أبوظبي (الاتحاد)
أعلنت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية، اليوم، عن تنظيم جلسة حوارية في مقرها بأبوظبي، بالتعاون مع مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة في صربيا، تحت عنوان «الشرق الأوسط: إعادة النظر في السعي لتحقيق الأمن»، وبمشاركة نخبة من الدبلوماسيين، بمن فيهم نيكولاي ملادينوف، المدير العام للأكاديمية، والسفيرة نبيلة الملا، محاضرة متميزة في الجامعة الأميركية في الكويت، وفوك يريميتش، رئيس مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة.



وتنظم الأكاديمية بشكل مستمر مجموعة من الحوارات والجلسات النقاشية حول القضايا الإقليمية والعالمية الملحة، وتوفر كذلك منصة رائدة تجمع الخبراء من جميع أنحاء العالم، وهو ما يتماشى مع سعي الأكاديمية الرامي إلى تمكين طلابها من خلال اطلاعهم على التجارب الواقعية، ووجهات النظر المختلفة والضرورية لتعزيز تقدمهم الأكاديمي والمهني وتأهيلهم ليصبحوا دبلوماسيين مميزين في المستقبل.
وقال نيكولاي ملادينوف، مدير عام أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية: «تعد أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية منصة رائدة تجمع المفكرين والخبراء من مختلف أنحاء العالم لمناقشة أبرز التطورات والتعقيدات الإقليمية وتمهيد الطريق للحلول المستدامة. وإن تنظيم مثل هذه النقاشات يؤكد التزامنا بتوفير تجربة تعليمية مبتكرة للطلبة تتيح لهم الوصول إلى نقاشات ثرية تعزز فهمهم للدبلوماسية، كما تعمل هذه الفعاليات على إكساب الطلبة مهارات فريدة تؤهلهم ليشغلوا مناصب رفيعة للمساهمة بشكل فعال في معالجة التحديات الإقليمية والعالمية في المستقبل».

من جانبه، قال فوك يريميتش، رئيس مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة: «فخورون بتعاوننا وشراكتنا الاستراتيجية مع أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية بصفتها واحدة من أرقى المؤسسات الأكاديمية في الشرق الأوسط. ولعل الأكاديمية المنصة الأمثل لإطلاق العدد الجديد من مجلتنا رسمياً، والذي يتناول التحديات المعاصرة التي تمر بها المنطقة وأثرها الكبير على تحقيق السلام والاستقرار العالميين. نتطلع إلى الفرص القيّمة التي سيوفرها هذا التعاون لتعزيز العلاقات بين دول البلقان والخليج وتعزيز الوعي والفهم العام للتطورات الحالية على الصعيدين الإقليمي والعالمي».

وعلى هامش الجلسة الحوارية، وقعت أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية مذكرة تفاهم مع مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة، إيذاناً ببدء شراكة استراتيجية تهدف إلى تعزيز وتسهيل تبادل المعرفة والخبرات بين المؤسستين، بما في ذلك تنظيم مؤتمرات وفعاليات مشتركة وبدء مشاريع تعاونية، وتعزيز عملية التبادل النشط لأفضل الممارسات والرؤى لإثراء الرحلات الأكاديمية والمهنية للطلاب والمهنيين على حد سواء.

ومن خلال الاستفادة من الشبكة الواسعة والموارد في مركز العلاقات الدولية والتنمية المستدامة، ستتمكن الأكاديمية من تعزيز دورها كمؤسسة رائدة في مجال دراسات العلاقات الدولية والتنمية المستدامة في المنطقة. كما ستسهم الشراكة في إطلاق مبادرات مبتكرة تسهم في التصدي للتحديات المحتملة، بما يعزز وعي المجتمع الدولي في القضايا الإقليمية والعالمية المُلحة مثل التوترات الجيوسياسية أو التنويع الاقتصادي أو التقدم التكنولوجي أو جهود الاستدامة، عبر اجتذاب أبرز العقول والخبراء، وبما يسهم في دعم جهود التنمية المستدامة. كما عززت الأكاديمية من سمعتها العالمية كمركز رائد للتبادل الفكري والتطوير المهني عبر التزامها بمناقشة التحديات المعاصرة في الشرق الأوسط.

 

أخبار ذات صلة رئيس الدولة والرئيس الكوري يبحثان في سيؤول تعزيز الشراكة الاستراتيجية الخاصة بين البلدين "أراضي عجمان" تنضم إلى المحفظة الرقمية للدولة

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أكاديمية أنور قرقاش الدبلوماسية الإمارات التنمية المستدامة صربيا أکادیمیة أنور قرقاش الدبلوماسیة الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا

 

 

بدر بن علي الهادي

 

الحديث عن استقلال الدول العربية وقيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن النفوذ الأمريكي يشكل نقطة محورية في إعادة التفكير في دور المنطقة في العالم؛ حيث بدأنا نُلاحظ تحركات سعودية جريئة في الآونة الأخيرة تعكس رغبة حقيقية في التوجه نحو استقلال سياسي واقتصادي يتماشى مع مصلحة الدول العربية والإسلامية في المستقبل.

لاحظنا سعي المملكة العربية السعودية، باعتبارها واحدة من أبرز القوى في المنطقة، إلى التحرر من الهيمنة الأمريكية، وبدء مشروع نهضة يُركز على الاقتصاد والصناعة بدلًا من الحروب والاعتماد على النفط.

