أثارت العملية التي نفذها حزب الله، على مواقع راميا العسكري التابع للاحتلال، والتي شهدت هجوما من مسافة عشرات الأمتار، بشكل غير مسابقة منذ المشاركة في الإسناد لعملية طوفان الأقصى كما أعلن الحزب، تساؤلات حول التطور في التصعيد ودلالاته.

وبث حزب الله  لقطات أمس الثلاثاء، لهجوم أفراده على مواقع راميا العسكري جنوب لبنان، والذي يضم قيادة سرية حدودية ضمن قطاع كتيبة زرعيت التابع للواء الغربي في فرقة الجليل بجيش الاحتلال.



ويحوي الموقع العسكري المحصن، على العديد من أجهزة المراقبة الفنية ووسائط الاتصالات، ويشغل الموقع سرية مركبة من قوات الهندسة 605 معززة بفصيل من المدرعات.



وأظهرت المقاطع، وصول مقاتلي حزب الله، المسلحين بقواذف مضادة للأفراج والدروع محمولة على الكتف، فضل عن بنادق رشاشة متوسطة، إلى مسافة عشرات الأمتار من المواقع، ونفذوا هجوما ناريا باستخدام القذائف من مسافة لا تزايد عن 150 مترا، وهي المدى الفعال للقذائف التي يتم إطلاقها.

كما جرى إسناد المقاتلين على الأرض، بقصف متكرر بقذائف الهاون، فضلا عن ضربات بواسطة صواريخ موجهة مضادة للدروع، لتأمين تغطية نارية وتدمير التجهيزات في المكان.

⭕️ بالفيديو | مشاهد من الهجوم الناري المركّز لمجاهدي المقاومة الإسلامية من مسافة قصيرة الذي استهدف موقع راميا التابع لجيش العدو الإسرائيلي عند الحدود اللبنانية الجنوبية pic.twitter.com/QmHKdYgNxE — علي أحمد #الإنتظار_تهيؤ_إستعداد (@ali_ahme1999) May 28, 2024

عضب بأوساط الاحتلال

الأوساط الإسرائيلية، رأت المشاهد التي جرى بثها بالأمس، مؤشرا خطيرا على مستوى التصعيد الذي قام به حزب الله ضد الاحتلال، وردا على تهديداته بوجود خطط لتحرك بري، فضلا عن مزاعمه بأن هجماته طيلة الفترة الماضية، دفعت حزب الله للتراجع عن المنطقة، وأن عودة المستوطنين إلى شمال فلسطين المحتلة ستكون قريبة.

وقال موقع حدشوت بزمان العبري، إن مشاهد عملية استهداف موقع راميا، "كان ينقصها أن يعبر حزب الله الحدود، ويغرس العلم في الموقع، ويعود إلى لبنان، مع صورة نصر".

من جانبه وصف بلدية "نيشر" في حيفا، هجوم حزب الله على موقع راميا، بأنه "تمهيد لـ 7 أكتوبر جديدة في منطقة الشمال".

وقال إن حزب الله نفذ هجوما مشتركا بين صواريخ مضادة للدروع، وصواريخ آر بي جي، والهاون على قاعدة عسكرية، والرد الإسرائيلي يتآكل كل يوم، وجرأة نصر الله تثبت من هو المسؤول عن تحديد قواعد اللعبة".

توقيت الهجوم

وجاء الهجوم بعد ساعات من زيارة رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، إلى الجبهة الشمالية، وإطلاقه التهديدات بشأن حزب الله، فضلا عن حديثه عن الجهوزية العسكرية للقوات على امتداد الجبهة، من أجل فرض إعادة المستوطنين إلى مستوطنات شمال فلسطين المحتلة.

وسبق ذلك زيارة نفذها نتنياهو قبل أيام إلى القيادة الشمالية، وقال إن لدينا خططا مفصلة ومهمة وحتى مفاجئة ونحن نعمل طوال الوقت على الجبهة الشمالية، لقد قضينا حتى الآن على المئات من عناصر حزب الله، ولا تزال يدهم مثنية" وفق زعمه، لكن المفاجأة كانت من طرف حزب الله بالهجوم القريب على موقع راميا من بعد عشرات الأمتار.

