لبنان ٢٤:
2025-03-11@12:25:01 GMT

هكذا يمكن للمعارضة ترميم واقعها السياسي

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

هكذا يمكن للمعارضة ترميم واقعها السياسي


تلقت قوى المعارضة اكثر من ضربة سياسية قاسية في الاشهر الماضية كان اهمها انسحاب الحزب التقدمي الاشتراكي بشكل عملي من بين صفوفها وتقرّبه الواضح من "قوى الثامن من اذار" وتحديدا من "الثنائي الشيعي" اذ بات الخطاب السياسي للنائب السابق وليد جنبلاط يؤيد ما يقوم به الحزب عسكريا ويدعمه، وقد يتوج اعادة تموضعه هذا بخيار رئاسي يرضي الرئيس نبيه بري.

 

الضربة الثانية التي تلقتها قوى المعارضة تمثلت في فشل نظرية التقاطع التي روّجت لها عدة اطراف اساسية، بمعنى اخر فشل فكرة "تكتيل" القوى السياسية المعارضة لـ "حزب الله" في جبهة رئاسية واحدة، حتى لو لم تكن متجانسة، وتشكيل تحالف واحد من اجل ايصال رئيس جديد للجمهورية، وهذا ما حصل بعد التقارب السابق مع "التيار الوطني الحر" ورئيسه جبران باسيل،  الامر الذي اثبت فشله لاسباب عديدة منها ان التوازنات النيابية لا توصل لوحدها رئيسا الى قصر بعبدا.

الضربة الاقسى هي فقدان القدرة على استقطاب القوى السنّية، اذ انه وبعد الانتخابات النيابية الاخيرة كان غالبية النواب السنّة والكتل النيابية السنّية اقرب الى المعارضة، لكنهم باتوا في مكان وسطي في الاشهر الاخيرة حيث سعت الاطراف الى استقطابهم "على القطعة"، الا ان هذا المسار تبدل بشكل جذري منذ بدء المعارك العسكرية المشتعلة اليوم في المنطقة، والتقارب السنّي الشيعي الحاصل والذي لم يشمل فقط السعودية وايران، بل القوى ذات "الطابع الاخواني" مع حلفاء ايران في المنطقة. 

هذا يعني ان التقاطع السياسي بين خصوم "حزب الله" الاساسيين والواقع النيابي السنّي بات اكثر صعوبة، من دون اغفال وجود امكانية دائمة لترميم العلاقة بين مسيحيي "قوى الرابع عشر من اذار" والنواب السنّة الذين لا يصنفون على انهم حلفاء للحزب. كل ما تقدم يوحي بأن قوى المعارضة باتت اليوم اقل قدرة على المناورة، ولم يعد في امكانها فرض شروطها بشكل قاطع خلال اي مفاوضات مقبلة.. لذلك فإن البحث الجدي يجب ان يتركز اليوم لدى المعارضة في كيفية ترميم واقعها السياسي.

تقول مصادر مطلعة أن احدى نتائج زيارة بعض نواب المعارضة الى الولايات المتحدة الاميركية ولقاء المبعوث الرئاسي آموس هوكشتاين يساهم في تعويض الخلل الداخلي الذي اصاب المعارضين، ويعطيهم ثقلاً دوليا وازنا يجعل اخراجهم من التسوية السياسية بسبب تراجع قدرتهم النيابية، ضربا من الخيال، هكذا يصبح "خبر" اللقاء بهوكشتاين اهم من مضمون اللقاء، في ظل كل المساعي من "قوى الثامن من اذار" لتحويل التفاوض حصريا بين الاميركي من جهة و"حزب الله" عبر الرئيس نبيه بري من جهة أخرى.

