هكذا يمكن للمعارضة ترميم واقعها السياسي
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
تلقت قوى المعارضة اكثر من ضربة سياسية قاسية في الاشهر الماضية كان اهمها انسحاب الحزب التقدمي الاشتراكي بشكل عملي من بين صفوفها وتقرّبه الواضح من "قوى الثامن من اذار" وتحديدا من "الثنائي الشيعي" اذ بات الخطاب السياسي للنائب السابق وليد جنبلاط يؤيد ما يقوم به الحزب عسكريا ويدعمه، وقد يتوج اعادة تموضعه هذا بخيار رئاسي يرضي الرئيس نبيه بري.
الضربة الثانية التي تلقتها قوى المعارضة تمثلت في فشل نظرية التقاطع التي روّجت لها عدة اطراف اساسية، بمعنى اخر فشل فكرة "تكتيل" القوى السياسية المعارضة لـ "حزب الله" في جبهة رئاسية واحدة، حتى لو لم تكن متجانسة، وتشكيل تحالف واحد من اجل ايصال رئيس جديد للجمهورية، وهذا ما حصل بعد التقارب السابق مع "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل، الامر الذي اثبت فشله لاسباب عديدة منها ان التوازنات النيابية لا توصل لوحدها رئيسا الى قصر بعبدا.
الضربة الاقسى هي فقدان القدرة على استقطاب القوى السنّية، اذ انه وبعد الانتخابات النيابية الاخيرة كان غالبية النواب السنّة والكتل النيابية السنّية اقرب الى المعارضة، لكنهم باتوا في مكان وسطي في الاشهر الاخيرة حيث سعت الاطراف الى استقطابهم "على القطعة"، الا ان هذا المسار تبدل بشكل جذري منذ بدء المعارك العسكرية المشتعلة اليوم في المنطقة، والتقارب السنّي الشيعي الحاصل والذي لم يشمل فقط السعودية وايران، بل القوى ذات "الطابع الاخواني" مع حلفاء ايران في المنطقة.
هذا يعني ان التقاطع السياسي بين خصوم "حزب الله" الاساسيين والواقع النيابي السنّي بات اكثر صعوبة، من دون اغفال وجود امكانية دائمة لترميم العلاقة بين مسيحيي "قوى الرابع عشر من اذار" والنواب السنّة الذين لا يصنفون على انهم حلفاء للحزب. كل ما تقدم يوحي بأن قوى المعارضة باتت اليوم اقل قدرة على المناورة، ولم يعد في امكانها فرض شروطها بشكل قاطع خلال اي مفاوضات مقبلة.. لذلك فإن البحث الجدي يجب ان يتركز اليوم لدى المعارضة في كيفية ترميم واقعها السياسي.
تقول مصادر مطلعة أن احدى نتائج زيارة بعض نواب المعارضة الى الولايات المتحدة الاميركية ولقاء المبعوث الرئاسي آموس هوكشتاين يساهم في تعويض الخلل الداخلي الذي اصاب المعارضين، ويعطيهم ثقلاً دوليا وازنا يجعل اخراجهم من التسوية السياسية بسبب تراجع قدرتهم النيابية، ضربا من الخيال، هكذا يصبح "خبر" اللقاء بهوكشتاين اهم من مضمون اللقاء، في ظل كل المساعي من "قوى الثامن من اذار" لتحويل التفاوض حصريا بين الاميركي من جهة و"حزب الله" عبر الرئيس نبيه بري من جهة أخرى.
كما ان السلاح الاهم لا يزال في يد المعارضة، خصوصا اذا تمكنت هذه القوى من استقطاب باسيل بشكل حقيقي وعميق ومنعه من التقارب مجددا مع "حزب الله"، لان الواقع عندها سيعطي المعارضة حق الفيتو "المسيحي" على اعتبار ان الغالبية الكبرى من النواب المسحيين تصبح الى جانب الخيارات السياسية المعارضة لـ "حزب الله" مما يفرض عليه التعامل بواقعية والتفاوض بجدية مع هذه الاطراف حتى لو لم تكن تملك "بلوك" نيابيا كاسرا للتوازن. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
انتخابات غرينلاند: فوز مفاجئ للمعارضة اليمينية المؤيدة للاستقلال
في نتيجة غير متوقعة، حصد حزب الديمقراطيين (Demokraatit) المؤيد للاستقلال والمُنتمي ليمين الوسط أكبر نسبة من الأصوات في الانتخابات البرلمانية في غرينلاند، متفوقًا على الأحزاب التقليدية التي حكمت الجزيرة لسنوات.
