصريين بالخارج، وتلبية احتياجاتهم ودمجهم في عملية التنمية التي تجري على أرض مصر لربطهم بالوطن الأم بما يخدم تحقيق أهداف رؤية مصر ٢٠٣٠، مضيفا أن الوزارة تعمل في مختلف الاتجاهات لتنفيذ توجيهات القيادة السياسية للتواصل مع كل المصريين بالخارج بكافة فئاتهم في كل دول العالم.
واستعرض عباس جهود السيدة وزيرة الهجرة، وقال إن سيادتها حرصت على إيجاد آليات جديدة من وسائل التواصل، كما تم العمل خلال الفترة الماضية على إيجاد العديد من المحفزات والمميزات المخصصة للمصريين بالخارج، وفقا لما تم التعرف عليه من طلباتهم، فقد تم إطلاق مبادرة "استيراد سيارات المصريين بالخارج"، لافتا أيضا إلى أن من ضمن المحفزات التي قدمتها الوزارة لأبناء مصر في الخارج، توفير تخفيضات خاصة بهم بأسعار تذاكر الطيران وإنشاء خط طيران "القاهرة / لوس أنجلوس" اعتبارًا من ٢٠٢٥ وأيضا خط طيران "القاهرة / سيول" اعتبارا من العام المقبل، وذلك بالتعاون مع وزارة الطيران، كما تم طرح شهادات ادخار دولارية ذات عائد عالٍ، كما تم توفير مشروعات سكنية بتخفيضات وأسعار تفضيلية مخصصة للمصريين بالخارج، بالتنسيق مع وزارة الإسكان.
كما أوضح السفير عمرو عباس أن الوزارة تعمل في الوقت الحالي، بالتعاون مع وزارة الاتصالات، على إطلاق أول تطبيق إلكتروني يتضمن كافة الخدمات والمحفزات للمصريين بالخارج، مضيفا أنه سيكون أول تطبيق للمواطن بالخارج على الهواتف الذكية، وسيكون منصة رئيسية لكل الخدمات التي يتم تقديمها للمصريين بالخارج، فضلا عن عرض السلع والمنتجات التي يستهدف المصريون شرائها لما فيها الأجهزة لأبنائهم في مصر والتراثية التي ستوفر المنصة إرسالها لهم في دولهم.
وتابع عباس قائلا: "هذا إلى جانب المبادرات الرئاسية التي تنفذها الوزارة ولم تدخر السيدة السفيرة سها جندي جهدا فيها منذ توليها الحقيبة الوزارية وحتى تاريخه، حيث يتم مواصلة العمل على تنفيذ المبادرة الرئاسية (مراكب النجاة) والتي تمثل أهم الملفات التي تعمل عليها وزارة الهجرة، تنفيذًا لتكليفات وتوجيهات فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، للتوعية بمخاطر ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وكذلك المبادرة الرئاسية (اتكلم عربي) والتي تم إطلاق المرحلة الثانية لها تحت عنوان (جذورنا مصرية) لتعريف أبناء المصريين بالخارج بتاريخهم وحضارتهم وثقافتهم وهويتهم وربطهم بجذورهم".
من جهته، استعرض النائب محمود القط، عضو مجلس الشيوخ عن تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين، خلال الاجتماع، مقترحه بالإعلان عن يوم مخصص للمغترب المصري في الخارج، والعمل على أن يحظى هذا اليوم برعاية من فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، حتى يصبح هذا اليوم بمثابة محفل سنوي يقام للمهاجر المصري لإبراز دور وجهود وزارة الهجرة أمام فخامته، ويتخلله أيضا تكريم للمصريين المتميزين في الخارج وتوزيع جوائز عليهم.
وبدوره، أكد السفير عمرو عباس أن المصري بالخارج هو شريك في التنمية وتكمن أهميته الكبرى في أنه يمثل قوة مصر الناعمة في الخارج، معربا عن ترحيب ودعم وتأييد وزارة الهجرة لمقترح تأسيس يوم للمغترب المصري في الخارج.
