تحت هذا العنوان نشر الكاتب في واشنطن بوست ديفيد إغناتيوس مقالا تناول فيه تأثير المكاسب الروسية على قرار بايدن السماح باستخدام أوكرانيا أسلحة أمريكية في ضرب الأراضي الروسية.

إقرأ المزيد نَضرب أو لا نَضرب

وجاء في المقال:

 لمواجهة التقدم الروسي في أوكرانيا، يفكر الرئيس بايدن في تصعيد الدعم الأمريكي لأوكرانيا من خلال إجراءين مضادين جديدين صارمين: معاقبة الصين لتزويدها روسيا بالتكنولوجيا الرئيسية، ورفع القيود المفروضة على استخدام أوكرانيا للأسلحة الأمريكية قصيرة المدى للهجوم داخل روسيا.

وستمثل هذه الإجراءات تصعيدا كبيرا لسياسة بايدن المدروسة بعناية لدعم أوكرانيا مع السعي لتجنب المواجهة المباشرة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو حليفه الرئيسي الصيني شي جين بينغ. وحقيقة أن مثل هذه التحركات قيد النظر الآن تظهر قلق الإدارة الأمريكية المتزايد بشأن ضعف أوكرانيا في ساحة المعركة.

 وقد أبدى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن موقفا أكثر صرامة بعد الزيارتين الأخيرتين لبكين وكييف، حيث قال لـ "بي بي سي"، أثناء وجوده في بكين، أواخر أبريل الماضي، إن الصين "تساعد في تأجيج أكبر تهديد لأوروبا"، وأشار إلى أن الولايات المتحدة تدرس فرض عقوبات جديدة على الشركات والمؤسسات المالية الصينية.

ثم زار بلينكن كييف واستمع إلى روايات مباشرة عن المكاسب الروسية الأخيرة بالقرب من خاركوف وغيرها من المناطق في شرق أوكرانيا. وما سمعه أقلقه بدرجة كافية لدرجة أنه حث زملاءه في الإدارة لإعادة النظر في الحظر المفروض على أوكرانيا لإطلاق المدفعية الأمريكية والصواريخ قصيرة المدى على الأراضي الروسية، وفقا لما قاله لي مسؤولون أمريكيون، وبشكل منفصل، صحفيون آخرون.

إن التهديد بفرض عقوبات جديدة على الصين أمر حساس بشكل خاص، لأنه يأتي في وقت يحاول فيه البلدان تثبيت استقرار العلاقات بينهما. لكن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن بكين، برغم التزاماتها من الناحية الفنية بتعهدها بعدم تزويد موسكو بالأسلحة، أصبحت أكبر عامل تمكين لقطاع الدفاع الروسي، و"غزوها واسع النطاق" لأوكرانيا.

وتتجلى المساعدات الصينية المتنامية في تقرير أعده ناثانيال شير لمؤسسة كارنيغي للسلام الدولي. ومن خلال تحليل بيانات الجمارك الدولية، وجد شير أن الصين كانت أكبر مورد لروسيا لخمسين مادة ذات استخدام مزدوج "ذات أولوية عالية". كما أظهرت بيانات الجمارك أن حصة الصين من واردات روسيا من هذه السلع ارتفعت من 32% في 2021 إلى 89% العام الماضي.

وقال بلينكن لـ "بي بي سي" إن هذه العناصر ذات الأغراض المزدوجة "تستخدم لمساعدة روسيا في جهد غير عادي لصنع المزيد من الذخائر والدبابات والمدرعات والصواريخ"، برغم استمرار الصين في الامتناع عن "توفير أسلحة فعلية". وقال الوزير إن الصين تزود روسيا بنحو 70% من وارداتها من الأدوات الميكانيكية و90% من الإلكترونيات الدقيقة المستوردة.

إقرأ المزيد النتائج الأولى للهجوم الروسي بالقرب من خاركوف

كما تزود الصين روسيا بتكنولوجيا الأقمار الصناعية التي يمكن أن تكون حاسمة للاتصالات والاستهداف في ساحة المعركة بأوكرانيا، وفقا للمعهد الملكي للخدمات المتحدة، وهو مركز أبحاث بريطاني للسياسة الخارجية.

