مع قرب امتحانات الفصل الدراسي الثاني -التي تبدأ الأحد القادم- تنتاب العديد من الطلبة مشاعر القلق والتوتر، رغبة في تحقيق التفوق وخوفا من الإخفاق، بينما يجتهد أولياء الأمور في مساندتهم وتوفير كل الإمكانيات والدعم النفسي والبيئة المناسبة لهم حتى ينجزوا المهمة بنجاح.

تقول الطالبة زمزم بنت بدر الصخبورية: خلال الفصل الأول واجهنا صعوبة في بعض الامتحانات، خصوصا العلمية، ونتمنى أن تكون امتحانات هذا الفصل مناسبة وتراعي الفروق الفردية، خصوصا أن دفعتنا تواجه تغييرات جذرية في المناهج ونحن أول دفعة يتم تطبيق المناهج الجديدة عليها، إلى جانب ضياع زمن التعلم خلال إجازات الأنواء المناخية، وعدم مقدرة الجميع على تلقي الدروس الخصوصية التي صارت ملاذ الأغلبية.

وبعد تجربتي في امتحانات الفصل الأول أجد نفسي متهيئة لكل الاحتمالات الجيدة أو السلبية، مع التمسك بالأمل بالله وبأن القادم سيكون أفضل.

قمت بالاستعداد المسبق، وأعددت برنامجا للمذاكرة أسير عليه بنظام، وأتأمل أن أجدد فيه عزمي الداخلي لمواجهة التوتر الذي يسبق الامتحان عادة وأيضا خلاله، وبعون الله ستمضي الأمور على ما يرام.

تشاركها الرأي الطالبة مجد بنت محمد الشعيلية فتقول: الكل يترقب الامتحانات والنتائج، وبالطبع ينتابني الشعور بالقلق والتوتر والتفكير في النسبة التي سأحصل عليها خصوصا وأنني لم أكن راضية عنها في الفصل الأول، والواجب أن نجتهد في هذا الفصل من أجل تحقيق النجاح والنسبة الجيدة.

وقال الطالب حسن بن راشد الغماري: تفاوت مستويات اختبارات الفصل الأول بين المتوسط والصعب وخصوصا في المواد العلمية، لذا حرصت منذ بداية الفصل الدراسي الثاني على أن أجتهد وأذاكر الدروس أولا بأول وفي حال استوقفتني أي صعوبة أرجع مباشرة إلى أستاذي حتى لا تتراكم الدروس التي تتطلب الفهم والاستيعاب.

ويحرص الطالب وقاص بن سعيد الكندي على الاستعداد المبكر، ويقول: أتحلى بالصبر والثقة وترك الخوف والقلق جانبا، لذا حرصت على تنظيم وقتي بين المذاكرة والراحة، وكيفية التعامل مع المناهج الدراسية وفق طبيعتها، والشكر لوالدي على توفير بيئة مناسبة للدراسة في البيت من أجل تخفيف الضغوط النفسية.

ويقول الطالب مسعود بن خلفان السليمي: دائما ما أبدا المذاكرة للامتحانات قبل شهر، وانظم وقتي، بحيث أضع لكل مادة ثلاثة أيام تقريبا حتى أذاكر بدون ضغوطات نفسية وأركز على المواد العلمية: الفيزياء والكيمياء والرياضيات، وأنا على أتم الجاهزية وأسعى لحصد أعلى الدرجات.

من جانبها تحرص جيهان بنت عبدالله الرئيسية ( أم لثلاثة أبناء) مع قرب الاختبارات على تهيئة الأبناء مسبقا للمراجعة والمذاكرة تفاديا لأي عقبات أيام الاختبارات، وتقول: أهتم بالخروج معهم من وقت إلى آخر حتى أخفف عنهم الضغط النفسي والتوتر والقلق.

وتقول إيمان بنت يوسف الحسنية (أم لولدين): أعاني كثيرا مع أبنائي قبل موعد الاختبارات بسبب قلقهم وخوفهم، ولكن أحاول بشتى الوسائل عدم إظهار هذه المشاعر وإنما أساعدهم وأشجعهم وأساندهم لإبعاد الخوف عن قلوبهم ومنحهم الوقت للاسترخاء والشعور بالطاقة الإيجابية والتفهم والطمأنينة.

التعامل مع القلق

وفي هذا السياق، قال عبدالله الهاشمي أخصائي اجتماعي بوزارة التربية والتعليم: يمكن تعريف قـلق الاختبارات بأنه حالة من الشعور بعدم الارتياح والاضطراب والتوتر يصاب بها الفرد في بعض المواقف التي تتطلب منه المواجهة وتؤثر على العمليات العقلية مثل الانتباه والتركيز والتذكر، مما يؤدي إلى انخفاض في الإنجاز والظهور بمستوى لا يتناسب مع قدرات الفرد. والقلق والتوتر في فترة الاختبارات أمر طبيعي، لأنهم يتعرضون للضغوطات النفسية نتيجة قرب وقت الامتحانات والتفكير بها.

