العُمانية: يقدم الدكتور علي بن سعيد الريامي دراسة مفصلة لمنهج أبي العباس أحمد بن سعيد الدرجيني في كتابه «طبقات المشايخ بالمغرب» الذي يتضمن تراجم لعلماء الإباضية في المغرب العربي.

وجاء الكتاب الصادر ضمن منشورات الجمعية العُمانية للكتاب والأدباء (2024)، في 608 صفحات من القطع المتوسطة، وضم أربعة فصول ومقدمة وخاتمة، وقائمة بالمصادر والمراجع.

يقول الريامي في مقدمة كتابه: «إن الدرجيني (ت: 670هـ/ 1271م تقريباً) ألّف «كتاب طبقات المشايخ» بناءً على طلب إباضيَّة المشرق بعُمان؛ رغبةً منهم في الاطلاع على سِيَر إخوانهم في المغرب».

ويضيف أن الدرجيني استفاد في الجزء الأول من كتابه من سِيَر أبي زكرياء يحيى بن أبي بكر الوارجلاني (توفي بعد 474هـ/ 1081م)، كاشفاً في دراسته عن حجم التداخل بين الكتابين، والكيفيَّة التي تعامل بها الدرجيني مع سِيَر أبي زكرياء.

ويوضِّح أن الجزء الثاني من كتاب الدرجيني يشتمل على تراجم لعلماء الإباضيَّة في المشرق والمغرب، وكان لتراجم المغرب النصيبُ الأوفر منها، مشيراً إلى أن الدرجيني استفاد في هذا الجزء من سِيَر أبي عمَّار التي يبدو أنها فُقدت، وأخذ عنه فكرة تقسيم العلماء إلى طبقات، هذا إلى جانب استفادته الكبيرة من «سِيَر الوسياني»، لأبي الربيع سليمان بن عبد السلام.

ويشير الريامي إلى أن عنوان الكتاب لا يشتمل على مصطلح «المغرب»، وأن المحقِّق أقحم مصطلح «المغرب» على العنوان، لتأكيد عناية الكتاب بسِيَر مشايخ الإباضيَّة بالمغرب.

ويرصد الريامي في الفصول الثاني والثالث والرابع، موارد الدرجيني ومنهجه وأهمَّ الجوانب التي تطرَّق إليها في كتابه، وهو «ما لم تتم دراسته من قبلُ بشكلٍ معمَّق في دراسةٍ علميَّة» وفقاً له.

ويوضِّح أن أهميَّة دراسة منهج الدرجيني من خلال كتابه «طبقات المشايخ» تأتي من «محاولة التعرُّف على موقعه الثقافي، ومقدار فائدته لكونه يمثِّل مرحلةً وسطى بالنسبة لحركة التأليف في موضوع سِيَر العلماء والأئمة الإباضيَّة، علاوةً على أنه وكتابه (طبقات المشايخ) لم يحظيا بدراسةٍ علميَّة أكاديميَّة وافية».

ومن هذا المنطلق، «كان من غير الممكن الوقوفُ على منهج الدرجيني، وبيانُ مدى القيمة العلميَّة لكتابه، إلا من خلال دراسة مادَّته ومقارنتها مع المؤلَّفات التي سبقته في المجال نفسه، خاصَّةً أنه يُعَدُّ أحد المصادر الرئيسية لدراسة الأوضاع: السياسيَّة والاقتصاديَّة والاجتماعيَّة والفكريَّة والثقافيَّة، لمجتمعاتٍ طالما كان هناك اعتقاد أنها تعيش ما يُشبه العُزلة والاستقلاليَّة، في أفكارها وأنظمتها السياسيَّة والإداريَّة والاجتماعيَّة، في عصرٍ كان يسوده الاضطرابُ السياسيّ».

ويقول الريامي: إن قيمة الكتاب تبرز - خاصة الجزء الثاني منه - فيما أدَّاهُ الدرجيني من استكمال حلقةٍ مهمةٍ في كتابة السير الإباضية التي بدأها سلفه أبو زكرياء الوارجلاني، وتعد أخباره عن تأسيس نظام العزَّابة بالمغرب، ذات أهمية كبيرة، وبالأخص حديثه عن حلقة وارجلان التي انتسب إليها طالباً مدة سنتين، إذ كان حديثه من واقع تجربةٍ عايَشها، فقد تحدث عن هيكلية هذا النظام، والمجالات التي تُشرف عليها حلقة العزَّابة، ونظامها التعليمي، وفكرها التربوي.

المصدر: لجريدة عمان

إقرأ أيضاً:

لمى كتكت تعود للسباق الرمضاني مع "العتاولة 2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

بعد غياب عامين تعود لمى كتكت إلي السباق الرمضاني مرة اخري من خلال مشاركتها في مسلسل "العتاولة 2" للمخرج أحمد خالد موسى وذلك بعد أن كانت أخر مشاركاتها في 2023 مع مسلسل "جعفر العمدة" للمخرج محمد سامي.
وقالت لمى "دوري سيكون مختلفًا عن أي دور قدمته مسبقًا، فهو دور مليء بالتحديات؛ لكونه يجمع ما بين الدراما والتشويق بشكل غير تقليدي وشعبي، ومع مرور الحلقات حلقة تلو الأخرى؛ ستظهر تطورات كبيرة في الأحداث المتعلقة بي، وأتمنى أن ينال دوري استحسان الجمهور".
وأكدت "لقد كنت من جمهور الجزء الأول من العتاولة، وأُعجبت بالعمل جدًا، فالمسلسل مميز في كل تفاصيله، ويسود عليه طابع الإثارة والتداخلات الدرامية في شكل كوميدي وشعبي يخاطب طبقات كافة طبقات المجتمع. 

وعندما عُرض عليَّ الدور في الجزء الثاني لم أتردد لحظة، وكنت متحمسة جدًا للتجربة، كما إنني سعيدة بالعمل مع مخرج كبير مثل أحمد خالد موسي ممتع للغاية؛ لأنه شخص يفهم تفاصيل الشخصيات ويعرف كيف يخرج أفضل ما في الممثلين، أما عن أجواء العمل مع كوكبة الممثلين في المسلسل، فالتعاون معهم رائع بشكل كبير ويعمه الاحترام المتبادل، وهدفنا جميعًا هو إرضاء الجمهور وإظهار العمل بأفضل صورة"

مقالات مشابهة

  • سفير مصر بالرباط يبحث مشاركة الشركات المصرية في مشروعات البنية التحتية بالمغرب استعدادًا لكأس العالم 2030
  • هل حديث طواف الملائكة في الأرض بحثًا عن مجالس الذكر صحيح؟.. أحمد عمر هاشم يرد
  • مفاوضات متقدمة لتصنيع طائرات إمبراير البرازيلية الضخمة بالمغرب
  • حدث في ثاني يوم رمضان.. اعرف أهم الأحداث التاريخية التي وقعت فيه
  • المحكمة الوطنية الإسبانية في قرار جديد: الظروف العائلية بالمغرب ليست سبباً كافياً للحصول على اللجوء
  • تقرير فرنسي: 30 ألف من المتقاعدين يهاجرون إلى المغرب سنوياً بحثاً عن الشمس
  • لمى كتكت تعود للسباق الرمضاني مع "العتاولة 2"
  • المغرب الدولة العربية الوحيدة التي أعلنت الأحد أول أيام رمضان
  • نائب رئيس جامعة الأزهر: العبادة ليست مجرد أعمال ظاهرية وإنما منهج حياة شامل
  • السياسة الطاقية بالمغرب.. أية رهانات للانتقال؟ قراءة في كتاب