وقد حافظ شي جين بينغ على توازنه الخاص منذ غزو روسيا لأوكرانيا فبراير 2022، بعد أقل من 3 أسابيع من إعلانه وبوتين عن شراكة "بلا حدود"، وقد دعت الصين علنا إلى وقف إطلاق النار، لكن بوتين طلب الأسلحة. وكانت جاهزة للتسليم عندما اتصل بايدن بشي جين بينغ ليحذره من أن الولايات المتحدة سترد، مما أثار ما قاله المسؤولون لي بأنه رد غاضب من شي جين بينغ يسأله عما إذا كان بايدن يهدده.

ومنذ تلك المواجهة، امتنع شي جين بينغ عن إرسال شحنات الأسلحة المباشرة، إلا أن مسؤولين أمريكيين قالوا إن الزعيم الصيني وجه ليو هي، نائب رئيس الوزراء السابق وأحد المفاوضين الأكثر ثقة لدى شي مع الغرب، للإشراف على المساعدة الهادئة للمجهود الحربي الروسي. في الوقت نفسه، أرسلت الصين أجهزة استشعار السلام إلى أوكرانيا وداعميها الأوروبيين بشأن التوصل إلى تسوية نهائية.

وقد تزايدت نقاط ضعف أوكرانيا جزئيا بسبب التأخير الطويل في شحنات الأسلحة الأمريكية. وبينما كان الجمهوريون في مجلس النواب مترددين، اضطرت أوكرانيا إلى التفكير في الانسحاب. وأثبتت الأسلحة التي كانت الولايات المتحدة تأمل أن تدعم أوكرانيا، مثل دبابات "أبرامز"، وراجمات "هيمارس"، ومقاتلات "إف-16"، أنها معرضة للمسيرات الروسية والتشويش الإلكتروني والدفاعات الجوية.

إقرأ المزيد دول البلطيق والبولنديون يدفعون أوروبا إلى حرب نووية

ويشعر المسؤولون الأمريكيون بالقلق من قيام روسيا بحشد القوت والمعدات عبر الحدود داخل روسيا للهجوم على خاركوف وغيرها من المدن في شرق أوكرانيا. ويمكن للمدفعية الأمريكية والصواريخ قصيرة المدى أن تضرب هذه الأهداف دون التهديد بشن ضربات عميقة على روسيا. لكن في الوقت الراهن، تقيد الولايات المتحدة استخدام تلك الأسلحة داخل أوكرانيا، لذلك فهي غير قادرة على ضرب المراكز اللوجستية الروسية الكبيرة ومراكز تعبئة القوات عبر الحدود. لكن هذا ربما يتغير، حيث تضغط دول "الناتو" الأخرى على بايدن لتخفيف الضوابط.

وجاءت أعلى دعوة لتوجيه ضربات داخل روسيا هذا الأسبوع من الأمين العام لحلف "الناتو" ينس ستولتنبرغ، الذي قال أمام اجتماع برلماني للحلف يوم الاثنين في صوفيا ببلغاريا إن "الخط الأمامي هو الخط الحدودي بشكل أو بآخر، وإذا لم تتمكن من مهاجمة القوات الروسية على الجانب الآخر من خط المواجهة لأنها على الجانب الآخر من الحدود، فإنك بالطبع تقلل بالفعل من قدرة القوات الأوكرانية".

وأضاف ستولتنبرغ: "الحق في الدفاع عن النفس يشمل الحق في ضرب أهداف عسكرية مشروعة خارج أوكرانيا". وانضم إليه في ذلك اجتماع المجموعة البرلمانية لحلف "الناتو" في تأييد "رفع بعض القيود على استخدام الأسلحة".

ربما نقترب من نقطة انعطاف أخرى بأوكرانيا. وبينما تميل الصين بشكل أكبر إلى شراكتها مع روسيا المهيمنة حديثا، يدرس بايدن ما إذا كان سيعمق تحالفه مع كييف، وهو ما من شأنه أن يجلب مخاطر جديدة، ولكن سيكون من المنطقي أن يتمكن من تعزيز أوكرانيا المتذبذبة وإعادة التوازن إلى طاولة المفاوضات، حيث يجب تسوية هذه الحرب في نهاية المطاف.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: أسلحة ومعدات عسكرية الأزمة الأوكرانية الاتحاد الأوروبي الجيش الروسي العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا الكرملين حلف الناتو فلاديمير بوتين فلاديمير زيلينسكي كييف وزارة الدفاع الروسية الولایات المتحدة شی جین بینغ

إقرأ أيضاً:

“واشنطن بوست”: إدارة بايدن تجد صعوبة في التنبؤ برد إيران على اغتيال نصر الله

#سواليف

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست” نقلا عن مصادر مطلعة أن إدارة الرئيس جو #بايدن تجد صعوبة في #التنبؤ برد فعل #إيران و”حزب الله” على #اغتيال الأمين العام للحزب #حسن_نصر_الله.

