صدر أخيراً العدد (92)، لشهر يونيو (2024م)، من مجلة “الشارقة الثقافية”، وقد حفل بمجموعة متميزة من الموضوعات والمقالات والحوارات، في الأدب والفن والفكر والسينما والتشكيل والمسرح، وجاءت افتتاحية العدد بعنوان (الكتابة مسؤولية حضارية)، مؤكدة أن المسؤولية تحتّم على الكاتب أن ينتج كتابات مفيدة وصالحة ولها قيمة ووزن، وأن يقدّم أفكاراً مبدعة وخلّاقة، لأن الكتابة لا تكون فاعلة ومؤثّرة إذا لم يكن الكاتب فاعلاً وواعياً ومثقفاً وملمّاً بالقضايا والهموم والأوضاع الراهنة، وأشارت إلى أن سلطة الكتابة النابعة من احتشاد الأفكار واتقاد الإبداع، تبحث عن الحقائق وتكشف الزيف، وتضيء الدروب والمسالك، وتقود نحو التغيير والتنوير.

. هي سلطة منتجة ومحفّزة تفوق أي سلطة، منبثقة من قوة العقل واللغة، ونجاحها يكمن في تصويب المفاهيم وتجاوز العراقيل، وانتزاع الحرية وتعزيز السلطة المعرفية.
أما مدير التحرير نواف يونس؛ فتطرق في مقالته (الرواية التاريخية.. في المشهد الأدبي العربي) إلى إبداع الشاعر والروائي والمسرحي والمترجم علي أحمد باكثير، الذي لم يحظَ باهتمامٍ في المشهد الثقافي العربي، يوازي غزارة وتنوع ومضمون هذا النتاج الإبداعي، مؤكداً أن عالمه الأدبي والموسوعي، وخصوصاً في مضمار الرواية التاريخية، يسمح له بتبوّؤ مرتبة ومكانة مرموقة، في مشهدنا الثقافي العربي.
وأشار إلى أنّ (باكثير) نجح في حفظ التوازن بين التاريخي والأدبي في عالمه الروائي؛ أي بين وظيفته كمؤرخ، وبين خياله كأديب، فهو وإن كان يوظف الشخصيات والأحداث التاريخية، إلا أنه كان يقدمها أدبياً وفكرياً كعبر وقيم يجب التمثل بها، والاستفادة من دروس الماضي في الحاضر والواقع المعيش.
وفي تفاصيل العدد، تناول يقظان مصطفى أحد كبار علماء اللغة والفلسفة والفقه والحديث وعلم الأصول هو (ابن النفيس) الذي شيد علم التشريح، وكتب رمضان رسلان عن كارل بروكلمان أحد أبرز المستشرقين الألمان، الذي أنصف الثقافة العربية، بينما كتب حسن بن محمد عن (زغوان) مدينة تونسية مزينة بعبق أندلسي، واستعرض محمد وحيد فريد أجواء مدينة (رأس البر)، التي تعد من أهم وجهات السياحة المصرية.
أما في باب (أدب وأدباء)؛ فكتب خليل الجيزاوي عن احتفالية تكريم الفائزين بجائزة الشارقة للإبداع في القاهرة، وقرأ محمد إسماعيل سيرة الطاهر وطار الذي شكل صوتاً روائياً وثقافياً من الجزائر، فيما توقف محمد هشام المسلمي عند أحد رواد فن الرواية هو محمد عبدالحليم عبدالله، واستعرضت هنادي العنيس مجموعة من الكاتبات اللواتي كتبن بأسماء مستعارة وأخفين هويتهن الحقيقية، وقدم عبدالرزاق شحرور قراءة في رواية (ساق البامبو) للروائي سعود السنعوسي، الذي يبحث عن الجذور ويدعو إلى التمسك بالقيم الإنسانية، ورصد محمد زين العابدين المجلات الثقافية الإلكترونية، التي استطاعت أن تقدم فكراً جذاباً للقارئ، وتناول صابر خليل تجربة محمد فريد أبو حديد، الذي تنوعت إبداعاته واتشحت بالأصالة والتفرد، والتقى محمد نجيم الناقد والباحث الحسين بنبادة، الذي فاز بجائزة الشارقة للإبداع العربي في النقد، وألقى حجاج سلامة الضوء على مسيرة الكاتب والمبدع محمد قجة (علّامة حلب وحافظ تراثها)، وكتب مروان ناصح عن الشاعر مصطفى بدوي، الذي رثاه الشعراء وهو حي ولقبوه بـ (زوربا) العربي، وكتبت أميرة المليجي عن الكاتب خليل السواحري الذي يعد ظاهرة متفردة في القصة العربية، وتوقف أحمد فرحات عند جهود جاك بيرك في ترجمة مختارات من الشعر الأدب العربي ودراسة الحضارة العربية، فيما حاور وحيد تاجا الأديبة لينا هويان الحسن، التي أكدت أنها تعوّل على الشعرية في تشييد نصها الروائي، وبحثت هبة محمد في شعرية محمود غنيم، الذي جمع بين البيان وروعة الخيال، وقدم علاء محمد إضاءة على مسيرة ناظم مهنا، الذي أخلص للكتابة وعاش دون ضوضاء، وحاور إلياس الطريبق الشاعر صالح لبريني الذي رأى أن الإبداع يتحقق في جميع الأشكال، والتقت شيمازا فواز الزعل الشاعر إبراهيم محمد إبراهيم، الذي قال إن الشعر موهبة وموقف ولا يأتي بقرار، إضافة إلى ذلك تضمن العدد تغطية للقاء المفتوح مع الكاتب أمين صالح في النادي الثقافي العربي، ورحلة مع جذور أدب الخيال العلمي بقلم د. محمد خليل.
