لجريدة عمان:
2025-03-09@22:51:33 GMT

أيَكْفي غنائي؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

أيَكْفي غنائي؟

أَيَكْفي غنائي على حافَّةِ العُمْرِ

كي تَخْلَعَ الروحُ عنها الرماد

ونُسْقِطَ هذا الحِجابَ الذي يَفْصُلُ الآنَ بيني وبينكِ

ونُبْعِدَ عن مُشْتَهانا الظنونَ

ونكْشِفَ وهمَ الغوايةِ

ونشْرَبَ نَخْبَ اللقاءِ

أيكفي غنائي؟

لماذا المسافاتُ تَكْبُرُ ما بيننا؟

والسرابُ يُعَرِّي النوايا

يُعَمِّقُ في ظَمَئي الجُرْحَ

وحدي أُراقِبُ نَرد الحياةِ

وأعْرُضُ عن وحشتي

رُبَّما بعْدَ هذا الظلامِ الذي يَسْتَبِدُّ

سأُبْصِرُ في قَدَري نَجْمَةً تُؤنِسُ القلبَ

ريحٌ على شجرِ العُمْرِ توقِدُ نارًا من اليأسِ

لكِنَّني لَمْ أزلْ في الصبابةِ أبحثُ عن أملٍ أو يقين

غريبَ الملامِحِ ما زلتُ

في حضْرَةِ الحُبِّ أوغِلُ

صوتي مدىً للحيارى

أقولُ لقلبي الذي أنْهَكَتْهُ المفازاتُ:

لا تلْتَفِتْ للهجيرِ

لنمضي معًا حامِلينَ المجازَ

تَمائِمَ للواقِعِ المُتَهاوي

أَيَكْفي غنائي على حافَّةِ العُمْرِ

كي تَخْلَعَ الروحُ عنها الرماد؟

أعوذُ بعينيكِ من وحْشتي

وجراري لا ماءَ فيها

وروحي مَأْهولةٌ بالغيابِ

فهلْ كانَ يُمْكِنُ أنْ أسْتريحَ من الوهْمِ شيئًا قليلا

وأُبْصِرُ صورةَ نفسيَ كاملةً في المرايا؟

أجَلْ غرَّبتْني السنينُ

ولَمْ تَلْتَفِتْ لجراحي

تُلَمِّعُ فضَّةَ أيَّامِها بالأماني

خُذيني غريبًا

يُطارِدُ أسْماءَهُ في الرحيلِ الطويلِ

فأنتِ خُلاصَةُ كُلَّ المُحالاتِ في ريبِ عُمْري

ويقْطينتي أنتِ

رغْمَ العراءِ

أُحاولُ أنْ أسْتَعيدَ من الحوتِ عافيتي

أن أرى الصحْوَ رغمَ الغُبارِ الذي يعتريني

ورغْمَ انْصهارِ الخواطِرِ في لُجَجِ الشَّكِّ

رَغْمَ انْكِسارِي أمام الضياعِ

مشيتُ وحيدًا على طُرُقٍ لا تؤدِّي إليكِ

أنا لَمْ أكُنْ غيرَ أُنشودَةٍ للحنينِ

وتلويحةً للوداعِ الأخيرِ

ومَهْما ابْتَعدْتُ.

.

سيُرْجِعُني ولهي

لاشْتِباكِ الأماكنِ في داخلي

فترفَّقْ بحالي قليلا أيا حُبُّ

إنِّي غريبُكَ في قبضةِ التيهِ

طَمْأنْتُ نفسي مِرارًا مِرارًا بماءِ السرابِ

أَيَكْفي غنائي على حافَّةِ العُمْرِ

كي تَخْلَعَ الروحُ عنها الرماد؟

كأنِّي سماءٌ يُسامِرُها الليلُ

وحدي هُنا يا حبيبةُ

والروحُ ترْشُفُ أحزانَها في كؤوسٍ من الانتظارِ

أُحاولُ أنْ أتحرَّرَ من كُلِّ هذي التفاصيلِ

ذاكرتي عُزْلةُ الرملِ

حينَ نسى الغيمُ أشواقَها في الجفافِ

يُطارِدُني اليأسُ كالذِّئْبِ بينَ الجهاتِ

أنا يُوسُف

والمسافاتُ بئْري

ولا إخوة غيرَ هذا الفراغِ

بحَشْرَجةِ الغارقينَ أسىً في المنافي

أُسائِلُ نَفْسي

متى سوف أنْسلُ من غيهبِ الوقتِ؟

أخْلَعُ عنِّي ضبابَ السؤالِ؟

وأمشي على ماءِ أغنيتي شاطِحًا في ملامِحِ وجْهِكِ؟

فالقَلْبُ مثلُ الفراشةِ تحْرِقُهُ جَذْوةُ الاحْتِمالِ

وما زلتُ مُرْتَبِكًا أتلفَّتُ في الذكرياتِ

فلا شيءَ في وحدتي

غيرُ صمتٍ يُقَشِّرُ جِلْدَ الغيابِ

ولا هُدْهُد عادَ يَحْمِلُ من نبأ البُعْدِ شيْئًا

يُطَمْئِنُ حُزْني

تدورُ رَحى الوقتِ عكسَ الأماني

فهَلْ قبسٌ يؤنِسُ القلبَ

وهو يحاولُ مَجْهولَهُ

ويحاولُ أن يَقْتَفي أثرَ الحُلْمِ

فيما يُؤوِّلُهُ النَّبْضُ من سببٍ للحياةِ

أيكفي غنائي

لأنْبَعِثَ الآنَ عنْقاءَ حُبٍّ

وتَخْلَعَ روحي على حافَّةِ العُمْرِ عنها الرمادَ؟

ناصر الغساني شاعر عماني

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ی ک فی غنائی على حاف الع م ر

