أحياء دبي القديمة..هذا ما يكتشفه الزوار بعيدَا عن السياحة الاعتيادية
تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- أثناء الاستمتاع بالتاريخ والطعام الإيطالي في رحلة إلى فلورنسا بعام 2015، خطرت فكرة في بال المستشارة الإدارية السابقة، ندى بدران.
وأرادت بدران أن يختبر السياح الثقافة والتاريخ بهذه الطريقة في إمارة دبي، بدولة الإمارات.
تُعد المدينة الشرق أوسطية، التي بُنيت في الأعوام الخمسين الماضية على خلفية اكتشاف النفط بالخليج في الستينيات، بعيدة جدًا عن المدينة الواقعة في إقليم توسكانا الإيطالي، الأمر الذي ألهم بدران.
وقالت بدران: "بدأت في النظر إلى المشهد السياحي المحلي، ولم يكن الأمر مميزًا حقًا برأيي، إذ يلبي احتياجات أفواج السياح، والأشخاص الذين ربما يستقلون الحافلات، ويرون المعالم، ويلتقطون بعض الصور، ثم يغادرون".
رغم أنه لا يمكن إنكار أنّ ناطحات السحاب، ومراكز التسوق مترامية الأطراف، والمنتجعات الشاطئية الساحرة تشكل المعالم التي تجذب غالبية السياح إلى المدينة، إلا أنّ بدران أرادت إظهار الجانب الآخر في مدينةٍ تتمتع بالثقافة، والتاريخ، والتقاليد، أي دبي التي نشأت فيها.
لذا في عام 2016، أنشأت بدران شركة سياحية خاصة بها تُدعى "Wander with Nada" لإظهار "جانب مختلف من دبي" للمسافرين.
وتُصمم جولاتها الخاصة بحسب الطلب لتناسب اهتمامات كل زائر، لكن مسارها المفضل يتمثل بـ"المدينة القديمة" في دبي، وهي مجموعة من الأحياء الصغيرة حول خور دبي، حيث بدأت قصة الإمارة، وحيث قضت بدران طفولتها.
حي تاريخيبدأت بدران الجولة في منطقة الشندغة، أي الحي الذي بُنيت فيه المنازل الأولى بالمدينة.
وتتضمن المنازل نوافذ صغيرة لإبقاء الحرارة خارجًا، وتتميز بعدد لا يحصى من الغرف الصغيرة حول فناءٍ مركزي، وهي مصممة لاستضافة أجيال متعددة من العائلات تحت سقف واحد.
وتحولت المنازل إلى متاحف تُعرِّف الأشخاص بجوانب مختلفة من التراث الإماراتي، مثل "التلي"، وهي مهارة تطريز تقليدية اعترفت بها منظمة اليونسكو كتراث ثقافي غير مادي في عام 2022، وتصنيع العطور العربية ودورها في الضيافة الإماراتية.
ثقافات عديدةويشكل تأثير الثقافات الأخرى جزءًا من نسيج المدينة، حيث استخدمت بدران الأسواق قبالة الخور في الشندغة كمثالٍ على ذلك.
وفي حي الفهيدي التاريخي، يمكن التجول عبر متاهة من الأزقة، وبين المنازل السابقة للتجار الإيرانيين الذين استقروا هناك في تسعينيات القرن التاسع عشر.
ولا يزال ما يزيد قليلاً عن 10% من المساكن الأصلية موجودة، ولكن مثل الشندغة، لا يعيش أحد فيها.
وتم تجديدها في التسعينيات حيث تحولت إلى محلات تجارية، ومقاهي، وفنادق صغيرة.
ولكن التراث لا يتكون من المباني التاريخية، فحسب بل من المجتمعات التي تبنيه، إذ ذكر أستاذ الهندسة المعمارية، جمال بوساعة، بورقته البحثية في عام 2014 حول التراث العمراني في دبي، أن سكان المدينة هم الذين "يجلبون الحياة إلى البيئة المبنية"، ولذلك يجب الحفاظ على المجموعات الاجتماعية إلى جانب المواقع التراثية.
وأوضح بوساعة أنّ الحفاظ على المناطق الحضرية لا يعني بالضرورة الحفاظ على مبنى، بل إحياء روحه وحياته".
مدينة متغيرةرُغم شعور بدران بأنّها متأصلة بعمق في المدينة، التي اتخذتها كموطن لها خلال غالبية مراحل حياتها، إلا أنّها شهدت الطبيعة المؤقتة لسكانها بنفسها.