كما ان السلاح الاهم لا يزال في يد المعارضة، خصوصا اذا تمكنت هذه القوى من استقطاب باسيل بشكل حقيقي وعميق ومنعه من التقارب مجددا مع "حزب الله"، لان الواقع عندها سيعطي المعارضة حق الفيتو "المسيحي" على اعتبار ان الغالبية الكبرى من النواب المسحيين تصبح الى جانب الخيارات السياسية المعارضة لـ "حزب الله" مما يفرض عليه التعامل بواقعية والتفاوض بجدية مع هذه الاطراف حتى لو لم تكن تملك "بلوك" نيابيا كاسرا للتوازن.  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (4)

المُبْتَدَأُ: -
مِن وِجْهَةِ نَظَرٍ مارْكِسِيَّةٍ تُعْتَبَرُ الحُرُوبُ الأَهْلِيَّةُ تَعْبِيراً عَن الصِراعاتِ الطَبَقِيَّةِ وَالتَناقُضاتِ الاِجْتِماعِيَّةِ الداخِلِيَّةِ داخِلَ المُجْتَمَعِ.
وَالخَبَرُ: -

(31)
للقائد الشيوعي الأممي ف. ايلتش لينين رأي واضح في تيار اليساريين الإصلاحيين فقد وصفهم بالانتهازيين، قائلاً: "الإصلاحيون هم انتهازيون يخونون مصالح الطبقة العاملة من أجل مصالحهم الشخصية أو من أجل تحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأجل." مؤكدا أن "الصراع الطبقي هو المحرك الرئيسي للتغيير التاريخي، والإصلاحيون يحاولون تخفيف الصراع عوضا عن تعزيزه.".

(32)
لقد رأينا نحن في السودان؛ بأم أعيننا صدق هذا القول والتحليل؛ حين اعتلت سدة سلطة الانتقال؛ بعد انتصار ثورة 19 ديسمبر 2018م المجيدة مجموعة من الإصلاحيين ضعيفي البصر والبصيرة؛ وكيف أنهم قد فرطوا في أهداف الثورة وشعاراتها، وأضروا بمسارها الثوري؛ حينما ارتضوا شراكة العسكر في السلطة وها نحن نجني علقم غرسهم البائس. القائد الشيوعي الفذ؛ ثاقب البصر والبصيرة لينين؛ ظل يرى أن الإصلاحات قد تحسن ظروف الطبقات المسحوقة على نحو مؤقت، لكنها لا تقضي على اِسْتِغْلالُهُمْ من قبل الرأسماليين؛ قائلا: "الإصلاح هو تحسين ظروف العبودية، أما الثورة فهي تحرير العبيد."

(33)
نحن كشيوعيين؛ ملزمين بقضية نشر الوعي الطبقي؛ ومحاربة أي فكر أو عمل ينتج عنه تأثير معاكس؛ ويؤدي إلى تدهور الوعي الطبقي ومفاقمة الانقسامات القومية بما في ذلك أفكار اليسار الإصلاحي. من الوهم الاعتقاد بأن الطبقة العاملة أو الطبقات المسحوقة على العموم؛ يمكنها أن تجد حلولا لمشاكلها بالتحالف مع هذا الجناح أو ذاك من أجنحة الطبقات السائدة في حالة السلم فكيف بالله عليكم وهي تطحن في رحى حرب ضروس؟!!.

(34)
واجب الشيوعيين يحتم عليهم قول الحقيقة للطبقة العاملة والطبقات المسحوقة، والشرائح الاجتماعية الضعيفة؛ بأن لا تثق بأي جناح من أجنحة الطبقة السائدة، فجميعها دون استثناء بما فيها الأجنحة الإصلاحية؛ تسعى في النهاية فقط لخدمة مصالحها الطبقية؛ ووفقا لميزان القوى في اللحظة التاريخية المعينة.

(35)
طرفا الحرب الدائرة في السودان اليوم؛ يحاولان إخفاء أهدافهما الحقيقية باستعمال كافة أنواع الحيل والدعاوي الأخلاقية. لكن المصالح المادية لا الدعاوي الأخلاقية هي التي تحدد في واقع الأمر؛ ورغم عن ذلك نجد للأسف أن بعض القوى الإصلاحية تعتقد أن بإمكانها ممارسة الضغط على الطرفين لإيفاق الحرب. إن واقع الصراع الدامي الدائر لزهاء العامين حتى الآن يكذب هذا الاعتقاد؛ ويؤكد أن الطرفين لا يضعان أي قيمة لتلك الضغوطات أو المناشدات.

