الحرة:
2025-04-07@13:20:17 GMT

الصراصير المزعجة.. كيف غزت الكوكب؟

تاريخ النشر: 29th, May 2024 GMT

الصراصير المزعجة.. كيف غزت الكوكب؟

كشفت دراسة حديثة كيفية تمكن الصراصير الصغيرة المعروفة باسم "الصراصير الألمانية" من الانتشار بجميع أنحاء العالم انطلاقا من موطنها الأصلي في جنوب آسيا، منذ أكثر من 2000 عام، وفق شبكة "سي إن إن" الأميركية.

وأظهرت الدراسة المنشورة في مجلة "وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم في الولايات المتحدة"، أن رحلة الصراصير بدأت من جمع القمامة في الحضارات الآسيوية القديمة، انتقالا إلى منازل البشر، لتتوافق بشكل وثيق مع التحولات التاريخية الكبرى في التجارة العالمية والاستعمار والحرب.

وحسب "سي إن إن"، فإن الصراصير، المعروفة علميا باسم "Blattella germanica"، والمنتشرة في كل مكان حول العالم، ظهرت لأول مرة في السجلات العلمية منذ 250 عاما في أوروبا، ومن هنا جاء لقب "الصرصور الألماني".

عالم الصراصير.. حقائق علمية قد تفاجئك من منا لم ير صرصارا قط؟ 

من منا لا يتقزز من رؤية الصرصار يرفع قرون الاستشعار قبل أن يهرب؟

هناك حقائق علمية حول هذه الحشرة قد تفاجئك ندعوك للتعرف عليها:

واعتمدت الدراسة التي أجراها العلماء والخبراء في مكافحة الآفات بجميع أنحاء العالم، على عينات محلية من الصراصير، حيث تلقى الفريق البحثي 281 عينة من الصراصير الألمانية من 57 موقعا في 17 دولة، وقاموا بدراسة الحمض النووي الخاص بها لتتبع تطورها.

وقال مؤلف الدراسة الرئيسي وعالم الأحياء التطوري، تشيان تانغ: "كان هدفنا الأساسي هو إظهار كيف يمكن للحشرات أن تنتقل مع البشر، وكيف يمكن لعلم الوراثة أن يعوض الجزء المفقود من السجلات التاريخية".

وحسب تانغ، الذي يعمل كباحث مشارك في مرحلة ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد، فإن البيانات الجينومية (الوراثية) من العينات، أظهرت أن نسب الصرصور الحديث يعود إلى ما هو أبعد بكثير من ظهوره في أوروبا في القرن الثامن عشر.

ووفقا للدراسة، فإن الصراصير الحديثة تطورت من الصرصور الآسيوي البري، المعروف علميا باسم "Blattella asahinai"، قبل نحو 2100 عام.

ويتوقع تانغ وزملاؤه في الدراسة أنه في ذلك الوقت تقريبا، بدأ الناس فيما يعرف الآن بالهند أو ميانمار، بزراعة المحاصيل في الموطن الطبيعي للصراصير الآسيوية، حيث تكيفت الحشرات، وحوّلت نظامها الغذائي ليشمل الغذاء البشري، لتنتقل بعد ذلك من الأراضي إلى المنازل.

وبعد مرور ألف عام، ونمو النشاط التجاري والعسكري بين جنوب آسيا والشرق الأوسط وأوروبا لاحقا، انتشرت الصراصير، إذ ربما كانت تنتقل عبر سلال الغذاء الخاصة بالجنود والمسافرين، حسب ما نقلت الشبكة عن الدراسة.

وأوضح التحليل الجيني الذي أجراه فريق الدراسة، أن تلك الحشرات دخلت لأول مرة إلى أوروبا منذ حوالي 270 عاما، وهو تقدير يقترب من الوقت الذي تحدث عنه عالم الطبيعة السويدي الشهير، كارل لينيوس، لأول مرة في عام 1776، بعد حوالي عقد من حرب السنوات السبع التي اندلعت في آسيا وأوروبا وأميركا الشمالية.

ووجدت الدراسة أن الصراصير انتقلت بعد ذلك من أوروبا إلى الأميركتين قبل حوالي 120 عاما.

