بوابة الفجر:
2025-04-01@07:58:10 GMT

الذكاء المصري.. صبر القابض على الزناد

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

يوما تلو الآخر تثبت الدولة المصرية أن قوة الصبر هي قمة الحكمة في التعامل مع الأزمات المحيطة، وبلغت قمة تلك القوة في إعلاء لغة العقل والحوار، رغم الإمساك بذناد المدفع في وضع الاستعداد.

القيادة المصرية تعلي دائما لغة الحوار والعقلانية ورشد التصرف، وخاصة فيما يدور من حرب الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل أن تنفلت الأمور، وتطير فوهة البركان الذي سيحرق الأخضر واليابس في طريقة، ووقتها سيقول الجميع «ولات ساعة مندم».

إن كرة اللهب التي يدحرجها العدو الصهيوني يوما بعد يوم تجاه مصر، معتقدا أنه من الذكاء والحصافة أن يواصل دفعها نحو القاهرة؛ لتحقيق ما يحفظ ماء وجهه بعد الخيبات التي مني بها في السابع من أكتوبر، تواجهها مصر بعراقيل لإطفائها وإبطال مفعول لهيبها، في الوقت الذي تستطيع فيه تحويل مسارها إلى المكان الذي انطلقت منه، وقلب الطاولة على أخبث من ابتليت بهم منطقتنا العربية، وأحقر من قدر لنا أن نكون جيرانا لهم.

ولكنه قدر مصر، فمكانتها التاريخية التي اكتسبتها من قوة حكمتها وصبر قيادتها النابع من قوتها العسكرية، يفرض عليها أن تكون دائما داعية السلام، ساعية له رغم صلف العدو وعنجهيته الفارغة، حتى إذا استنفدت كل الحلول السلمية ويأست من الغباء الذي يسيطر على ذلك العدو، كان الذناد الحل الأخير الذي لا مفر منه، وفوهة المدفع هو المتحدث الرسمي باسمها، وبسالة المقاتل المصري عنوانها، تزلزل الأرض تحت قدم أعدائها، فالتاريخ شاهد على ذلك: الهكسوس والتتار والإنجليز والفرنسيين وحرب أكتوبر، كلها عبر وعظات لمن يريد العبرة، فإذا أرادت مصر فسيستجيب القدر لا محالة.

تابعنا جميعا -بقلوب يعتصرها الألم، وبحلق تسده غصة- استشهاد بطل من أبطال القوات المسلحة، المكلفين بتأمين معبر رفح، نتيجة تعامله ببسالة مع استفزاز قوة صهيونية على الجهة المقابلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعلم جيدا أن دمه لن يضيع هدرا، ولكنها مسألة وقت من حكيم قابض على الزناد يعرف جيدا تبعات التهور، وكيف ومتى يأخذ حقه، فأخذ الحق حرفة يتقنها المصري دائما.

ولا يساورني الشك في أن القيادة السياسية والعسكرية المصرية تضع في الحسبان حجم الغضب الشعبي الوطني على استشهاد البطل بنيران العدو الصهيوني، وتقدر ذلك الغضب، وتفرق بذكاء بين الغضب المشروع من أفراد الشعب المطالب بالرد على تلك الجريمة، وبين الغضب المزيف الذي تحاول جهات مشبوهة تصديره لحاجة في نفس يعقوب، بدفع مصر دفعا نحو الحرب، وهو الهدف ذاته الذي يسعى إليه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الموقف المصري في أزمة غزة، أثبت يوما بعد يوم نجاعته في زيادة العزلة الدولية على الكيان، فمصر تعلم جيدا أن الاحتلال بقيادته المجرمة يسعى لفتح جبهات عدة للحرب، يستمد منها قوة داخلية أمام شعبه، ويحاول منها تحقيق مكسب للملمة الصورة التي تحطمت على يد المقاومة في السابع من أكتوبر، ويحاول إطالة أمد الحرب للحفاظ على منصبه أطول فترة ممكنة، ويحاول صرف النظر عن الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها يوميا في قطاع غزة.