ومن جانبهم، ثمن السادة النواب أعضاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، كافة جهود وزارة الهجرة والسفيرة سها جندي في رعاية الجاليات المصرية حول العالم، مشددا على أن الوزيرة نجحت في تحقيق تطلعات ورغبات المصريين بالخارج، مؤكدين على التطور الملحوظ في التواصل مع الجاليات المصرية بالخارج من خلال العديد من الآليات، مع التأكيد على ضرورة تقديم مختلف أنواع الدعم للوزارة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: العلاقات الخارجیة المصریین بالخارج للمصریین بالخارج السفیر عمرو عباس وزیرة الهجرة وزارة الهجرة سها جندی
إقرأ أيضاً:
في ذكرى رحيله الستين.. “إيسيسكو” تحتفي بالمفكر المصري عباس العقاد
المغرب – احتفت منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة “إيسيسكو” في الرباط، الجمعة، بالكاتب والمفكر المصري عباس محمود العقاد بمناسبة الذكرى الستين لرحيله.
وذكرت المنظمة، في بيان، أنها “نظمت مؤتمرا دوليا حول العقاد والعالم الإسلامي، بشراكة مع مكتبة الإسكندرية في مصر”.
وقال المدير العام للمنظمة سالم بن محمد المالك إن “العقاد كان موسوعيا في ثقافته ملما بالتاريخ الإنساني والفلسفة والأدب وعلم النفس وعلم الاجتماع، وهو ما تجلى في كتبه التي تجاوزت المئة، وجاب خلالها في فلك أرقى العلوم والمعارف”.
وأضاف في كلمة ألقاها نيابة عنه عبد الإله بنعرفة، نائب المدير العام للإيسيسكو، وفق البيان، أن مؤتمر اليوم “يأتي في إطار احتفاء المنظمة بأعلام العالم الإسلامي ممن أسدوا خدمات جليلة وتركوا مآثر عدة”.
بدوره، أكد مدير مكتبة الإسكندرية أحمد عبد الله زايد أن العقاد “مدرسة فكرية قائمة بذاتها، وقدم للعالم الإسلامي إرثا فكريا غنيا ومتنوعا، وجمع بين التراث الإسلامي والأصالة والمعاصرة”.
وتابع أن العقاد “انفتح على الثقافات المختلفة، وسعى إلى بناء جسور للتواصل الفكري مع الغرب من خلال تقديم الإسلام بصفته حضارة عالمية قائمة على التسامح والعقلانية”، وفق البيان نفسه.
وأوضح أنه “فهم شخصيات التاريخ الإسلامي المحورية، وقدم تحليلا منهجيا لها في سلسلته الفريدة “العبقريات”، كما سخر قلمه للدفاع عن الإسلام في وجه التيارات التي حاولت التشكيك في عقيدة الأمة”.
سيرة أديب العربية الكبيروُلِد عباس محمود العقاد في 28 يونيو/حزيران 1889 بأسوان، أقصى جنوب مصر، لأب مصري وأم كردية الأصل، وحصل على الشهادة الابتدائية عام 1903، لكنه لم يتمكن من مواصلة تعليمه بسبب الظروف المادية الصعبة، ومع ذلك، بفضل الإرادة الصلبة التي قال إنه ورثها عن والدته، قرر العقاد أن يعلّم نفسه بنفسه ليصبح مثقفا وأديبا وشاعرا ومفكرا وروائيا. لم يقتصر اطلاعه على الكتب العربية فقط، بل تعلم الإنجليزية بنفسه، مما أتاح له الإبحار في الثقافات العالمية.
زار الشيخ محمد عبده مدرسته الابتدائية، وأشاد بدفتر الإنشاء الخاص به، متنبئا له بمستقبل باهر في الكتابة. وكان والد العقاد يأخذه إلى مجلس الشيخ أحمد الجداوي، أحد علماء الأزهر الشريف الذين تتلمذوا على يد جمال الدين الأفغاني.
