أسهم صندوق أبوظبي للتنمية على مدار أربعة عقود، في تمويل مشاريع تنموية واستثمارية مستدامة في 42 دولة إفريقية بقيمة 35.3 مليار درهم؛ إذ يعمل الصندوق كشريك إستراتيجي مع تلك الدول ويقدم لها الدعم والمساندة لتنفيذ برامجها وأهدافها التنموية.
وتضمنت مبادرات الصندوق في هذا الإطار الإسهام في تمويل مبادرة إماراتية عام 2023 بقيمة 16.

5 مليار درهم (4.5 مليار دولار) للمساعدة في تحفيز قدرات إفريقيا في مجال الطاقة النظيفة، حظيت بدعم من جهات حكومية وخاصة، وتم تنفيذها بالتعاون مع “مجموعة إفريقيا 50” التي تمثل منصة استثمارية أنشأتها الحكومات الإفريقية وبنك التنمية الإفريقي؛ بهدف معالجة تحديات البنية التحتية الأساسية في القارة عبر تحديد المشروعات وربط المبادرة بالشركاء المنفذين المحليين.
وقال سعادة محمد سيف السويدي، مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية، في تصريح لوكالة أنباء الإمارات “وام”، إن الدول الإفريقية تحظى باهتمام كبير لدى القيادة الرشيدة في دولة الإمارات، التي تحرص على دعم ومساندة الشعوب الإفريقية في سعيها لتحقيق النهضة الاقتصادية والاجتماعية، مشيراً إلى أن الصندوق أحرز خلال السنوات العشر الماضية تقدماً كبيراً في تمويل وتطوير مشاريع البنية التحتية ودعم تنويع الاقتصاد الإفريقي وإطلاق القدرات الإنتاجية الكاملة لدول القارة؛ لتحقيق التقدم والازدهار لمجتمعاتها.
وأضاف السويدي، أن الصندوق يعمل بالتعاون مع شركائه الإستراتيجيين من مؤسسات التمويل الإقليمية والدولية، لتحسين الوصول إلى الخدمات الأساسية من محطات الطاقة النظيفة وخطوط النقل والمواصلات، وتطوير السكك الحديدية والموانئ لتسهيل التبادل التجاري، إضافة إلى تلبية احتياجات العديد من الدول الإفريقية من مشاريع البنية التحتية الأساسية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، ما أسهم في تعزيز بيئـة محفـزة للنشـاط الاقتصادي المسـتدام.
وموّل الصندوق في توغو، مشروع مجمع محمد بن زايد للطاقة الشمسية الذي أقيم في محافظة بليتا، بغرض تعزيز مصادر إنتاج الطاقة المتجددة، بقيمة بلغت 55 مليون درهم، وبطاقة إنتاجية تصل إلى 50 ميغاواط في مرحلته الأولى، حيث يسهم المشروع في تزويد أكثر من 158 ألف أسرة وشركة صغيرة ومتوسطة، في مختلف أنحاء البلاد، بالكهرباء من مصادر مستدامة، إضافة إلى دوره في الحفاظ على البيئة وتقليل الاعتماد على الفحم والوقود الأحفوري لتوليد الطاقة.
وفي عام 2022 وقع مكتب أبوظبي للصادرات “أدكس” اتفاقية مع وزارة الاقتصاد والمالية في توغو، بقيمة 128.5 مليون درهم لرفع القدرة الإنتاجية لمجمّع محمد بن زايد للطاقة الشمسية من 50 إلى 70 ميغاواط، إضافة إلى تزويده بنظام بطاريات تخزين بسعة 4 ميغاواط في الساعة، ليلبي احتياجات السكان من الطاقة المستدامة ويتيح استخدام الحلول المبتكرة للحد من ظاهرة التغير المناخي.
وفي سيراليون، أسهم الصندوق في إنشاء محطة للطاقة الشمسية في العاصمة فريتاون، بطاقة استيعابية تصل إلى 6 ميغاواط، تعمل على تحسين استقرار الشبكة القومية للكهرباء وتوفير امدادات كافية من الطاقة لتغذية القرى الريفية، بينما استهدف مشروع طريق “نونو مودوجاشي” في كينيا التي بلغت قيمة تمويله 37 مليون درهم، تسهيل حركة النقل في المقاطعة الشمالية الشرقية لكينيا التي تستحوذ على 75% من الثروة الحيوانية في البلاد، وذلك من خلال إنشاء طريق من مسار واحد بطول 135 كيلومترا، ليكون جزءاً من الطريق الإقليمي الذي يربط شمال وجنوب كينيا بالدول المجاورة.
ويشمل مشروع “نونو مودوجاشي” توفير شبكة طرق متطورة وحديثة تساعد على تسهيل تنقل سكان المناطق المختلفة، ويسهم في تفعيل التجارة وحركة البضائع والمنتجات بين مختلف المناطق في كينيا والدول المجاورة لها.
وقدم صندوق أبوظبي للتنمية تمويلاً لتطوير مشروعات على نهر السنغال الذي يعد تاسع أطول أنهار إفريقيا ويبلغ طوله 1600 كيلومتر، ويمر في كل من غينيا ومالي والسنغال وموريتانيا، بلغت قيمته 99 مليون درهم، شملت مجالي توليد الطاقة الكهرومائية والري.
وعلى صعيد توفير الطاقة النظيفة ودعم احتياجات السكان من الكهرباء، مول صندوق أبوظبي للتنمية مشروعين للطاقة المتجددة في جزيرتي رومينفيل، وماهي في سيشل، بقيمة 64.2 مليون درهم وذلك بهدف تعزيز قدرة البلاد على إنتاج الطاقة المتجددة من مصادر مستدامة.
وتضمن المشروع الأول، إنشاء حقل للطاقة الشمسية في جزيرة رومينفيل بسعة 5 ميغاواط لرفع مساهمة مصادر الطاقة المتجددة من إجمالي الكهرباء المنتجة، ودعم استقرار أسعار الكهرباء وتقليل الاعتماد على الوقود العضوي، يستفيد منه حوالي 90 ألف نسمة، في حين يعد مشروع سد تاوسا الذي تبلغ قيمه تمويله 70 مليون درهم أحد أهم المشاريع التنموية الرئيسية في مالي، ويأتي في إطار البرنامج التنموي لتطوير حوض نهر النيجر في الجزء الشمالي الشرقي من البلاد.
ويعمل السد بشكل رئيسي على تعزيز وتوفير الطاقة الكهرومائية في مالي من خلال انشاء محطة توليد بقدرة 25 ميغاواط، ويسهم في إدارة الموارد المائية في البلاد ويعمل على تنمية الزراعة المائية لمساحة 139 ألف هكتار.
ومول الصندوق مشروع تطوير منظومة شبكات المياه بمنطقة “بوتا بوتي” في مملكة ليسوتو، بقيمة 73 مليون درهم؛ حيث يوفر المشروع حوالي 9 آلاف متر مكعب يومياً من المياه النظيفة لتغطية احتياجات السكان والقطاع الصناعي حتى عام 2045، كما يسهم في خفض معدل الأمراض الناتجة عن تلوث المياه بنسبة 50%.
ويأتي مشروع مستشفى قوديلي في جنوب السودان الذي موله صندوق أبوظبي للتنمية بمنحة من دولة الإمارات بقيمة 36 مليون درهم، ليسهم في دعم وتطوير القطاع الصحي، حيث تم إنشاء مستشفى متكامل بسعة 60 سريراً وتزويده بأحدث الأجهزة والمعدات الطبية لتلبية احتياجات سكان العاصمة جوبا والمناطق المجاورة لها من الخدمات العلاجية اللازمة.وام