ولولا الذكاء المصري في إعلاء الصبر الاستراتيجي النابع من القوة العسكرية، لأفلت الاحتلال من تحمل مسؤولية جرائمه بحق الأبرياء في قطاع غزة، فمصر لن تكون أبدا قبلة الحياة للكيان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة العدو الصهيوني القيادة المصرية الإبادة الجماعية الاحتلال الاسرائيلي معبر رفح قوات الاحتلال القوات المسلحة قوات الاحتلال الإسرائيلي كرة اللهب مقاومة لغة الحوار الهكسوس إبادة الجماعية حرب الإبادة الجماعية

إقرأ أيضاً:

الاحتلال يوسع عمليته البرية في رفح .. و«هدنة العيد» تصطدم بتعنت صهيوني

 

الحية: وافقنا على مقترح جديد من الوسطاء وسلاح المقاومة خط أحمر

الثورة / غزة /وكالات

تستقبل غزة عيد الفطر بمزيد من المجازر وحرب الإبادة الجماعية من قبل الاحتلال الصهيوني الإجرامي، الذي أعلن عشية العيد توسيع العملية البرية في جنوب قطاع غزة، حيث استشهد وأصيب العشرات من الفلسطينيين امس إثر قصف طائرات العدو الصهيوني ، على مدينتي غزة وخان يونس.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية، بأن طائرات العدو قصفت عربة يجرها حيوان، في مدينة خان يونس، ما أدى إلى استشهاد أربعة مواطنين عرف من بينهم: مالك عبد الله دهليز، وأنور حمدي حجازي، وعمران الحمران، وشهيدة لم تعرف هويتها.
وأوضحت أن طائرات العدو استهدفت خيمة للنازحين في منطقة المواصي جنوب خان يونس، ما أسفر عن استشهاد المواطن مصطفى الغول.
كما استشهد مواطنان، وأصيب آخرون بجروح بين متوسطة وخطيرة، إثر قصف العدو الصهيوني تكية خيرية في حي الشجاعية شرق مدينة غزة.
يأتي ذلك فيما أكد برنامج الأغذية العالمي، امس «الحاجة الماسة إلى وصول مساعدات لقطاع غزة عاجلا، مع تضاؤل مخزونات الغذاء»، ومواصلة الاحتلال الإسرائيلي إغلاق المعابر في إطار سياسة التجويع التي ينتهجها ضمن إبادته الجماعية للفلسطينيين.
وحذّر البرنامج الأممي مجدداً من أن «مئات آلاف الفلسطينيين في غزة يتعرضون لخطر الجوع الشديد وسوء التغذية مع تضاؤل مخزونات الغذاء، ومواصلة إسرائيل إغلاق المعابر».
سياسيا .. قال رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) خليل الحية إن الحركة تلقت مقترحا جديدا من الوسطاء قبل يومين، وإنها وافقت عليه، مؤكدا أن سلاح المقاومة خط أحمر لا يمكن تجاوزه.
وأضاف الحية -في كلمة مصورة- أن الحركة «خاضت مع بقية الفصائل والوسطاء مفاوضات مع العدو، ووضعت نصب عينيها وقف الحرب ورفع الحصار وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين»، مؤكدا أن الاحتلال مارس المراوغة والمماطلة من أجل مواصلة الحرب.
وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ماطل من أجل الحفاظ على حكومته والتنصل من الانسحاب الكامل من قطاع غزة، مشيرا إلى أن المقاومة تمكنت في النهاية من التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال الحية: إن المقاومة التزمت بكل ما اتفقت عليه رغم عدم التزام الاحتلال، وإنها طلبت من الوسطاء إلزام الجانب الإسرائيلي بالاتفاق، لكنه رفض الانسحاب من محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وعاود الحرب وأغلق المعابر ومنع دخول المساعدات.
وأشار الحية إلى تعامل حماس بإيجابية مع كل المقترحات التي تلقتها، بما في ذلك موافقتها على مقترح قدمه الوسطاء في مصر وقطر قبل يومين، وقال: إن الحركة تأمل ألا يعطله الاحتلال وألا يُفشل جهود الوسطاء.
وتابع «وقّعنا اتفاقا مثّل إجماع كافة القوى الوطنية بتشكيل حكومة كفاءات وطنية، ثم استجبنا لاحقا لمقترح مصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي لإدارة قطاع غزة وتحمّل مسؤوليته كاملة في كل المجالات».
