غزة - خــاص صفا

من جديد، تهدد المجاعة أهالي محافظتي غزة وشمالي القطاع، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي منع دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والبضائع إليها منذ شهر تقريبًا، بفعل إغلاق المعابر، وإطباق الحصار. 

ويتفاقم الوضع الإنساني في القطاع، ولا سيما في شماله يومًا بعد يوم، مع مواصلة جيش الاحتلال حرب الإبادة الجماعية وسياسة قصف المنازل فوق رؤوس ساكنيها، والتي تصاعدت وتيرتها عقب العدوان الإسرائيلي المتواصل على مخيم جباليا ومدينة رفح.

 

كارثة إنسانية

وبعد استقرار نسبي في أسواق شمالي القطاع قبل نحو شهر، عادت تعاني مجددًا شحًا كبيرًا في توفر المواد الغذائية والسلع الأساسية كاللحوم والدجاج والبيض والسكر والزيوت والأرز والخضروات والفواكه، بسبب منع الاحتلال إدخالها لغزة، ما ينذر بتعمق الكارثة الإنسانية، وحدوث المجاعة مجددًا، وسوء التغذية، خاصة لدى الأطفال والمرضى والمسنين.

ويتخوف الغزيون من عودة المجاعة إلى شمال القطاع، الذي يتواجد فيه نحو 600 ألف نسمة، وعدم وجود ما يتناولونه مع الخبز، جراء نفاد المواد الغذائية ومنع إدخال المساعدات، ما يتهدد حياة الأطفال والمرضى الذين تتفاقم معاناتهم، في ظل إصرار الاحتلال على تدمير المستشفيات وإخراجها عن الخدمة.

وتسمح سلطات الاحتلال فقط بإدخال عدد محدود من الشاحنات المحملة بالطحين للمخابز، بتنسيق من برنامج الأغذية العالمي، بالإضافة لبعض المعلبات، التي لا تلبي احتياجات المواطنين في شمال القطاع. 

وما يتوفر في الأسواق من بعض السلع لا يتمكن معظم المواطنين من شرائها، بسبب ارتفاع أسعارها، والوضع الاقتصادي والمعيشي الصعب الذي يعانون منه، وتعطّل مصالحهم منذ ثمانية أشهر.

ووفق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن ما دخل من شاحنات عبر الرصيف البحري منذ بداية عمله، لم يتجاوز ١٠٠ شاحنة، فيما دخل لغزة والشمال الأسبوع الماضي من نقطة في السياج الأمني غرب بيت لاهيا ٢١٤ شاحنة، منها ١٠٩ محملة بالطحين للمخابز والمواطنين، و٦ شاحنات أدوية فقط.

وأكد أن كل حديث عن تسهيلات وزيادة أعداد شاحنات المساعدات هو ذر للرماد في العيون وتزييف للواقع. 

واقع صعب

المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر هشام مهنا يقول إن الوضع الإنساني في كافة أنحاء القطاع صعب للغاية، لأن وتيرة إدخال المساعدات غير مستقرة، وبالتالي لا يمكن الحفاظ على الحد الأدنى المقبول فيما يتعلق بوصول الأهالي لكل ما يحتاجوه من المواد الغذائية والمياه وحتى الرعاية الطبية. 

ويوضح مهنا، في حديث لوكالة "صفا"، أن ما يدخل إلى شمالي القطاع لا يتناسب إطلاقًا مع احتياجات عدد السكان المتواجدين في تلك المناطق، نظرًا لاستمرار "إسرائيل" في فرض قيودها على إدخال المساعدات إليها. 

ويضيف "يجب على إسرائيل، كقوة قائمة بالاحتلال، أن تعمل على ضمان وصول الأهالي لكل ما يلزم من غذاء ودواء ومياه للشرب، من أجل بقائهم على قيد الحياة، وكذلك ضرورة التزامها بتوفير الحماية للمدنيين، بمن فيهم العاملون بمجال العمل الإنساني". 