منذ عقود، كانت السياسة الأمريكية تشكل عاملًا رئيسيًا في تحديد مصير العديد من دول المنطقة، من خلال التدخلات العسكرية أو النفوذ السياسي، فضلًا عن الوجود العسكري الذي أدى إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، إلّا أن السعودية، رغم أنها كانت في كثير من الأحيان حليفًا وثيقًا لأمريكا، بدأت مؤخرًا في التوجه نحو تنويع تحالفاتها، مستفيدة من الفرص الجديدة مع قوى مثل الصين وروسيا. وهذا التحول جاء نتيجة لما وصفه البعض بأنه ضرورة استراتيجية لتجنب الاعتماد الكامل على واشنطن.

تسعى السعودية إلى اتخاذ قرارات سيادية بعيدًا عن الضغوط الأمريكية، خاصة في مجالات التجارة والأمن، فالمملكة قد بدأت بالتحرك في عدة محاور:

 1. تنويع التحالفات: عبر تعزيز علاقاتها مع روسيا والصين، وهو ما يعد تحولا استراتيجيا يعكس استقلالية في السياسة الخارجية.

 2. الاستقلال الاقتصادي: بدأ يظهر التركيز على تطوير الصناعات المحلية وتحقيق الاستقلال التكنولوجي من خلال مشروعات "رؤية 2030"، بالإضافة إلى تعزيز مشاريع الطاقة المتجددة.

 3. إصلاح الصناعات الدفاعية: في خطوة نحو تقليل الاعتماد على السلاح الأمريكي، بدأت السعودية بتطوير الصناعات العسكرية المحلية وتعزيز قدراتها الدفاعية، وهو ما يُعد حجر الزاوية في تعزيز الاستقلال العسكري.

 4. تطوير القوة العسكرية: يمكن أن تشكل القيادة العسكرية العربية المشتركة بديلًا حقيقيًا للوجود الأمريكي في المنطقة، وتحقيق الاستقلال الأمني الذي يوفر حماية حقيقية للدول العربية بعيدًا عن التدخلات الأجنبية.

إلا أن هناك تحديات وملفات تضغط عليها الولايات المتحدة في التعاطي من التطور السعودي حيث تعد المملكة العربية السعودية مثلها مثل العديد من الدول الأخرى، تواجه تحديات كبيرة في طريق الاستقلال عن أمريكا.

وأبرز هذه التحديات هو التهديد الأمريكي في استخدام الملفات القديمة، مثل قضية 11 سبتمبر وحقوق الإنسان، كورقة ضغط على الرياض.

ومن أجل تجاوز المملكة هذه العقبات، يجب على السعودية أن تتحرك بحذر وأن تعمل على تعزيز الجبهة الداخلية من خلال التعليم، والإعلام، والاقتصاد. كما إن توحيد الصف العربي والإسلامي يمكن أن يكون قوة داعمة لهذا الاتجاه؛ حيث إن وجود إيمان حقيقي بالقدرة على التغيير، يدعم السعودية في قيادة مشروع وحدوي يركز على النهضة الاقتصادية بعيدة عن الحروب، وتحقيق الوحدة الثقافية بين العرب والمسلمين من خلال إصلاح التعليم وتنمية اقتصادات دول المنطقة.

وإذا تمكنت السعودية من الإيمان بقدرتها على التغلب على التحديات السياسية والاقتصادية، يمكنها أن تصبح القيادة الفعلية للشرق الأوسط الجديد، وتعيد رسم خارطة القوى في المنطقة.

الطريق نحو الاستقلال العربي وقيادة الشرق الأوسط ليس سهلًا، لكنه ممكن، إذا ما توفرت الإرادة السياسية والشعبية. فالسعودية ومن خلال قوتها الاقتصادية والسياسية، قد تكون على أعتاب مرحلة جديدة في تاريخ المنطقة، لكن التحديات، خاصة تلك التي قد تفرضها الولايات المتحدة، ستظل حاضرة، وستحتاج المملكة إلى اتخاذ قرارات جريئة تضمن مستقبلًا مشرقًا للدول العربية والإسلامية بعيدًا عن التبعية للقوى الغربية.

لذا يجب على المحيط الخليجي دعم المملكة العربية السعودية في رؤيتها لقيادة الشرق الأوسط وبناء شرق أوسط جديد مهتم برفاه الإنسان من خلال النشاط الاقتصادي والتجاري ومشاركة العالم في البناء بعيدا عن الحروب التي أهلكت الشرق الأوسط لأكثر من قرن مصلحة عامة لجميع دول العالم وأولى اتباعها ودعمها لتنتفع به بقية الدول.

الإنسان العربي يحتاج ليعيش كشعوب العالم الأخرى بعيدا عن الحروب وإراقة الدماء. فهل من مستمع وهل من مجيب؟!

مقالات مشابهة

  • بلجيكا ترد بسرعة على قرار رواندا بقطع العلاقات الدبلوماسية
  • رواندا تقطع العلاقات الدبلوماسية مع بلجيكا على خلفية الصراع في شرق الكونغو
  • رواندا تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع بلجيكا.. اعرف السبب
  • الأمن النيابية تستضيف مسؤولي الأجهزة الأمنية لبحث التطورات السورية
  • عاجل| رويترز: رواندا تعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع بلجيكا
  • قرقاش: نعمل مع واشنطن لدعم أمن وازدهار المنطقة برؤية مستقبلية طموحة
  • وزارة الخارجية تستضيف رؤساء البعثات الدبلوماسية والهيئات والمكاتب الإقليمية والمنظمات الدولية المعتمدة لدى المملكة بمناسبة شهر رمضان
  • جامعة الشارقة و"دافاس برايم" تتعاونان لتحسين التربة الصحراوية
  • قيادة الشرق الأوسط بعيدًا عن أمريكا
  • مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية يعقد اجتماعًا لمناقشة التقارير وإصدار التوصيات