لماذا تتسابق العديد من الشركات لبناء أكبر مزارع حشرات في العالم؟ جرى، مؤخرا، افتتاح أكبر مزرعة حشرات في العالم بمدينة نيسلي بفرنسا، وهي منشاة عالية التقنية تمتد على مساحة 35 ألف متر مربع، وستنتج 15 ألف طن متري من البروتين من يرقات الذباب كل عام، بحسب تقرير نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

ونقلت الشبكة عن أمينة علم حيوان اللافقاريات في المتحف الأميركي للتاريخ الطبيعي بمدينة نيويورك، جيسيكا وير، قولها: "الحشرات جزء من نسيج الثقافة الإنسانية".

وأضافت: "نعلم أن طرق التجارة عبر المحيط الأطلسي ربما كانت السبب وراء انتشار الصراصير الألمانية، لكن رؤية هذا ينعكس فعليا على التوقيع الجيني، كان أمرا مثيرا للغاية".

وذكرت وير أن البشر يساهمون ف انتشار الصراصير في المنازل، مشيرة إلى أن "الأشياء التي سمحت للبشر بالازدهار، مثل أنظمة الصرف الصحي والتدفئة الداخلية، سمحت أيضا للصراصير بالازدهار".

وحسب الشبكة، يسعى الآن مؤلف الدراسة إلى إجراء تسلسل جيني كامل لمئات العينات لمعرفة كيف تكيّفت الصراصير الألمانية بنجاح مع البيئة البشرية.

وقال: "على سبيل المثال، يتمتع الصرصور الألماني بمقاومة للمبيدات الحشرية لا يتم اكتشافها في العديد من الآفات الأخرى. فكيف يمكنهم التطور بهذه السرعة؟ هل هو شيء موجود بالفعل في جيناتهم، أم أنه حدث بسبب الضغوط البشرية؟".

المصدر: الحرة

إقرأ أيضاً:

"الصديق المفترس".. كيف يهدد ترامب التحالف مع أوروبا؟

لم يمض وقت طويل على قيام الرئيس الأمريكي جو بايدن بجمع الحلفاء الأوروبيين للتصدي للغزو الروسي لأوكرانيا. وقد جسّد بذلك المفهوم الذي عبّر عنه الدبلوماسي الأمريكي البارز نيكولاس بيرنز مؤخراً، وهو أن الطريقة التي تفوز بها الولايات المتحدة في المنافسة العالمية على القوة والازدهار هي: "أن تكون لطيفاً مع حلفائك".

لكن الرئيس الحالي دونالد ترامب يبدو أنه يرى الأمور بشكل مختلف تماماً. فعداؤه لأوروبا معلن منذ عقود، إذ يرى أن الحلفاء ليسوا سوى منافسين اقتصاديين وطفيليات جيوسياسية، وفقاً لتقرير بصحيفة "نيويورك تايمز".

كسر التحالف بدلاً من دعمه

قرار ترامب يوم الخميس بفرض تعريفات جمركية محسوبة بشكل مثير للجدل على شركاء أمريكا، بمن فيهم أوكرانيا، مع استثناء روسيا وكوريا الشمالية، كشف بوضوح عن استعداده لتفكيك التحالف عبر الأطلسي الذي حافظ على السلام في أوروبا لما يقرب من 80 عاماً.

وإضافةً إلى ذلك، فإن مطالبته لدول الناتو بإنفاق ما يصل إلى 5% من ناتجها المحلي الإجمالي على الدفاع العسكري، ورغبته المعلنة سابقاً في ضم أراضٍ من الدنمارك (وهي دولة عضو في الناتو)، تؤكد على الضرر طويل الأمد الذي أصاب العلاقات الأمريكية الأوروبية، ضرر قد لا يمكن إصلاحه بالكامل.

Hundreds gather across Europe to protest against Trump and Musk
➡️ https://t.co/5thARkkvAP pic.twitter.com/7NsjK6qWU6

— FRANCE 24 (@FRANCE24) April 5, 2025 أوروبا تفقد الثقة في أمريكا

وفي هذا الشأن علق غونترام وولف، الاقتصادي والمدير السابق للمجلس الألماني للعلاقات الخارجية، قائلاً: "هذه التعريفات الجمركية تضاف إلى الانطباع المتزايد في أوروبا أن الولايات المتحدة في عهد ترامب لم تعد فقط شريكاً غير موثوق به، بل شريك لا يمكن الثقة به مطلقاً".

وأضاف أن هذا التحول يقلب 80 عاماً من التاريخ بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان التحالف عبر الأطلسي في صلب النظام الغربي والنظام المتعدد الأطراف عالمياً. وبرغم محاولات بروكسل الحفاظ على هذه العلاقات، إلا أنها، كما قال، "لا تستطيع وحدها أن تدعم النظام العالمي".

