سودانايل:
2025-04-07@04:57:04 GMT

التعجيل بترشيح رئيس للوزراء ماذا تعني؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

زين العابدين صالح عبد الرحمن
أن الصراع السياسي حول سلطة الفترة الانتقالية بدأ يأخذ مسارات شتى بعد حديث الفريق أول ياسر العطا القائد العام للجيش في عدد من المنابر، في حديثه الأول طالب قيادات المقاومة الشعبية من الشباب أن يتصلوا بالقائد العام و يقدموا مرشحهم لحكومة الفترة الانتقالية، و في تصريحاته لقناة " الحدث" قال أن القيادة في بورتسودان تعكف على تعديل " الوثيقة الدستورية لكي يتثنى لها تشكيل مجلس السيادة و مجلس الوزراء، و الحديث هنا أنتقل إلي مرحلة جديدة هي تعديل "الوثيقة الدستورية" و بعدها يتم تشكيل السلطة التنفيذية، مما يؤكد أن قيادة الجيش لا تريد انتظار حسم تواجد الميليشيا في البلاد، و تعجل بتشكيل السلطة التنفيذية للفترة الانتقالية، حتى تصبح سلطة مجلس الوزراء هي المسؤولة على مسألة إعادة التعمير و الإحصاء السكاني و توزيع الدوائر الانتخابية، و الدعوة العامة للقوى السياسية للحوار من أجل صناعة الدستور.

.
هذا التصريح الأخير؛ جعل البعض يتعجل لترشيح شخصيات لرئاسة الوزراء، اعتمادا على المناطقية و الانتماء السياسي، الأمر الذي يزيد الخلاف في الساحة السياسية.. أن محاولة تسويق شخصيات بعينها و معروف أنتمائها السياسي، يعد قصور نظر لبعض النخب السياسية التي لا تنظر للعملية السياسية ابعد من أخمص القدمين، كأن هناك قيادات سياسية و إعلامية لا تريد أن تتعلم من كل الدمار الذي حدث في السودان.. أن رئيس الوزراء يجب أن يكون شخصية مستقلة ليس لها انتماء سياسيا، و مشهود لها بالكفاءة و الخبرة و الإدارة و العلاقات الدولية و الوعي السياسي الذي يمكنه من نجاح المشروع، و أيضا تتم عملية أختيار الوزراء بذات الكيفية.. و لكن محاولة ترشيح عناصر معروفة الانتماء الحزبي، يدخل البلاد في دوامة من الصراع سوف يعطل عمل السلطة التنفيذية..
أن محاولة ترشيح رئيس للوزراء مبكرا من قبل البعض ذوي الانتماء السياسي المعروف، الهدف منه فتح أجندة جديدة في الجدل السياسي الدائر الآن في الساحة السياسية، و سوف يكون هذا الجدل سببا في تعطيل عملية تشكيل الحكومة. أن الذين لا يستطيعوا التفكير خارج صندوق الانتماء للوصول لتوافق، هؤلاء يحاولون تعقيد المشكلة.. أن الترويج إلي شخصية بعينها، و هي معروفة الانتماء السياسي هل هي محاولة لجس النبض أم فرض شروط على العملية السياسية؟ و بالضرورة سوف تفتح أبواب الصراع بين المكونات المختلفة، تكون أشد من التي قادت للحرب.. أن النخب السياسية التي لا تستطيع أن تتجاوز ثقافة الضد و الإنتماء المغلق، و سوف تصبح هي نفسها عقبة كأوود أمام الحل، و هؤلاء لا يستطيعوا التفكير خارج المصالح الخاصة و الحزبية الضيقة، و هي عقليات عجزت أن تطور ذاتها و تخرج من جلباب الإرث القديم الذي قاد للفشل و كان سببا في الحرب الدائرة في البلاد..
معروف أن هناك نخب سياسية دوغمائية عجزت أن تخرج من الإرث السياسي القديم، و هناك أيضا مجموعة هدفها أن تصرع خصومها الآخرين، و كل هذه السياسات لا تخرج من دائرة الإقصاء، و تسميم الأجواء السياسية، التي تعيق الفرد من عملية التفكير السليم، لكي تخلق مسارات سياسية جديدة تنتقل من الصراع الصفري إلي حوار سياسي بين جميع القوى السياسية في البلاد، و يمد الجسور بين الكل، و أيضا هذا التفكير الأحادي أي تفكير " الإنسان ذو البعد الواحد" كما سماه هربرت ماركوزا، هو تفكير يخلق تحديات سالبة في المجتمع لأنه لا يهمه إلا المصالح الضيقة. و الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" فالتغيير ينبع من الذان الإنسانية و ليس من شعارات لا تحمل أي مضامين، و لا تستطيع النخب إنزالها على الأرض.. كان المتوقع أن تحدث الحرب تغييرا في طريقة التفكير التي قادت للحرب، و يجب أن تبتعد النخب السياسية و الإعلامية من عملية تسويق اشخاص بعينهم وفقا للإنتماء السياسي، و فتح جدلا عقيما لا يقود إلي التوافق الوطني. و نسأل الله حسن البصيرة..

