بقلم: كمال فتاح حيدر ..
خاض الجيش المصري أشرس معاركه الدامية في السنوات القليلة الماضية ضد الصيادين الفلسطينيين، الذين ربما جرفت قواربهم التيارات والرياح نحو المياه الإقليمية في سيناء، فكان مصيرهم الموت بنيران خفر السواحل في الحقبة البلحية. فقد قتل البلحيون شقيقين من أسرة واحدة، واعتقلوا الثالث بذريعة التطاول على السيادة المصرية.
كانت النيران تتصاعد أمام أعين ومسامع جنود البسكوت المسمسم، فخيّم عليهم الصمت المطبق، كانوا متسامحين جدا جدا مع مرتكبي محرقة الهولوكوست الثانية التي وقعت في مكان مرتفع من منطقة تل السلطان بالقرب من الحدود المصرية وعلى حافة الحدود المصرية المستباحة. .
كانت قوات السيسي تسمع صراخ الاطفال، وتشم رائحة اجسادهم المشوية، من دون ان يكلفوا انفسهم مشقة إرسال عربة إطفاء واحدة لإخماد النيران. قيل إنهم منعوا التصوير بالهواتف الذكية حتى لا يفتضح امر أصدقاءهم في تل ابيب. ثم تكررت الحرائق البشرية بنيران صهيونية، وبعيون مصرية لا ترى ما يجري أمامها. وذلك بعد أيام من صدور أوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان على رفح، على الرغم من اسرائيل نفسها هي التي خصصت هذا الجزء كملاذ آمن للفلسطينيين. لكنها كانت تعد العدة لإحراقهم احياءً أمام أنظار الجيش المسمسم. فتناثرت جثث الأطفال برؤوسهم المقطوعة، واعادت إلى الأذهان الأكاذيب التي روجتها ماكناتهم الإعلامية للظهور بمظهر الضحية. .
العالم كله يشاهد بوضوح صور المحرقة. الأطفال هناك يفقدون حياتهم يوما بعد يوم. حتى الإعلامي البريطاني المتصهين (بيرس مورغان) الداعم الأكبر للنتنياهو خرج عن صمته بتصريح خطير. قال فيه: (المشاهد من رفح خلال الليل مروعة، لقد دافعت عن حق إسرائيل بعد أحداث 7 أكتوبر، ولكن قتل هذا العدد الكبير من الأبرياء وهم يرتعدون في مخيم للاجئين أمر لا يمكن الدفاع عنه، فلتوقف هذا الآن يا نتنياهو). .
لن تسمع مثل هذا التصريح على لسان السيسي، أو على لسان ملك الأردن عبدالله الفاني، ولا على لسان (أبو الغائط) أعزكم الله. .
تتصرف اسرائيل هذه الأيام بحصانة دولية مدعومة من أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والهند، ومدعومة ايضاً من مصر والأردن وربما من بلدان عربية وإسلامية أخرى. ناهيك عن الدعم المالي والحربي والسياسي والإعلامي، الأمر الذي يساعدها على الإفلات من العقاب ومن الإدانة. .
يتوجه سوناك إلى تل ابيب ليبلغ نتنياهو برسالة مشفرة: (نريدك ان تفوز)، ويقرل لهم السيسي: (أمننا من أمنكم، وأمنكم من أمننا). ويصب محمود عباس جام غضبه على المقاومة ولا يريد لها الثبات في مواجهة الطغاة. . . د. كمال فتاح حيدر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
الرئيس السيسي يعلن عن الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة في القمة العربية الطارئة
أعرب الرئيس عبد الفتاح السيسي عن أمله في أن تستمر جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته من أجل ضمان استدامة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
جاء ذلك خلال كلمته في القمة العربية الطارئة التي عُقدت في العاصمة القاهرة، حيث كشف الرئيس السيسي عن ملامح الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة.
وأكد أن هذه الخطة تهدف إلى الحفاظ على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
وأضاف الرئيس السيسي أننا عملنا بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة من الفلسطينيين المستقلين لإدارة قطاع غزة.
كما أوضح أن مصر تتولى تدريب الكوادر الأمنية الفلسطينية التي سيكون عليها مسؤولية حفظ الأمن في القطاع خلال المرحلة المقبلة.
وفي ختام كلمته، دعا الرئيس السيسي إلى اعتماد الخطة المصرية التي تحفظ للشعب الفلسطيني حقه في إعادة بناء وطنه وبقائه على أرضه.
ومن المنتظر أن تبعث «القمة العربية الطارئة» برسائل حول «رفض التهجير القسرى» و «إعادة إعمار غزة» و «السعى لحل الدولتين» كونه السبيل الوحيد للاستقرار، إضافة إلى التطرق لما يخص سبل استئناف المرحلة الثانية لاتفاق غزة ودعم جهود تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار فى القطاع، والتأكيد على ثوابت الموقف العربى حيال القضية الفلسطينية.
وتسعى مصر إلى تقديم خطة ورؤية واضحة بالقمة العربية، تتضمن سبل تحقيق السلام والاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وتأكيد قدرة المجتمع الدولى على تحقيق الشرعية الدولية القائمة على حل الدولتين، وأهمية تعزيز الصمود الإقليمى فى مواجهة الدعوات التى تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإعادة إعمار قطاع غزة، مع الإبقاء على المواطنين الفلسطينيين فى القطاع أثناء عملية إعادة الإعمار.
اقرأ أيضاً«أبو الغيط»: منطق تهجير الشعب الفلسطيني أمر مرفوض
«الرئيس السيسي»: مصر سعت إلى التوصل لوقف إطلاق النار في غزة منذ اليوم الأول للأزمة