ويتابع "نحن نعمل جاهدين على إمكانية الوصول لأهالي شمالي القطاع، لأجل تقديم خدماتنا الإنسانية كما يحدث في الجنوب، بهدف التخفيف من معاناتهم والحد من حدوث المجاعة وسوء التغذية". 

وفي جنوبي القطاع -كما يبين مهنا- كانت اللجنة الدولية توفر 50 ألف وجبة طعام يوميًا للنازحين، لكن العدد انخفض إلى 10 آلاف، بفعل العملية العسكرية الإسرائيلية في مدينة رفح.

وللحد من المجاعة وسوء التغذية، يؤكد مهنا ضرورة تحويل "الفتات" التي تدخل من المساعدات والدعم الإنساني إلى شلال متدفق بشكل غير منقطع وآمن، بما يضمن للفرق الإنسانية الأمن والأمان أثناء محاولتهم إيصالها لمئات الآلاف من المواطنين الذين هم بأمس الحاجة لتلك المساعدات سواءً في شمالي القطاع أو جنوبه. 

ويطالب بضرورة وقف الحرب وشلال الدماء في قطاع غزة، حتى يستطيع الأهالي لملمة ما تبقى من فتات الحياة التي فقدوها على مدار ثمانية أشهر متواصلة.

من جهتها، حذرت منظمات حقوقية من تسارع انتشار المجاعة ومعدلات سوء التغذية الحاد في القطاع بين جميع الفئات، خاصة بين الأطفال.

وأكدت أن مستويات انعدام الأمن الغذائي تتفاقم بشكل مضطرد في جميع أنحاء القطاع نتيجة إصرار "إسرائيل" على ارتكاب جريمة التجويع واستخدامه كسلاح حرب، في إطار جريمتها الأشمل في الإبادة الجماعية.

وطالبت المنظمات الحقوقية الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إعلان المجاعة في القطاع، والتحرك لضمان تدفق المساعدات الإنسانية، وفتح ممرات إنسانية وكل المعابر، بما يضمن دخول كل احتياجات الأهالي الإنسانية.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: مجاعة غزة حصار غزة طوفان الأقصى شمالی القطاع

إقرأ أيضاً:

إدانات عربية ودولية واسعة لقرار الاحتلال وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة

 

 