وأضاف: لابد من إدراك كيفية التعامل مع قلق الاختبارات حتى يساعد ذلك على خفض مستوى القلق والتوقعات السلبية ويساعد الطالب في حل الامتحان بكل أريحية. لذلك لابد من وجود أدوار مشتركة بين ولي الأمر والأبناء من أجل تخفيف حدة القلق أثناء فترة الامتحانات من خلال توفير البيئة المناسبة لهم من أجل المذاكرة، وعدم الهلع بالمنزل خاصة لدى الأم والاستمرار في التشجيع والتحفيز، كما أن أوقات المذاكرة لابد أن تكون مرتبة مسبقا بجدول معين بحيث لا تتراكم الدروس على الطالب، ويعد تنظيم الوقت وتقسيم الساعات للمواد مهما جدا كذلك، بالإضافة إلى الراحة الجسدية وساعات النوم المناسبة وعدم السهر والدعاء بعد كل صلاة وقبل كل امتحان.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الفصل الأول من أجل

إقرأ أيضاً:

الوقود الأكثر قذارة.. استقرار سوق الفحم رغم التقلبات الاقتصادية يثير القلق

يعد الفحم الحراري  أكثر أنواع الوقود تلويثا للبيئة، إلا أن يمثل استثمارا آمنا في الوقت الحالي نظرا لاستقراره النسبي في ظل التقلبات الاقتصادية والسياسية الحالية، وذلك على الرغم من انخفاض أسعاره قليلا والضغوط على استخدامه في الصين وجهود مجموعة السبع لإلغاء محطاته بحلول سنة 2035.

وقالت صحيفة "إيكونوميست" في تقرير ترجمته "عربي21"، إن الفحم الحراري، وهو أقذر وقود في العالم، قد يبدو أنه يمر بسنة صعبة، فقد انخفضت أسعاره قليلا، وتعاني الصين، التي تلتهم أكثر من نصف إمداداته العالمية، من مشاكل اقتصادية؛ وفي أيار/مايو الماضي وافق أعضاء مجموعة الدول السبع على التخلص التدريجي من محطات الفحم، كما يتم تداول أسهم شركات التعدين بخصم كبير.

وأضافت أنه مع ذلك، فإن جمر الفحم الحراري لا يزال ساخنا على ما يبدو، فرغم أن الأسعار قد انخفضت من الذروة التي وصلت إليها في سنة 2022، عندما أثارت المواجهة بين أوروبا وروسيا اندفاعًا عالميًا للطاقة، إلا أنها استقرت عند مستويات أعلى مما كانت عليه قبل بدء الحرب في أوكرانيا، حتى من حيث القيمة الحقيقية، وفي الفترة التي تهز فيها التقلبات الاقتصادية والحرب والطقس العديد من السلع، كانت أسواق الفحم هادئة.


وأشارت الصحيفة إلى أن سعر الفحم صامد رغم التحديات الهائلة، فإعادة التخزين الجنونية التي حدثت في سنة 2023، والتي أعقبها شتاء معتدل، تعني أن مرافق التخزين في أوروبا لا تزال ممتلئة بنسبة 65 بالمائة، وهو أعلى بكثير من المتوسط على المدى الطويل، ومخزون الصين صحي أيضًا، فقد حقق إنتاج الصين أرقامًا قياسية حيث تسعى البلاد إلى خفض الاعتماد على الواردات، وقد تمكنت روسيا من إعادة توجيه 50 مليون طن من الفحم - أي حوالي 3 بالمائة من الكميات المتداولة عالميًا - التي كانت تبيعها لأوروبا.

بالإضافة إلى ذلك؛ فإن الإرادة السياسية للابتعاد عن الفحم تقلل من الاستهلاك، لا سيما في الدول الغنية. ففي العام الماضي خفضت أمريكا والاتحاد الأوروبي استخدامهما للفحم بنسبة 21 بالمائة و23 بالمائة على التوالي، وفي نيسان/أبريل أغلقت ألمانيا 15 محطة طاقة تعمل بالفحم في عطلة نهاية أسبوع واحدة، كما أن الصين أيضًا تسرع في استخدام الطاقة الشمسية وطاقة الرياح على حساب الفحم لخفض التلوث، وتعتقد وكالة الطاقة الدولية أن استخدام الفحم في البلاد سيتقلص بنسبة 4 بالمائة بحلول سنة  2026، وفقا للتقرير.