وأضاف «تم الاتفاق على أن تتكون هذه اللجنة من شخصيات مستقلة تتسلم عملها فور التوقيع على الاتفاق لنقطع الطريق على العدو، وقدّمنا للأشقاء المصريين مجموعة أسماء تكون نواة هذه اللجنة، ونحن نأمل من الأشقاء في مصر من الإسراع في تشكيلها بعدما أخذوا تفويضا ودعما عربيا وإسلاميا لها».
وقال الحية «نقول لمن يراهن على أن حماس وبقية الفصائل يمكنها أن تتخلى عن مسؤولياتها وأن تسلم شعبها لمصير مجهول يتحكم فيه الاحتلال وفق ما يريد: أنتم واهمون، فلا ترحيل ولا تهجير».
وأضاف «أما سلاح المقاومة فهو خط أحمر، وهو مرتبط بوجود الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية المستقلة، فإذا زال الاحتلال يبقى سلاحا للشعب والدولة يحمي مقدراتهما وحقوقهما».
وأكد أن الشعب قدّم قادته وأبناءه من أجل الحرية والعودة والدولة المستقلة والمسجد الأقصى، مضيفا «سنواصل هذا الطريق حتى تحقيق أهداف شعبنا كاملة بوقف الحرب والعدوان وتحقيق وحدة شعبنا ومصالحه وصولا إلى إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس، وتحقيق وحدة شعبنا ومقدساته».
يأتي ذلك فيما تتواصل المحادثات في العاصمة القطرية الدوحة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وسط تفاؤل حذر في القاهرة بشأن إمكانية تحقيق تقدم في الساعات المقبلة، خاصة مع اقتراب عيد الفطر، الذي يسعى الوسطاء قبله إلى التوصل إلى «هدنة» تمهيداً لاتفاق أوسع.
ونقل عن مصادر مطلعة، أن وفوداً من مصر وقطر تجري محادثات للتوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار في قطاع غزة خلال عيد الفطر.
وأشارت التقارير إلى أن الوفدين التقيا عدة مرات مع وفد حماس في الدوحة لبحث المقترح الجديد الذي ينص على إطلاق سراح خمسة اسرى إسرائيليين مقابل إطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين وهدنة لمدة 50 يوما. وبحسب المصادر فإن الموقف الإسرائيلي هو العائق الرئيسي أمام تقدم المحادثات، إذ يحول دون التوصل إلى هدنة إنسانية تسمح بدخول المساعدات إلى قطاع غزة. لكن ورغم الجمود، هناك تفاؤل حذر في القاهرة بشأن إمكانية تحقيق تقدم في الساعات المقبلة.
وتؤكد المصادر أن القاهرة تعمل على تسريع عملية التفاوض عبر طرح «مقترحات واقعية تحظى بدعم أمريكي وقطري»، وتسعى إلى «تجاوز العقبات» التي تضعها إسرائيل، خاصة فيما يتعلق بآلية إدخال المساعدات الإنسانية والإفراج عن الأسرى الفلسطينيين. وتشير المصادر إلى أن الحكومة الإسرائيلية تواصل المناورة عبر وضع شروط غير واقعية تؤخر التوصل إلى اتفاق.
وبحسب مصادر مطلعة على عملية التفاوض، فإن الاقتراح المصري يتضمن «وقفا مؤقتا لإطلاق النار لمدة نحو 50 يوما، مقابل إطلاق سراح خمسة أسرى إسرائيليين، وإطلاق سراح عدد من الأسرى الفلسطينيين، وتفعيل آلية لإدخال المساعدات بكميات كافية، بما في ذلك الغذاء والدواء والمعدات الأساسية الضرورية لمساعدة المدنيين».

مقالات مشابهة

  • من أوكرانيا إلى فلسطين.. العدالة التي تغيب تحت عباءة السياسة العربية
  • كفارة الخذلان لغزة
  • ثلاثة شهداء فلسطينيين في قصف العدو الصهيوني لمحافظتي رفح وخان يونس
  • حماس تدين مصادقة العدو الإسرائيلي على مشروع استيطاني جديد
  • استشهاد 3 فلسطينيين إثر قصف العدو الصهيوني على رفح وخان يونس
  • ماذا يتضمّن "المقترح البديل" الذي أرسلته إسرائيل للوسطاء؟
  • الاحتلال يوسع عمليته البرية في رفح .. و«هدنة العيد» تصطدم بتعنت صهيوني
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه في أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • معاريف: حكومة نتنياهو تشتبه أن التظاهرات التي خرجت في غزة حيلة من حماس
  • ليتني لم أعد..مأساة أبو العبد الذي فقد عائلته شمال غزة في لحظة