الثورة / متابعة/ محمد الجبري

واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خروقاتها لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، وادّت تلك الخروقات إلى استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة ستة آخرين، خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية، فيما يواصل الوسطاء جهودهم لمنع انهيار وقف إطلاق النار.
وقال رئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام الكنيست إن “تل أبيب” تستعد للمراحل المقبلة من الحرب، وسط مقاطعة كبيرة من جانب نواب المعارضة وعائلات الأسرى.
ونفى أن تكون حكومته قد خرقت الاتفاق مع حماس، قائلا: إن الاتفاق يمنحها “خيار العودة إلى القتال اعتبارا من اليوم الـ42 في حال كانت المفاوضات غير مجدية على حد قوله
واستشهد شقيقان من عائلة المصري جرّاء قصف من مسيّرة إسرائيلية شرقي بلدة بيت حانون شمالي قطاع غزة، كما استشهدت سيدة وأصيب اثنان آخران في قصف من مسيّرات صهيونية على بلدة عبسان الكبيرة شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وكان قد استشهد ثلاثة مواطنين فلسطينيين برفح جنوب قطاع غزة أحدهم برصاص قناص وسط المدينة واثنان في غارة شرقها.
وأطلق جنود الاحتلال الإسرائيلي النار بشكل مكثف من الدبابات الإسرائيلية شرقي حي الشجاعية شرقي مدينة غزة وبلدة جحر الديك وسط قطاع غزة، إضافة إلى إطلاق نار من زوارق حربية إسرائيلية في بحر مدينة غزة.
وجدد جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار صباح أمس الاثنين، شرق خان يونس وجنوب رفح.
ويواصل جيش الاحتلال إغلاق معبر كرم أبو سالم جنوب شرق غزة لليوم الثاني ويمنع إدخال المساعدات .
وقال مدير المكتب الإعلامي الحكومي بغزة سلامة معروف أمس الاثنين، إن المواد الغذائية متوفرة في الأسواق لكنها تكفي لنحو أسبوعين على أبعد تقدير.
وأوضح معروف، أن ما كان يدخل من شاحنات تحمل مواد غذائية إلى القطاع كانت تكفي لسد حاجة اليوم وليس للتخزين، كما أن الشاحنات لم تكن جميعها تحمل مواد غذائية، مبينًا أن هناك جهوداً تبذل للضغط على كيان الاحتلال لإلزامه باتفاق وقف إطلاق النار وفتح المعابر.
في حين كشف برنامج الأغذية العالمي، أنّ استمرار فرض القيود على دخول الإمدادات الغذائية والإغاثية إلى غزة، سيؤدي لكارثة محققة على صعيد الأمن الغذائي. محذرا من أنّ المخزون المتوفر في القطاع لا يكفي لفترة طويلة.
وشددت المتحدثة الإقليمية باسم البرنامج عبير عطيفة، في تصريح صحفي أمس الاثنين، على ضرورة ضمان دخول منتظم لشاحنات الغذاء والمستلزمات الأساسية، والوقود اللازم لتشغيل المستشفيات والمخابز ومحطات تحلية المياه.
ولفتت النظر إلى أنّ أكثر من 80% من سكان قطاع غزة يعتمدون على المساعدات الإغاثية الدولية، بينما يواجه 1.2 مليون إنسان حالة انعدام غذائي حادة، أي أنهم غير قادرين على تأمين احتياجاتهم الأساسية من الغذاء.
وأوضحت، أنّ الإمدادات الغذائية في غزة تتناقص بشكل خطير، وأنّ المخزون المتوفر لن يكفي لفترة طويلة في ظل استمرار المنع “الإسرائيلي” على دخول شاحنات المساعدات والبضائع، محذرةً من تداعيات القرار كارثية على الوضع الإنساني الذي بات على حافة الانهيار.
وناشدت المجتمع الدولي بالتدخل العاجل لمنع تفاقم الأزمة، مؤكدة أن الأمن الغذائي حق أساسي، وأن على الجهات المعنية ضمان وصول المساعدات دون عوائق للحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة .
فيما قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إن قطع المساعدات الإنسانية والتصريحات الرسمية التحريضية “يؤكدان نيّة “إسرائيل” مواصلة جريمة الإبادة الجماعية في غزة، ونية مبيتة لتدمير فلسطينيي القطاع”.
ونوه الأورومتوسطي في بيان، بأنه “لا يوجد أي استثناء أو مبرر قانوني يجيز “لإسرائيل” حرمان الفلسطينيين من المساعدات الإنسانية الأساسية”.