ولكن حتى مع تخلي الاقتصادات الغنية عن هذه المادة القذرة، فإن الاقتصادات النامية تستخدم المزيد من الفحم كمصدر للطاقة، وتقع العديد من هذا الاقتصادات في آسيا، وتتصدر الهند المسيرة. لطالما كان الفحم مصدرًا رخيصًا وموثوقًا للطاقة، لكن أزمة الطاقة في سنة 2022 أكدت نقاط القوة هذه، فعلى عكس الغاز الطبيعي، الذي يجب تبريده إلى سائل وتحميله على سفن متخصصة باهظة الثمن، يسهل نقل الفحم إلى أي مكان في العالم، وتتغلب المخاوف المتعلقة بأمن الطاقة والبحث عن الربح على المخاوف المتعلقة بالمناخ؛ وحسب تاجر فحم يخدم عملاء آسيويين، فإن الاقتراض من البنوك، حتى الأوروبية منها، لتمويل الصفقات أصبح أسهل وليس أصعب، وفي السنة الماضية بلغت الصادرات 1.5 مليار طن في جميع أنحاء العالم، وهو رقم قياسي.

وذكرت الصحيفة أنه حتى مع تحرك الطلب شرقًا - حيث تستهلك الصين والهند وجنوب شرق آسيا ثلاثة أرباع الإمدادات العالمية -  فإن السمات الأخرى للسوق تجعله مستقرًا بشكل ملحوظ؛ حيث يُستخدم الفحم بالكامل تقريبًا في إنتاج طاقة "الحمل الأساسي"، وهو النوع الذي تستخدمه الاقتصادات في التحرك بسرعة فائقة مما يعني أن المحطات التي تحرقه تعمل دائمًا تقريبًا، واستخدامه المحدود في الصناعة والنقل يجعله أقل حساسية للدورة الاقتصادية من المعادن وأنواع الوقود الأخرى، ويلاحظ توم برايس من بنك "ليبيروم"، أن أربعة أخماسه يُباع من خلال عقود توريد طويلة الأجل، وهو ما يضمن الجزء الأكبر من الطلب، وهذا على عكس النفط والنحاس والعديد من السلع الأخرى، والتي غالبًا ما يشتريها التجار في السوق الفورية، كما أن معظم الفحم يتم استهلاكه في البلد الذي يتم إنتاجه فيه.


ووفقا للتقرير، فإن الطلب سيتضاءل مع مرور الوقت، لكن ذلك قد لا يقلل من جاذبية الفحم للمستثمرين؛ ففي أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، عندما دفع الطلب الصيني أسعار الفحم إلى 200 دولار للطن، تبع ذلك موجة من الاستثمار في المناجم الجديدة، أما هذه المرة، فقد بلغت الذروة أكثر من 400 دولار أمريكي، ولم تؤد الأسعار التي لا تزال مرتفعة إلى اندفاع مماثل، أما خارج الصين، فقد تهاوى الإنفاق الرأسمالي من قبل أصحاب مناجم الفحم المتشككين في الطلب المستقبلي، قد تمول البنوك التجار، لكنها لم تعد ترغب في إقراض المال لإخراج الفحم من الأرض، كما أن الحصول على تصاريح لمناجم جديدة أمر صعب للغاية.

وبالتالي قد ينخفض المعروض من الفحم بشكل حاد، وقد يحدث ذلك في وقت أقرب مما يتوقعه معظم الناس، وقد يؤدي ذلك بدوره إلى تحويل الرهان المؤكد اليوم إلى رهان أكثر خطورة، ولكن من المحتمل أن يكون أكثر ربحية مع ارتفاع الأسعار، قد يفوز بالجائزة الكبرى مستثمرو الفحم الحاليون الذين يبقون في اللعبة، أو الوافدون الجدد الذين لديهم الرغبة في المقامرة، ووفقًا ستيف هولتون، من شركة ريستاد إنرجي للاستشارات، فإن مجموعات الأسهم الخاصة، وكذلك الشركات الصينية والإندونيسية، بدأت بالفعل في اقتناص المناجم القائمة بسعر رخيص على أمل تحقيق أرباح كبيرة، حسب ما أورده التقرير.

مقالات مشابهة

  • قدر الأمة ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي: طموحات ما بعد الحرب – الجزء (26)
  • بعد انتحاره بسبب ضغط العمل.. هل لـ «لروبوتات» مشاعر مثل الإنسان؟
  • قدر الأمة ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي: طموحات ما بعد الحرب – الجزء (25)
  • «إكسترا نيوز» ترصد أجواء الامتحانات أمام لجان الثانوية العامة.. «قلوبنا معكم»
  • مدارس تمريض القليوبية 2024.. الاختبارات وقواعد القبول
  • قدر الأمة ومصيرها يبدأ من الفصل الدراسي طموحات ما بعد الحرب – الجزء (24)
  • «الأعلى للجامعات» يكشف تفاصيل الاختبار المهاري للكليات
  • الوقود الأكثر قذارة.. استقرار سوق الفحم رغم التقلبات الاقتصادية يثير القلق
  • كيف يمكن للأهل مساعدة أبنائهم خلال امتحانات التوجيهي أو البكالوريا؟
  • 6 عادات خاطئة تجنبها عند الاستيقاظ من النوم.. تسبب الخمول والتوتر