بوابة الفجر:
2024-11-08@01:04:13 GMT

الذكاء المصري.. صبر القابض على الزناد

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

يوما تلو الآخر تثبت الدولة المصرية أن قوة الصبر هي قمة الحكمة في التعامل مع الأزمات المحيطة، وبلغت قمة تلك القوة في إعلاء لغة العقل والحوار، رغم الإمساك بذناد المدفع في وضع الاستعداد.

القيادة المصرية تعلي دائما لغة الحوار والعقلانية ورشد التصرف، وخاصة فيما يدور من حرب الإبادة الجماعية التي شنتها قوات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، قبل أن تنفلت الأمور، وتطير فوهة البركان الذي سيحرق الأخضر واليابس في طريقة، ووقتها سيقول الجميع «ولات ساعة مندم».

إن كرة اللهب التي يدحرجها العدو الصهيوني يوما بعد يوم تجاه مصر، معتقدا أنه من الذكاء والحصافة أن يواصل دفعها نحو القاهرة؛ لتحقيق ما يحفظ ماء وجهه بعد الخيبات التي مني بها في السابع من أكتوبر، تواجهها مصر بعراقيل لإطفائها وإبطال مفعول لهيبها، في الوقت الذي تستطيع فيه تحويل مسارها إلى المكان الذي انطلقت منه، وقلب الطاولة على أخبث من ابتليت بهم منطقتنا العربية، وأحقر من قدر لنا أن نكون جيرانا لهم.

ولكنه قدر مصر، فمكانتها التاريخية التي اكتسبتها من قوة حكمتها وصبر قيادتها النابع من قوتها العسكرية، يفرض عليها أن تكون دائما داعية السلام، ساعية له رغم صلف العدو وعنجهيته الفارغة، حتى إذا استنفدت كل الحلول السلمية ويأست من الغباء الذي يسيطر على ذلك العدو، كان الذناد الحل الأخير الذي لا مفر منه، وفوهة المدفع هو المتحدث الرسمي باسمها، وبسالة المقاتل المصري عنوانها، تزلزل الأرض تحت قدم أعدائها، فالتاريخ شاهد على ذلك: الهكسوس والتتار والإنجليز والفرنسيين وحرب أكتوبر، كلها عبر وعظات لمن يريد العبرة، فإذا أرادت مصر فسيستجيب القدر لا محالة.

تابعنا جميعا -بقلوب يعتصرها الألم، وبحلق تسده غصة- استشهاد بطل من أبطال القوات المسلحة، المكلفين بتأمين معبر رفح، نتيجة تعامله ببسالة مع استفزاز قوة صهيونية على الجهة المقابلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وأعلم جيدا أن دمه لن يضيع هدرا، ولكنها مسألة وقت من حكيم قابض على الزناد يعرف جيدا تبعات التهور، وكيف ومتى يأخذ حقه، فأخذ الحق حرفة يتقنها المصري دائما.

ولا يساورني الشك في أن القيادة السياسية والعسكرية المصرية تضع في الحسبان حجم الغضب الشعبي الوطني على استشهاد البطل بنيران العدو الصهيوني، وتقدر ذلك الغضب، وتفرق بذكاء بين الغضب المشروع من أفراد الشعب المطالب بالرد على تلك الجريمة، وبين الغضب المزيف الذي تحاول جهات مشبوهة تصديره لحاجة في نفس يعقوب، بدفع مصر دفعا نحو الحرب، وهو الهدف ذاته الذي يسعى إليه رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

الموقف المصري في أزمة غزة، أثبت يوما بعد يوم نجاعته في زيادة العزلة الدولية على الكيان، فمصر تعلم جيدا أن الاحتلال بقيادته المجرمة يسعى لفتح جبهات عدة للحرب، يستمد منها قوة داخلية أمام شعبه، ويحاول منها تحقيق مكسب للملمة الصورة التي تحطمت على يد المقاومة في السابع من أكتوبر، ويحاول إطالة أمد الحرب للحفاظ على منصبه أطول فترة ممكنة، ويحاول صرف النظر عن الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها يوميا في قطاع غزة.