ونبه إلى أن الاحتلال “لا يكتفي باستخدام المساعدات كورقة تفاوضية لتحقيق مكاسب سياسية أو عسكرية بل ينفذ سياسة تجويع منهجية في محاولة لخلق ظروف معيشية قاتلة تجعل بقاء الفلسطينيين في غزة مستحيلاً”.
ولفت النظر إلى أن معظم التصريحات الإسرائيلية بشأن “فتح الجحيم” على قطاع غزة ومنع الإمدادات الإنسانية عن أهله “ترقى إلى تحريض مباشر وعلني على الإبادة الجماعية”.
وأكد المرصد الحقوقي، على أن المجتمع الدولي مُطالب بتحرك سريع وحاسم لوقف جريمة الإبادة الجماعية وإنقاذ أهالي قطاع غزة من مخططات القتل البطيء والتهجير القسري.
وفي هذا السياق، أدانت الكويت بشدة أمس، قرار سلطات الاحتلال “الإسرائيلي” منع دخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة.
وأكدت وزارة الخارجية الكويتية، في بيان، أن هذا الإجراء يعتبر انتهاكا صارخا للقانون الدولي، ومخالفا للمبادئ الأساسية للقانون الدولي الإنساني، غير آبه بالآثار الوحشية التي خلفتها الحرب على غزة.
وجددت الوزارة موقف الكويت المطالب بوقف مثل تلك القرارات والسياسات التي لا تراعي المبادئ الإنسانية، وتمنع الفلسطينيين من أبسط حقوقهم، وتستخدم سياسة التجويع للضغط عليهم وفي شهر رمضان المبارك.
فيما أدانت “أطباء بلا حدود” عبر منصة “إكس” أمس الأول، موقف “إسرائيل”، وقالت إنه “لا يجوز أبدا استخدام
كما أدانت منظمة التعاون الإسلامي بشدة قرار سلطات العدو الصهيوني وقف إدخال المساعدات الإنسانية، وإغلاق المعابر كافة المؤدية إلى قطاع غزة.
واعتبرت المنظمة في بيان، أن هذه الإجراءات غير القانونية تمثل انتهاكًا للقانون الدولي الإنساني، واتفاقية جنيف الرابعة، وكذلك قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.
وقالت إن الحصار الصهيوني غير القانوني على قطاع غزة يشكل عقابًا جماعيًا وجريمة ضد الإنسانية تستوجب المساءلة والمحاسبة بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.
وطالبت المجتمع الدولي، وخصوصًا مجلس الأمن الدولي، باتخاذ الإجراءات اللازمة لوضع حد لجرائم “إسرائيل”، قوة الاحتلال، وانتهاكاتها المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل كافٍ ودائم ودون عوائق إلى جميع أنحاء قطاع غزة.
كما أدان الاتحاد الأوروبي قرار الاحتلال الإسرائيلي واعتبر أن ذلك قد يؤدي إلى عواقب إنسانية.
وقال في بيان، إنه يجب العمل على وقف دائم لإطلاق النار مع ضمان إعادة إعمار غزة، مجددا الدعوة لضمان الوصول الكامل والسريع والآمن وغير المقيد للمساعدات الإنسانية إلى القطاع.
إلى ذلك أدانت منظمتا “أوكسفام” و”أطباء بلا حدود”، قرار “إسرائيل” وقف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وأعربتا عن رفضهما استخدام الإغاثة “ورقة مساومة وأداة حرب”.
وأكدت المنظمتان الدوليتان أن وقف إدخال المساعدات “عمل متهور من العقاب الجماعي المحظور بموجب القانون الإنساني الدولي”.

مقالات مشابهة

  • تحذيرات أممية من شح الغذاء في القطاع.. وجنوب إفريقيا: إسرائيل تستخدم التجويع سلاحاً للإبادة الجماعية
  • تحذير فلسطيني من اتساع دائرة المجاعة مرة أخرى في قطاع غزة
  • 3 أيام من منع إدخال المساعدات.. شبح المجاعة يهدد قطاع غزة مجدداً
  • باكستان تدين بشدة قرار الاحتلال بوقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة
  • إدانات عربية ودولية واسعة لقرار الاحتلال وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • مسؤول أممي: يجب استئناف تسليم المساعدات الإنسانية إلى غزة فورا
  • وزير الأوقاف: منع دخول المساعدات إلى غزة جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقوانين الدولية
  • وزير الأوقاف: منع دخول المساعدات إلى غزة جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقوانين
  • ألمانيا تطالب إسرائيل برفع القيود فورًا عن المساعدات الإنسانية لغزة وتحذر من العواقب
  • حزب صوت مصر: منع المساعدات عن غزة جريمة ضد الإنسانية وانتهاك للقانون الدولي