ونقلت الصحيفة عن مسؤولين رفيعي المستوى في إدارة بايدن بأنهم ما زالوا يقيمون الوضع في لبنان وخطواتهم التالية، محذرين من صعوبة التنبؤ بما قد يحدث بعد وفاة زعيم “حزب الله” حسن نصر الله نتيجة غارة جوية إسرائيلية.

ووبحسب مصادر الصحيفة، تستعد الولايات المتحدة لعدة سيناريوهات محتملة للرد، بما في ذلك هجمات من قبل “حزب الله” أو جماعات أخرى موالية لإيران، مثل الحوثيين في اليمن، بالإضافة إلى هجمات محتملة من إيران على الجنود الأمريكيين في المنطقة أو على إسرائيل.

مقالات ذات صلة صحيفة : حزب الله يحتفظ بآلاف المقاتلين المتمرسين وترسانة كبيرة يمكنه استخدامها 2024/09/29

وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأمريكيين يحثون إسرائيل على عدم تنفيذ عملية برية في لبنان محذرين من أن هذه الخطوة قد تأتي بنتائج عكسية تقوس نفوذ “حزب الله” داخل البلاد.

ووفقال لاثنين من كبار المسؤولين في إدارة بايدن، فقد استهدفت إسرائيل هيكل القيادة والسيطرة الخاص “بحزب الله” مما حدَّ بشكل كبير من قدرته لى الرد.

وفي وقت سابق، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم مقر القيادة المركزي لـ”حزب الله” الواقع تحت مبان سكنية في قلب الضاحية الجنوبية في بيروت.

وأفادت مصادر عبرية بأن هدف الغارة كان الأمين العام لـ”حزب الله” حسن نصر الله، فيما مسؤول العلاقات الاعلامية في الحزب أكد أن “الأمين العام بخير وعافية ولم يكن في المكان المستهدف”.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي قد أعلن “القضاء على حسن نصر الله وعلي كركي وعدد آخر من القادة في الحزب” خلال غارة أمس الجمعة على الضاحية الجنوبية في بيروت.

وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي “سيواصل استهداف كل من يروج ويتورط في أعمال إرهابية ضد مواطني إسرائيل”.

ونعى “حزب الله” اللبناني السبت أمينه العام حسن نصر الله الذي أعلنت إسرائيل عن اغتياله خلال غازة عنيفة استهدفت أمس الجمعة الضاحية الجنوبية في بيروت.

مقالات مشابهة

  • مصدر: اغتيالات بيروت تدفع قيادات عراقية لإعادة النظر في الأمن الشخصي
  • مصدر: اغتيالات بيروت تدفع قيادات عراقية لإعادة النظر في الأمن الشخصي- عاجل
  • “واشنطن بوست”: إدارة بايدن تجد صعوبة في التنبؤ برد إيران على اغتيال نصر الله
  • البيت الأبيض: بايدن تلقى إفادة بشأن الشرق الأوسط ويراجع وضع القوات الأمريكية بالمنطقة
  • أوكرانيا: تسجيل 180 اشتباكا قتاليا على الخطوط الأمامية مع القوات الروسية
  • "فورين بوليسي": أوروبا ما زالت بحاجة ماسة لأمريكا بغض النظر عن "سيد البيت الأبيض"
  • أوكرانيا: تسجيل 180 اشتباكا قتاليا على الخطوط الأمامية مع القوات الروسية خلال الساعات الـ24 الماضية
  • البيت الأبيض: بايدن وجه البنتاغون لتقييم وتعديل وضع القوات الأمريكية في المنطقة حسب ما يقتضي الأمر
  • البيت الأبيض: بايدن اطلع على التطورات في الشرق الأوسط
  • البيت الأبيض: بايدن وجه بتعديل الانتشار العسكري الأميركي في الشرق الأوسط حسب الضرورة