وأكد نتنياهو على أنه"تلقيت مراجعة من قائد القيادة الشمالية، وتحدثت أيضا مع قادة الفرق. لدينا خطط مفصلة ومهمة وحتى مفاجئة ولكنني لا أشارك العدو هذه الخطط التي تهدف إلى تحقيق شيئين: إعادة الأمن إلى الشمال، وثانيا إعادة السكان سالمين إلى منازلهم نحن مصممون على تحقيق الأمرين معا".

هجمات ما قبل تحرير جنوب لبنان

وتعيد عملية راميا، الذاكرة إلى العمليات التي كان حزب الله يستهدف فيها، تحصينات الاحتلال، وما يعرف بجيش لبنان الجنوبي "قوات لحد"، والتي شكلها الاحتلال للسيطرة على مناطق جنوب لبنان، بعد إنهاء اجتياحه للبنان، وإبقاء الجنوب تحت سيطرته.

وتسببت تلك الهجمات، في خسائر كبيرة وحالة من عدم الاستقرار لجيش الاحتلال، وقوات لحد جنوب لبنان، واستمرت حتى الأيام الأخيرة ما قبل انسحاب الاحتلال من الجنوب في أيار/مايو 2000.

وكان حزب الله يقوم بالهجمات على المواقع التابعة للاحتلال، وجيش لحد، بالكيفية ذاته، التي نفذت بها عملية راميا، لكن العملية الأخيرة اكتفى فيها الحزب، بالقصف وتحقيق خسائر عن بعد، ولم يقدم على اقتحام الموقع العسكري وفقا للمشاهد التي بثها.




تآكل الردع

الباحث في معهد الأمن القومي الإسرائيلي، ليران عنتافي، قال إن المؤشرات تتصاعد على تآكل التفوق الإسرائيلي أمام حزب الله.

ولفت إلى أن أحد مظاهر تراجع هذا التفوق تجلى في نجاح حزب الله بإسقاط الطائرات الإسرائيلية بدون طيار، بما في ذلك "زيك" و"كوخاف"، مما يدل على قدراته الدفاعية الجوية وإمكانية كبيرة للمساس بحرية الجيش الإسرائيلي في التحرك.



وأشار إلى أن حزب الله لديه أيضا طائرات مسيرة متطورة، يستخدمها منذ بداية الحرب لأغراض جمع المعلومات الاستخبارية والهجوم.

وأضاف:"في الآونة الأخيرة، أصبحت هجمات حزب الله باستخدام الطائرات بدون طيار المتفجرة والحاملة للصواريخ مشهدا يوميا، إلى جانب إطلاق وابل من الصواريخ والصواريخ المضادة للدروع، وهو مظهر آخر لتراجع تفوق إسرائيل العسكري أمام الحزب اللبناني".

مفاجآت ميدانية

المحلل العسكري اللبناني عباس فنيش، رأى أن الرمايات من مسافة أقل من 200 متر على مواقع راميا، كان "أمرا متعمدا".

وأشار في لقاء مع قناة الميادين اللبنانية، إلى أن عملية راميا وعمليتي المالكية في 26 و27 أيار/مايو الجاري بينمها ارتباط كبير، مشيرا إلى أن العملية التي حدثت، ليل الأحد، في المالكية، "جرى تخطيطها بعناية، بأسلوب مغاير، بحيث بقيت عمليات الرصد والترقب فترة غير قصيرة، ثم جرى استهداف الآليات الداخلة للموقع".

وتابع قائلا: "بعد ذلك، حدث صباح الاثنين نسق ثان من الهجوم، مغاير ونوعي، بحيث جرى هجوم ناري مركز وصاروخي موجه وعبر المدفعية، تزامنا مع تنفيذ هجوم جوي من مسيرات هجومية".

وقال فنيش: إن "هذه العمليات، التي ينفذها حزب الله ضمن تشكيلاته، هي رسالة، مفادها أن المقاومة قادرة على الذهاب إلى مفاجآت ميدانية هي تقررها، بحيث قد تكون المفاجآت هي تكتيكات جديدة، أو الكشف عما هو أكثر من ذلك".

