كيف تقنن إسرائيل نظامها في الإقصاء والقمع وترسخه؟
تاريخ النشر: 2nd, August 2023 GMT
يلقي مقال بموقع "ميدل إيست" (Middle East) البريطاني الضوء على الكيفية التي تعمل بها دولة الاحتلال الإسرائيلي على زيادة تفكك الشعب الفلسطيني مكانيا وجسديا ونفسيا بتنفيذ أشرس إجراءات مبدأ "فرق تسد" قسوة.
وتناول المقال الذي كتبته المحامية الفلسطينية دانيا أبو الحاج من القدس -التي تعمل حاليا مسؤولة قانونية في مركز العدل الدولي للفلسطينيين في لندن- الإجراء الحكومي الإسرائيلي المسمى "كوغات" (Cogat)، أي منسق أنشطة الحكومة في المناطق الفلسطينية، بوصفه نموذجا للسياسات التي تعزز سيطرة الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وذلك بعزل الفلسطينيين عن بعضهم بعضا.
وقالت أبو الحاج إن مهندسي الاحتلال الإسرائيلي -على مر السنين- وضعوا بلا هوادة سياسات تسعى إلى زيادة تفكك الشعب الفلسطيني على كل المستويات، وإنه قد يكون من السهل على الناس قراءة هذه السياسة وفصلها عن التجارب الحية لأولئك الذين تؤثر عليهم، لكن تكتيكات "فرق تسد" الإسرائيلية أدت إلى خلق حقائق مختلفة للشعب الفلسطيني.
سياسات تباعد بين الفلسطينيينوأوضحت الكاتبة أن المقدسيين والفلسطينيين عامة في الضفة الغربية المحتلة وفي غزة، والمواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، واللاجئين وفلسطينيي الشتات ظلوا يتباعدون عن بعض تدريجيا وبشكل متزايد في فهم الحقائق التي يعيشها بعضهم، في ظل احتلال وحشي ومسيطر ومجرد من الإنسانية.
ولفتت إلى أن أحد الأمثلة على ذلك هو الإجراء "كوغات"، الذي دخل حيز التنفيذ أواخر العام الماضي، والذي تم تصميمه لتعزيز السيطرة العسكرية الإسرائيلية، وجعل من الصعب على فلسطينيي الشتات التدريس أو الدراسة أو التطوع أو العمل أو العيش في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضحت أنها شاركت مؤخرا في كتابة تقرير بعنوان "تسوير: قواعد إسرائيل لعام 2022 بشأن دخول الرعايا الأجانب إلى الضفة الغربية". ويوضح التقرير كيف تُظهر اللوائح تجاهل إسرائيل التام لواجباتها والتزاماتها في ما يتعلق بالقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان. وتشمل هذه الحقوق الخصوصية والحياة الأسرية، وحرية التنقل، والتنمية الاقتصادية، والتعليم والتمتع بالحقوق الثقافية.
نقل صامت للعائلات من الضفةوأشارت إلى أن هذا الإجراء يدور حول ترسيخ إسرائيل الاحتلال والضم والفصل العنصري. فمن خلال منع العائلات الفلسطينية -التي يكون أحد أفرادها على الأقل مواطنا أجنبيا- من العيش معا، تخلق إسرائيل بيئة قسرية مصممة لإحداث "نقل صامت" لعائلات بأكملها من الضفة الغربية المحتلة.
وأضافت أن هذه القواعد تعزز أيضا المراقبة والسيطرة التي يمارسها النظام العسكري الإسرائيلي، والتي تهدف إلى جعل الحياة اليومية في الضفة الغربية المحتلة لا تطاق.
وقالت أبو الحاج لا يعرف أحد بعد التأثير الكامل للوائح، لأنها لا تزال جديدة، والصيف الحالي هو الأول منذ تنفيذها، إنه الوقت الذي يزور فيه فلسطينيو الشتات من جميع أنحاء العالم عائلاتهم ومنازلهم في الضفة الغربية المحتلة.
تجب مراقبتها وتوثيقهاواستمرت تقول إن إجراء كوغات الجديد قد يؤدي إلى رفض تعسفي للدخول إلى الضفة الغربية المحتلة عبر جسر اللنبي؛ لذلك، تجب مراقبة مثل هذه الحالات وتوثيقها، ويجب على الحكومات اتخاذ إجراءات نيابة عن مواطنيها الذين يُمنعون من الدخول.
وأضافت أن هناك أيضا تأثيرا غير مرئي للإجراء؛ لن يكون مرئيا أو قابلا للقياس. فكثير من الناس سيشعرون بالارتباك والترهيب بسبب هذه اللوائح لدرجة أنهم لن يشعروا بالثقة الكافية للسفر في المقام الأول. وهذا حاجز آخر سيمنع الناس من رؤية الحقائق اليومية للاحتلال الإسرائيلي وقمع الفلسطينيين.
