معاداة السامية والإبادة الجماعية
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
إن كل الأديان التي أتى بها الرُسل والأنبياء بوحي من الله عز وجل، كان هدفها الأساسي عمارة الأرض تنفيذًا لما أراده الله من الإنسان، وهو خلافته في الأرض، ولن تتحقق عمارة الأرض إلا بنشر السلام والأمان، ولن يكون هناك سلام وأمان إلا بتحقيق العدل بين الناس جميعًا، على اختلاف جنسياتهم ودياناتهم.
إذًا فإن الأديان كافة ما جاءت إلا لنشر السلام والأمان بين الناس كافة، وليس لفصيل معين من الناس كما يفعل هذا الكيان المسمى إسرائيل الذي يرتكب جميع الجرائم باسم الدين.
وعندما انتفضت الشعوب والبلدان ترفض ما تقوم به إسرائيل من مجازر وجرائم إبادة لشعب بأكمله – في حرب ليس بها أي تكافؤ، حيث تستخدم الطائرات والدبابات والصواريخ في إبادة شعب فلسطين الأعزل- صدعت إسرائيل رؤوسنا بذريعتها المعتادة وهي ( معاداة السامية).
أي معاداة للسامية عندما تظاهر مجموعة من الطلاب اعتراضًا على ما تقوم به إسرائيل من أفعال مشينة في غزة!
أي معاداة للسامية عندما يكون بين المتظاهرين يهود!
أي معاداة للسامية التي تتحدث عنها وأنت تنظم عمليات إبادة جماعية في مقابر جماعية تم اكتشافها وما خفي كان أعظم.
أي معاداة للسامية وأنت تقتل كل من يحاول كشف الحقيقة من صحفيين ومصورين قمت بقتلهم وعائلاتهم!
أي معاداة للسامية وأنت معادٍ للبشرية جمعاء!
فكيف يتحقق إذًا السلام والأمان مع ما تفعله إسرائيل وتؤيده أمريكا وتدعمه، التي كانت تدعي أنها رمز للديمقراطية، وهي ترى بأعينها ما تقوم به إسرائيل في تحدٍ سافر لكل القوانين والقرارات الدولية بل تحدٍ للعالم أجمع.
إن ما تفعله إسرائيل هو بلطجة تحت مظلة الحماية الأمريكية، هذا ملخص ما يحدث حاليًا.
المصدر: البوابة نيوز
إقرأ أيضاً:
من جنين إلى طولكرم.. إسرائيل تمارس سياسة تغيير جغرافيا المخيمات
وسّعت إسرائيل، أمس الاثنين، عملية "السور الحديدي" التي بدأتها بتاريخ 21 يناير/كانون الثاني الجاري، في مدينة ومخيم جنين، لتشمل مخيمات مدينة طولكرم، حيث تتخذ العملية في المدينتين طابعا تدميريا، تعمد فيه إسرائيل إلى تدمير المنازل وتغيير جغرافيا المخيمات التي تقتحمها.
وعلى مدى الأيام الثمانية الماضية، تواصلت عمليات نسف المنازل في أطراف مخيم جنين، وهدمها بالجرافات المجنزرة، بهدف إحداث وتوسيع طرق إلى عمق المخيم، أما في الشوارع الواسعة نسبيا فعمد جنود الاحتلال إلى إشعال النار في المنازل وإحراقها بشكل كامل.
الدمار والهدم منتشران في كافة أنحاء مخيم جنين (الجزيرة) "كأنه زلزال"وعلى الأرض، يتكشف الدمار الهائل في الأحياء والشوارع التي وصلتها جرافات الاحتلال، ويقول الأهالي إنهم واجهوا صعوبة في التعرف على بعض المنازل، وفي مناطق أخرى كساحة المخيم، بدا الأمر كأن زلزالا ضرب المنطقة.
حاول الأهالي الوصول إلى منازلهم في الجهة الغربية من المخيم، بعد ورود أخبار عن انسحاب قوات الاحتلال منها، لكن أبو فايز وهو أحد سكان مخيم جنين، وصف للجزيرة نت ما رآه بعد وصوله للحي بقوله "المشهد صادم، الدمار في كل مكان، وما يجري هو بمثابة النكبة الجديدة".
إعلانويضيف "منازل الجيران كلها مدمرة، نحن حي مدني، ويطلق عليه اسم المخيم الجديد لأنه أعيد بناؤه بعد اجتياح عام 2002، ما يحدث هو لتهجيرنا مرة جديدة ولهدم المخيم".
ويؤكد أبو فايز أن وضع النازحين سيئ جدا، "بسبب قلة الإمكانات المتوفرة لديهم، كما أن وضع القلة القليلة من الناس الذين لم ينزحوا من المخيم مأساوي، حيث لا توجد مياه منذ بدء الأزمة مع السلطة الفلسطينية قبل 40 يوما وحتى الآن، والخطر في كل مكان".
يقول السكان إن الجيش الإسرائيلي بدأ بالدخول إلى المخيم من حي إلى آخر، وهو ما استدعى تدمير أحياء للوصول إلى أحياء أخرى، وإن المسيّرات الإسرائيلية لا تفارق سماء المخيم، حيث تلقي القنابل على المنازل وفي الشوارع.
وقالت ميسون خنفر، وهي إحدى النازحات من المخيم، "حاولتُ الوصول إلى منزلي لتفقده، وآخذ بعض الأغراض لأطفالي، لكن لم أستطع الدخول إلى المنزل من شدة الدمار المحيط به".