نقرأ في باب (فن. وتر. ريشة)؛ الموضوعات الآتية: عادل السيوي.. فنان يؤنسن الحيوان – بقلم محمد العامري، ربيعة القدميري.. أستوحي أعمالي من الواقع وأعبر عن الإنسان – (حوار) جيهان رضوان، زهير حسيب.. جمع بين اللوحة والحكاية – بقلم أديب مخزوم، عجاج سليم.. المسرح فن راق يهتم بالإنسان وقيمه – (حوار) حاتم صادق خربيط، علي صقر.. أتوق للوصول إلى المشاهد العربي – بقلم سالي علي، صناعة السينما.. التحدي والحلول والابتكار – بقلم شيماء المرزوقي، السعفة الذهبية الفخرية للأسطورة (ميريل ستريب) – بقلم أسامة عسل.
وفي باب (تحت دائرة الضوء) قراءات وإصدارات: أحمد زحام.. وظف تقنية درامية لإخراج (حنين) من خوفها – بقلم مصطفى غنايم، رحلة في فكر زكي نجيب محمود – بقلم نجلاء مأمون، للشمس سبعة ألوان.. قراءة في تجربة محمد جبريل الأدبية – بقلم ناديا عمر، بنيات الترادف والتضاد وتجلياتها في الشعر العربي المعاصر – بقلم إيمان محمد أحمد، يعرب العيسى وروايته (المئذنة البيضاء) – بقلم فاديا عيسى قراجه، مشروع (قلعة جي) وحداثة المسرح العربي – بقلم فرات غانم، الفضاء الفني في النص الشعري – بقلم أبرار الآغا، وليد رمضان يرصد إسهاماتهم في كتابه (مستشرقون أنصفوا الإسلام) – بقلم علا الصالح.
من جهة ثانية؛ تضمّن العدد مجموعة من المقالات وهي: الرازي.. طبيب العرب الأول – بقلم سيد الطيب، قصص نجاح ألبانية في مصر – بقلم محمد م. الأرناؤوط، (كليلة ودمنة) برؤية جديدة – بقلم ثريا عبدالبديع، النزعة الإنسانية في الشعر العربي – بقلم وفيق صفوت مختار، بهاء طاهر.. علامة بارزة في القص العربي – بقلم اعتدال عثمان، رغد السهيل.. (الفيروس) شخصية تروي الأحداث – بقلم د. حاتم الصكر، عبدالكريم بن ثابت.. رائد القصيدة الرومانسية المغربية الحديثة – بقلم د. يحيى عمارة، طارق ثابت.. النص الشعري حالة قلق ووجود وتماه – بقلم انتصار عباس، الإبداع المعجمي العربي – بقلم نبيل سليمان، درس السرديات وسحر الرواية- بقلم مصطفى عبدالله، ثقافة حكيم القلوب.. مجدي يعقوب – بقلم د. محمد صابر عرب، الأدب وسمو رسائله الإنسانية – بقلم منال محمد يوسف، التراث العربي بين الأنا والآخر – بقلم عبدالنبي اصطيف، ثقافة السعادة – بقلم رعد أمان، أبو تمام.. أحد أعلام الشعر العربي – بقلم أحمد يوسف داود، الشبهات بين الفرزدق والذئب – بقلم مازن العليوي، تصنيف العلوم العربية الحديثة – بقلم سعيد يقطين، سعيد الزبيدي صاحب المنهج والمشروع – بقلم عبدالرزاق الربيعي، أثر الربيع في إبداعات الشعراء على مر العصور – بقلم عبدالحميد محمد الرواي، القيم الثقافية المتعددة في المهن والأعمال الفنية – بقلم إليزابيتا شيشيغوي، الإدراك الجمالي في التشكيل – بقلم نجوى المغربي، دراما المسرح.. وحركة الحياة – بقلم د. نبيل سليم، الخطاب المسرحي وسيمياء الزمن عند سلطان القاسمي – بقلم نوزاد جعدان، (ونوس والساجر) جمعهما المسرح وذاكرة الغياب – بقلم سلوى عباس.
ويحتوي العدد على مجموعة من القصص القصيرة، والترجمات لكوكبة من الأدباء والمبدعين العرب، وهي: آيار عبدالكريم (سيناريو لم أتقمصه) قصة، تعدد مستويات السرد في قصة (سيناريو لم أتقمصه) – بقلم د. عاطف البطرس، سامر أنور الشمالي (قهوة بطعم الذكريات) قصة قصيرة، شعيب خليل الحربي (مسغبة) قصة قصيرة، فدوى كيلاني (ما كل ذلك) شعر مترجم، إضافة إلى تراثيات عبدالرزاق إسماعيل (أكبر من كل الكلمات)، وأشعار لها حكاية (“فراقية” ابن زريق البغدادي)- بقلم وائل الجشي، و(أدبيات) فواز الشعار، التي تضمنت جماليات اللغة وفقه اللغة وينابيع اللغة.


