كوكب الزهرة أكثر نشاطا بركانيا مما كنا نعتقد
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
أظهر تحليل جديد لمجموعة من الصور الرادارية التي يصل عمرها إلى عدة عقود، أنّ كوكب الزهرة يُعد أكثر نشاطا بركانيا مما كان يُعتقد سابقا، وذلك بعد عثور العلماء على أدلة جديدة لثوران بركاني ضخم في موقعين إضافيين على سطح الكوكب المجاور للأرض.
وكشفت صورٌ حديثة -عند مقارنتها مع الصور الرادارية التي حصلت عليها مركبة الفضاء "ماجلان" التابعة لوكالة الفضاء الأميركية "ناسا" في الفترة الزمنية من 1990 إلى 1992- وجود تدفقات كبيرة من الحمم البركانية بموقعين في نصف الكرة الشمالي لكوكب الزهرة.
ويقول عالم الكواكب "دافيد سولكانيز" من جامعة "دانونزيو" الإيطالية والباحث الرئيسي في الدراسة المنشورة بمجلة "نيتشر أسترونومي" في تصريح لوكالة رويترز: "من شأن هذه النتائج أن تغيّر بشدة فهمنا عن طبيعة الكوكب البركاني، إذ إنّ النشاط البركاني هناك أعلى بكثير مما كنا نعتقد".
موقعان بركانيان جديدانوتُدعى إحدى المنطقتين المكتشفتين حديثا "سيف مونس"، وهو بركان يبلغ عرضه نحو 300 كيلومتر يقع في منطقة "إيستلا ريغيو"، وتشير صور الرادار إلى أنّ تدفق الحمم البركانية يغطي مساحة 30 كيلومترا مربعا. وأما المنطقة الأخرى فهي عبارة عن سهل بركاني كبير في منطقة "نيوبي بلانيتيا"، وتغطي الحمم البركانية المتصلبة مساحة 45 كيلومترا مربعا.
وأوضح عالم الكواكب والمشارك في الدراسة "جوزيبي ميتري" أن "البراكين الموجودة في المنطقتين هي في الأساس براكين درعية، وتتميز تلك النوعية من البراكين بمنحدرات واسعة تشكلها تدفقات الحمم البركانية المنخفضة اللزوجة".
ويتراوح متوسط سماكة الطبقة المتصلبة من الحمم البركانية في كلا الموقعين بين 3 و20 مترا.
ويقول عالم الكواكب والباحث المشارك في الدراسة "ماركو ماستروجيسيبي": "إنّ تدفقات الحمم البركانية التي لوحظت على طول الجانب الغربي من سيف مونس تُظهر سمات خطية ذات أنماط متعرجة تتبع أقصى اتجاه المنحدر نحو الغرب".
وأضاف أنه "فيما يتعلق بالتدفقات في نيوبي بلانيتيا، يبدو أنّ تدفقات الحمم البركانية تنشأ قرب البراكين الدرعية الصغيرة وتمتد نحو الشمال الشرقي بمحاذاة المنحدر".
صورة لكوكب الزهرة بالأشعة الراديوية بعد تحليلها ويظهر في الصورة فرق سماكة السطح وتفاوت تضاريسه (ناسا) الزهرة.. ظروف قاسية وقاهرةويبلغ قطر كوكب الزهرة نحو 12 ألف كيلومتر، وهو أصغر بقليل من كوكب الأرض، ويعد ثاني الكواكب من حيث قربه من الشمس.
يقول سولكانيز: "دراستنا هي الأولى التي تقدم دليلاً مباشرا على تدفقات الحمم البركانية التي تشكلت خلال فترة مهمة ماجلان السابقة. ومن خلال تحليل الصور الرادارية من مركبة ماجلان الفضائية، لاحظنا تغيرات في التشكل السطحي، وعند مقارنتها نجد أنّ ثمة تدفقات حمم بركانية جديدة".
ويضيف أن "هذا دليل مباشر على النشاط البركاني المستمر على كوكب الزهرة، بناء على الأدلة السابقة مثل تغيرات ثاني أكسيد الكبريت في الغلاف الجوي، وبيانات الانبعاثات الحرارية السطحية، وخاصة دليل تشوه الفوهة البركانية التي لوحظت في أتلا ريجيو في دراسة نُشرت عام 2023″.
ويحتوي كوكب الزهرة على غلاف جوي سميك، ويتكون بشكل أساسي من ثاني أكسيد الكربون، فيعمل على حبس الحرارة في ظاهرة الاحتباس الحراري، وهو ما يجعل الزهرة الكوكب الأكثر سخونة في نظامنا الشمسي.