المستفيد الأول: روسيا

وترى الصحيفة أن إعادة تشكيل ترامب للنظام العالمي يبدو وكأنه يصبّ في مصلحة روسيا، العدو الرئيسي للناتو، إذ يُضعف خصوم الكرملين في أوروبا، على الرغم من أن هبوط أسعار النفط يوم الجمعة ألحق ضرراً بروسيا أيضاً.

وقالت أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية: "يبدو أنه لا يوجد نظام داخل هذا الفوضى، ولا طريق واضح للخروج من هذا التعقيد، بينما يُضرب جميع شركاء الولايات المتحدة التجاريين"، مضيفة أن هذه السياسات تضرّ "بالمواطنين الأكثر ضعفاً".

???? LIVE in the JFK Jr. Forum: Nick Burns (@RNicholasBurns) discusses the many facets of the critical U.S./China relationship & his tenure as U.S. Ambassador to the People's Republic of China under the Biden Administration.https://t.co/uG0omuvM01

— Institute of Politics (@HarvardIOP) April 1, 2025

وقد أصبح الأوروبيون أكثر وعياً بأن ترامب، المحاط بمستشارين أكثر توافقاً أيديولوجياً وولاءً في ولايته الثانية، مصمم على تنفيذ رؤيته في الابتعاد عن أوروبا.

يقول مارك ليونارد، مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "كثير من الناس فوجئوا بشدة هذه الإدارة وسرعتها وعدوانيتها ونزعتها الإمبريالية".

محاولات أوروبية

وبحسب الصحيفة، فإن كثير من الحكومات الأوروبية كانت تعتقد أنها تستطيع إرضاء ترامب بأسلوب تعامل مبني على المصالح: شراء مزيد من الأسلحة والغاز الطبيعي الأمريكي، والمساهمة بشكل أكبر في الإنفاق الدفاعي.

لكن الأحداث الأخيرة أظهرت حدود هذا النهج، خصوصاً مع تطبيق الرسوم الجمركية بشكل غير متساوٍ على بريطانيا والاتحاد الأوروبي، وربط المساعدات العسكرية لأوكرانيا بصفقات معادن.

يقول ليونارد: "التحدي أمام أوروبا هو كيفية التعامل مع أمريكا مفترسة، تستخدم نقاط ضعف حلفائها للابتزاز، سواء عبر صفقة معادن في أوكرانيا أو محاولة ضم غرينلاند، أو بأسلوبه العلني في محاولة تقسيم بريطانيا عن الاتحاد الأوروبي عبر اتفاقيات تجارية منفصلة".

حالياً، لا يزال الاتحاد الأوروبي متماسكاً جزئياً لأن ترامب فرض نفس الرسوم بنسبة 20% على جميع الدول الأعضاء الـ27، بما فيهم دول أكثر قرباً أيديولوجياً مثل المجر وسلوفاكيا وإيطاليا.

لكن من الممكن أن تلجأ واشنطن لاحقاً إلى رسوم متمايزة للضغط على دول بعينها مثل الدنمارك، خاصة فيما يخص قضية غرينلاند.

The universal tariffs announced by the US are a major blow to businesses and consumers worldwide.

Europe is prepared to respond.

We'll always protect our interests and values.
We're also ready to engage.

And to go from confrontation to negotiation ↓ https://t.co/WbXqsN4ZX7

— Ursula von der Leyen (@vonderleyen) April 3, 2025 تفاوض أم خطة لتغيير العالم؟

ويرى البعض أن هذه الرسوم مجرد مقدمة لصفقة جديدة، كما لمح إريك ترامب في منشور له على منصة "إكس"، قائلاً: "لا أود أن أكون آخر بلد يحاول التفاوض مع ترامب. أول من يتفاوض سيربح، والآخرون سيخسرون حتماً".

لكن صوفيا بش، محللة ألمانية في مؤسسة كارنيغي بواشنطن، ترى أن الرسائل الصادرة من إدارة ترامب متناقضة، وتقول: "ليس واضحاً ما إذا كان هذا عرضاً تفاوضياً أولياً، أم أنهم بالفعل يعيدون تشكيل العالم بلا نية لإصلاحه".

