سودانايل:
2024-06-27@11:00:31 GMT

التعجيل بترشيح رئيس للوزراء ماذا تعني؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الصراع السياسي حول سلطة الفترة الانتقالية بدأ يأخذ مسارات شتى بعد حديث الفريق أول ياسر العطا القائد العام للجيش في عدد من المنابر، في حديثه الأول طالب قيادات المقاومة الشعبية من الشباب أن يتصلوا بالقائد العام و يقدموا مرشحهم لحكومة الفترة الانتقالية، و في تصريحاته لقناة " الحدث" قال أن القيادة في بورتسودان تعكف على تعديل " الوثيقة الدستورية لكي يتثنى لها تشكيل مجلس السيادة و مجلس الوزراء، و الحديث هنا أنتقل إلي مرحلة جديدة هي تعديل "الوثيقة الدستورية" و بعدها يتم تشكيل السلطة التنفيذية، مما يؤكد أن قيادة الجيش لا تريد انتظار حسم تواجد الميليشيا في البلاد، و تعجل بتشكيل السلطة التنفيذية للفترة الانتقالية، حتى تصبح سلطة مجلس الوزراء هي المسؤولة على مسألة إعادة التعمير و الإحصاء السكاني و توزيع الدوائر الانتخابية، و الدعوة العامة للقوى السياسية للحوار من أجل صناعة الدستور.

.
هذا التصريح الأخير؛ جعل البعض يتعجل لترشيح شخصيات لرئاسة الوزراء، اعتمادا على المناطقية و الانتماء السياسي، الأمر الذي يزيد الخلاف في الساحة السياسية.. أن محاولة تسويق شخصيات بعينها و معروف أنتمائها السياسي، يعد قصور نظر لبعض النخب السياسية التي لا تنظر للعملية السياسية ابعد من أخمص القدمين، كأن هناك قيادات سياسية و إعلامية لا تريد أن تتعلم من كل الدمار الذي حدث في السودان.. أن رئيس الوزراء يجب أن يكون شخصية مستقلة ليس لها انتماء سياسيا، و مشهود لها بالكفاءة و الخبرة و الإدارة و العلاقات الدولية و الوعي السياسي الذي يمكنه من نجاح المشروع، و أيضا تتم عملية أختيار الوزراء بذات الكيفية.. و لكن محاولة ترشيح عناصر معروفة الانتماء الحزبي، يدخل البلاد في دوامة من الصراع سوف يعطل عمل السلطة التنفيذية..
أن محاولة ترشيح رئيس للوزراء مبكرا من قبل البعض ذوي الانتماء السياسي المعروف، الهدف منه فتح أجندة جديدة في الجدل السياسي الدائر الآن في الساحة السياسية، و سوف يكون هذا الجدل سببا في تعطيل عملية تشكيل الحكومة. أن الذين لا يستطيعوا التفكير خارج صندوق الانتماء للوصول لتوافق، هؤلاء يحاولون تعقيد المشكلة.. أن الترويج إلي شخصية بعينها، و هي معروفة الانتماء السياسي هل هي محاولة لجس النبض أم فرض شروط على العملية السياسية؟ و بالضرورة سوف تفتح أبواب الصراع بين المكونات المختلفة، تكون أشد من التي قادت للحرب.. أن النخب السياسية التي لا تستطيع أن تتجاوز ثقافة الضد و الإنتماء المغلق، و سوف تصبح هي نفسها عقبة كأوود أمام الحل، و هؤلاء لا يستطيعوا التفكير خارج المصالح الخاصة و الحزبية الضيقة، و هي عقليات عجزت أن تطور ذاتها و تخرج من جلباب الإرث القديم الذي قاد للفشل و كان سببا في الحرب الدائرة في البلاد..
معروف أن هناك نخب سياسية دوغمائية عجزت أن تخرج من الإرث السياسي القديم، و هناك أيضا مجموعة هدفها أن تصرع خصومها الآخرين، و كل هذه السياسات لا تخرج من دائرة الإقصاء، و تسميم الأجواء السياسية، التي تعيق الفرد من عملية التفكير السليم، لكي تخلق مسارات سياسية جديدة تنتقل من الصراع الصفري إلي حوار سياسي بين جميع القوى السياسية في البلاد، و يمد الجسور بين الكل، و أيضا هذا التفكير الأحادي أي تفكير " الإنسان ذو البعد الواحد" كما سماه هربرت ماركوزا، هو تفكير يخلق تحديات سالبة في المجتمع لأنه لا يهمه إلا المصالح الضيقة. و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير ينبع من الذان الإنسانية و ليس من شعارات لا تحمل أي مضامين، و لا تستطيع النخب إنزالها على الأرض.. كان المتوقع أن تحدث الحرب تغييرا في طريقة التفكير التي قادت للحرب، و يجب أن تبتعد النخب السياسية و الإعلامية من عملية تسويق اشخاص بعينهم وفقا للإنتماء السياسي، و فتح جدلا عقيما لا يقود إلي التوافق الوطني. و نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