(36)
الحرب وفق تعبير ( كلاوزفيتز) هي استمرار للسياسة بوسائل أخرى. لقد عجزت أدوات طرفي الصراع (الجيش والدعم السريع) السلمية؛ عن حل تناقضات مصالحهما المادية فانتقلا إلى ممارسة السياسة بوسيلة أخرى أكثر عنفاً. فمن الحتمي عندما يصل الصراع بين طرفين لمرحلة الصراع التناحري؛ أن تتبلور قناعة لدى كل منهما بأن وجود الآخر بات يمثل تهديدا وجوديا له ولمصالحه.

(37)
وفي مثل هذه الحالة التي تطابق حالة طرفي الحرب الدائرة في السودان؛ لا يبقى لدعوات إيقاف إطلاق النار وحقن الدماء العاطفية؛ التي تطلقها بعض القوى الإصلاحية؛ أي تأثير وتظل فقط محض دعوات غارقة في النزعة السلمية والأوهام الدبلوماسية؛ خالية من الموقف الطبقي؛ والحلول الطبقية. وبتصاعد وتيرة التوترات بين القوى الرجعية نتيجة التنافس على السلطة، لحد عجز المنافسة السلمية عن تحديد هوية المهيمن بين القوى، تغدو الحرب هي الخيار الوحيد المتاح؛ خاصة عندما تغدو مصالح القوى الرجعية على المحك.

(38)
الحروب الأهلية ليست مجرد صراعات بين جماعات عرقية؛ أو دينية أو سياسية، بل هي انعكاس لصراع الطبقات الاجتماعية؛ وعلى وجه الخصوص هي صراع الفئات الاجتماعية المهمشة والمستغَلة ضد النخبة الحاكمة أو صراع النخب الرجعية الحاكمة التي تناقضت مصالحها وتعارضت مع بعضها البعض كما هو الحال في الحالة السودانية الراهنة.

(39)
وانطلاقا من هذا الفهم المادي فالدعوات الطيبة للحلول السلمية لمثل هذه الحروب، والمناشدات الخجولة لإيقافها بالحوار المفتقرة للموقف الطبقي، هو موقف مثالي ونهج طوباوي غير واقعي؛ إن المصالح المادية هي الموجه الأساسي للنزاعات والصراعات؛ عليه يجب علينا كشيوعيين أن نرى الواقع كما هو ونسمي الأشياء بأسمائها الصحيحة؛ بقول الحقيقة المستندة على الصراع الطبقي.
يَتْبَعُ

تيسير ادريس

tai2008idris@gmail.com

   

مقالات مشابهة

  • الحَرْبُ مُنْعَطَفٌ تِكْتِيكِيٌّ أَمْ مُطَبٌّ دْيالِكْتِيكِيٌّ (4)
  • السيد الرئيس أحمد الشرع في مقابلة مع وكالة رويترز: الحدث الذي حصل من يومين سيؤثر على المسيرة، وسنعيد ترميم الأوضاع إن شاء الله بقدر ما نستطيع، وتم تشكيل لجنة للمحافظة على السلم الأهلي والمصالحة بين الناس لأن الدم يأتي بدم إضافي
  • بلوكاج لجنة المالية يعرقل دراسة الوضعية المالية لصندوق CNSS
  • زعيم المعارضة الإسرائيلية: العودة للحرب في غزة تعني موت المختطفين
  • معركة قانونية جديدة تعمّق الانقسام السياسي في تركيا
  • ميثاق نيروبى قنبله نووية تهز الملعب السياسي السوداني الراكد فهل من مجيب
  • دراويش المعارضة المدنية السودانية- بين التمترس الأيديولوجي وفشل التكيف مع الواقع السياسي”
  • يمكن للمرأة السودانية أن تنجح في كل شيء ما عدا السياسة
  • عودة: الاستقامة مطلوبة بشكل خاص ممن يتولى مسؤولية عامة
  • الدمشقي يدشن المرحلة التنفيذية لمشروع ترميم المنازل المتضررة بمدينة صنعاء القديمة