ورغم أن مسائل الأمن والتعريفات الجمركية تبدو منفصلة، إلا أن بش وآخرين يوضحون أن ترامب يستخدم القوة الأمريكية بشكل فظ وقاسٍ حتى تجاه الحلفاء، ما يؤثر على اقتصاداتهم ويضغط على الشرائح الأضعف من شعوبهم، الذين سيدفعون ثمن التضخم وارتفاع الضرائب.

شروط ترامب

ففي اجتماع لوزراء خارجية الناتو في بروكسل، حاول وزير الخارجية ماركو روبيو تهدئة الأجواء، حيث أدان "الهيستيريا والمبالغة" في وسائل الإعلام، وأكد على دعم ترامب للحلف الأطلسي.

وقال روبيو: "الرئيس ترامب أوضح أنه يدعم الناتو. وسنظل في الناتو لكن... ليس أي ناتو".

وأضاف أن ترامب يتوقع من حلفائه الأوروبيين أن يتحملوا المسؤولية الرئيسية عن أمنهم وأمن أوكرانيا، لأن أمريكا توجه اهتمامها نحو آسيا.

وتابع "هو ضد ناتو لا يمتلك القدرات المطلوبة للوفاء بالتزاماته، كما يفرضها ميثاق الحلف على كل دولة عضو".

العبء الاقتصادي

لكن التأثير الاقتصادي المتوقع للتعريفات من ارتفاع التضخم وتباطؤ النمو سيجعل من الصعب على الحلفاء الأوروبيين تلبية هدف الإنفاق الدفاعي الجديد الذي يُتداول الحديث عنه لقمة الناتو في يوليو: 3.5% من الناتج المحلي، ناهيك عن مطلب ترامب بـ5%.

في ألمانيا، وهي دولة غنية، سيكون التأثير كبيراً. وزير المالية يورغ كوكيز قدّر أن الصادرات الألمانية لأمريكا ستتراجع بنسبة 15%. وأكد أن بلاده ستواصل محاولة التفاوض مع واشنطن، بينما يتجه الاتحاد الأوروبي للرد بقوة، ولكن بحذر.

ووفقاً للمعهد الاقتصادي الألماني، قد تصل كلفة هذه الرسوم على ألمانيا وحدها إلى 200 مليار يورو (218 مليار دولار) خلال السنوات الأربع المقبلة.

بدائل أوروبا.. وروسيا

وقالت ماغي سويتك، الاقتصادية ومديرة الأبحاث في معهد ميلكن، إن الأوروبيين سيبحثون الآن عن أسواق جديدة وصفقات تجارية حرة، مثل تلك التي لديهم مع كندا والمكسيك.

وأضافت: "لا يزال هناك مجال للتعاون مع أمريكا وشركاتها، بينما نحاول فهم كيف نتعامل مع الوضع الجديد والنظرية الأمريكية المستجدة".

أما موسكو، التي لا تُجري الكثير من التجارة غير الخاضعة للعقوبات مع أمريكا، فقد رأت في هذه التطورات هدية إضافية.

الرئيس الروسي السابق دميتري ميدفيديف عبر عن سعادته بذلك على منصة "إكس"، مستخدماً مثلاً صينياً قديماً يقول إن روسيا "ستجلس على ضفاف النهر، بانتظار جثة العدو تطفو. جثة اقتصاد الاتحاد الأوروبي المتحللة".

مقالات مشابهة

  • كيليان مبابي: الفوز بدوري الأبطال مع أفضل ناد في العالم هو الأعظم
  • الشرطة الألمانية متهمة بإخفاء أدلة قتل 4 من أصل تركي
  • ماسك يأمل بإقامة منطقة تجارة حرة بين أوروبا وأميركا الشمالية
  • الغضب يجتاح دول العالم .. مظاهرات ضد ترامب وماسك تزلزل أمريكا وعواصم أوروبا الكبرى | شاهد
  • هل تعود أوروبا إلى التجنيد الإجباري؟
  • "الصديق المفترس".. كيف يهدد ترامب التحالف مع أوروبا؟
  • رجل أعمال أمريكي: موسكو ستكون المدينة الأكثر ازدهارا وأهمية على هذا الكوكب
  • من البلقان إلى شرق أوروبا ومن تركيا إلى إسرائيل..لماذا تتصاعد الاحتجاجات السياسية حول العالم؟
  • دراسة صادمة.. الصراصير والسمك والفئران تهدد مباني بريطانيا
  • كم تُكلّف ساعة العمل في أوروبا؟ الدول الأعلى والأدنى في تكلفة العمالة...