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: صندوق أبوظبی للتنمیة للطاقة الشمسیة ملیون درهم

إقرأ أيضاً:

الإمارات تقتنص صفقة طاقة ضخمة بقيمة 18 مليار دولار

مقالات مشابهة ما هو موعد مباراة الزمالك وريال مدريد 2024؟ الكاف يجيب ويحسم الجدل

‏30 دقيقة مضت

اليوم العالمي للقهوة.. استمتع برحلة من المتعة والانتعاش في فنجانك اليومي

‏36 دقيقة مضت

طرح الرسوم التوضيحية الجديدة لتقويم جوجل مع الوضع الداكن

‏47 دقيقة مضت

مصدر الإماراتية تنهي صفقة الاستحواذ على 50% من شركة طاقة أميركية

‏ساعة واحدة مضت

“وزارة الإسكان “.. تتيح خدمة نقل المديونية سكني وإعادة جدولة القروض العقارية المدعومة 1446

‏ساعة واحدة مضت

أسعار الذهب ترتفع 5 دولارات وسط ترقب بيانات أميركية

‏ساعتين مضت

اقتنصت الإمارات صفقة طاقة ضخمة بقيمة تصل إلى 18 مليار دولار، في خطوة من شأنها تعزيز موقعها بصفتها لاعبًا رئيسًا في أسواق الطاقة وقيادة عملية التحول عالميًا.