"لا أحد يعرف ماذا سيقول".. البيت الأبيض قلق من خطاب نتنياهو أمام الكونغرس

يزداد قلق البيت الأبيض قبل خطاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال جلسة مشتركة للكونغرس، خشية انتقاده الرئيس جو بايدن على دعمه "الشحيح" لإسرائيل في حربها على غزة.

نتنياهو يجدد انتقاد إدارة بايدن على تأخرها بإرسال الأسلحة لإسرائيل

وذكر موقع politico أن الخطاب الذي سيلقيه الشهر المقبل يمكن أن يخلق مشهدا معقدا دبلوماسيا ومحفوفا بالمخاطر سياسيا لرئيس يترشح لإعادة انتخابه، مبينا أن المخاوف تزايدن بين مساعد الرئيس بايدن في الأيام الأخيرة، بعد أن أدلى نتنياهو بسلسلة من التصريحات العامة بما في ذلك الفيديو اتهم فيه الإدارة بحجب مساعدات عسكرية.

وقال أحد كبار المسؤولين: "لم يكن فيديو (نتنياهو) مفيدا على الإطلاق، ويمكن أن يجعل الأمر أسوأ بكثير أمام الكونغرس".

وقال مسؤول كبير آخر: "لا أحد يعرف ماذا سيقول".

هذا وتعمقت الخلافات بين بايدن ونتنياهو منذ بداية الحرب بين إسرائيل و"حماس"، حيث يعتقد مساعدو بايدن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعمل على إطالة أمد الصراع للبقاء في السلطة، وأنه يفضل عودة الرئيس السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

ووفقا للمسؤولين فإن الاتهامات التي وجهها نتنياهو لإدارة بايدن خلال الأيام القليلة الماضية وضعت العلاقة في الحضيض، مما فاجأ الجناح الغربي وترك مساعدي بايدن محبطين للغاية.

وداخل الجناح الغربي، يعتقد المساعدون أن نتنياهو سيستخدم خطاب الكونغرس لمخاطبة جمهوره في الداخل كما هو الحال في الولايات المتحدة، وفقا لأحد كبار المسؤولين.

ومن المرجح أن يعرب رئيس الوزراء عن امتنانه لمساعدة الولايات المتحدة ويؤكد على التحالف الطويل الأمد بين البلدين. لكن المساعدين يتوقعون أيضا أن يطلب نتنياهو المزيد من المساعدة دون أي شروط، وهو أمر يشتبهون في أن الديمقراطيين سيستقبلونه ببرود.

المصدر: politico

مقالات مشابهة

  • إلي أين يتجه السودان برؤية المستقلين؟
  • السودان: إنقاذ ما لا يمكن إنقاذه
  • الدرس الهاييتي:-يعترضون على التغيير ..”عمي”ماذا قدمتم للعراق ؟
  • أخنوش: الحكومة كانت لها الشجاعة السياسية لمعالجة ملفات اجتماعية ضخمة ولم نركن إلى التبريرات
  • عداد الكهرباء مسبوق الدفع.. ماذا تعني ظهور كلمة «أحمال» على الشاشة؟
  • جدل تقرير التلغراف وخطورته.. ماذا تعني الحملة على مطار بيروت؟!
  • انقسام أيديولوجي: اتجاهات التحول المحتمل في انتخابات أمريكا اللاتينية 2024
  • ماذا قال بلينكن لوزير دفاع إسرائيل عن حرب غزة وحزب الله؟
  • نائب:حراك سياسي لتوحيد الموقف السياسي السنّي
  • "لا أحد يعرف ماذا سيقول".. البيت الأبيض قلق من خطاب نتنياهو أمام الكونغرس