إقرأ أيضاً:

عالم أزهري: السيدة سكينة زهرة من بيت النبوة ورائدة النهضة الثقافية في مصر

أكد الدكتور محمد أبو هاشم، عضو المجلس الأعلى للطرق الصوفية، أن السيدة سكينة بنت الإمام الحسين رضي الله عنها تُعدُّ منارةً مضيئة في التاريخ الإسلامي، حيث جمعت بين الشجاعة والأدب، وأسست أول ندوة ثقافية وفقهية في المدينة المنورة، والتي امتدت بعد قدومها إلى مصر.  

وأضاف  أبو هاشم، في تصريح له، أن السيدة سكينة رضي الله عنها ولدت عام 47 هـ، ونشأت في بيت امتلأ بالعلم والشرف، فوالدها الإمام الحسين، ووالدتها السيدة الرباب بنت امرؤ القيس، التي ورثت عنها الذوق الرفيع والشعر، بينما ورثت عن والدها الشجاعة والإقدام.  

وأوضح أن السيدة سكينة رضي الله عنها رفضت الزواج من الأصبغ بن عبد العزيز، والي مصر آنذاك، بسبب شدته في التعامل مع الناس، مما دفعها لمغادرة مصر إلى دمشق، ثم عادت بعد وفاته واستقرت بها.  

وأضاف أن السيدة سكينة رضي الله عنها كانت من المجددين في القرن الثاني الهجري، حيث أسست ندوة للعلماء والشعراء والفقهاء في مصر، مما جعلها نموذجًا يُحتذى به في النهضة الثقافية الإسلامية، مشيرًا إلى أن المؤرخين أطلقوا عليها لقب "رائدة المجالس العلمية".  

وشدد على أن مسجد السيدة سكينة رضي الله عنها، الذي شيده الشريف عبد الرحمن كتخدا، لا يزال مقصدًا للزائرين من مختلف بقاع العالم الإسلامي، لما تمثله من بركة وروحانية، داعيًا الله أن ينفعنا بعلمها وبركتها، ويجعلنا من السائرين على درب أهل البيت الكرام.

حكم المصافحة بعد الصلاة مباشرة وقول حرما .. الإفتاء تجيبحكم استخدام الألعاب النارية والمفرقعات فرحا برمضان .. الأزهر يوضح

أكد الدكتور محمد أبو هاشم، أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب،  عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن السيدة زينب رضي الله عنها كان لها دور بارز في نشر البركة والخير في مصر، حيث استقبلها أهلها استقبالًا حافلًا يعكس حبهم لآل البيت. 

وأضاف "أبو هاشم"، خلال تصريحات تلفزيونية، اليوم الثلاثاء، أن المصريين لقبوا السيدة زينب بـ"أم العواجز" و"أم المساكين"؛ نظرًا لما كانت تقدمه من عون للفقراء والمحتاجين، مشيرًا إلى أنها كانت صاحبة رأي ومشورة، حتى أن ولاة مصر كانوا يأخذون بنصائحها.

وأشار أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، إلى أن السيدة زينب جاءت إلى مصر بعد استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه، واستقرت في منزلها بمنطقة "بركة السباع"، التي يُعرف فيها مسجدها اليوم، وظلت فيها حتى وافتها المنية عام 62 هـ. 

وأوضح أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن مصر لا تزال تعيش في بركات دعائها، حيث قالت عند وصولها: "يا أهل مصر، أكرمتمونا أكرمكم الله، وآويتمونا آواكم الله".

وفيما يخص الجدل حول مكان دفن السيدة زينب، أكد أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب، أن السيدة زينب المدفونة في مصر هي بنت الإمام علي والسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنهما، أما السيدة زينب المدفونة في سوريا فهي ابنة الإمام علي من زوجة أخرى، قائلاً: "ضريح السيدة زينب في مصر هو منارة للزوار والعاشقين لآل البيت، حيث يجدون فيه السكينة والقبول من الله".


 

مقالات مشابهة

  • أول تعليق أمريكي فرنسي ألماني على الأحداث في سوريا
  • الشرع يشكّل لجنة مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل السوري
  • صحابيات في عهد الرسول.. تعرف على أم المؤمنين المصطلقية الخزاعية القوامة
  • الرئاسة السورية تُشكل لجنة وطنية مستقلة للتحقيق في أحداث الساحل
  • الزبادي والخيار.. جمال شعبان يوجه نصيحة لتفادي الحموضة في رمضان
  • غزة… أهناك حياة قبل الموت؟ أنطولوجيا شعرية توثق صمود الروح
  • البيت الرمضاني
  • عالم أزهري: السيدة سكينة زهرة من بيت النبوة ورائدة النهضة الثقافية في مصر
  • أخطر أزمة أمام حزب الله.. تقريرٌ إسرائيلي يتحدّث عنها
  • في ذكرى رحيله.. البابا كيرلس السادس وتجسيد الروح الوطنية