غامضة ومربكة عمداوقالت المحامية الفلسطينية إنها وفريقها أنفقوا أسابيع عديدة وبذلوا جهودا مضنية عندما تم نشر مسودة اللوائح لأول مرة، وهي وثائق مترامية الأطراف مكونة من 97 صفحة، وأدركت أنه حتى قراءة هذه القواعد لمحترف قانوني يتمتع بخبرة 8 سنوات في هذا المجال كان أمرا صعبا، ووصفتها بأنها غامضة ومربكة عمدا.
وتوقعت دانيا أبو الحاج -في مقالها- أنه إذا تم تطبيق إجراء 2022 خلال الأشهر المقبلة، فإنه سيعمق واقع التشرذم للشعب الفلسطيني المحروم من التمتع بالوعود والقيم التي تشكل ركائز إجماع المجتمع الدولي بعد الحرب العالمية الثانية.
وقالت إن الصمت المطبق للمجتمع الدولي لم يعد قادرا على نقل الازدراء للفلسطينيين وحقوقهم فحسب، بل أيضا اللامبالاة المروعة تجاه دولة تواصل ارتكاب جرائم الفصل العنصري والاضطهاد ضد الإنسانية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الضفة الغربیة المحتلة
إقرأ أيضاً:
تجريف طرق وحرق منازل .. الضفة الغربية تشتعل مع غزة
سرايا - بعد حصيلة دامية دفعتها غزة، أمس الثلاثاء، وبينما جددت إسرائيل غاراتها على القطاع المحاصر، لم تكن الضفة الغربية بحال أفضل.
فقد واصل الجيش الإسرائيلي عملياته في مدينة ومخيم جنين بشمال الضفة الغربية لليوم الـ58 على التوالي، وسط عمليات تجريف وحرق منازل، وتحويل أخرى لثكنات عسكرية.
كما سمع صباح اليوم الأربعاء إطلاق للرصاص الحي بشكل كثيف من داخل مخيم جنين، إضافة لأصوات انفجارات، من قبل القوات الإسرائيلية، وفقاً وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا).
وتابعت أن القوات الإسرائيلية دفعت تعزيزات عسكرية برفقة جرافات إلى مخيم جنين في حين تتواصل عمليات التجريف وتوسيع الشوارع وشق طرق جديدة في المخيم.
أيضاً أشارت إلى أن إسرائيل اعتقلت خلال الـ58 يوما قرابة 227 مواطنا من محافظة جنين، فيما أجرى عشرات عمليات التحقيق الميداني.
جرفت 100% من شوارع مخيم جنين
بدورها، أكدت بلدية جنين أن الجيش الإسرائيلي جرف 100% من شوارع مخيم جنين وقرابة 80% من شوارع مدينة جنين، فيما تم تهجير سكان 3200 منزل من المخيم.
كذلك أحرق الجنود ليلة أمس منازل لمواطنين في محيط ديوان السعدي داخل المخيم، مع إغلاق الشارع المؤدي إلى مستشفى جنين الحكومي من جهة مدخل مخيم جنين بالسواتر الترابية.
وأشارت إلى أن العملية المستمرة على مدينة ومخيم جنين لليوم الـ58 خلف 34 قتيلاً وعشرات الإصابات والمعتقلين.
يطردون السكان ومقتل العشرات!
يذكر أن محافظ نابلس غسان دغلس، كان أكد إجبار الجيش الإسرائيلي عائلات من مخيم العين على النزوح وترك منازلها.
وقال إن العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي ما زالت مستمرة في مخيم العين غرب نابلس، والتي أسفرت عن مقتل شاب واحتجاز جثمانه، وإصابة عدد من الشبان واعتقال آخرين، وحملة مداهمة وتفتيش واسعة داخل المخيم.
وذكر أن القوات الإسرائيلية أجبرت عددا من العائلات على النزوح وترك منازلها من داخل المخيم، مؤكدا أن الاقتحام لمخيم العين شل العملية التعليمية خاصة في المنطقة الغربية لمدينة نابلس، كون المخيم يقع في المدخل الرئيسي الغربي لنابلس.
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية أعلنت مقتل 70 فلسطينيا في الضفة الغربية منذ بدء العام 2025.
هذا وتصاعدت أعمال العنف في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قتل ما لا يقل عن 885 فلسطينياً، بنيران القوات الإسرائيلية أو المستوطنين في الضفة الغربية منذ ذلك التاريخ.
كذلك، قُتل ما لا يقل عن 32 إسرائيليا، في هجمات فلسطينية أو مواجهات خلال العمليات الإسرائيلية في المنطقة خلال الفترة نفسها، وفق أرقام إسرائيلية رسمية.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 646
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 19-03-2025 03:41 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...