ولاحظت مغادرة عدد كبير من أصدقائها الذين تعرفت عليهم خلال فترة المدرسة، كما أنّ عائلتها، التي انتقلت إلى دبي من الأردن في الثمانينيات، ستغادر المدينة في نهاية المطاف.
ولكن باعتبارها مسافرة متكررة، فهي تعلم أيضًا أنّ الأشخاص هم الذين يصنعون المكان، وقد سعت إلى جعل الأشخاص الذين يعيشون في المدينة "جزءًا لا يتجزأ" من جولتها.
وتيسّر بدران إجراء المحادثات مع الحرفيين الذين ورثوا حرفة صناعة العطور، أو الخياطة من آبائهم.
المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
رغوة غامضة تجتاح أحد أحياء الدار البيضاء والسلطات تحقق في المصدر
شهدت منطقة سيدي البرنوصي بالعاصمة المغربية الدار البيضاء، ظهور رغوة بيضاء كثيفة مجهولة المصدر في الشوارع، مما تسبب في إرباك حركة المرور وإثارة قلق السكان والمسؤولين.
وأفاد شهود عيان، وفق ما نقلته وسائل الإعلام المحلية، بأن الرغوة كانت ذات رائحة تشبه مواد التنظيف، وظهرت بالتزامن مع هطول أمطار غزيرة، مما جعل الكثيرين يتساءلون عن مصدرها وأسباب انتشارها، خاصة بعد انتشار مقاطع فيديو وصور للحادثة على منصات التواصل الاجتماعي.
واستجابت السلطات المحلية بسرعة، حيث فتحت الشركة الجهوية متعددة الخدمات "الدار البيضاء – سطات" تحقيقًا لمعرفة ملابسات هذه الظاهرة. وتشير التقديرات الأولية إلى احتمال أن تكون الرغوة ناجمة عن تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية من إحدى الوحدات المتخصصة في إنتاج مواد التنظيف، والتي قد تكون تخلصت من نفاياتها دون الامتثال للمعايير البيئية.
وأوضحت السلطات المحلية أنها استدعت فرقًا متخصصة في الصحة العامة لأخذ عينات من الرغوة وإخضاعها لتحاليل مخبرية، وذلك لتقييم مدى خطورتها على البيئة والصحة العامة. ولا تزال التحقيقات جارية لتحديد المسؤولين عن هذا الحادث واتخاذ الإجراءات اللازمة لمنع تكراره في المستقبل.
إعلانويُرجّح الخبراء أن يكون ظهور الرغوة مرتبطًا بعدة عوامل، منها تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية، أو تحلل مواد كيميائية، أو خلل في محطات المعالجة، أو وجود بكتيريا خيطية في المياه. كما أشار بعض السكان إلى أن حوادث مماثلة وقعت في المنطقة سابقًا، خاصة خلال فترات الأمطار الغزيرة، إلا أن حجم هذه الحادثة يُعتبر غير مسبوق.
حوادث مماثلة سابقةهذه الظاهرة لم تكن الأولى من نوعها على مستوى العالم، إذ شهدت مناطق أخرى حوادث مشابهة كان لها تأثير بيئي واضح؛ ففي الجزائر عام 2025، انتشرت رغوة غامضة في شوارع مدينة عين مليلة، مما أثار هلع السكان الذين شاهدوا طبقات كثيفة من رغوة بيضاء وحمراء اللون، خاصة بعد أن بدأ الأطفال يلعبون بها رغم التحذيرات.
وفي أستراليا عام 2020، شهد الساحل الشرقي ظهور زبد البحر على الشواطئ، وهو حدث طبيعي ينتج عن امتزاج مياه البحر الهائجة بالطحالب والمواد العضوية المتحللة.
أكوام من الرغوة السامة تغطي نهر "يامونا" قرب نيودلهي.
السلطات حذرت بعدم الاقتراب خشية التسمم لكن رغم ذلك دخل الناس في الماء للتبرك به خلال مهرجان "تشهات بوجا" الهندوسي.
في هذه اللقطات بعض النساء استخدمن الرغوة كشامبو للشعر في مخاطرة كبيرة لصحتهن. pic.twitter.com/P3m12kwevF
— خبرني – khaberni (@khaberni) November 8, 2024
أما في الهند عام 2021، فقد غطّت رغوة سامة نهر يامونا في نيودلهي نتيجة تصريف غير قانوني لمخلفات صناعية محملة بمواد كيميائية ومنظفات، مما دفع السلطات للتحذير من خطورتها على الصحة العامة.