وحصل الحزب على ما يقارب 30% من الأصوات، في حين جاء حزب ناليراق (Naleraq) في المرتبة الثانية بحوالي 25%، متقدماً على حزب الإنويت أتاغاتيغيت (Inuit Ataqatigiit - IA) الذي نال أكثر من 21%. أما حزب سيوموت (Siumut) اليساري، فحلّ رابعًا بنسبة قاربت 15%.
لم تكن هذه النتائج مجرد تغير في موازين القوى السياسية، بل عكست أولويات جديدة لدى الناخبين، حيث لم يكن الاستقلال القضية الوحيدة المطروحة، بل برزت ملفات أخرى مثل الرعاية الصحية والتعليم وحماية التراث الثقافي كعوامل مؤثرة في اختيارات المواطنين. ويعكس فوز حزب الديمقراطيين، الذي يدعو إلى نهج أكثر تدرجًا في مسألة الاستقلال، توجهًا نحو رؤية متوازنة بين الطموحات السياسية والاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية.
وقد جاء قرار إجراء الانتخابات في وقت حساس، حيث دعا رئيس الوزراء موتي بوروب إيغيده إلى التصويت المبكر في فبراير/ شباط الماضي، مؤكدًا أن البلاد تحتاج إلى رص الصفوف في ظرف حساس لم تشهده أبدا غريلاند من قبل. وتزامن ذلك مع تصريحات مثيرة للجدل من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي لم يُخفِ رغبته في السيطرة على الجزيرة، ففي خطاب أمام الكونغرس الأسبوع الماضي، قال إنه يعتقد أن الولايات المتحدة ستحصل عليها "بطريقة أو بأخرى".
وتمتلك غرينلاند، التي تتمتع بالحكم الذاتي تحت سيادة الدنمارك، موقعًا استراتيجيًا مهمًا في شمال المحيط الأطلسي، حيث تشكّل نقطة عبور رئيسية للممرات الجوية والبحرية. إلى جانب ذلك، تزخر بثروات طبيعية هائلة، خاصة المعادن النادرة الضرورية لصنع كل شيء بدءا من الهواتف المحمولة إلى تكنولوجيا الطاقة المتجددة.
Related"سكانها يريدون الانضمام إلى الولايات المتحدة".. ترامب واثق من قدرة واشنطن على ضم غرينلاند"لن يحصل على غرينلاند".. موقف حازم من وزير الخارجية الدنماركي ضد ترامب وفرنسا تلوح بالدعم العسكرياستطلاع رأي يدحض مزاعم ترامب: 85% من سكان غرينلاند لا يرغبون في الانضمام إلى الولايات المتحدةوكان من المرتقب أن يفوز في هذا الاستحقاق، حزبُ الإنويت أتاكاتيجيت (الإنويت المتحدون) بزعامة إيجيد، يليه حزب سيوموت، وهما التنظيمان السياسيان اللذان سيطرا في السنوات الأخيرة على المشهد السياسي في غرينلاند.
ويعود تاريخ النقاش حول استقلال غرينلاند التي يبلغ عدد سكانها 56 ألف نسمة على الأقل إلى سنة 2009. وسيتعين على البرلمان الجديد بنوابه ال31 أن يحددوا مستقبل الجزيرة التي تبحث فيما إذا كان الوقت قد حان لإعلان الاستقلال.
فقد دعمت أربعة من الأحزاب الخمسة الرئيسية فكرة الانفصال عن الدنمارك، لكنها اختلفت في مسألة توقيت التنفيذ وآلياته. فبينما يعتبر حزب ناليراق من أشرس المؤيدين للاستقلال، انفصال فوري، يتبنى حزب ديمكراتيت مقاربة أكثر اعتدالا.
في هذا السياق، قال دواين مينيزيس، المدير التنفيذي لمبادرة الأبحاث والسياسة القطبية: برأيي أن مقاربة الاستقلال التي ستفوز، ستقوم في النهاية على كيفية تشكيل حزب ديمكراتيت للحكومة ومع أي حزب".
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية في مواجهة "طموحات ترامب".. غرينلاند تحظر التبرعات السياسية الأجنبية الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك تؤكد مجددا: "أراضينا ليست للبيع" استطلاع رأي يدحض مزاعم ترامب: 85% من سكان غرينلاند لا يرغبون في الانضمام إلى الولايات المتحدة انتخابات تشريعيةدونالد ترامبغرينلاندالدنمارك