في شبابه، قابل العقاد عددا من أعلام الأدب المصري والعربي مثل عبد العزيز البشري، وجورجي زيدان، وعبد القادر المازني، وعبد الرحمن شكري، كما شهدت حياته لقاءات مميزة، من بينها علاقته بالأديبة اللبنانية مي زيادة. وقد ساهمت تلك اللقاءات مع صفاء ذهنه وإصراره على المطالعة في نبوغه المبكر، لكنه لم يكن بمعزل عن المعارك الأدبية التي خاضها لاحقا.
معارك سياسية وأدبيةلم يتزوج العقاد قط، وعندما سُئل عن السبب، أجاب أنه لا يريد أن يشق على امرأة بسبب كثرة معاركه.
كانت أبرز معاركه السياسية مع الملك فؤاد الأول، عندما حاول إسقاط عبارتين من الدستور تنصان على أن الأمة مصدر السلطات، وأن الوزارة مسؤولة أمام البرلمان. وقف العقاد أمام البرلمان وقال بقوة “إن الأمة على استعداد لأن تسحق أكبر رأس في البلاد يخون الدستور ولا يصونه”. كلفته هذه العبارة السجن 9 أشهر بتهمة العيب في الذات الملكية، وخلالها كتب قصيدته الشهيرة:
وكنت جنين السجن تسعة أشهر
فها أنذا في ساحة الخلد أولد
ففي كل يوم يولد المرء ذو الحجى
وفي كل يوم ذو الجهالة يلحد
استقر العقاد في القاهرة بعد وفاة أبيه عام 1907، وعمل في الصحافة والتدريس. خلال ثورة 1919، كان أحد مناصري حزب الوفد وزعيمه سعد زغلول، لكنه اصطدم بالوفد لاحقا، واعتزل السياسة تماما في عام 1935 ليتفرغ للتأليف.
في المجال الأدبي، خاض العقاد معارك طويلة، أبرزها مع طه حسين حول “رسالة الغفران” لأبي العلاء المعري، حيث قلل العقاد من خيال المعري. كما شهدت معاركه الأدبية صداما عنيفا مع مصطفى صادق الرافعي حول إعجاز القرآن الكريم.
أما مع أحمد شوقي، فقد وصف وزير الثقافة المصري الأسبق حلمي النمنم معركتهما بأنها اتسمت بالقسوة، حيث حاول العقاد أن ينزع عنه لقب أمير الشعراء.
العبقريات ومئة كتابترك العقاد إرثا يزيد عن مئة كتاب، أبرزها سلسلة “العبقريات”، التي شملت عبقرية الصديق، وعبقرية عمر، وعثمان ذو النورين، وعبقرية علي. وعندما سُئل عن سبب استخدامه “ذو النورين” بدلا من “عبقرية عثمان”، أجاب بأنه يرى في عثمان ملكا من ملائكة البشر وليس عبقريا فقط.
اعتُبرت “العبقريات” من أبرز ما كُتب في القرن الماضي، حيث واجهت دعاوى التغريب وأبرزت عبقرية الشخصيات الإسلامية التاريخية، مؤكدا جدارتها أمام بطولات غربية، ومن مؤلفاته: أول كتبه “الخلاصة اليومية” 1912، و”ساعات بين الكتب” 1914، و”الفلسفة القرآنية”، و”حقائق الإسلام وأباطيل خصومه”، و”أثر العرب في الحضارة الأوروبية”، و”المرأة في القرآن”، و”اللغة الشاعرة”، و”التفكير فريضة إسلامية” 1962، وسلسلة العبقريات، وقد ترجم بعض كتبه إلى لغات أجنبية.
إلى جانب ذلك، ترك العقاد مؤلفات تاريخية واجتماعية ودراسات نقدية ولغوية، بالإضافة إلى ديوان شعري ورواية وحيدة بعنوان “سارة”، وحصل على جائزة الدولة التقديرية عام 1959، في تكريم لمسيرته الإبداعية.
وقد نعى العقاد نفسه بقصيدة تعكس عمق رؤيته للحياة والموت:
إذا شيعتموني يوم تأتي منيتي
وقالوا أراح الله ذاك المعذبا
فلا تحملوني صامتين إلى الثرى
فإني أخاف القبر أن يتهيبا
ولا تذكروني بالبكاء وإنما
أعيدوا على سمعي القصيد فأطربا