ولولا الذكاء المصري في إعلاء الصبر الاستراتيجي النابع من القوة العسكرية، لأفلت الاحتلال من تحمل مسؤولية جرائمه بحق الأبرياء في قطاع غزة، فمصر لن تكون أبدا قبلة الحياة للكيان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة العدو الصهيوني القيادة المصرية الإبادة الجماعية الاحتلال الاسرائيلي معبر رفح قوات الاحتلال القوات المسلحة قوات الاحتلال الإسرائيلي كرة اللهب مقاومة لغة الحوار الهكسوس إبادة الجماعية حرب الإبادة الجماعية

إقرأ أيضاً:

وداعًا البطل محمد المصري صائد الدبابات بحرب السادس من أكتوبر

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أعلنت أسرة محمد المصري، صائد الدبابات في حرب أكتوبر، عن وفاته اليوم الخميس الموافق 7 نوفمبر 2024.

وأشارت أسرة صائد الدبابات، إلى أنه سيتم تشيع جثمانه بمسقط رأسه بمركز أبوالمطامير في محافظة البحيرة.

وقال البطل الراحل محمد المصري، في تصريحات سابقة لـ"البوابة نيوز"، إنه التحق بالجيش كمجند بسلاح الصاعقة في سبتمبر 1969، وبعد عامين التحق بسلاح المظلات.

وأشار البطل الراحل محمد المصري، إلى أنه كان ضمن الموجة الأولى التي عبرت قناة السويس تحت غطاء نيران المدفعية والقوات الجوية، حيث كان موكلًا إليه مهمتين هما صد هجوم العدو المفاجئ أثناء العبور والاقتحام، والعمل خلف خطوط العدو، وقام بإطلاق أول صاروخ في الحرب وعمره وقتها 23 عامًا.

وتابع المصري، أنه نجح خلال حرب السادس من أكتوبر بتدمير 27 دبابة في حرب أكتوبر، بينهم دبابة العقيد الإسرائيلى عساف ياجورى.

وكشف المصري، أيضا خلال تصريحاته السابقة لـ"البوابة نيوز"، كواليس تدريباته قبل حرب أكتوبر على استخدام الصواريخ لاصطياد أهداف العدو من الدبابات، وحكى أيضا اللحظات الصعبة بعد نكسة 67 والأيام العصيبة التي عاشتها مصر وكيف استطاع الجيش المصري رد كرامة كل المصريين في حربي الاستنزاف وأكتوبر.

وجدير بالذكر ان الرئيس عبدالفتاح السيسي،  قد كرم البطل محمد المصري، صائد الدبابات بحرب السادس من أكتوبر 1973، في أكتوبر الماضي خلال الندوة التثقيفية الأربعين للقوات المسلحة.

 

مقالات مشابهة

  • مصطفى بكري: الشعب المصري يتصدى لقوى الشر التي تريد النيل من مصر
  • مخيم جباليا “هيروشيما” غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • وزير السياحة: قوة تعلم آلة الذكاء الاصطناعي عظيمة وهذه التحديات التي تواجهنا
  • مخيم جباليا هيروشيما غزة التي يدمرها الاحتلال الإسرائيلي
  • وداعًا البطل محمد المصري صائد الدبابات بحرب السادس من أكتوبر
  • محمد المصري.. صائد الدبابات الأسطورة الذي أرعب العدو ورحل مخلدا في ذاكرة الوطن (بروفايل)
  • نعيم قاسم: الميدان هو الذي سيوقف العدوان وصواريخنا ستصل لكل إسرائيل
  • كيف أتعامل مع برج الحمل عند الغضب؟
  • تعرّف على قصر جنوب لبنان الذي حوّله جنود الاحتلال إلى خراب (شاهد)
  • استشهاد المطارد هاني بني عودة بعد قصف الاحتلال المنزل الذي تحصن به جنوب طوباس