zainsalih@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

رئيس الوزراء البريطاني: العالم كما عرفناه انتهى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في مقال نشره على أعمدة صحيفة "التلجراف" البريطانية يوم السبت، إن العالم كما عرفناه انتهى ولا أحد يخرج رابحا من حرب تجارية.

وأفاد كير ستارمر بأنه "في البداية كان الأمر يتعلق بالدفاع والأمن القومي والآن يتعلق الأمر بالاقتصاد والتجارة العالميين، لم يعد من الممكن اعتبار الافتراضات القديمة أمرا مسلما به لقد انتهى العالم كما عرفناه علينا أن ننهض لمواجهة هذه اللحظة".

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني: "نحن مستعدون لما هو آت.. فالعالم الجديد أقل تحكما بالقواعد الراسخة، وأكثر تحكما بالصفقات والتحالفات.. وهو يتطلب أفضل ما في بريطانيا من فضائل هدوء الأعصاب، والبراغماتية، والفهم الواضح لمصالحنا الوطنية".

وتابع قائلا: "انظروا كيف تمسكنا بدعمنا لأوكرانيا.. اجتمعنا بقادة العالم وعملنا مع حلفائنا الدوليين.. وعززنا إنفاقنا الدفاعي وهو أعلى زيادة مستدامة منذ الحرب الباردة ليس فقط من أجل السلام الدائم في أوكرانيا بل لأنه حيوي لأمن المملكة المتحدة"، مشيرا إلى أن هذا الاستثمار سيحقق "عائدا دفاعيا" من خلال توفير المزيد من الوظائف ذات الأجور الأفضل".

وأردف ستارمر قائلا: "نحن نعلم أن هذا النهج يعمل.. لهذا السبب فيما يتعلق بالرسوم الجمركية فإن الأولوية القصوى هي الحفاظ على الهدوء والسعي للحصول على أفضل صفقة.. لا أحد يربح من حرب تجارية.. قد تكون العواقب الاقتصادية هنا وفي جميع أنحاء العالم وخيمة.. لدينا بالفعل علاقة تجارية متوازنة مع حلفائنا الأمريكيين، والعمل مستمر على اتفاقية ازدهار اقتصادي جديدة".

وأكد رئيس الوزراء البريطاني في مقاله أن جميع الخيارات تظل مطروحة على الطاولة.

وأفاد بأنه لن يبرم اتفاقا إلا إذا كان في صالح الشركات البريطانية وأمن العمال، موضحا أنه سيواصل الدفاع عن حرية التجارة وانفتاحها لأن التخلي عنها الآن سيكون خطأ فادحا.

وذكر أنه هذا هو تراث بريطانيا كدولة جزرية (الدول التي ليس لها حدود برية)، مشيرا إلى أن من شركات تصنيع السيارات في ويست ميدلاندز، إلى منتجي الويسكي في الجزر الغربية، تعد التجارة الحرة قوة محفزة لشركات التصدير البريطانية.