وأنهت شركة أدنوك رسميًا مفاوضات شراء شركة ألمانية متخصصة في البتروكيماويات من الانتهاء في صفقة تُقدَّر قيمتها بنحو 18 مليار دولار، ما يجعلها أكبر صفقة استحواذ في أوروبا خلال 2024.

وأعلنت عملاقة النفط الإماراتية اليوم الثلاثاء 1 أكتوبر/تشرين الأول (2024)، وفق بيان طالعته منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، أنها اتفقت على شراء شركة كوفيسترو الألمانية للكيماويات، مقابل 15.9 مليار يورو (18 مليار دولار) شاملة الديون.

تمثّل الصفقة واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ الأجنبية التي تقوم بها دولة خليجية، إذ تسعى الإمارات ودول أخرى في المنطقة إلى تقليل اعتماد اقتصاداتها الكبير على النفط في مواجهة تحول الطاقة العالمية.

تأتي صفقة أدنوك للاستحواذ على شركة الكيماويات الألمانية بعد مفاوضات مطولة بين الشركتين، وستشهد دفع عملاقة النفط الإماراتية نحو 62 يورو (68.88 دولارًا) لكل سهم في كوفيسترو، أي ما يعادل 14.7 مليار يورو (16.33 مليار دولار)، منها نحو 3 مليارات يورو (3.33 مليار دولار) ديون.

تتضمن الصفقة خططًا من أدنوك لشراء أسهم جديدة بقيمة 1.17 مليار يورو (1.30 مليار دولار) في كوفيسترو، لزيادة رأس المال لتحسين تمويل هدف الاستحواذ.

صفقة أدنوك

تمثّل الصفقة حجر الزاوية في خطط أدنوك لتنمية أعمالها في مجال البتروكيماويات، إلى جانب الغاز والطاقة المتجددة.

وتنفّذ شركة بترول أبوظبي الوطنية إستراتيجية طموحة تهدف إلى إنشاء منصة عالمية لإنتاج الكيماويات لتلبية الطلب المتزايد على البتروكيماويات، من خلال تنفيذ عمليات اندماج واستحواذ عالمية.

وتُجري أدنوك أيضًا محادثات مع شركة “أو إم في” النمساوية منذ أكثر من عام لدمج مشروعيها المشتركين في مجال البتروكيماويات “بورياليس وبروج”، إذ استحوذت أدنوك على حصة 24.9% في “أو إم في” من صندوق مبادلة السيادي التابع لأبوظبي في فبراير/شباط.

وتأسست شركة كوفيسترو (Covestro)، التي تصنع المواد البلاستيكية والمواد الكيميائية لقطاعات السيارات والبناء والهندسة، في عام 2015، بعد انفصالها عن شركة باير (Bayer)، وفتحت دفاترها لأدنوك في يونيو/حزيران، بعد عام من إعلان اهتمام شركة النفط الإماراتية.

وأعلنت كوفيسترو خسارة صافية قدرها 72 مليون يورو (80 مليون دولار) في الأشهر الستة الأولى من العام، مقارنة بأرباح قدرها 46 مليون يورو (51.11 مليون دولار) في العام السابق.

شعار شركة كوفيسترو الألمانية أمام مقرّها – الصورة من رويترزصفقات الخليج

توضح الاتفاقية زيادة في إبرام الصفقات بين الشرق الأوسط وأوروبا، إذ ينجذب المستثمرون الخليجيون إلى تقييمات الشركات عن تلك الموجودة في الولايات المتحدة، حسبما ذكرت رويترز.

وقال العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لأدنوك ومجموعة شركاتها، الدكتور سلطان الجابر، إن الاتفاقية الاستثمارية التي أبرمتها أدنوك مع شركة “كوفسترو”، الشركة الرائدة عالميُا، تمثّل خطوة محورية لكلا الشركتين، وتفتح فرص نمو جديدة.

وأضاف: “يسرّنا إبرام الاتفاقية مع كوفيسترو التي تعدّ شركة عالمية المستوي تمتلك مجموعة كبيرة من التقنيات المتطورة، وتحتلّ مكانة رائدة في توظيف حلول الذكاء الاصطناعي لتسريع إنتاج الكيماويات من خلال استعمال تكنولوجيا مبتكرة”.