آلة التدمير الإسرائيليةخلال الساعات الأخيرة من اليوم الثلاثاء، بدأ الاحتلال بإدخال معدات أصغر حجما من الجرافات، ويطلق عليها اسم "Bob cut"، وتستخدم لفتح الطرقات وتسهيل الحركة عليها.
وتشير المعطيات إلى أن قوات الاحتلال دمرت أكثر من 100 منزل ومنشأة حتى الآن، كان آخرها هدم مسجد حمزة في شارع مهيوب في عمق المخيم، إضافة لتدمير البنية التحتية بشكل كامل، وتهجير أكثر من 90% من السكان.
بدورها، استنكرت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية، إقدام قوات الاحتلال على هدم المسجد، معتبرةً أن هذا العمل يعد اعتداءً صارخا على المقدسات الإسلامية، وانتهاكا واضحا لكل القوانين والمواثيق الدولية التي تكفل حماية دور العبادة.
ونشر جيش الاحتلال مقاطع مصورة تظهر تفجير منازل المواطنين في مخيم جنين، ويعلق الأهالي بأن ما يحدث يشبه عمليات النسف التي نفذها الجيش بمربعات سكنية ومنازل في قطاع غزة.
إعلانوبحسب سكان مخيم جنين، فإن بيئة المخيم أصبحت في السنوات الثلاث الأخيرة مزعجة للاحتلال، خاصة بعد احتضانها عددا من المقاومين، لذا بدأ الاحتلال عمليات عسكرية لهدم المخيمات بهدف التخلص من المقاومة المتمركزة فيها.
قوات الاحتلال أحرقت عددا من المنازل ومنعت طواقم الدفاع المدني من الوصول إليها لإخماد الحريق (الجزيرة) المخيم التاليوبينما انطلقت دعوات لاعتبار مخيم جنين منطقة منكوبة، توسعت إسرائيل في تدميرها إلى مخيم طولكرم وسط المدينة، شمال الضفة الغربية، حيث أخلى جنود الاحتلال سكان المخيم بعد إجبارهم على ترك منازلهم ليلاً، لتبدأ الجرافات العسكرية عمليات الهدم والحرق.
ويقول هاني سرحان، وهو أحد سكان مخيم طولكرم، للجزيرة نت "الوضع في المخيم كارثي جدا، الناس خرجت دون وجهة تستطيع الذهاب إليها، الدمار في البنية التحتية والشوارع والكهرباء كبير جدا".
ويضيف "يأتي كل هذا ضمن الحرب على المخيمات التي بدأها الاحتلال قبل عدة أشهر، فقوات الاحتلال تعمل على تقسيم المخيم إلى مربعات، وتعمل في كل مربع على حدة، الوضع صعب جدا، وهناك خطر في التنقل بين الأزقة، لذا اضطرت الناس للخروج، إسرائيل حوّلت المخيم لمنطقة لا يمكن العيش فيها".
في المقابل، يرى سرحان أن ما تفعله إسرائيل في المخيمات لن يغير الواقع في عقول اللاجئين، الذين يرون أن المخيمات تمثل امتدادا لحقهم في أراضيهم المحتلة عام 1948، ويقول "نحن هنا ضيوف في هذه المخيمات، أراضينا في فلسطين الداخل، وسنعود لها".
معاناة متنقلةوبحسب أهالي مخيم طولكرم، فإن قوات الاحتلال تحاصر البيوت وتجبر الناس على النزوح منها، تمهيدا لهدمها، كما حدث في مخيم جنين، حيث أُجبر الناس على التحرك من المخيم باتجاه واحد، وهو طريق محاذٍ للمستشفى إلى وسط مدينة جنين، ومنه خرج الناس باتجاه ضواحي المدينة والقرى.
وتسبب هذا الإجراء بأزمة للنازحين الذين لم يجدوا مكانا لاستيعابهم، بحسب حسين الشيخ علي، من سكان طولكرم، والذي قال للجزيرة نت إن "عملية الإخلاء حدثت في الليل، فتحوا ممرا واحدا للخروج من المخيم، ثم تركوا الناس في الشارع، في البداية فتحت الأوقاف مسجدين لتبيت العائلات فيها، لكن حتى الآن الناس لا تعرف إلى أين تذهب".
إعلانوأضاف أن عملية الإخلاء السريعة هذه تأتي تمهيدا للهدم، "فجرافات الاحتلال دمرت الشوارع وشبكات المياه والصرف الصحي، التي لم تكن مؤهلة أصلا منذ الاقتحامات السابقة للمخيم، لكن هدم المنازل وإحراقها يعني إفراغ المخيم للتخلص منه".
"كل هذا هو ضمن مشروع احتلال الضفة الذي بدأته إسرائيل بعد الحرب على غزة، المخيم الآن بيئة طاردة للسكان، كل وسائل الحياة العادية مدمرة فيه، وأخيرا ستقوم إسرائيل بهدم منازله وإحراقها"، حسب ما يقول الشيخ علي.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية، قال محافظ طولكرم عبد الله كميل إن "هناك إجبارا للمواطنين على النزوح من منازلهم في مخيم طولكرم، حيث نتابع هذه القضية، وأعطيت تعليمات لجهات الاختصاص من أجل توفير أماكن إيواء، سواء بفتح عدد من المساجد، أو تجهيز قاعات، وقد تم تأمين كل النازحين".