وشدد كير ستارمر على أن هذه الحكومة ستدعم صوتهم على الساحة الدولية.

وبين أن هذا يعني أيضا تعزيز تحالفاتنا وتقليص العوائق التجارية مع الاقتصادات الأخرى حول العالم.

ولفت إلى أن الدبلوماسية المرنة تسهم في بناء اقتصاد أقوى وأكثر تنوعا وأمانا، مبينا أنه كما فعلت الأمة في مجال الدفاع والأمن يجب عليها أن تكون على قدر المسؤولية فيما يتعلق بالتجارة والاقتصاد.

وفي مقاله، أكد رئيس الوزراء البريطاني أنه عليهم المضي قدما، حيث قال إنه سيعزز الخطط التي ستحسن القدرة التنافسية المحلية ليكونوا أقل عرضة لهذه الصدمات العالمية.

وذكر أن بريطانيا تبني المرونة وتجعل من المملكة نسيجا من الاقتصادات المزدهرة وتحسن المهارات والمواهب والفرص المحلية، وتخلق الثروة في كل مكان وتوفر الأمن للجميع في كل مكان، مشددا على أن التجديد الوطني يتطلب مهارات ومواهب الجميع.

واستطرد قائلا: "نحن على أهبة الاستعداد لاستخدام السياسة الصناعية لحماية الشركات البريطانية من الأزمة، قد يشعر البعض بعدم الارتياح حيال هذا الأمر، ففكرة تدخل الدولة المباشر لتشكيل السوق لطالما استهزئ بها، لكن لا يمكننا ببساطة التمسك بالمشاعر القديمة في ظل هذا التحول السريع للعالم".

وقال ستارمر إن رفض قبول عالم متغير هو جوهر تراجع بريطانيا خلال العقود الأخيرة، ولفترة طويلة حاولت المؤسسات الكبرى ببساطة إدارة الأزمات وكان النهج المتبع هو التخبط في التعامل مع الأزمة بدلا من معالجة السبب الجذري.

واختتم رئيس الوزراء مقاله بالقول: "ستبذل الحكومة هذا الأسبوع كل ما في وسعها لحماية المصلحة الوطنية البريطانية مع تغيرات الأوضاع الاقتصادية العالمية.. هذه الأوقات الجديدة تتطلب عقلية جديدة.. لقد قطعنا شوطا أطول وأسرع في مجال الأمن الوطني والآن علينا أن نفعل الشيء نفسه في مجال الأمن الاقتصادي من خلال تعزيز التحالفات وتقليل الحواجز التجارية.. يحتاج العمال إلى أساس جديد من الأمن ليتمكنوا من مواصلة حياتهم بحرية.. هذه هي المصلحة الوطنية وأولوية هذه الحكومة. قوة في الخارج، وأمن في الداخل".

مقالات مشابهة

  • اللهم نصرك الذي وعدت ورحمتك التي بها اتصفت
  • مدبولي يتابع طرح مشروعات الطاقة التي ستتخارج منها الحكومة
  • مديرية الإعلام في حلب لـ سانا: معظم ما يصدر من إشاعات على هذا الاتفاق، مصدره قوى وجهات تريد تعكير الأجواء السياسية، وهي متضررة من حالة الاستقرار التي يهدف إلى تحقيقها هذا الاتفاق
  • السيسي يتابع عددا من المشروعات التي تنفذها "ألستوم الفرنسية" في مصر بمجالات النقل
  • رئيس الشاباك يتّهم نتنياهو بالتدخل السياسي في الأمن
  • رئيس الوزراء البريطاني: العالم كما عرفناه انتهى
  • ماذا يوجد في أجندة نتنياهو أثناء زيارته لواشنطن غدًا؟
  • رئيس الوزراء: امريكا ستخسر امام شعبنا الذي اذهل العالم
  • وكيل إعلام الأزهر: حرية الإبداع لا تعني عدم التقيد بقيم المجتمع
  • بن سماعين: “سنخوض مباراة العودة أمام السياسي دون التفكير في نتيجة الذهاب”