وأشار إلى أن الصفقة تنسجم مع إستراتيجية أدنوك للنمو الذكي، وتحقيق نقلة نوعية، لضمان مواكبة أعمالها للمستقبل والتقدم نحو هدفها بأن تصبح ضمن أكبر 5 شركات عالمية للكيماويات.

وأوضح أن الصفقة تمثّل خطوة محورية للمؤسستين، وتجسّد النهج المنضبط للاستثمار في الأصول الإستراتيجية التي تطلق العنان لفرص نمو جديدة، وتعزز تنويع محفظة أدنوك.

من جانبه، قال الرئيس التنفيذي لشركة كوفيسترو، ماركوس ستيلمان: “نحن مقتنعون بأن الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه مع أدنوك يصبّ في مصلحة كوفيسترو وموظفينا ومساهمينا وجميع أصحاب المصلحة الآخرين”.

وأضاف، وفق بيان للشركة الألمانية، اطّلعت عليه منصة الطاقة المتخصصة: “بدعم من أدنوك، سيكون لدينا أساس أقوى للنمو المستدام في القطاعات الجذابة للغاية، ويمكننا تقديم مساهمة أكبر في التحول الأخضر”.

شركة كوفيسترو

تعمل شركة كوفيسترو -المنبثقة عن تكتل باير للأدوية والمواد الكيميائية (Bayer) في عام 2015- في إنتاج البلاستيك والمواد الكيماوية للبناء والهندسة.

وتُعدّ كوفيسترو جوهرة الصناعة الألمانية، ويقع مقرها الرئيس في ليفركوزن بقلب المنطقة الصناعية في شمال الراين وستفاليا.

وتُنتج كوفيسترو الألمانية نوعين من المواد الكيميائية، هما إم دي آي (MDI) وتي دي آي (TDI)، لصنع أشكال مختلفة من رغوة البولي يوريثان، والبولي كربونات.

يُستعمل البولي كربونات في المصابيح الأمامية للسيارات، وفتحات السقف، والديكورات الداخلية للسيارات الكهربائية، في حين يُستعمل البولي يوريثان في صناعة الثلاجات ومقاعد السيارات والوسائد والمراتب.

ويعتمد العديد من المواد الكيميائية التي تنتجها شركة كوفيسترو على النفط، لكن الشركة الألمانية تعمل على إجراء تجارب لاستعمال البدائل النباتية والنفايات، وإعادة التدوير.

ويضع تخصص شركة كوفيسترو في رغوة البولي يوريثان بمنتصف اتجاه كبير نحو التحول في مجال الطاقة، إذ يعمل البلدان على جلب مزيد من اللوائح المتعلقة بالعزل وكفاءة الطاقة.

كما ستستفيد أعمال البولي كربونات في كوفيسترو مع سعي مصنّعي السيارات الكهربائية إلى استبدال البلاستيك القوي خفيف الوزن بالمعادن.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.
Source link ذات صلة

مقالات مشابهة

  • 72 مليار درهم إدراجات السندات والصكوك الإسلامية في سوق أبوظبي
  • “الأوراق المالية”: 72 مليار درهم إدراجات السندات والصكوك الإسلامية في سوق أبوظبي
  • بلدية دبي تستعرض مشاريع رائدة تسهم في تطوير بنية تحتية مستدامة خلال مشاركتها في “ويتيكس 2024”
  • "أبوظبي للتنمية" تستكشف دور "إمستيل" في تعزيز قطاع الحديد والصلب الإماراتي
  • الإمارات تقتنص صفقة طاقة ضخمة بقيمة 18 مليار دولار
  • شراكة استراتيجية بين صندوق أبوظبي للتنمية ومجموعة “إمستيل” لدعم الصناعات الوطنية
  • “فيرتيغلوب” تعتمد توزيعات أرباح بقيمة 551 مليون درهم عن النصف الأول
  • برنامج «أبطال أبوظبي للشركات الصغيرة والمتوسطة» يُرسي مناقصات مشتريات بقيمة 88.6 مليون درهم منذ انطلاقه
  • “ألف العقارية” تطلق مشروع ألفه بقيمة 2.5 مليار درهم
  • “الطاقة”: تشغيل أول مشروع في المملكة لتخزين الغاز الطبيعي عن طريق حقن الغاز المعالج