ووأشار إلى أنها "رسالة، فحواها أنها جاهزة وحاضرة في نقاط لا يمكن أن تخطر في بال العدو، وأنها لا تزال تنفذ عملياتها من النقاط الحدودية، الأمر الذي ينفي مزاعم الاحتلال أنه أبعد الحزب عن الحدود".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية لبنان الاحتلال العمليات لبنان الاحتلال عمليات مواقع عسكرية المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة جنوب لبنان موقع رامیا من مسافة حزب الله إلى أن

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يلمح لإطالة احتلاله لجنوب لبنان.. وتوغل بمناطق لم يدخلها أثناء القتال

قالت صحيفة " هآرتس" العبرية إن جيش الاحتلال يستعد لإمكانية مواصلة بقائه في الجنوب اللبناني بعد انتهاء مهلة الـ60 يوما المحددة باتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله.

وينص اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال وحزب الله على أن الجيش سيكمل عملية انسحابه من الجنوب اللبناني خلال فترة أقصاها 60 يوما.

وذكرت الصحيفة العبرية أن الجيش لا يعتزم سحب قواته من لبنان "في حال عدم التزام الجيش اللبناني بالاتفاق وعدم بسط سيطرته الكاملة على جنوبي لبنان".

يأتي ذلك عشية مرور 30 يوما على دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، إذ أصدر جيش الاحتلال معطيات عن عدوانه على لبنان، تشمل كذلك انتهاكاته للاتفاق.

واعترف الجيش الإسرائيلي أنه قتل 44 لبنانيا بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي. بزعم أنهم عناصر من حزب الله.



إلى ذلك توغلت آليات تابعة للجيش الإسرائيلي، الخميس، عبر وادي الحجير إلى بلدة القنطرة جنوبي لبنان، في خرق جديد لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" ليتجاوز عدد خروقات الجيش الإسرائيلي الـ300 منذ بدء سريان الاتفاق قبل 30 يوما.

وقالت وكالة الأنباء الرسمية اللبنانية: "تقدمت آليات جيش العدو عبر وادي الحجير جنوب لبنان، وتقوم بعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة الثقيلة خلال تقدمها".

وأشارت الوكالة إلى أن الجيش اللبناني أغلق الطرق المؤدية إلى وداي الحجير بسبب توغل آليات الجيش الإسرائيلي.

وأضافت الوكالة أن آليات إسرائيلية تقدمت بشكل مفاجئ باتجاه بلدة القنطرة بقضاء مرجعيون جنوبي البلاد ما أدى إلى نزوح الأهالي منها إلى بلدة الغندورية بقضاء بنت جبيل.

في خرق كبير لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان ، الجيش الإسرائيلي يتوغل في وادي الحجير بجنوب لبنان.

يجب أن يكون هناك رد فعل من حزب الله والجيش اللبناني او سيتمادى جيش الاحتلال أكثر ويتقدم حتى خلف نهر الليطاني، فهو يستغل الهدنة لتحقيق ما لم يستطيع تحقيقه أثناء القتال. pic.twitter.com/RCXPyHte0X — الشؤون العالمية (@mjrdzayr337191) December 26, 2024

مقالات مشابهة

  • انفوجرافيك- أوسع هجوم إسرائيلي على اليمن.. مرحلة حرب جديدة
  • مرحلة جديدة في بيع السيارات المستعملة في تركيا
  • حركة “انصار الله”: سنقابل التصعيد بالتصعيد دون حسابات أو تراجع 
  • الاحتلال يلمح لإطالة احتلاله لجنوب لبنان.. وتوغل بمناطق لم يدخلها أثناء القتال
  • إصابة جندي صهيوني بجراح خطيرة بعملية دهس قرب الخليل
  • الاحتلال يقتحم رام الله ويواصل التصعيد بمخيمي طولكرم ونور شمس
  • ‏حماس: إسرائيل وضعت شروطا جديدة مما أجل التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
  • خرق إسرائيلي جديد للهدنة في لبنان.. ونجيب ميقاتي يطالب بالانسحاب الفوري
  • ضمن المرحلة الخامسة من التصعيد .. القوات المسلحة تقصف هدفا عسكريا للعدو بصاروخ باليستي في يافا المحتلة
  • خروقات متواصلة.. الاحتلال يواصل أعمال التفجير والنسف في القرى الجنوبية اللبنانية