يقول سولكانيز: "على الرغم من السمات المشتركة بين كوكب الزهرة والأرض من حيث الحجم والكتلة والتركيب الكيميائي والبنية الداخلية، فإنّ هناك اختلافات جوهرية تجعل من الزهرة كوكبا جهنميا لا يُطاق".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کوکب الزهرة
إقرأ أيضاً:
موكب كوكبي نادر يزين سماء فبراير.. فرصة مذهلة لمشاهدة خمسة كواكب متألقة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد السماء ظاهرة فلكية مدهشة طوال شهر فبراير تُعرف بـالموكب الكوكبي، حيث تصطف خمسة من ألمع كواكب النظام الشمسي عطارد، والزهرة، والمريخ، والمشتري، وزحل في مشهد رائع يمكن رؤيته بالعين المجردة وفقا لما نشرته مجلة سبيس.
ويصل الحدث إلى ذروته في 24 فبراير عندما يقترب عطارد من زحل بفاصل زاوي قدره 1.5 درجة فقط ما يجعل هذه الليلة فرصة استثنائية لرؤية الكواكب الخمسة معًا وعلى الرغم من أن مثل هذه المحاذاة ليست نادرة تمامًا إلا أنها تظل غير مألوفة ومن المتوقع تكرارها في أكتوبر 2028، لكن في ساعات الفجر أما هذا العام فستكون الرؤية أكثر راحة عند الغسق.
الزهرة: ألمع الكواكب في السماء
يعد الزهرة الأكثر تألقًا بين الكواكب الخمسة، وهو النجم اللامع في سماء المساء. وعلى الرغم من بلوغه أقصى بعد زاوي عن الشمس في 10 يناير، فإنه سيظل مضيئًا في الأفق الجنوبي الغربي طوال فبراير، ويمكن مشاهدته على شكل هلال عبر التلسكوب.
زحل: ملك الحلقات يقترب من عطارد
يقع زحل أسفل الزهرة في السماء، ويظهر كنجم لامع لكن بريقه أقل مقارنة بالزهرة. وخلال النصف الأول من الشهر، ستزداد المسافة بين الزهرة وزحل وضوحًا، إلا أن رؤية زحل ستصبح أصعب مع اقتراب نهاية الشهر. ولمراقبة حلقاته، يُفضل استخدام تلسكوب صغير.
المشتري وأقماره الجليلية
يضيء المشتري، أكبر كواكب المجموعة الشمسية، في السماء الجنوبية عند الغسق، محاطًا بتجمعات نجمية شهيرة مثل الثريا والقلائص. ورغم أن بريقه لا يصل إلى لمعان الزهرة، فإنه يظل سهل التمييز بفضل لمعانه الفضي الأبيض. ويمكن رؤية أقمار المشتري الأربعة الكبيرة عبر التلسكوب، خاصة في ليلة 25-26 فبراير، عندما تشكل ثلاثة منها (أوروبا، غانيميد، وكاليستو) مثلثًا قريبًا من الكوكب، بينما يظهر آيو منفردًا على الجهة الأخرى.
المريخ: الكوكب الأحمر يرافق نجوم التوأمان
يشرق المريخ بلونه البرتقالي المصفر في الأفق الشرقي عند حلول الليل، برفقة نجمي رأس التوأم المؤخر، رأس التوأم المقدم من كوكبة التوأمان.
ورغم أنه كان في أقرب نقطة للأرض في يناير، فإنه سيبدأ في الخفوت التدريجي خلال الشهر.
عطارد وزحل: لقاء فريد في 24 فبراير
في 24 فبراير، سيقترب عطارد إلى أقرب مسافة من زحل، ما يوفر فرصة نادرة لرؤيتهما معًا بفاصل زاوي صغير. لمراقبة هذا المشهد، يُنصح باستخدام المناظير والتوجه نحو الأفق الجنوبي الغربي بعد نحو 30 دقيقة من غروب الشمس.
كواكب أخرى: أورانوس ونبتون في المتناول
بالإضافة إلى الكواكب الخمسة الرئيسية، يمكن لمحبي الفلك تتبع أورانوس ونبتون عبر المناظير أو التلسكوبات الصغيرة. أورانوس، الذي يلمع بقدر +5.6، يمكن رؤيته في ظروف مثالية، بينما يتطلب رصد نبتون أدوات بصرية أكثر حساسية.
فرصة لا تفوت لعشاق الفلك
يمنح هذا الحدث السماوي الفريد فرصة رائعة لمحبي الفلك للاستمتاع برؤية محاذاة كوكبية نادرة، حيث يمكن تتبع حركة الكواكب الخمسة بسهولة عند الغسق طوال الشهر.