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

التراشق الإعلامي يعود للواجهة بين الانتقالي وتيار هادي مع ذكرى “احتلال عدن”

الجديد برس|

عاد التراشق الاعلامي ليخيم على اجواء المحافظات الجنوبية، الخميس، مع حلول ذكرى احتلال عدن.

وبرزت الخلافات بين الانتقالي وتيار الرئيس الاسبق عبدربه منصور هادي.

وبينما يحاول الانتقالي عبر اعلامه تصوير احتلال المدينة كانتصر له مع انه لم ينشيء الا بعد اشهر على احتلال المدينة ، لوح تيار هادي باستعادتها منه.

الانتقالي وعلى لسان نخبه  انتقد ما وصفه بترويج الاصلاح في اشارة إلى تيار هادي حول علاقته بدعم احتلال المدينة ، ووفق ما يراه الصحفي في الانتقالي ياسر اليافعي فإن الفضل كله يعود للامارات وهو بذلك يؤكد باندفاع بان ما شهدته المدينة كان احتلال قوى اجنبية وهو بهذا يعزز الرواية التي يتحدث بها قادة التيار السلفي بالانتقالي ، حيث يرى مدير مكتب ابورزعة المحرمي ، جابر محمد، بأن  الامر برمته يعود للتحالف السعودي- الاماراتي.

وخلافا للانتقاليي الذي يحاول تصدير التحالف إلى المشهد مع انها تأكيد لان المدينة تعرضضت لاحتلال، يحاول تيار هادي الذي كان متحالف مع الاصلاح بداية الحرب في المدينة استعراض دوره في تسهيل احتلال المدينة، وقد اصدر مدير مكتب هادي سابقا محمد مارم اكد فيه تمسك تياره باستعادة الدولة وفرضض الدولة اليمنية على كامل ترابها وهو بذلك يوجه رسالة للانتقاليي المنادي بالانفصال.

وقبل مأرم  كان اديب العيسي ابن عم احمد العيسي ابرز جناح الصقور بتيار هادي وقادة فصائله في عدن خرج بتصدير حمل ضمنيا رسائل بتصعيد عسكري لاسستعادة عدن من الانتقالي.

وخلافا لتصادم هولاء، تذهب نخب جنوبية بتوصيف ما جرى بعيدا، وابرزها خالد النسي الخبير العسكري الجنوبي، وقد اشار في تغريدة له إلى ان الامر متعلق بمحافظ عدن الاسبق جعفر محمد سعد والذي انشاء غرفة عمليات في منزله وقد تم اغتياله بعد ذلك من قبل قادة الفصائل المتنافسة على السيطرة على المدينة على راسها الانتقالي الذي يرفض تسليم المتهميين بتصفييته.

ايا يكون من احتل عدن،تعكس حالة التراشق والخلافات  بين القوى الجنوبية حول من يستحق ادارتها  حالة الشتات والصراع المستمر على السلطة منذ ثمانينات القرن الماضي وهي دليل اخر على حجم الفرقة التي ينتجها الاحتلال اكان بثوبه القديم ام الجديد.

مقالات مشابهة

  • تياترو الحكايات|الشيخ سلامة حجازي.. الرجل الذي جعل المسرح الغنائي جزءًا من تاريخ الفن العربي
  • ماجد المصري بعد نهاية “إش إش”: “هعيد في السجن!”
  • بتمويل مؤسسة الكاتب البريطانية: انصر” تنظم إفطارًا جماعيًا لـ 400 عائلة نازحة في مأرب
  • في عدد إبريل من الثقافة الجديدة .. فتحى غانم وظلال مسيرته الببليوجرافية
  • ثقافة سوهاج تختتم ليالي رمضان الثقافية والفنية
  • أمينة خليل: عرض “لام شمسية” في رمضان كان مخاطرة!
  • الكاتب والصحفي اللبناني علي رضا يوسف سبيتي لـ” الثورة”:   جئنا من أرض المقاومة إلى رأس الحربة في الدفاع عن فلسطين
  • تياترو الحكايات| فرقة الكوميدي العربي.. حلم عزيز عيد الذي لم يكتمل
  • النادي الثقافي العربي يتوج الفائزين بمسابقة القرآن
  • التراشق الإعلامي يعود للواجهة بين الانتقالي وتيار هادي مع ذكرى “احتلال عدن”